أحسن الحديث

أحسن الحديث

22/06/2017

موجز في تفسير سورة الغاشية

   

موجز في تفسير سورة الغاشية

«كلّ أمّة يحاسبها إمام زمانها»

ــــــ إعداد: سليمان بيضون ــــــ


* السورة الثامنة والثمانون في ترتيب سوَر المُصحف الشريف، نزلت بعد سورة «الذاريات».

* سُمّيت بـ«الغاشية» لابتدائها بعد البسملة بقوله تعالى: ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ﴾.

* آياتها ستّ وعشرون، وهي مكيّة، وفي الحديث النبويّ الشريف أنّ مَن قرأَها «حاسبه الله حساباً يسيراً».

* ما يلي موجز في التعريف بهذه السورة المباركة اخترناه من تفاسير: (نور الثّقلين)، و(الميزان)، و(الأمثل).

 

المراد بـ«الغاشية» يوم القيامة، سمّيت بذلك لأنّها تغشى الناس وتحيط بهم، كما قال تعالى في سورة الكهف الآية السابعة والأربعون: ﴿..وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا﴾، أو لأنّها تغشى الناس بأهوالها بغتة كما قيل، أو لأنّها تغشى وجوه الكفّار بالعذاب. وقوله جلّ وعلا: ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ﴾ استفهامٌ بداعي التفخيم والإعظام.

محتوى السورة

سورة إنذار وتبشير، تصف يوم القيامة الذي يحيط بالناس، وحالهم فيه من حيث انقسامهم فريقين: السعداء والأشقياء، واستقرارهم فيما أعدّ لهم من الجنة والنار. وتنتهي إلى أمره صلّى الله عليه وآله وسلّم أن يذكّر الناس بفنون من التدبير الربوبي في العالم، الدالّة على ربوبيته تعالى لهم، ورجوعهم إليه لحساب أعمالهم. فتدور محتويات السورة على ثلاثة محاور:

الأوّل: بحث «المعاد»، وبيان حال المجرمين بما فيه من شقاء وتعاسة، ووصف حال المؤمنين وهم يرفلون بنعيم لا ينضب.

الثاني: بحث «التوحيد»، ويتناول موضوع خلق السماء والجبال والأرض، ونظر الإنسان إليها.

الثالث: بحث «النبوة»، مع عرض لبعض وظائف النبي صلّى الله عليه وآله وسلم.

وهي تسير على منهج السور المكية في تقوية أسس الإيمان والاعتقاد.

فضيلة السورة

عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «من قرأها حاسبه الله حساباً يسيراً».

وعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «من أدمن قراءة ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ﴾ في فرائضه أو نوافله غشّاه الله برحمته في الدنيا والآخرة، أو أعطاه الأمن يوم القيامة من عذاب النار».

تفسير آيات منها

قوله تعالى: ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً﴾ الآيات:1-4.

* قيل للإمام الصادق عليه السلام: ﴿هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ﴾؟ قال: «يَغْشَاهُمُ الْقَائِمُ بِالسَّيْفِ».

قيل له: ﴿وُجُوه يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ﴾؟ قال: «خَاضِعَةٌ لَا تُطِيقُ الِامْتِنَاعَ».

قيل له: ﴿عامِلَةٌ﴾؟ قَالَ: «عَمِلَتْ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللَّه».

قيل له: ﴿ناصِبَةٌ﴾؟ قَالَ: «نَصَبَتْ غَيْرَ وُلَاةِ الأَمْرِ».

قيل له: ﴿تَصْلى ناراً حامِيَةً﴾؟ قَالَ: «تَصْلَى نَارَ الْحَرْبِ فِي الدُّنْيَا عَلَى عَهْدِ الْقَائِمِ وفِي الآخِرَةِ نَارَ جَهَنَّمَ».

* عنه عليه السلام: «قال أبي [الباقر عليه السلام]: قال أمير المؤمنين عليه السلام: كلّ ناصب وإن تعبّد واجتهد منسوب إلى هذه الآية..».

قوله تعالى: ﴿لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ﴾ الآية:6.

* النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم: «الضريع شيء يكون في النار يُشبه الشوك، أمرّ من الصبِر وأنتن من الجيفة، وأشدّ حرّاً من النار..».

* عنه صلّى الله عليه وآله: «..لو أنّ قطرة من الضريع قطرت في شراب أهل الدنيا لمات أهلها من نتنها..».

قوله تعالى: ﴿فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً * فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ * فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ﴾ الآيات:10-16.

ذكر أمير المؤمنين عليه السلام أهل الجنّة فقال: «يجيئون فيدخلون، فإذا أساس بيوتهم من جندل اللؤلؤ، وسرر مرفوعة، وأكواب موضوعة، ونمارق مصفوفة، وزرابي مبثوثة، ولولا أنّ الله تعالى قدّرها لهم لالتمعت أبصارهم بما يرون، ويعانقون الأزواج ويقعدون على السرر، ويقولون: الحمد لله الذي هدانا لهذا».

قوله تعالى: ﴿ أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ﴾ الآيات: 17-20.

* الإمام الباقر عليه السلام قال: «قال أمير المؤمنين عليه السلام: جُمع الخير كلّه في ثلاث خصال: النظر، والسكوت، والكلام، و كل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو، وكلّ سكوت ليس فيه فكر فهو غفلة، وكلّ كلام ليس فيه ذكر فهو لغو، فطوبى لمن كان نظره عبراً، وسكوته فكراً، وكلامه ذكراً..».

* الإمام الصادق عليه السلام في جواب من سأله: ما الدليل على الله عز وجل؟ قال: «وجود الأفاعيل التي دلّت على أنّ صانعاً صنعها، ألا ترى أنّك إذا نظرتَ إلى بناء مشيد مبنيّ علمتَ أنّ له بانياً وإنْ كنتَ لم ترَ الباني ولم تشاهده؟».

قوله تعالى: ﴿إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ﴾ الآيتان:25-26.

* أمير المؤمنين عليه السلام في حديث يذكر فيه أحوال أهل القيامة يقول: «والناس يومئذ على طبقات ومنازل، فمنهم من يحاسَب حساباً يسيراً وينقلب إلى أهله مسروراً، ومنهم الذين يدخلون الجنّة بغير حساب، لأنّهم لم يتلبّسوا من أمر الدنيا بشيء، وإنّما الحساب هناك على من تلبّس بها هيهنا، ومنهم من يحاسب على النقير والقطمير ويصير إلى عذاب السعير».

* عنه عليه السلام: «إلينا الصراط والميزان وحساب شيعتنا..».

* وعنه عليه السلام: «كلّ أمّة يحاسبها إمام زمانها، ويعرف الأئمّة أولياءهم وأعداءهم بسيماهم، وهو قوله ﴿.. وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ..﴾ الأعراف:46، فيعطوا أولياءهم كتابهم بيمينهم، فيمرّوا إلى الجنّة بغير حساب، ويُعطوا أعداءهم كتابهم بشمالهم فيمرّوا إلى النار بغير حساب».

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

22/06/2017

دوريات

  إصدارات اجنبية

إصدارات اجنبية

نفحات