فكر ونظر

فكر ونظر

25/05/2017

شهيدُها

الإمام عليٍّ عليه السلام

سرّ ليلة القدر. شهيدُها والشاهد

ــــــــــــــــــــــــــ الشيخ حسين كوراني* ــــــــــــــــــــــــــ

إلى سيّدنا ومولانا بقيّة الله في الأرَضين نُقدّم العزاء بذكرى شهادة جدّه المرتضى عليه السلام.

بين التاسع عشر والحادي والعشرين من شهر رمضان المبارك يومان؛ كانت قلوب المؤمنين تنزف فيهما دماً قبل أن تتفطّر أسىً ولوعة، ويتفجّر فوّار لهيبها فجيعةً بشهادة سيّد الوصيين أمير المؤمنين عليّ عليه السلام.

من محراب أمير المؤمنين الإمام عليّ عليه السلام ينبغي الدخول إلى ليلة القدر، ومن محرابه نتذكّر فتْح مكّة وكلّ جولات الإسلام الحاسمة ما بين بدرٍ وحُنين، بل وما بين بدرٍ والنّهروان.

وهل يُدرك أحدٌ ليلة القدر إذا لم يُدمِ قلبَه مصابُ شهيدها؟

وهل يمكن لأحدٍ أن يكون ممّن ﴿.. يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا، إذا لم يعِش الفجيعة بالمرتضى؟

بل هل يمكن لأحدٍ أن يدّعي الإسلام إذا لم يخفق قلبه بحبّ عليٍّ عليه السلام؟

مصابٌ طالما أبكى المصطفى صلّى الله عليه وآله، كيف أكون مقتدياً برسول الله إذا لم يُبكِني دماً؟

رُوي أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله التزم عليّاً (أي عانقه) وقبّلَ ما بين عينيه وقال: «بأبي الشهيد. بأبي الوحيدُ الشهيد».

الغريب المظلوم

ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان، أيّها الموالون، ذكرى غربة عليّ وذكرى شهادته. كان عليّ عليه السلام حاكماً يقود الجيوش وتحُفّ به الألوية، إلّا أنّه كان في الواقع غريباً غربة الحقّ بين أهل الباطل.

يقول ابن أبي الحديد في (شرح نهج البلاغة): «وأعجبُ وأطرف ما جاء به الدهر - وإنْ كانت عجائبه وبدائعه جمّة - أن يُفضي أمرُ عليّ عليه السلام إلى أنّ يصير معاوية ندّاً له ونظيراً مماثلاً، يتعارضان الكتاب والجواب، ويتساويان في ما يواجه به أحدُهما صاحبه، ولا يقول له عليٌّ عليه السلام كلمة إلّا قال مثلها، وأخشن مَسّاً منها، فليْت محمّداً صلّى الله عليه وآله كان شاهد ذلك، ليرى عياناً لا خبراً أنّ الدعوة التي قام بها، وقاسى أعظم المشاقّ في تحمّلها، وكابد الأهوال في الذبّ عنها، وضرب بالسيوف عليها لتأييد دولتها، وشيّد أركانها، وملأ الآفاق بها، خلصتْ صفواً عفواً لأعدائه الذين كذّبوه لمّا دعا إليها، وأخرجوه عن أوطانه لمّا حضّ عليها، وأدمَوا وجهه، وقتلوا عمّه وأهله، فكأنّه كان يسعى لهم ويدأب لراحتهم، كما قال أبو سفيان في أيّام عثمان، وقد مرّ بقبر حمزه، وضربه برِجله، وقال: (يا أبا عمارة! إنّ الأمر الذي اجتلدنا عليه بالسيف أمسى في يد غلماننا اليوم يتلعّبون به)! ثمّ آل الأمر إلى أن يفاخر معاوية عليّاً كما يتفاخر الأكفاء والنظراء!».

* وقد قال عليٌّ عليه السلام لابن عباس: «قُرِنتُ بابن آكلة الأكباد، وعَمرو، وعقبة، والوليد، ومروان، وأتباعهم، فمتى اختلَج في صدري وأُلقيَ في رَوعي أنّ الأمر ينقاد إلى دنيا يكون هؤلاء فيها رؤوساً يُطاعون..».

* كما أوضح عليه السلام ما كان عليه الناس من حوله حين قال لأحد أصحابه: «واللهِ لو دخلتْ عليَّ عامّةُ شيعتي الذين بهم أقاتِل، الذين أقَرّوا بطاعتي وسمّوني أمير المؤمنين واستحلُّوا جهاد مَن خالفني؛ فحدّثتُهم ببعض ما أعلم من الحقّ في الكتاب الذي نزل به جبرئيل عليه السلام على محمّدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم، لتفرّقوا عنّي حتّى أبقى في عصابةٍ من الحقّ قليلة..».

* ورُوي عن المسيّب بن نَجَبَة أنّه قال: «بينا عليٌّ عليه السلام يخطب، إذ قام أعرابيٌّ وقال: وامَظلمتاه (كان الإعرابي قد ظُلم من بعض الناس وأراد أن يشكو ظلامته إلى أمير المؤمنين عليه السلام) فاستدناه عليّ عليه السلام، فلمّا دنا قال: إنّما لك مظلمةٌ واحدة، وأنا قد ظُلمتُ عددَ المدَر والوبر».

أيّها الموالي: ولكي تعيش بعض جوانب ظلامة الأمير عليه السلام، استعرِض مواقفه بين يدَي رسول الله صلّى الله عليه وآله، من بَدء البعثة فنُزول الآية المباركة ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ، مروراً بالهجرة وبدر وإلى فتح مكّة، واستعرِض ما جرى له بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله. (الشعراء:214)

قاتلَ عليه السلام آلَ أبي سفيان في حروبهم لاستئصال الإسلام، وقاتلهم وهم يدّعون أنّهم أحقّ بخلافة رسول الله صلّى الله عليه وآله منه، ولعنوه على منابر رسول الله مائة عام.

كان سلام الله عليه يحذو حذْو رسول الله صلّى الله عليه وآله، وقد قاتل على التأويل كما قاتل على التنزيل، «لا تأخذُه في الله لومةُ لائم، قد وترَ فيه صناديدَ العربِ وقتلَ أبطالهم وناوشَ ذؤبانهم فأودَع قلوبَهم أحقاداً بدريّةً وخيبريّةً وحُنينيّةً وغيرهنّ، فأضبّتْ على عداوتِه وأكبّتْ على مُنابذته حتّى قتلَ الناكثين والقاسطين والمارقين..»، كما ورد في دعاء الندبة.

واستعرضْ أيّها الموالي ما جرى على أهل البيت بعد أمير المؤمنين عليه السلام، خصوصاً ما جرى في كربلاء من منع الماء عن أبي عبد الله، حتّى عن طفله الرضيع، وسَبي زينب بنت أمير المؤمنين وبنت رسول الله صلّى الله عليه وآله.

استعرض ذلك لتعيش جوانب من تلك الظلامة، وتشارك رسولَ الله صلّى الله عليه وآله الحزن على مصاب أمير المؤمنين.

أوَلم يبكِ المصطفى الحبيب في آخر جمعةٍ من شعبان عندما أورد خطبته المباركة حول شهر رمضان، وفي آخر الخطبة سأله أمير المؤمنين عليه السلام: «ما أفضلُ الأعمال في هذا الشهر؟

فقال صلّى الله عليه وآله: أفضلُ الأعمال الورَعُ عن محارم الله، ثمّ بكى..

سأله أمير المؤمنين: ما يُبكيك يا رسول الله؟

قال: يا عليّ! أبكي لما يُستحلّ منك في هذا الشهر، كأنّي بك وأنت تصلّي لربّك وقد انبعثَ أشقى الأوّلين والآخرين، شقيقُ عاقرِ ناقة ثمود، فضَرَبك ضربةً على قرنك فخَضَبَ منها لحيتك».

حبّ عليّ عليه السلام أو حبّ الدنيا

في ذكرى شهادة أمير المؤمنين عليه السلام، ينبغي، إذاً، أن نشارك رسول الله صلّى الله عليه وآله تفجّعه، ولن تكون المشاركة حقيقيّة إلّا إذا حاولنا أن نعرف سبب ظلامة أمير المؤمنين عليه السلام.

إنّه - أيها الأعزاء - حبّ الدنيا!

حبّ الدنيا هو الذي جعل معاوية وأضرابه يُقدمون على ما أقدموا عليه.

حبّ الدنيا هو الذي جعل أكثر الناس يتخاذلون عن عليّ ثمّ الحسن عليهما السلام وينصرون معاوية.

حبّ الدنيا هو الذي استنفر أهل الكوفة فوقفوا ضدّ الإمام الحسين عليه السلام.

رُوي عن عليّ عليه السلام: «كما أنّ الشمس والليل لا يجتمعان، كذلك حبّ الله وحبّ الدنيا لا يجتمعان».

وبما أنّ حبّ عليّ فرْعُ حبّ رسول الله صلّى الله عليه وآله، وهو أيضاً فرعُ حبّ الله تعالى، فحبّ الدنيا وحبّ المصطفى لا يجتمعان، وحبّ الدنيا وحبّ عليٍّ عليه السلام لا يجتمعان.

