تحقيق

تحقيق

26/04/2017

مسجدُ الغَيبة


مسجدُ الغَيبة

مقام الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف في مدينة الحِلّة بالعراق

ـــــــــــــــــــ أحمد علي مجيد الحلّي ـــــــــــــــــــ

مقام الإمام المهديّ المنتظر صلوات الله عليه في مدينة الحِلّة بالعراق أحدُ أشهر البقاع المنسوبة إلى ساحته المقدّسة، ولعلّه يلي مسجد جمكران بضاحية قمّ من حيث توافد حشود الزائرين إليه على مدار السنّة. ولطالما اقترن ذكرُ المقام الشريف بالحديث عن الحوزة العلمية في الحِلّة التي تأسّست أواخر القرن السادس على يد الشيخ ابن إدريس الحلّي، المتوفّى سنة 598 هجريّة.

يتناول هذا التحقيق للباحث العراقي أحمد علي مجيد، بناءَ المقام، وتاريخَه، وتوثيقَ نسبته إلى الإمام صاحب الزمان عليه السلام بَدءاً من القرن السادس الهجري.

 

الحِلّة، بكسر الحاء المهملة وتشديد اللام، مدينة كبيرة بين النجف الأشرف وبغداد. كانت تسمّى «الجامعَين». أوّل من عمّرها ونزلها سيف الدولة صدقة بن منصور الأسدي، وذلك سنة 495 هجرية، وكانت من قبلُ أجَمَة تأوي إليها السباع، فنزل بها بأهله وعساكره، وبنى بها المساكن الجليلة والدور الفاخرة، وقد قصدها التجّار فصارت أفخر بلاد العراق وأحسنها مدّةَ حياة سيف الدولة. وقد يقال (الحلّة السيفية) نسبةً إلى هذا الأخير.

كانت مدينة الحلّة حاضرةً من الحواضر العلميّة ومثابةً لطلّاب العلوم الدينية ودارسي فقه آل محمّدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم، وبلغ صِيتها العلمي ذروته في القرنين السابع والثامن الهجريّين. وإلى الحوزة العلمية، يُعدّ مقام الإمام المهديّ عليه السلام في الحلّة أبرز المعالم الإسلامية في المدينة.

قال المحدّث الطَبَرْسي في (النجم الثاقب) حول المقامات المنسوبة إلى الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف: «مِن جملة الأماكن المختصّة المعروفة بمقامه صلوات الله عليه: وادي السلام، ومسجد السهلة، والحلّة، ومسجد جمكران خارج قمّ، وغيرها.. والظاهر أنّه في تلك المواضع تشرَّفَ مَن رآه أرواحناه فداه، أو ظهرت هناك معجزة، ولهذا دخَلَت في الأماكن الشريفة المباركة، وأنّ هناك محلَّ أُنس وهبوط الملائكة.. وهي أحد الأسباب المقرِّبة لإجابة الدعاء وقبول العبادة».

أضاف رضوان الله عليه: «جاء في بعض الأخبار أنّ الله جلّ جلاله يُحبّ أن يُعبَد في أمثال هذه الأماكن.. وهي من الألطاف الغيبيّة الإلهيّة للعباد الضالّين والمضطرّين، والمرضى والمستدينين، والمظلومين والخائفين، والمحتاجين، ونظائرهم من أصحاب الهموم وموزَّعي القلوب ومشتَّتي الظاهر ومختلّي الحواسّ، فإنّهم يلجأون إلى هناك ويتضرّعون ويتوسّلون إلى الله عزّ وجلّ بصاحب ذلك المقام، وبالطبع كلّما سعى الزائر أن يكون هناك أكثر أدباً واحتراماً، فسوف يرى خيراً أكثر. ويُحتَمل أنّ جميع تلك المواضع داخلةٌ في جملة بيوت الله تعالى، والتي أمر أن تُرفع ويُذكَرَ فيها اسمه جلّ وعلا..».

وفي (البلد الأمين) للشيخ الكفعمي، قال: «يُستحبّ زيارة الإمام المهديّ عليه السلام في كلّ مكانٍ وزمان، والدعاءُ بتعجيل فرجه صلوات الله عليه عند زيارته».

ويؤكّد السيد محمّد تقي الموسوي الأصفهاني في (مكيال المكارم) أنّ المقامات المنسوبة إلى الإمام المهديّ من الأمكنة التي يتأكّد فيها الدعاء له عليه السّلام؛ باعتبارها من البقاع التي نزل فيها الإمام صلوات الله عليه أو أقام فيها الصلاة، فينبغي للمؤمن المحبّ التأسّي به في ذلك، والدعاء بتعجيل فرجه أرواحنا فداه.

وفي الجزء الخامس من (رياض العلماء) للميرزا عبد الله الأفندي، ضمن ترجمته للشيخ ابن أبي الجواد النعماني، قال: «رأيت في بعض المواضع - نقلاً عن خط الشيخ زين الدين عليّ بن الحسن الخازن الحائريّ تلميذ الشهيد الأوّل - أنّه قد رأى ابنُ أبي الجواد النعماني مولانا المهديّ عليه السّلام، فقال له النعمانيّ:

يا مولاي، لك مقامٌ بالنعمانية ومقامٌ بالحلّة، فأين تكون فيهما؟

فأجابه الإمام عليه السلام بما مضمونه: أكون بالنعمانية ليلةَ الثلاثاء ويوم الثلاثاء، ويومَ الجمعة وليلة الجمعة أكون بالحلّة، ولكنّ أهل الحلّة ما يتأدّبون في مقامي... وما مِن رجلٍ دخل مقامي بالأدب، ويتأدّبْ ويُسلّم علَيّ وعلى الأئمّة، وصلّى علَيَّ وعليهم اثنتي عشرة مرّة، ثمّ صلّى ركعتين بسورتَين، وناجى الله بهما المناجاة، إلاّ أعطاه الله تعالى ما يسأله، أحدُها المغفرة.

فقلت: يا مولاي، علّمْني ذلك.

فقال عليه السلام: «قُلْ: اللّهمَّ قد أخَذَ التَّأديبُ مِنّي حتّى مَسَّنِيَ الضُّرُّ وأنتَ أرحمُ الرّاحمين، وإنْ كان ما اقتَرَفتُه مِنَ الذُّنُوب أستَحقُّ بِهِ أضعافَ أضعافِ ما أدَّبتَنِي بِهِ. وأنت حَليمٌ ذُو أناةٍ، تعفُو عن كَثِيرٍ حَتّى يَسْبِقَ عَفوُكَ ورَحمتُك عَذابَك».

قال النعماني: وكرّرها علَيّ ثلاثاً حتّى فهِمْتها. أي: حتّى حفظها عن ظهر قلب.

والنعمانية مدينة عراقية في محافظة واسط، جنوب بغداد، وعلى ضفاف دجلة.

مقام الإمام المهديّ في المخطوطات القديمة

عند محاولة التعرّف إلى تاريخ مقام الإمام المهديّ عليه السّلام في مدينة الحلّة، يجدر بنا أن نقف عند المصادر التاريخيّة لهذا الصرح المبارك من خلال المخطوطات التالية:

1) السيّد حسن الصدر، في (تكملة أمل الآمل)، قال: «رأيت بخطّ الشيخ الفقيه الفاضل ابن هيكل الحليّ - تلميذ ابن فهد الحليّ المتقدّم ذكره - ما صورَتُه: حوادث سنة 636 هجرية، فيها عَمّر الشيخ الفقيه العالم نجيب الدين محمّد بن جعفر بن نما الحلّي بيوتَ الدرس إلى جانب المشهد المنسوب إلى صاحب الزمان عليه السّلام بالحلّة السيفيّة، وأسكنها جماعةً من الفقهاء».

2) مخطوطة (نهج البلاغة) المُستنسخة سنة 677 هجرية، وهي تذكر أنّ ناسخها السيّد نجم الدين الحسين بن أردشير الطبريّ الآبدارآباديّ - وهو رجل فقيه ثقة - قد نسخها في هذا المقام الشريف بالحلّة بتاريخ أواخر شهر صفر سنة 677 هجرية.

3) مخطوطة (الدرّة النضيدة في شرح الأبحاث المفيدة)، وهي مختصرٌ لكتاب (منهاج الهداية ومعراج الدراية) للعلاّمة الحسن بن يوسف بن المطهَّر الحليّ، وتاريخ المخطوطة بداية القرن الثامن الهجري، وقد استُنسخت بجوار المقام الشريف لصاحب الزمان عليه السّلام في الحلّة السيفيّة بيد الشيخ عزّ الدين الحسن بن ناصر الحدّاد العامليّ.

4) مخطوطة (تحرير الأحكام الشرعيّة على مذهب الإمامية) للعلاّمة الحليّ، نسخها محمود بن محمد بن بدر سنة 723 هجرية في مقام صاحب الزمان عليه السّلام بالحلّة؛ وعلى وجه الدقّة يوم الثلاثاء سادس رجب من سنة 723 هجرية.

5) مخطوطة (قواعد الأحكام في معرفة الحلال والحرام) للعلاّمة الحليّ، نَسَخها في هذا المقام: جعفر بن محمد العراقي وأخوه الحسين بن محمّد العراقي وقد انتهيا منها يوم السبت أوّل جمادى الآخرة سنة 776 هجرية.

6) مخطوطة (المختصر النافع) لنجم الدين جعفر بن الحسن، المعروف بـ«المحقّق الحليّ»، خال العلاّمة الحليّ، لم يُعرف ناسخها، إلاّ أنّ تاريخ النسخ هو: 16 ربيع الأوّل سنة 957 هجرية، ومكان النسخ هو: مدرسة صاحب الزمان عليه السّلام المجاورة لمقام صاحب الزمان عليه السّلام في الحلّة السيفيّة.

موقع المقام

* يقع هذا المقام المبارك في مركز مدينة الحلّة بالعراق، في منطقةٍ تُدعى (السَّنيّة) في سوق الصفّارين على يمين الداخل إلى هذا السوق، أو على يسار الداخل إلى السوق الكبير، وخلف جامع الحلّة الكبير.

* المقام مشهورٌ عند أهل الحلّة بـ (مقام الغَيبة) نسبةً إلى الإمام الغائب عجّل الله تعالى فرَجَه الشريف.

* المساحة الكلية للمقام بحدود 35 متر مربع، وهو يطلّ على سوق المدينة.

* زُيّنت واجهة المقام بالزخارف الإسلامية وتعلوها آية التطهير، وزيارة مختصرة للإمام عليه السّلام، ويتوسّطها بابٌ من خشب الساج ارتفاعه مترين، تعلوه أبيات تؤرخ بعض عمارات المقام، ومن الداخل يعلو الباب دعاء «يا مَنْ أَظَهَرَ الْجَميل..»؛ كُتب على القاشانيّ الأزرق.

* عند الدخول إلى المقام يُطالعك شبّاك تعلوه زيارة للإمام عليه السّلام؛ هي الزيارة المطلقة التي نقلها السيّد ابن طاووس في (مصباح الزائر) وأوّلها: «السَّلامُ عَلَى الحَقِّ الجَديد..».. كُتبت على القاشانيّ الأزرق.

* أمّا القبّة فمزيّنة من الداخل، كُتبت عليها آية النور، وأسماء أهل البيت عليهم السّلام يعلوها لفظ الجلالة.

* ومن الخارج فالقبّة مكسوّة حديثاً، نُقشت عليها أسماء الأئمّة المعصومين عليهم السّلام، وهي شامخة ظاهرة للعيان من بُعد.

الجامع الكبير

على الرغم من أنّ مساحة المقام ضيّقة، وتحتاج إلى توسعة، إلاّ أنّ النظام البعثي البائد قرّر سنة 2001م هدمه بذريعة تحويله إلى منزل خاصّ لإمام وخطيب أهل السُّنّة في جامع الحلّة الكبير المجاور للمقام، لكنْ لم يتمّ له ذلك.

وتُثْبت النقول التاريخيّة في المصادر المعتبرة أنّ مساحة المقام الشريف كانت تشمل الجامع الكبير المجاور له اليوم، إذ الجامع كان تابعاً للمقام وليس العكس، ويكفي في إثبات ذلك طرح هذه الأدلّة الواضحة:

1) اسم الجامع الكبير مشهور عند أهل الحلّة بـ(جامع الغَيبة)، وهو متسالم عليه خَلَفاً عن سَلَف.

2) مقام الغَيبة يحتوي على القبة فقط من دون منارة، والحال أنّ مقامات الأئمّة عليهم السّلام ومشاهدهم لم نَرَها خاليةً من المنارة، وهذا يدلّ على أنّ الجامع الذي يحتوي على المنارة وليس له قبّة، والمقامَ الذي يحتوي على القبّة وليس له منارة.. هما مكان واحد.

3) إنّ خلوّ الجامع الكبير من القبّة أمرٌ لافت، إذ المساجد الإسلاميّة على كثرتها في العالم الإسلاميّ، صغيرها وكبيرها، كلّها تحتوي على قباب، فيبدو أنّ قبّة المقام ومنارة الجامع هما في بناءٍ واحد، وقد كُتب على المنارة السابقة للجامع لفظ الجلالة واسم النبيّ وأسماء أهل بيته الاثني عشر صلوات الله عليه وعليهم، وتلك إشارة واضحة إلى أنّ المنارة كانت تابعة للمقام، أو أنّ الجامع والمقام تشكيلة بنائيّة متّحدة وواحدة.

العمارات السابقة.. زمنيّاً

1) القرن السادس: وردت الإشارة إلى هذه العمارة في كتاب (المناقب المزيديّة في أخبار الدولة الأسديّة)، لمؤلفه أبي البقاء هبة الله بن نما، والكتاب مفقود، لا توجد منه إلاّ نسخة واحدة في المتحف البريطاني تحت الرقم 230296.

2) القرن السابع: البناء الذي تقدّمت الإشارة إليه في كلام ابن هيكل الحليّ في حوادث سنة 636 هجرية.

3) القرن الثامن: بمراجعة هوامش مخطوطات تلك الحقبة يتبيّن أنّ عمارة المقام كانت شامخةً في قلب الحلّة وعلى شهرةٍ واسعة..

4) القرن التاسع: ذُكِرت عمارة المقام الشريف في كتاب (تاريخ الحلّة) لابن كركوش، وفيه أنّ شاه علي بن اسكندر حاكم الحلّة حين هُوجم من قِبل جيش حسن علي أمير بغداد، ألقى بنفسه إلى صاحب الزمان - أي إلى مقامه عليه السّلام.

5) القرن العاشر وما بعده: ذُكِرت عمارة المقام عندما زار «سيّد علي رئيس» المرسَل من قِبل سلطان مصر سنة 961 هجرية، كما ذُكرت في عهد الدولة الصفويّة (930 - 1120 هجرية) حينما عيّنت تلك الدولة آلَ القيّم لسدانة المقام.

6) القرن الرابع عشر: سنة 1317 هجرية / 1896م، سعى لعمارة مقام الغَيبة في الحلّة السيّد محمّد بن مهدي القزويني، الذي كان يهتمّ بعمارة الآثار التاريخيّة.. وقد أرّخ الشيخ محمّد الملاّ هذه العمارة بأبيات تعلو مدخل المقام.

7) في القرن الهجري الحالي (الخامس عشر)، وتحديداً في سنة 2001م، سعى المرجع الدينيّ السيّد علي الحسيني السيستاني دام ظلّه في تجديد عمارة المقام بجهود بعض المؤمنين الخيّرين، وقد تضمّن التجديد: تغليف القبّة بالقاشاني الأزرق، وتزيين السقف والقبّة من الداخل بالمرايا، وتغليف الأرضيّة والجدران بالمرمر، بالإضافة إلى خدمات الإنارة والتهوئة.

من زوّار المقام

تشرّف عدد كبير من العلماء والأمراء والوجهاء بزيارة مقام الإمام المهديّ صلوات الله عليه في الحلّة، مُقرّين بأنه من البقاع الشريفة المرتبطة بصاحب الزمان عليه السّلام، ومُثْبِتين حقيقةً تاريخيّة دينيّة مباركة تبهج القلوب، وتدعو الأرواح للطواف في رحاب صاحب ذلك الصرح التوحيدي المبارك. ما يلي قائمة بأسماء نفر منهم:

1) في سنة 1304م، زار المقامَ الشريف الرحّالة ابن بطّوطة (ت 779 هجرية)، صاحب كتاب (تحفة النُّظّار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار)، الذي تشرّف في رحلته أيضاً بزيارة مقام أمير المؤمنين عليٍّ عليه السّلام في النجف الأشرف.

2) في 18 شعبان (بداية القرن الثامن الهجري) زار المقام أبو محمّد الحسن الحدّاد العامليّ، كان حيّاً سنة 739 هجرية، وإلى جواره ألّف كتابه (الدرّة النضيدة في شرح الأبحاث المفيدة) والمتن للعلاّمة الحلّي.

3) في بداية القرن الثامن الهجري أيضاً زار المقام الشريف حاكمُ الحلّة مرجان الصغير، وكان شديد البغض للشيعة، وكان كلّما دخل المقام أعطى القبلة الشريفة ظهرَه إذا جلس، حتّى شاهد كرامة فتغيّرت عقيدته وحسُن تأدّبُه.

4) في سنة 1323م، زارت المقامَ «أمُّ عثمان» وكانت كفيفة البصر فكُشِف عن بصرها داخله، فباتت فيه مع نساءٍ مؤمنات، واستبصرت هي وولدها عثمان ببركة صاحب المقام الإمام المهديّ صلوات الله عليه، وحكاية شفائها من القضايا المشهورة في الكتب، وبين أبناء الحلّة حتى يومنا هذا.

5) سنة 1338م، زاره الشيخ الزُّهْدَريّ، بات فيه وكان مصاباً بالفالج فشُفيَ مِن ليلته.

6) في غرّة جُمادى الآخرة سنة 776 هجرية، زار المقامَ جعفرُ بن محمّد العراقي، وهناك نسَخَ كتاب (قواعد الأحكام) للعلاّمة الحليّ.

7) سنة 1540م، زاره «سيّد علي رئيس» مُرسَلاً مِن قِبل سلطان مصر، وكان أمير قبطانيّته، فأرسله إلى العراق لإحضار السفن من ميناء البصرة إلى مصر، وقد تشرّف بزيارة مقام الغَيبة في الحلّة ومقام عقيل بن أبي طالب هناك أيضاً، وزار مشهد الشمس، ثمّ عاد إلى بغداد.

شجرة طُوبى

.. تمسَّكوا بها ترفعكُم إلى الجنّة

عن أمير المؤمنين عليه السلام، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله، من ضمن حديثٍ طويل أنّه قال:

«..إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ، إذا كان أوّلَ يومٍ مِن شعبان أمرَ بِأبواب الجَنّةِ فَتُفتَح، ويَأمرُ شَجَرةَ طُوبى فتُطلع أغصانَها على هذه الدّنيا... ثمّ يُنادي منادي ربّنا عزّ وجلّ: يا عبادَ الله، هذه أغصان شجرة طوبى، فتمسّكوا بها ترفعْكم إلى الجنّة... فوالّذي بَعَثَني بِالحقِّ نبيّاً، إنّ مَن تَعاطى باباً مِن الخيرِ والبِرِّ في هذا اليوم، فقد تَعلَّق بِغُصنٍ مِن أغصانِ شَجرةِ طُوبى، فهو مؤدِّيه إلى الجنّة... ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:

- ومَن أَصلَح بينَ المَرءِ وزَوجِه...فقد تعلّقَ منه بِغصنٍ.

- ومَن خَفَّف عن مُعسرٍ من دَينِه أو حطّ عنه فقد تعلّقَ منه بِغصنٍ...

- ومَن كفَّ سفيهاً عن عِرضِ مؤمنٍ فقد تعلّقَ منه بِغصنٍ.

- ومَن قَرأ القرآنَ أو شيئاً منه فقد تعلّقَ منه بِغصنٍ.

- ومَن قَعد يَذكر اللهَ ونعماءَه ويَشكره عليها فقد تعلّقَ منه بِغصنٍ.

- ومَن عادَ مريضاً فقد تعلّقَ منه بِغصنٍ.

- ومَن بَرَّ والدَيه أو أحدَهما في هذا اليوم فقد تعلّقَ منه بِغصنٍ، ومَن كان أسخَطَهما قبل هذا اليوم فأرضاهما في هذا اليوم فقد تعلّقَ منه بِغصنٍ.

- ومَن شَيَّع جنازةً فقد تعلّقَ منه بِغصنٍ...

- وكذلك مَن فعل شيئاً من سائرِ أبوابِ الخَيرِ في هذا اليوم، فقد تعلّقَ منه بِغصنٍ..».

(مستدرك الوسائل، الشيخ الطبرسي)

 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

26/04/2017

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات