مراقبات

مراقبات

21/07/2017

شهرٌ موصوفٌ بإجابة الدعوات

شهرٌ موصوفٌ بإجابة الدعوات

أعمال ومراقبات ذي القعدة الحرام

_____ إعداد: «شعائر» _____

استفاض بين المسلمين عن رسول الله صلّى الله عليه وآله، قوله: «أيُّها الناس، إنّ الزمان قد استدار فهو اليوم كهيئته يوم خلقَ السماوات والأرضين، وإنّ عدّة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يومَ خلق الله السماوات والأرض، منها أربعةٌ حُرُم، رجبُ مُضَر الذي بين جُمادى وشعبان، وذو القعدة وذو الحجّة والمحرّم، فلا تظلموا فيهنّ أنفسكم، فإنّ النسيء زيادةٌ في الكفر».

وحول كيفيّة الدخول في شهر ذي القعدة الحرام، قال السيّد ابن طاوس في (الإقبال): «..فأمّا كيفية الدخول في شهر ذي القعدة المعظّم في الإسلام، فعلى نحو ما أشرنا إليه من دخول كلّ شهرٍ حرام، ونزيد في هذا الشهر على التعيين أنّه الشهر الذي دحى الله فيه الأرض وهيّأها للعالمين ".." وهو شهرٌ موصوفٌ بإجابة الدعوات، فاغتنم أوقاته وصُم فيه صيام الحاجات، وابدأ بالحوائج المهمّات على الترتيب الذي يكون أهمّ عند مَن تُعرض الحوائج عليه، فيوشك أن تظفر بما تقصد إليه، إن شاء الله تعالى».

 وهو تأكيدٌ على ما يلي:

1- معرفة أهمية الشهر الحرام والفرق بينه وبين غيره.

2- التنبّه إلى لوازم أنّه الشهر الذي تمّ فيه دَحو الأرض.

3- اغتنام أوقاته للدعاء وطلب الحوائج.

4- الصوم فيه لقضاء الحوائج، والأمل الخاصّ بالإجابة.

 

يوم الأحد من ذي القعدة

أهمّ أعمال شهر ذي القعدة تجديد التوبة في يوم الأحد بغسلٍ وصلاةٍ خاصّة وذكرٍ بعدها، وقد رُوي لذلك من عظيم الفضل ما يجعل العارف به حريصاً على انتظار هذا الشهر لأجل القيام بهذا العمل.

قال السيّد ابن طاوس في (إقبال الأعمال): «عن أنَس بن مالك، قال: خرج رسول الله، صلّى الله عليه وآله، يوم الأحد في شهر ذي القِعدة فقال: يا أيُّها النّاسُ، مَنْ كانَ مِنْكُمْ يُريدُ التَّوْبَةَ؟

قلنا: كلّنا نريد التّوبةَ يا رسول الله.

فقال صلّى الله عليه وآله: اغْتَسِلوا وَتَوَضَّأوا وَصَلُّوا أَرْبَعَ رَكَعاتٍ [كلّ ركعتين بتشهُّد وتسليم] وَاقْرَأُوا في كُلِّ رَكْعَةٍ (فاتِحَةَ الكِتابِ) مَرَّةً، وَ(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) ثَلاثَ مَرّاتٍ، وَ(المُعَوَّذَتَيْنِ) مَرَّةً، ثُمَّ اسْتَغْفِروا سَبْعينَ مَرَّةً، ثُمَّ اخْتُموا بِـ (لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ)، ثُمَّ قولوا: (يا عَزِيزُ يا غَفَّارُ، اغْفِرْ لِي ذُنوبِي وَذُنُوبَ جَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ).

ثمّ قال صلّى الله عليه وآله: ما مِنْ عَبْدٍ مِنْ أُمَّتي فَعَلَها إِلّا نُودِيَ مِنَ السَّماءِ: يا عَبْدَ اللهِ اسْتَأْنِفِ العَمَلَ، فَإِنَّكَ مَقْبولُ التَّوْبَةِ مَغْفورُ الذَّنْبِ.

وَيُنادي مَلَكٌ مِنْ تَحْتِ العَرْشِ: أَيُّها العَبْدُ، بورِكَ عَلَيْكَ وَعَلى أَهْلِكَ وَذُرِّيَّتِكَ.

وَيُنادي مُنادٍ آخَرُ: أَيُّها العَبْدُ، تَرْضى خُصَماؤُكَ يَوْمَ القِيامَةِ.

وَيُنادي مَلَكٌ آخَرُ: أَيُّها العَبْدُ، تَموتُ عَلى الإيمانِ، وَلا يُسْلَبُ مِنْكَ الدِّينُ، وَيُفْسَحُ في قَبْرِكَ وَيُنَوَّرُ فيهِ.

وَيُنادي مُنادٍ آخَرُ: أَيُّها العَبْدُ، يَرْضى أَبَواكَ وَإنْ كانا ساخِطَيْنِ، وَغُفِرَ لِأَبَوَيْكَ ذلك (ولكَ) وَلِذُرِّيَّتِكَ، وَأَنْتَ في سَعَةٍ مِنَ الرِّزْقِ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ.

وَيُنادي جَبْرَئيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ: أَنا الّذي آتيكَ مَعَ مَلَكِ المَوْتِ عَلَيْهِ السَّلامُ، أن يَرْفَقَ بِكَ وَلا يَخْدِشَكَ أَثَرُ المَوْتِ، إِنَّما تُخْرَجُ الرُّوحُ مِنْ جَسَدَكِ سَلّاً.

قلنا: يا رسول الله، لو أنَّ عبداً يقول في غير الشّهر؟

فقال عليه السلام: مِثْلَ ما وَصَفْتُ، وَإِنَّما عَلَّمَني جَبْرَئيلُ، عَلَيْهِ السَّلامُ، هَذِهِ الكَلِماتِ أَيّامَ أُسْرِيَ بي».

اليوم الحادي عشر: ولادة الإمام الرّضا عليه السلام

* في مثل هذا اليوم، كانت ولادة الإمام الرّؤوف، أبي الحسن عليِّ بن موسى الرّضا عليه السلام في المدينة المنوّرة، سنة 148 هجريّة.

* عن الإمام عليّ الهادي النقيّ صلوات الله وسلامه عليه، أنّه قال: «مَن كانت لهُ إلى الله حاجة فليَزُر قبرَ جدّي الرضا عليه السلام بِطُوس مغتسلاً، فيصلّي عند رأسه ركعتَين فيَذكر حاجتَه في قنوتِ الصّلاةِ فتُستجاب له حاجته، إِلّا إذا كانت في معصيةٍ أو قطيعةِ رَحِم. إنّ مَوضعَ قبره بقعةٌ من بقَعِ الجنّة، ولا يزوره مؤمنٌ إِلاّ أعتَقَه اللهُ من النارِ وأَدخلَه الجنّة».

* قال العلامة المجلسي في (البحار): «وجدت بخطّ الشيخ حسين بن عبد الصمد رحمه الله [والد الشيخ البهائي] ما هذا لفظه: أنّ الشيخ أبي الطيب حسين بن أحمد الفقيه الرازي، ذكر أنّه مَن زار الرضا صلوات الله وسلامه عليه، أو غيره من الأئمّة عليهم السلام، فصلّى عنده صلاة جعفر، كُتب له بكلّ ركعة أجر مَن حجّ ألف حجّة، واعتمر ألف عمرة، وأعتق في سبيل الله ألف رقبة، ووقف للجهاد مع نبيٍّ مرسل ألف مرة، وكان له بكلّ خطوة يخطوها أجر مائة حجّة، ومائة عمرة، وعتق مائة رقبة، في سبيل الله تعالى، وكُتب له مائة حسنة ومُحي عنه مائة سيّئة».

ليلة النّصف من الشّهر

ذكر السيّد ابن طاوس في (إقبال الأعمال) حديثاً مرويّاً عن رسول الله صلّى الله عليه وآله، حول شرف هذه الليلة، وخصوصيّة الدعاء فيها: «إنَّ في ذي القعدة ليلةً مباركة، وهي ليلة الخامس عشر، ينظر الله إلى عباده المؤمنين فيها بالرَّحمة. أجرُ العامل فيها بطاعةِ الله أجر مئة سائح [الصّائم الملازم للمسجد] لم يعصِ الله طرفةَ عين، فإذا كان نصف اللّيل فخُذ في العمل بطاعة الله والصّلاة وطلب الحوائج، فقد رُوي أنّه لا يبقى أحدٌ سأل اللهَ فيها حاجةً إلّا أعطاه».

اليوم الثّالث والعشرون: شهادة الإمام الرّضا عليه السّلام

* في مثل هذا اليوم من سنة 203 للهجرة استُشهد الإمام الرّضا عليه السلام، ومن المستحبّ فيه زيارته عليه السلام من قُرب ومن بُعد. [مفاتيح الجنان: الباب الثالث، الفصل التاسع]

* صلاة الإمام الرِّضا عليه السلام:

ستّ ركعات كُلّ ركعة بالفاتحة مَرَّة و﴿هَلْ أَتى عَلى الاِنْسانِ﴾ عشر مرَّات.

* دُعاؤه عليه السلام: «يا صاحِبِي فِي شِدَّتِي وَيا وَلِيِّيَ فِي نِعْمَتِي، وَيا إِلهِي وَإِلهَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ، يا رَبَّ كهيعص وَيس وَالقُرْآنِ الحَكِيمِ، أَسْأَلُكَ يا أحْسَنَ مَنْ سُئِلَ، وَيا خَيْرَ مَنْ دُعِيَ، وَيا أجْوَدَ مَنْ أَعْطى، وَيا خَيْرَ مُرْتَجى، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ».

الليلة الخامسة والعشرون ويومها: دَحْو الأرض

* قال أمير المؤمنين عليه السلام في صفة الأرض ودَحوها على الماء:

«كَبَسَ الأَرْضَ عَلَى مَوْرِ أَمْوَاجٍ مُسْتَفْحِلَةٍ، ولُجَجِ بِحَارٍ زَاخِرَةٍ تَلْتَطِمُ أَوَاذِيُّ أَمْوَاجِهَا، وتَصْطَفِقُ مُتَقَاذِفَاتُ أَثْبَاجِهَا، وتَرْغُو زَبَداً كَالْفُحُولِ عِنْدَ هِيَاجِهَا، فَخَضَعَ جِمَاحُ الْمَاءِ الْمُتَلَاطِمِ لِثِقَلِ حَمْلِهَا، وسَكَنَ هَيْجُ ارْتِمَائِه إِذْ وَطِئَتْه بِكَلْكَلِهَا، وذَلَّ مُسْتَخْذِياً إِذْ تَمَعَّكَتْ عَلَيْه بِكَوَاهِلِهَا، فَأَصْبَحَ بَعْدَ اصْطِخَابِ أَمْوَاجِه سَاجِياً مَقْهُوراً، وفِي حَكَمَةِ الذُّلِّ مُنْقَاداً أَسِيراً، وسَكَنَتِ الأَرْضُ مَدْحُوَّةً فِي لُجَّةِ تَيَّارِه..».

* ليلة دَحو الأرض: قال الشيخ الصدوق في (ثواب الأعمال): «قال الحسن بن الوشّاء: كنت مع أبي وأنا غلام، فتعشّينا عند الرّضا عليه السلام ليلة خمس وعشرين من ذي القعدة، فقال له: ليلة خمس وعشرين من ذي القِعدة وُلد فيها إبراهيم عليه السّلام، ووُلد فيها عيسى بنُ مريم، وفيها دُحِيَت الأرض من تحتِ الكعبة، فمَن صام ذلك اليوم كان كمَن صام ستّين شهراً».

* يوم دحو الأرض: من أعمال هذا اليوم ما أورده الشيخ الطوسي في (المصباح) والمحدّث القمّي في (مفاتيح الجنان):

v    يستحبّ صيام هذا اليوم، وروي أنَّ صومه يعدل صوم ستّين شهراً.

v      ويستحبّ أن يدعو في هذا اليوم بهذا الدُّعاء: «أللّهُمَّ داحِيَ الكَعْبَةِ وَفالِقَ الحَبَّةِ..». [مفاتيح الجنان: أعمال ذي القعدة للمحدّث]

v       الغسل.

v       ركعتان عند الضُّحى [بعد طلوع الشمس، وقبل صلاة الظّهر] بالحمد مرّة وسورة الشمس خمس مرّات، ويقول بعد التسليم: «لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ».

ثمّ يدعو وَيقول: «يا مُقِيلَ العَثَراتِ أَقِلْنِي عَثْرَتِي، يا مُجِيبَ الدَّعَواتِ أَجِبْ دَعْوَتِي، يا سامِعَ الأصْواتِ اسْمَعْ صَوْتِي وَارْحَمْنِي وَتَجاوَزْ عَنْ سَيِّئاتِي وَما عِنْدِي، يا ذا الجَلالِ وَالإكْرام».

v    زيارة الإمام الرضا عليه السلام، فقد ذكر السيّد محمّد باقر الأسترآبادي المعروف بالدّاماد (ت: 1041 هجريّة) في رسالته المسمّاة (الأَرْبعة أيّام) في خلال أعمال يوم دحو الأَرْض أنّ زيارته عليه السلام في هذا اليوم هي آكدُ آدابِه المسنونة.

 

اليوم الأخير: شهادة الإمام الجواد عليه السّلام

كانت شهادته صلوات الله عليه في آخر ذي القعدة سنة 220 للهجرة عن خمسةٍ وعشرين عاماً، بِسُمٍّ دسّه له المعتصم العبّاسيّ، أعانَته على ذلك زوجة الإمام ابنةُ المأمون، وكانت شديدة الحَنَق على أمّ الإمام الهادي عليه السّلام.

وممّا يُزار به الإمام التّقيّ أبو جعفر الثّاني، محمّد بن عليّ الجواد عليهما السّلام، ما رواه الشّيخ المشهديّ في (مزاره): «السَّلامُ عَلى البابِ الأقْصَدِ وَالطَّرِيقِ الأرْشَدِ وَالعالِمِ المُؤَيَّدِ، يَنْبُوعِ الحِكَمِ وَمِصْباحِ الظُّلَمِ سَيِّدِ العَرَبِ وَالعَجَمِ، الهادِي إِلى الرَّشادِ المُوَفَّقِ بِالتَّأْييدِ وَالسَّدادِ، مَوْلايَ أَبِي جَعَفرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الجَوادِ.

أَشْهَدُ يا وَلِيَّ الله أَنَّكَ أَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ، وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ الله حَقَّ جِهادِهِ، وَعَبَدْتَ الله مُخْلِصاً حَتّى أَتاكَ اليَّقِينُ، فَعِشْتَ سَعِيداً وَمَضَيْتَ شَهِيداً. يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً، وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ».

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

22/07/2017

دوريات

  أجنبية

أجنبية

22/07/2017

أجنبية

نفحات