لقد ادّعى التشيُّع لعليّ عليه السلام كثيرون، فسقطوا في الامتحان، وكشفتْهم الدنيا، وفضحهم حبُّها.

ماذا أخذ عليّ من الدنيا وكم نأخذ منها؟

«ليلةَ التاسع عشر من شهر رمضان قدّمت بنتُ أمير المؤمنين عليه السلام له طعامَ إفطاره: طَبقاً فيه قرصان من خبز الشعير، وقصعةً فيها لبنٌ وملحٌ جَريش (أي خشن)، فلمّا فرغ من صلاته أقبلَ على فطوره، فلمّا نظر إليه وتأمّله حرّك رأسه وبكى بكاءً شديداً عالياً، وقال:

... أتُريدين أن يطول وقوفي غداً بين يدَي اللهِ عزَّ وجلّ يوم القيامة؟ أنا أريد أن أتّبع أخي وابن عمّي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ما قُدِّم إليه إدامان في طبقٍ واحد إلى أنْ قبضَه الله.

يا بُنيَّه، ما من رجلٍ طابَ مَطعمُه ومشربُه وملبسُه إلّا وطالَ وقوفه بين يدَي اللهِ عزَّ وجلّ يوم القيامة.

يا بنيَّه، إنّ الدنيا في حلالها حساب وفي حرامها عقاب».

كان الناس مع معاوية لأنّهم كانوا مع حبّ الدنيا، فقد كانت مهمّة معاوية الشيطانية أن يعمل على تجذير حبّ الدنيا في قلوب الناس فيُبعدهم عن حبّ الله تعالى ورسوله المصطفى صلّى الله عليه وآله، ونفسِه المرتضى وسائر أوليائه.

تفرّق الناس عن عليّ عليه السلام لأنّه كان يريد لهم أن يتجذّر إيمانُهم ويقوَى، فتتعزّز إنسانيّتهم.

وطريق الإيمان الذي هو الإنسانيّة الحقّ لا المدّعاة «كبيرة إلّا على الخاشعين».

كان عليٌّ عليه السلام – وما يزال - يريد للنّاس الجنّة، والفردوس وأعلى عِلّيّين، وكان معاوية يريد للنّاس النّار وأسفل سافلين.

والصعودُ رقيٌّ يستتبع الجهد والمراقبة وشدّ الانتباه والعزم، أمّا السقوط فهو التحلّل من ذلك كلّه.

كيف يمكنني أن أحزن على عليٍّ عليه السلام إذا كنتُ أحبّ الدّنيا؟

سيّدي يا أمير المؤمنين: لِفرط اشتباكي بالدنيا أريد أن أجمع بين حبّك وحبّ الدنيا - وهو محالٌ كالجمع بين الليل والنهار - آخُذ من عليٍّ بعضَ ما أريد وآخُذ من الدنيا كلّ ما أستطيع، وأسمِّي ذلك بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان: ورعاً تارة، أو زهداً أو جهاداً! وأظلُّ مُذَبْذَبَاً لا مع أهل الدنيا في إقبالهم عليها ولا مع عليٍّ عليه السلام في طلاق الدنيا «غُرِّي غيري»، والانقطاع إلى الله تعالى.

يا سِرَّ ليلة القدر

سيّدي: في ليلة القدر يا سرَّها، سائلٌ أنا وقف ببابك وهو بابُ المصطفى وباب الله تعالى، لا أريد شيئاً؛ لا مالاً، ولا حطاماً. أريد رضاك.

أعلمُ سيّدي أنّي سائل مثقِلٌ مِلحاح، أستحقّ الطرد، ولكنّي أعلم أنّك لا تطرد سائلاً توجّه بك إلى الله تعالى «من الذنوب هارباً»، خصوصاً في ليلة القدر التي جعلها الله تعالى رحمةً لعباده، ليرجع الآبقون ويهتدي الضالّون.

***

يا إلهي وإلهَ العالمين، اللهم لو وجدتُ أقربَ إليك من محمّدٍ المصطفى وأهل بيته الأطهار صلواتك عليه وعليهم لتوسَّلتُ إليك بهم، اللهم إنّي أسألك بِلَوعةِ نبيّك المصطفى لشهادة أمير المؤمنين عليه السلام إلّا ما وفّقتنا لليلة القدر.

اللهم إنّي أسألك بحرمة أمير المؤمنين عليه السلام إلّا ما منَنتَ علينا بعتق رقابنا من النار.

كيوم فقْدِ المصطفى صلّى الله عليه وآله

أيّها المؤمنون: عظّم الله أجوركم.

في مثل هذه الليلة، جمع أمير المؤمنين عليه السلام أولاده وأهل بيته وودّعهم، وكان ممّا قاله لهم:

يا أبا محمّد ويا أبا عبد الله! كأنّي بكما وقد خرجتْ عليكما من بعدي الفتنُ من هَهنا، فاصبرا حتّى يحكمَ اللهُ وهو خيرُ الحاكمين.

ثمّ قال: يا أبا عبد الله، أنت شهيدُ هذه الأمّة، فعليكَ بتقوى الله والصّبرِ على بلائه.

ثمّ أُغمي عليه ساعةً، وأفاق وقال: هذا رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وعمّي حمزة، وأخي جعفر، وأصحابُ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكلّهم يقولون: عجِّل قدومَك علينا فإنّا إليك مشتاقون.

ثمّ أدار عينيه في أهل بيته كلّهم وقال: أستودعُكم اللهَ جميعاً، سدّدكم اللهُ جميعاً، حفظَكم اللهُ جميعاً، خليفتي عليكمُ الله، وكفى بالله خليفة.

ثمّ قال: وعليكم السلامُ يا رُسُلَ ربّي.

ثمّ قال: لِمثل هذا فليَعملِ العاملون. ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾. (النحل:128)

وعرق جبينُه وهو يذكر الله كثيراً، وما زال يذكر الله كثيراً ويتشهّد الشهادتين.

ثمّ استقبل القبلة وغمّض عينيه ومدّ رِجليه ويديه وقال: أشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنّ محمّداً عبدُه ورسولُه. ثمّ التحق بجوار الله تعالى.

وارتفعت الصيّحةُ وارتجّت الكوفة بأهلها، وكثُر البكاء والنحيب والعجيج، وكان يوماً كيوم فقْد رسول الله صلّى الله عليه وآله.

وعلى القبر الشريف وقف صعصعة بنُ صَوحان العبدي ينوء بثقل الفجيعة، وثقلِ همّ غربة المؤمنين بعد أميرهم. وضع صعصعة إحدى يديه على فؤاده، والأخرى قد أخذ بها التّراب يضرب به على رأسه وهو يقول: بأبي أنت وأمّي يا أمير المؤمنين... فوالله لقد كانت حياتك مفاتح للخير ومغالق للشرّ، وإنّ يومك هذا مفتاحُ كلّ شرٍّ ومِغلاقُ كلّ خير... ثمّ بكى بكاء شديداً وأبكى كلّ من كان معه.

سلامٌ عليك سيّدي يا صاحب العصر والزمان، وعظّم الله لك الأجر. وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

* (مناهل الرجاء – أعمال شهر رمضان)

 

 

إلى ضيافة الله

أدعية أسحار شهر رمضان

1- دعاء السّحَر: عن أبي حمزة الثُّماليّ: «كان عليّ بن الحسين سيّد العابدين صلوات الله عليهما يصلّي عامّة اللّيل في شهر رمضان، فإذا كان السَّحر دعا بهذا الدّعاء: إلهي لا تُؤدِّبني بعقوبتِك..».

2- دعاء البهاء: (أللّهمّ إنّي أسألُك من بهائك بأبهاه..). وردَ عن الإمام الباقر عليه السلام في فضلِه: «لو علمَ النّاسُ من عِظَم هذه المسائل عندَ الله وسرعة إجابتِه لِصَاحبِها لاقتَتلوا عليه بالسّيوف..»، وهو دعاؤه عليه السلام في أسحار شهر رمضان المبارك.

3- دعاء إدريس عليه السلام وأوّله: (سبحانكَ لا إله إلّا أنت، يا ربَّ كلّ شيءٍ ووارثَه..)، وهو دعاءٌ جليل، تجِده في (إقبال الأعمال)، و(مصباح المتهجّد)، و(البلد الأمين) للشّيخ الكفعميّ. ورد في التّعريف به أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله دعا به في غزوة الأحزاب، وهو الدّعاء الذي رفع الله تعالى به نبيّه إدريس عليه السلام.

4- ويُدعى أيضاً في السَّحر بهذا الدُّعاء: (يا عُدَّتي في كُربَتي، ويا صاحبي في شدّتي..).

5- دعاء (يا مَفزعي عند كُربتي..)، وهو غير الدّعاء أعلاه.

6- تسبيح (سبحانَ مَن يعلمُ جوارحَ القلوب..).

(السيّد ابن طاوس، إقبال الأعمال)

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

25/05/2017

دوريات

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

نفحات