وقال الرسول

وقال الرسول

27/01/2017

النِّفاق


النِّفاق

دعائمه، والشُّعَب

ـــــــــــــــــــــــــ إعداد: «شعائر» ـــــــــــــــــــــــــ

عن أمير المؤمنين الإمام عليّ عليه السلام، قال:

«..والنِّفَاقُ عَلَى أَرْبَعِ دَعَائِمَ: عَلَى الهَوَى، والهُوَيْنَا*، والحَفِيظَةِ، والطَّمَعِ:

* فَالهَوَى عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ: عَلَى البَغْيِ، والعُدْوَانِ، والشَّهْوَةِ، والطُّغْيَانِ؛ فَمَنْ بَغَى كَثُرَتْ غَوَائِلُه، وتُخُلِّيَ مِنْه، وقُصِرَ عَلَيْه، ومَنِ اعْتَدَى لَمْ يُؤْمَنْ بَوَائِقُه، ولَمْ يَسْلَمْ قَلْبُه، ولَمْ يَمْلِكْ نَفْسَه عَنِ الشَّهَوَاتِ، ومَنْ لَمْ يَعْذِلْ* نَفْسَه فِي الشَّهَوَاتِ خَاضَ فِي الخَبِيثَاتِ، ومَنْ طَغَى ضَلَّ عَلَى عَمْدٍ (عَمَلٍ) بِلَا حُجَّةٍ.

* والهُوَيْنَا عَلَى أَربَعِ شُعَبٍ: عَلَى الغِرَّةِ، والأَمَلِ، والهَيْبَةِ، والمُمَاطَلَةِ؛ وذَلِكَ بِأَنَّ الهَيْبَةَ تَرُدُّ عَنِ الحَقِّ، والمُمَاطَلَةَ تُفَرِّطُ فِي العَمَلِ حَتَّى يَقْدَمَ عَلَيْهِ الأَجَلُ، ولَولَا الأَمَلُ عَلِمَ الإِنْسَانُ حَسَبَ* مَا هُوَ فِيه، ولَوْ عَلِمَ حَسَبَ مَا هُوَ فِيه مَاتَ خُفَاتاً* مِنَ الهَوْلِ والوَجَلِ، والغِرَّةَ تَقْصُرُ بِالمَرْءِ عَنِ العَمَلِ.

* والحَفِيظَةُ عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ: عَلَى الكِبْرِ، والفَخْرِ، والحَمِيَّةِ، والعَصَبِيَّةِ؛ فَمَنِ اسْتَكْبَرَ أَدْبَرَ عَنِ الحَقِّ، ومَنْ فَخَرَ فَجَرَ، ومَنْ حَمِيَ أَصَرَّ عَلَى الذُّنُوبِ، ومَنْ أَخَذَتْه العَصَبِيَّةُ جَارَ، فَبِئْسَ الأَمْرُ أَمْرٌ بَيْنَ إِدْبَارٍ وفُجُورٍ وإِصْرَارٍ وجَوْرٍ عَلَى الصِّرَاطِ.

* والطَّمَعُ عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ: الفَرَحِ، والمَرَحِ، واللَّجَاجَةِ، والتَّكَاثُرِ؛ فَالفَرَحُ مَكْرُوهٌ عِنْدَ الله، والمَرَحُ خُيَلَاءُ، واللَّجَاجَةُ بَلَاءٌ لِمَنِ اضْطَرَّتْه إِلَى حَمْلِ الآثَامِ، والتَّكَاثُرُ لَهْوٌ ولَعِبٌ وشُغُلٌ، واسْتِبْدَالُ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ.

فَذَلِكَ النِّفَاقُ ودَعَائِمُه وشُعَبُه».

(الكافي للكليني: ج 2، ص 393 – 394)

* الهُوَينا: هنا بمعنى الاستهانة والاستخفاف. العَذْل: اللَّوم. الحسَب: القدْر والقيمة. الخُفات: موت الفجأة.

 

وقال العلماء

«يهتمّ القرآنُ بأمر المنافقين اهتماماً بالغاً، ويكرّ عليهم كرّةً عنيفةً بذكر مساوئ أخلاقهم وأكاذيبهم وخدائعهم ودسائسهم، والفِتن التي أقاموها على النبيّ صلّى الله عليه وآله، وعلى المسلمين، وقد تكرّر ذكرهم في السُّور القرآنية كسورة (البقرة)، و(آل عمران)، و(النساء)، و(المائدة)، و(الأنفال)، و(التوبة)، و(العنكبوت)، و(الأحزاب)، و(الفتح)، و(الحديد)، و(الحشر)، و(المنافقون)، و(التحريم).

وقد أوعدهم اللهُ في كلامه أشدَّ الوعيد؛ ففي الدنيا بالطّبْع على قلوبهم، وجَعْل الغشاوة على سَمْعهم وعلى أبصارهم، وإذهاب نورهم وترْكِهم في ظلماتٍ لا يُبصرون. وفي الآخرة، بجعْلهم في الدرك الأسفل من النار.

وليس ذلك إلّا لشدّة المصائب التي أصابت الإسلامَ والمسلمين من كيدهم ومكْرهم وأنواع دسائسهم، فلم ينلِ المشركون واليهود والنصارى من دين الله ما نالوه. وناهيك فيهم قوله تعالى لنبيّه صلّى الله عليه وآله، يشير إليهم: ﴿.. هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ..﴾..». (المنافقون:4)

(تفسير الميزان: ج 19، ص 288 – 289)

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

27/01/2017

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات