الملف

الملف

27/01/2017

لماذا المطالبة بِفَدك؟

لماذا المطالبة بِفَدك؟

____ الشيخ محمّد علي التبريزي ____

في كتابه (اللمعة البيضاء في شرح خطبة الزهراء عليها السلام) يطرح المولى الشيخ محمّد علي التبريزي الأنصاري سؤالاً حول إصرار الصدّيقة الكبرى عليها السلام، على المطالبة بإرثها من رسول الله صلّى الله عليه وآله، في «فدَك والعوالي»، مع العلم بأنّ الدنيا لم تكن تعدل شيئاً عند آل البيت عليهم السلام، وهم الذين عُرضت عليهم خزائن الأرض فلم يقبلوها.

يقول رحمه الله:

 

«فما وجهُ هذا الإصرار في خصوص فدَك، حتى انتهى الأمر (بالزّهراء صلوات الله عليها) إلى الخروج إلى مجامع المهاجرين والأنصار.. ومكالمة والأبرار وغيرهم، وكذا البكاء والأنين عند جماعة الموافقين والمنافقين؟

والجواب عن هذا الأمر كما يظهر من الروايات:

هو أنّهم عليهم السلام، لم يكونوا مكلّفين إلّا بالعمل على طبق الصورة الظاهرية، والاتّصاف بلوازم البشرية، وتأذّيهم ممّا يخالف القواعد الشرعية أشدُّ من تأذّينا، لِما فيهم من الأسرار الباطنية، والسرائر الداخلية، مع ما في هذا الإصرار من الإشارة إلى فظاعة أمر تلك الولاية الباطلة.

والتنبيهُ على حقيقة (الغاصبين) من باب إتمام الحجّة، وإيضاح المحجّة، لئلّا يقول الناس يوم القيامة إنّا كنا عن هذا غافلين، أو كنّا نحن بهذا الأمر جاهلين، ليهلكَ مَن هلك عن بيّنة، ويحيى من حيَّ عن بيّنة.

بل كان معنى كلامها هذا في فدك راجعاً إلى الكلام في خلافة أمير المؤمنين عليه السلام، وكان في هذه المعركة العظمى، تمييزُ أهل الجنّة من أهل الجحيم.

ومن معاني بكائها عليها السلام في الباطن، التأسّف لأجل الهالكين من أمّة أبيها، والسالكين مسالك الضلالة الثاوين في مهاويها، إلى غير ذلك ممّا يظهر من الأخبار والآثار لمَن كان من أولي الأيدي والأبصار.

(بتصرف يسير)

 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

27/01/2017

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات