بصائر

بصائر

25/02/2017

سُنن المولود

سُنن المولود

عصمةٌ من الشيطان

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشهيد الثاني قدّس سرّه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تميّزت الشريعة المقدّسة بأنّ لها في كلّ واقعة حُكماً، ولكلّ حالٍ إرشاداً يكشف عن شمولها واستيعابها لمناحي الحياة كافّة، ومهما دقّت تفاصيل ما ندبتْ إليه أو ما نهتْ عنه فإنّها تشكّل امتداداً لأصل التوحيد الذي يسري في كلّ شيء.

مجموعة من الآداب التي نصّت الروايات الشريفة على إجرائها للمولود من حين ولادته، كما أوردها الشهيد الثاني، زين الدين الجُبعي العاملي في الجزء الخامس من كتابه (الروضة البَهيّة في شرح اللمعة الدمشقية).

يستحبّ:

1) غَسل المولود حين يُولَد.

2) والأذان في أُذنه اليمنى، والإقامة في اليسرى.

عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: «مَنْ وُلِدَ لَه مَولودٌ فَلْيؤذِّنْ في أُذُنِه اليُمنى بِأذانِ الصَّلاةِ، ولْيُقِمْ في أُذُنِه اليُسرى فإنَّها عِصمةٌ مِن الشّيطانِ الرّجيمِ»،

ولْيَكن ذلك قبل قطع سُرّته، فلا يُصيبه لَمَم (ضربٌ من الجنون خفيف) ولا تابعة (في لسان العرب هي الرّئيُّ من الجنّ)، ولا يفزع، ولا تُصيبه أمّ الصبيان (عِلّة تعتري الأطفال)... رُوي ذلك عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام.

3) وتَحنيكُه بتربة الحسين عليه الصلاة والسلام وماء الفرات؛ وهو النهر المعروف، أو ماءٍ فرات، أي عَذْب، ولو بخلطه بالتمر، أو بالعسل ليَعذُب إن لم يكن عذباً.

وظاهر العبارة التخيير بين الثلاثة، والأجود الترتيب بينها، فيقدّم ماء الفرات مع إمكانه، ثم الماء الفرات بالأصالة، ثم بإصلاح مالحه بالحلو.

والمراد بالتحنيك إدخال ذلك إلى حَنَكه، وهو أعلى داخل الفم. قال الهرويّ: «يقال: حَنَّكه وحَنَكَه بتخفيف النون وتشديدها».

وفي بعض الأخبار: «حَنِّكوا أولادَكُم بِماءِ الْفُراتِ وبِتُربةِ الحُسَينِ عليه السّلام، فَإِنْ لمْ يَكُن فبِماءِ السّماءِ».

وكذا يستحبّ تَحنيكه بالتمر، بأن يمضغ التمرة ويجعلها في فيه ويوصلها إلى حَنَكه بسبّابته حتى يتحلّل في حلقه. قال أمير المؤمنين عليه السلام: «حَنِّكُوا أولَادَكُم بِالتّمرِ، فكذا فعَلَ النّبِيُّ صلّى اللهُ عليه وآله وسلّم بِالْحَسَنِ والْحُسَيْنِ».

4) وتسميَتُه محمّداً، إنْ كان ذكراً، إلى اليوم السابع، فإن غيَّر بعد ذلك، جاز.

قال الصادق عليه السلام: «لَا يولَدُ لَنَا وَلدٌ إلَّا سَمَّينَاهُ مُحَمَّداً، فَإِذَا مَضَى لَنَا سَبعةُ أيّامٍ فَإِنْ شِئْنَا غَيَّرنَا، وإِنْ شِئْنا تَرَكنَا».

وأصدقُ الأسماء «عبد الله»، أو ما اشتمل على العبوديّة لله تعالى كـ«عبد الرحمن»، و«عبد الرحيم»، وغيرهما من أسمائه تعالى، وأفضلُها... اسم «محمّد» و«عليّ»، وأسماء الأنبياء، والأئمّة عليهم السلام.

قال الباقر عليه السلام: «أَصْدَقُ الأَسْمَاءِ مَا سُمِّيَ بِالْعُبُودِيَّةِ، وأَفْضَلُهَا أَسْمَاءُ الأَنْبِيَاءِ».

وعن الصادق عليه السلام أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله، قال: «مَنْ وُلِدَ لهُ أربعةُ أولادٍ ولَمْ يُسَمِّ أحدَهُم بِاسمي، فَقَد جَفانِي».

وعنه عليه السلام: «.. لَيْسَ فِي الأَرضِ دَارٌ فِيها اسمُ مُحَمَّدٍ إلَّا وهيَ تُقَدَّسُ كُلَّ يومٍ».

وعن الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام: «لَو وُلِدَ لي مائةُ وَلدٍ لَأَحبَبتُ أنْ لا أُسمِّي أحداً منهُم إلَّا عَلِيّاً».

وقال الرضا عليه السلام: «لَا يَدخُلُ الفَقرُ بَيتاً فِيه اسمُ مُحَمَّدٍ، أَو أَحمَدَ، أَو عَلِيّ، أَو الحَسَنِ، أَو الحُسَيْنِ، أَو جَعْفَر، أَو طَالِب، أَو عبدِ الله، أَو فاطِمةَ منَ النِّساءِ».

5) وتكنيته بأبي فلان إن كان ذكراً، أو أمّ فلان إن كان أنثى. قال الباقر عليه السلام: «إنّا لَنُكَنِّي أولَادَنَا في صِغَرِهِم مَخَافَةَ النَّبَزِ أَنْ يَلْحَقَ بِهِم». (والنَّبز هو اللقبُ السّوء)

ويجوز اللقب - وهو ما أشعر من الأعلام بمدحٍ أو ذمّ - والمراد هنا الأول خاصّة، ويُكره الجمع بين كُنيته، بضمّ الكاف، بـ«أبي القاسم» وتسميته «محمّداً».

قال الصادق عليه السلام: «إنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، نَهَى عَنْ أربَعِ كُنى: عَن أبِي عِيسَى، وعَن أبِي الحَكَمِ، وعَن أبِي مَالِكٍ، وعَن أبِي القَاسِمِ إِذا كانَ الاسمُ مُحَمَّداً».

 

لا يُدعى به إلا في المهمّات

دعاء من مخزون عِلم آل محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم

في (مهَج الدعوات) للسيد ابن طاوس رضوان الله عليه، قال: «.. عن أَبان بن تَغلِب، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام، قال:

كانَ الذي دعا به عليُّ بن الحسين عليهما السلام، عندَ محاكمتِه محمّدَ بن الحنفية إلى الحَجر الأسود، أن قال: 

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ فِي سُرَادِقِ الْمَجْدِ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ فِي سُرَادِقِ الْبَهَاءِ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ فِي سُرَادِقِ الْعَظَمَةِ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ فِي سُرَادِقِ الْجَلَالِ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ فِي سُرَادِقِ الْعِزَّةِ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ فِي سُرَادِقِ القُدْرَةِ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ فِي سُرَادِقِ السَّرَائِرِ، السَّابِقِ الْفَائِقِ الْحَسَنِ النَّضِيرِ (النَّضِر)، رَبِّ الْمَلَائِكَةِ الثَّمَانِيَةِ وَرَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، وَبِالْعَيْنِ الَّتِي لَا تَنَامُ، وَبِالاسْمِ الْأَكْبَرِ الْأَكْبَرِ الْأَكْبَرِ، وَبِالاسْمِ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ، الْمُحِيطِ بِمَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَبِالاسْمِ الَّذِي أَشْرَقَتْ بِهِ الشَّمْسُ وَأَضَاءَ بِهِ الْقَمَرُ، وَسُجِّرَتْ بِهِ الْبِحَارُ وَنُصِبَتْ بِهِ الْجِبَالُ، وَبِالاسْمِ الَّذِي قَامَ بِهِ الْعَرْشُ وَالْكُرْسِيُّ، وَبِأَسْمَائِكَ الْمُقَدَّسَاتِ الْمُكَرَّمَاتِ الْمَكْنُونَاتِ الْمَخْزُونَاتِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَسْأَلُكَ بِذَلِكَ كُلِّهِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَفْعَلَ بِي (كَذَا وَكَذَا..).

قال أَبان بن تغلب: قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام: يا أَبان، إيّاكم أن تدعوا بهذا الدعاء إلّا لأمرٍ مهمٍّ من أمرِ الدنيا والآخرة، فإنّ العباد ما يَدرون ما هو، هوَ من مخزونِ علم آل محمّدٍ عليه وعليهم السلام». 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

منذ 19 دقيقة

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

منذ 20 دقيقة

إصدارات أجنبية

نفحات