أحسن الحديث

أحسن الحديث

25/05/2017

موجز في تفسير سورة الأعلى

 

أوّل من قال «سبحان ربّي الأعلى» ميكائيل

موجز في تفسير سورة الأعلى

ــــــ إعداد: سليمان بيضون ــــــ


* السورة السابعة والثمانون في ترتيب سوَر المُصحف الشريف، نزلت بعد سورة «التكوير».

* سُمّيت بـ«الأعلى» لابتدائها بعد البسملة بقوله تعالى: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾.

* آياتها تسع عشرة، وهي مكيّة، وفي الحديث النبويّ الشريف أنّ مَن قرأَها «أعطاه الله عشر حسنات بعدد كلّ حرف أنزله الله على إبراهيم وموسى ومحمّد [عليهم السلام]».

* ما يلي موجز في التعريف بهذه السورة المباركة اخترناه من تفاسير: (نور الثّقلين)، و(الميزان)، و(الأمثل).

 

اسم «الأعلى» لله تعالى معناه: الذي يعلو كلّ عالٍ، ويقهر كلّ شيء، فهو الأعلى من كلّ أحد، ومن كلّ ما يُتصوّر لذاته المقدّسة، أو تخيّل لها، أو قياس، أو ظنّ، أو وهم، ومن أيّ شرك جلي أو خفيّ.

محتوى السورة

«تفسير الميزان»: في السورة أمرٌ بتوحيده تعالى على ما يليق بساحته المقدّسة، وتنزيه ذاته المتعالية من أن يُذكر مع اسمه اسمُ غيره أو يُسنَد إلى غيره ما يجب أن يُسند إليه؛ كالخلق، والتدبير، والرزق، ووعدٌ للنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بتأييده بالعلم والحفظ، وتمكينه من الطريقة التي هي أسهل وأيسر للتبليغ وأنسب للدعوة.

«تفسير الأمثل»: تحتوي السورة على قسمين من المواضيع:

الأوّل: يحوي خطاباً إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلم، يأمره الباري سبحانه فيه بالتسبيح وأداء الرسالة، ثمّ ذكر سبعاً من صفات الله عزّ وجلّ، لها صلة ربط بالأمر الربّاني إليه صلّى الله عليه وآله وسلّم.

الثاني: يتحدّث عن المؤمنين الخاشعين، والكافرين الأشقياء، ويتناول باختصار العوامل التي تؤدّي إلى كلّ من السعادة والشقاء المطلقَين.

وفي آخر السورة يأتي التأكيد أنّ ما جاء في هذه السورة ليس هو حديث القرآن الكريم فقط، بل وتناولته كتب وصحف الأوّلين أيضاً، كصحف إبراهيم وموسى عليهما السلام.

فضيلة السورة

عن النبي الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال: «من قرأها أعطاه الله عشر حسنات بعدد كلّ حرف أنزله الله على إبراهيم وموسى ومحمد [عليهم السلام]».

وعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «من قرأ ﴿سبِّحِ اسمَ ربِّكَ الأعلى﴾ في فرائضه أو نوافله قيل له يوم القيامة ادخل الجنّة من أيّ أبواب الجنّة شئتَ إن شاء الله».

وعنه عليه السلام أنّه قال: «الواجب على كلّ مؤمن إذا كان لنا شيعة أن يقرأ في ليلة الجمعة، بـ(الجمعة) و(سبّح اسم ربّك الأعلى)».

وورد في روايات عديدة أّن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم وأئمّة أهل البيت عليهم السلام كانوا إذا قرأوا ﴿سبّح اسم ربّك الأعلى﴾، قالوا: «سبحان ربّي الأعلى».

وروي عن أحد أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: صلّيت خلفه عشرين ليلة وليس يقرأ إلّا ﴿سبّح اسم ربّك الأعلى﴾، وقال: «لو تعلمون ما فيها لقرأها الرجل كلّ يوم عشرين مرة، وأنّ من قرأها فكأنّما قرأ صحف موسى، وإبراهيم الذي وفّى».

وعنه عليه السلام: «كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يحبّ هذه السورة ".." وأوّل من قال سبحان ربّي الأعلى ميكائيل».

تفسير آيات منها

قوله تعالى: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ الآية:1.

الإمام الباقر عليه السلام: «إذا قرأتَ ﴿سبِّح اسمَ ربِّك الأعلى﴾ فقل: سبحان ربّي الأعلى، وإن كنتَ في الصلاة فقل فيما بينك وبين نفسك».

وجاء في بعض التفاسير أنّه لمّا نزل قوله تعالى: ﴿فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ﴾ الواقعة:74، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «اجعلوها في ركوعكم». ولمّا نزل قوله تعالى ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ الأعلى:1، قال: «اجعلوها في سجودكم».

قوله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى﴾ الآية:14.

الإمام الصادق عليه السلام: «من أخرج الفطرة».

قوله تعالى: ﴿وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى﴾ الآية:15.

الإمام الرضا عليه السلام: «كلّما ذكَر اسم ربّه صلّى على محمّد وآله».

قوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى﴾ الآيتان:18-19.

الإمام الصادق عليه السلام: «إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أفضتْ إليه صحفُ إبراهيم وموسى فائتَمَن عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم عليّاً، فائتمن عليها عليٌّ الحسن، وائتمن عليها الحسن الحسين حتى انتهى إلينا».

صحف إبراهيم وموسى عليهما السلام

عن أبي ذرّ رحمه الله قال: دخلتُ على رسول الله صلّى الله عليه وآله وهو في المسجد جالس وحده، فاغتنمت خلوته. إلى أن قال: قلتُ: يا رسول الله، كم أنزل الله من كتاب؟

قال: مائة كتاب وأربعة كتب، أنزل الله على شيث خمسين صحيفة، وعلى إدريس ثلاثين صحيفة، وعلى إبراهيم عشرين صحيفة، وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان.

قلت: يا رسول الله! وما كانت صحف إبراهيم؟

قال: كانت أمثالاً كلَّها، وكان فيها: أيّها الملك المبتلى المغرور، إنّي لم أبعثْك تجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكنّي بعثتك لِتَرُدّ عنّي دعوةَ المظلوم، فإنّي لا أردُّها وإن كانت من كافر. وعلى العاقل ما لم يكن مغلوباً أن يكون له ساعات: ساعة يناجي فيها ربّه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكّر فيها صُنع الله عزّ وجلّ إليه، وساعة يخلو فيها لحظّ نفسه من الحلال، فإنّ هذه الساعة عونٌ لتلك الساعات، واستجمام للقلوب وتوديع لها. وعلى العاقل أن يكون بصيراً بزمانه، مقبلاً على شأنه، حافظاً للسانه، فإنّه مَن حسب كلامه من عمله قلّ كلامه إلّا فيما يعنيه، وعلى العاقل أن يكون طالباً لثلاث: مرمّة لمعاش، أو تزوّد لمعاد، أو تلذّذ في غير محرّم.

قلت: يا رسول الله، فما كانت صحف موسى؟ قال: كانت عبراً كلّها، عجَبٌ لمن أيقن بالموت كيف يفرح؟ ولمن أيقن بالنار كيف يضحك؟ ولمن يرى الدنيا وتقلّبها بأهلها كيف يطمئنّ إليها؟ ولمن يؤمن بالقدر كيف ينصَب؟ ولمن أيقن بالحساب ثم لا يعمل؟

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

25/05/2017

دوريات

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

نفحات