أحسن الحديث

أحسن الحديث

26/04/2017

الغَيب.. يومُ القائم عجّل الله تعالى فرجه الشريف


الغَيب.. يومُ القائم عجّل الله تعالى فرجه الشريف

من الآيات المفسَّرة بالإمام المهديّ عليه السلام

ــــــــــــــــــــــــ العلامة الشيخ علي الكوراني ــــــــــــــــــــــــ

في الآيات القرآنية المباركة مؤيّداتٌ عديدة لعقيدة المسلمين المتواترة عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في المهديّ الموعود الذي يملأ اللهُ تعالى به الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن تمتلئ ظُلماً وجَوراً.

يبقى أنّ استقراء مفردات هذه العقيدة في ثنايا الآيات المباركة منوطٌ بمن يفهم القرآن حقّ فهمه، وهم أهل بيت رسول الله، أعدالُ الكتاب العزيز وقرناؤه بنصّ حديث الثّقلين المجمع عليه بين المسلمين.

هذه المقالة منتخبة من الجزء الخامس من (معجم أحاديث الإمام المهديّ عليه السلام)، الصادر عن «مؤسّسة المعارف الإسلامية» في قمّ المقدّسة، بإشراف العلامة الشيخ علي الكوراني، وقد ارتأينا، رعايةً للاختصار، حذف مصادر الروايات التي أوردها سماحته بالتفصيل من مصنّفات الفريقين.

«شعائر»

 

المؤمنون بالغَيب

قوله تعالى في الآيات الثلاث الأُوَل من سورة البقرة: ﴿ألم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾.

* عن جابر بن عبد الله الأنصاري، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، من ضمن خبرٍ طويلٍ في إسلام جُنْدَب بن جُنادة اليهوديّ، (هو غير الصحابيّ الجليل أبي ذر الغفاريّ، وفي بعض المصادر جندل بن جنادة).

قال جندب: «..فأخبِرني بالأوصياء بعدك لأَتمسّك بهم.

فقال صلّى الله عليه وآله: يا جُندب، أوصيائي مِن بعدي بِعددِ نُقباءِ بني إسرائيل.

فقال: يا رسول الله، إنّهم كانوا اثنَي عشر، هكذا وجدنا في التوراة.

قال: نعم، الأئمّةُ بعدي اثنا عشَر.

فقال: يا رسول الله، كلّهم في زمنٍ واحد؟

قال: لا، ولكنّهم خَلَفٌ بعدَ خلَفٍ... (إلى قوله صلّى الله عليه وآله) فإذا انقَضتْ مدّةُ عليٍّ (الهادي عليه السلام)، قام بالأمر بعده الحسنُ (العسكريّ عليه السلام) ابنُه يُدعى بالأمين، ثمّ يَغيبُ عنهم إمامهم.

قال: يا رسول الله، هو الحسنُ يغيب عنهم؟

قال: لا، ولكنِ ابنُه الحُجّة... ثمّ تلا رسول الله صلّى الله عليه وآله: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا..﴾ (النور:55).

فقال جندب: يا رسولَ الله، فما خوفُهم؟

قال: يا جُندب، في زمنِ كلّ واحدٍ منهم سلطانٌ يَعتريه ويُؤذيه، فإذا عجَّل اللهُ خروجَ قائمِنا يملأُ الأرضَ قِسطاً وعدلاً كما مُلِئَتْ جَوراً وظُلماً.

ثمّ قال عليه السلام: طُوبى للصّابرين في غَيبتِه، طوبى للمتّقينَ على محجّتِهم، أولئك وَصَفَهم اللهُ في كتابه، وقال: ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ..﴾.

وقال: ﴿..أُولَئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾...». (المجادلة:22)

***

* عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في تفسير الآية الثالثة من سورة البقرة: «الغَيب: يومُ الرّجعةِ، ويومُ القيامةِ، ويومُ القائِم؛ وهي أيّام آلِ محمّدٍ عليهم السّلام.. وإليها الإشارةُ بقوله تعالى: ﴿..وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ..﴾ (إبراهيم:5)، فالرجعةُ لهُم، ويومُ القيامةِ لهُم، ويومُ القائمِ لهم وحُكمُه إليهم، ومُعوَّل المؤمنينَ فيه عليهم».

* عن الإمام الباقر عليه السلام: «..هُم المُتّقون الّذينَ يؤمِنونَ بِالغَيبِ، وهو البَعثُ والنُّشورُ وقِيامُ القائِم، والرّجعة..».

* وعن الإمام الصادق عليه السلام: «المتّقون: شيعةُ عليٍّ عليه السّلام، والغَيب: فهو الحُجّةُ الغائِب، وشاهدُ ذلك قولُ الله عزّ وجلّ: ﴿وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ﴾». (يونس:20)

* وعنه عليه السلام في قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ..﴾ قال: «مَن أقرَّ بقيامِ القائمِ أنّه حقّ».

لقاء المهديّ عليه السلام بأصحابه في مكّة

قوله تعالى في الآية الثانية والستين من سورة النمل: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾.

 

* رُوي عن الإمام الباقر عليه السلام قوله: «يكونُ لِصاحبِ هذا الأمر غَيبةٌ في بعضِ هذه الشّعاب، ثمّ أَوْمَأ بِيدِه إلى ناحية ذي طُوَى [من أودية مكّة المكرّمة]، حتّى إذا كان قبلَ خروجِه بِليلتَين، انتَهى المَولى الذي يكونُ بين يديه حتّى يَلقى بعضَ أصحابِه، فيقول: كَم أنتُم هاهنا؟

فيقولون: نحوٌ من أربعين رجلاً.

فيقول: كيف أنتَم لو قد رأيتَم صاحبَكُم؟

فيقولون: والله لو يَأوي بنا الجبال لآوَيناها معه...

ثمّ قال أبو جعفر (الباقر عليه السلام): والله لَكأنّي أنظرُ إليه وقد أَسندَ ظَهرَه إلى الحَجَر، ثمّ يَنشدُ اللهَ حقَّه، ثمّ يقول:

يا أيُّها النّاس، مَن يُحاجّني في اللهِ فأنا أَوْلى النّاسِ بِالله، ومُنْ يُحاجّني في آدم فأنا أَوْلى النّاسِ بِآدم.

يا أيُّها النّاس، مَن يُحاجّني في نوح فأنا أَوْلى النّاسِ بِنُوح.

يا أيُّها النّاس، مَن يُحاجّني في إبراهيم فأنا أَوْلى النّاسِ بِإبراهيم.

يا أيُّها النّاس، مَن يُحاجّني في موسى فأنا أَوْلى النّاسِ بِموسى.

يا أيُّها النّاس، مَن يُحاجّني في عيسى فأنا أَوْلى النّاسِ بِعيسى.

يا أيُّها النّاس، مَن يُحاجّني في مُحمّدٍ فأنا أَوْلى النّاسِ بِمحمّدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم.

يا أيُّها النّاس، مَن يُحاجّني في كتابِ الله، فأنا أَوْلى النّاسِ بِكتابِ الله.

ثمّ ينتهي إلى المقام فيصلّي عندَه ركعتَين، ثمّ يَنشد اللهَ حقّه.

قال أبو جعفر عليه السلام: هو واللهِ المُضطرّ في كتاب الله، وهو قولُ الله: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ..﴾». (...)

* وعنه عليه السلام: «هذِهِ نَزلت في القائِم عليه السّلام، إذا خَرجَ تعمَّم وصلَّى عند المَقامِ، وتّضرّع إلى ربِّه، فلا تُرَدُّ لهُ رايَةٌ أبداً».

* وعن الإمام الصادق عليه السلام: «نزلَتْ في القائِم مِن آلِ مُحمّدٍ عليهم السّلام، هو واللهِ المُضطرّ إذا صلّى في المَقامِ ركعتَين ودعا الله فأجابَه، ويَكشف السّوء، ويَجعلهُ خليفةً في الأرض».

* وعنه عليه السلام: «هو واللهِ القائِم إذا قام في الكعبةِ وصلّى ركعتَين ودعا الله، فهذا مِمّا لم يَكُنْ بعد، وسيَكونُ إنْ شاءَ الله».

 

شجرة طوبى

صلوات الليلة الأولى

أربع صلوات مرويّة عن رسول الله صلّى الله عليه وآله، يُؤتى بها في الليلة الأولى من شعبان، مع ملاحظة أن الصلاة الأخيرة جزء من عمل مقترن بالصيام ويبدأ من الليلة الأولى.

* لدفع الشرور وغفران الكبائر: «مَن صلَّى أوّلَ ليلةٍ من شعبان مائة ركعة، يقرأ في كلّ ركعة (فاتحة الكتاب) مرّة، و(قل هو الله أحد) مرّة، فإذا فرغَ من صلاته قرأ (فاتحة الكتاب) خمسين مرّة.. والّذي بَعثَني بالحقِّ نبيّاً أنَّه إذا صلَّى هذه الصَّلاة وصامَ العبدُ، دَفَع اللهُ تعالى عنه شرَّ أهلِ السَّماء وشرَّ أهلِ الأرضِ وشرَّ الشّياطين والسّلاطين، ويَغفرُ له سبعينَ ألف كبيرة، ويَرفعُ عنه عذابَ القبر، ولا يروِّعه منكرٌ ولا نكيرٌ، ويَخرج من قبرِه ووَجهُه كالقمرِ ليلةَ البدرِ، ويمرُّ على الصِّراط كالبرق، ويُعطى كتابه بيَمينه».

* ثواب الشهداء: «مَن صلّى أوّلَ ليلةٍ من شعبان اثنتَي عشرة ركعة، يقرأ في كلّ ركعة (فاتحة الكتاب)، و(قل هو الله أحد) خمس عشرة مرّة، أعطاهُ اللهُ تعالى ثواب اثنَي عشر ألف شهيدٍ، وكَتَب له عبادة اثنتَي عشرة سنة، وخرج من ذنوبه كَيَومِ وَلَدَته أمُّه، وأعطاهُ اللهُ بكلِّ آيةٍ في القرآن قصراً في الجنّة».

* ثواب الصدّيقين: «مَن صلّى أوّل ليلةٍ من شعبان ركعتَين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ (فاتحة الكتاب) مرّة، وثلاثين مرّة (قل هو الله أحد)، فإذا سلَّمَ قال: (أللّهُمَّ هذا عَهدي عندَك إلى يوم القيامة)، حُفِظَ من إبليسَ وجنودِه، وأعطاهُ اللهُ ثوابَ الصِّدِّيقين».

* للتأمين على المصير: «مَن صام ثلاثة أيّامٍ من أوّل شعبان ويقومُ لياليها، وصلّى ركعتَين [في اللّيالي الثّلاث]، في كلّ ركعة بـ (فاتحة الكتاب) مرّة، و(قل هو الله أحد) إحدى عشرة مرّة، رفع اللهُ تعالى عنه شرَّ أهلِ السّماوات وشرَّ أهلِ الأرضين وشرَّ إبليسَ وجنودِه وشرَّ كلِّ سلطانٍ جائرٍ، والذي بعثَني بالحقِّ نبيّاً أنّه يَغفرُ اللهُ له سبعينَ ألف ذنبٍ من الكبائر في ما بينه وبين الله عزَّ وجلَّ، ويَدفعُ اللهُ عنه عذابَ القبرِ ونَزْعَه وشدائدَه».

(الإقبال، السيّد ابن طاوس)


اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

26/04/2017

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات