صاحب الأمر

صاحب الأمر

21/07/2017

شرح فقرات من وصيّة السيّد ابن طاوس لولده

الدعاء للإمام صاحب الزمان عليه السلام

شرح فقرات من وصيّة السيّد ابن طاوس لولده

ــــــــــــــــــــــــ الشيخ حسين كوراني ــــــــــــــــــــــــ

كتاب (كشف المحجّة لثمرة المهجة) لسيّد العلماء المراقبين السيّد ابن طاوس قدّس سرّه، كتبه بعنوان الوصية لولده السيّد محمّد، وجعل له اسماً آخر، هو (كتاب إسعاد ثمرة الفؤاد على سعادة الدنيا والمعاد). قال الشيخ آغا بزرك الطهراني: « وحقّ الحقيقة أنّه اسمٌ أُنزل من السماء، لأنّ هذا الكتاب كافلٌ لسعادة الدارَين، فالعامل بمضامينه لا محالة سعيدٌ سعيد. جعلنا الله من العاملين به والمنتفعين منه بحقّ محمّدٍ وآله الطاهرين».

ما يلي، شرح العلّامة الشيخ حسين كوراني لمختارات من وصية السيّد ابن طاوس حول الاعتقاد بالإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف.

«شعائر»

قال السيّد ابن طاوس قدّس سرّه، من ضمن وصيّته لولده:

* فكن في موالاته – أي موالاة الإمام صاحب الزمان عليه السلام - والوفاء له وتعلُّق الخاطر به:

1) على قدر مراد الله جلّ جلاله، ومراد رسوله صلّى الله عليه وآله، ومراد آبائه عليهم السلام، ومراده عليه السلام منك. ".."

2) وقدّم حوائجه على حوائجك عند صلاة الحاجات...

لا يخفى أنّ صلاة الحاجة نحو دعاء ".." وقد ورد ما أشار إليه السيد ابن طاوس هنا في كتابه (جمال الأسبوع) حيث قال فيه: «وتصلّي صلاة الحاجة للأهمّ فالأهمّ من حاجتك الدينية، وأهمّها حوائج مَن أنت في حفاوة هدايته وحمايته من الصفوة النبويّة، فيكون صومك وصلاتك لأجل قضاء حوائجه صلوات الله عليه، ثم لحوائجك الدينية التي يجب تقديمها قبل حاجتك، ثم لحاجتك التي قد عرضتْ لك الآن ".." وإنّما قلنا تقدّم حوائج الصفوة من العترة النبويّة، لأنّ بقاء الدنيا وأهلها بمَن يكون لطفاً وقطباً وحافظاً للأمانات الإلهية والمقامات المحمّدية، فإذا كنت محفوظاً بواحدٍ على مقتضى اعتقادك، فكيف تقدّم حوائجك على حوائجه، بل يجب أن تقدّم حوائجه على حوائجك ومراده على مرادك».

أضاف السيّد: «أقول: واعلم أنّه صلوات الله عليه مستغنٍ عن صومك وصلاتك لحاجاته، لأجل شرف مقاماته وجلالة مراقباته وكمال إخلاصه في طاعاته، وإنّما تكون أنت إذا عملتَ بما قلناه أدّيتَ الأمانة وقدّمت الأهم فالأهم كما ذكرناه، كما تستفتح أدعيتك بالصلاة عليهم صلوات الله عليهم، فكذا تستفتح أبواب قضاء حاجتك بتقديم حوائجه، ثم الأهم من حوائجك عند نيّتك».

3) والصدقة عنه قبل الصدقة عنك وعمّن يعزّ عليك.

يُمكن الإتيان بكلّ مستحب عن كلّ حيّ. وذوو الحقوق، كالوالدين والمعلّم، أَولى من غيرهم، ومن الواضح أنّ حقّ إمام الزمان أولى من حقّ كلّ ذي حقّ. يُضاف إلى ذلك ".." أنّ الحثّ كبيرٌ في الروايات على الدعاء بسلامته عليه صلوات الرحمن، والصدقة نحو دعاءٍ بذلك. ".."

4) والدعاء له قبل الدعاء لك.

ورد في كثيرٍ من الروايات الحثّ المؤكّد على الدعاء للإمام عليه السلام، ووردت لذلك أدعية كثيرة مختلفة في البسط والإيجاز، وأكثرها مشهورٌ يُغني اشتهاره وتأكّده عن التذكير به، وإن كان لا بدّ من الحثّ على الاهتمام بما نعرف، والعمل بما نعلم. ".."

5) وقدِّمه في كلّ خير يكون وفاءً له، ومقتضياً لإقباله عليك، وإحسانه إليك. ".."

أ) فاعرض حاجتك عليه كلّ يوم الاثنين ويوم الخميس من كلّ أسبوع، لما يجب له من أدب الخضوع.

عقد الصفّار في (بصائر الدرجات) ".." باباً تحت عنوان «باب الأعمال تُعرَض على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، والأئمّة صلوات الله عليهم» ".." وعقد الكليني في (الكافي) ".." باباً تحت عنوان: «باب عرض الأعمال على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، والأئمّة عليهم السلام»، وكذلك فعل الحرّ العاملي في (وسائل الشيعة) ".." تحت عنوان: «باب وجوب الحذر من عرض العمل على الله تعالى ورسوله والأئمّة عليهم السلام». ".." فإنّ المستفيض في مصادر حديث أهل البيت عليهم السلام، التصريح بعرض الأعمال على الله تعالى، والنبيّ صلّى الله عليه وآله، وأهل البيت عليهم السلام ".." والحديث عن عرض الأعمال مستفيضٌ حتى في المصادر السنّية.

ب) ".." وممّا أقول لك يا ولدي محمّد - ملأ اللهُ جلّ جلاله عقلك وقلبك من التصديق لأهل الصدق والتوفيق في معرفة الحقّ - أنّ طريق تعريف الله جلّ جلاله لك بجواب مولانا (المهديّ) صلوات الله وسلامه عليه (دليلٌ) على قدرته جلّ جلاله، ورحمته.

فمن ذلك ما رواه محمّد بن يعقوب الكليني في كتاب (الوسايل) ".." عمّن سمّاه، قال: «كتبتُ إلى أبي الحسن عليه السلام أنّ الرجل يحبُّ أن يُفضي إلى إمامِه ما يحبُّ أن يُفضي به إلى ربِّه، قال فكتب: إنْ كانت لك حاجةٌ فحرِّك شفتَيك فإنّ الجوابَ يأتيك». ".."

ج) ومن ذلك ما رواه هبة الله بن سعيد الراوندي في كتاب (الخرائج)، عن محمّد بن الفرج، قال: «قال لي عليّ بن محمّد (الهادي) عليهما السلام: إذا أردتَ أنْ تسألَ مسألةً فاكتُبها وضعِ الكتابَ تحت مُصلّاك، ودعهُ ساعةً، ثمّ أخرِجه وانظُر فيه، قال: ففعلتُ فوجدتُ جوابَ ما سألتُ عنه مُوَقَّعاً فيه».

 ".." ولا يخفى أهمية المورد وما قبله، لمَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر وذكرَ الله كثيراً، ولهذا السبب ولارتباطهما الجذريّ بالدعاء، كما يدلّ عليه قول السائل في المورد الأول: «ما يحبّ أنْ يفضي إلى ربِّه» أوردتهما في الحديث عن الدعاء، فليُلاحظ.

وقد اقتصرتُ لك على هذا التنبيه والطريق مفتوحةٌ إلى إمامِكَ عليه السلام، لِمَن يريدُ اللهُ جلّ شأنُه، عنايتَه به وتمامَ إحسانه إليه.

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

22/07/2017

دوريات

  أجنبية

أجنبية

22/07/2017

أجنبية

نفحات