مراقبات

مراقبات

19/08/2017

أعمال ومراقبات ذي الحجّة الحرام


اللّهمَّ هذه الأيّامُ التي فَضَّلتَها على الأيامِ

أعمال ومراقبات ذي الحجّة الحرام

_____ إعداد: «شعائر» _____

قال الفقيه الشيخ الملكي التبريزي في (المراقبات) حول أهمّية شهر ذي الحجة وما يجب أن يكون عليه المراقب لنفسه في هذا الشهر: «أمر هذا الشهر عظيم جدّاً، وللمراقبين في هذا المنزل مواقف، يجب عليهم بحكم العبوديّة وحقّ المراقبة أن لا يدخلوها مع الغفلة، فيضيّعوا حرمتها، بل عليهم أن يراقبوها قبل حلولها، ويعدّوا لها عدّتها قبل حضورها، فإنّها مشاهد للأبرار والأطهار، وأهل القدس والأنوار».

العشر الأوائل من ذي الحجّة

«فاحسب أنّ هذا العشر قد جعله سلطان زمانك وواهب إحسانك وقتاً للدخول إليه والثناء عليه بين يديه، أفما كنت تجتهد في تحصيل الألفاظ الفائقة والمعاني الرائقة الجامعة لأوصاف شكره ونشر برّه، وتجمع خواطرك كلّها في حضرته على الإخلاص في مراقبته، ولا تقدر أن تغفل في تلك الحال عنه، وهو يراك وأنت قريب منه. فإنّ الله جلّ جلاله أحقّ بهذا الإقبال عليه، والأدب بين يديه، وأرجح مطلباً ومكسباً بالتقرّب إليه..»، بهذه الكلمات نبّه سيّد العلماء المراقبين  السيّد ابن طاوس في (إقبال الأعمال) على ضرورة الاهتمام بالعشر الأوائل من ذي الحجّة، لوفرة العطاء الإلهي فيها بشرط الإخلاص في المراقبة.

أمّا الأعمال المشتركة لهذه الأيام والتي نقل الشيخ الطوسي في (مصباح المتهجّد) عن الإمام الصادق عليه السلام، أنّه قال فيها: «إنّ الأيام المعلومات عشر ذي الحجّة»، فهي:

1- الدُّعاء من أوَّل عشر ذي الحجَّة إلى عشيّة عرفة عقب صلاة الصّبح وقبل المغرب، يقول: «اللَّهُمَّ هذِهِ الأيَّامُ الَّتِي فَضَّلْتَها عَلى الأيّامِ وَشَرَّفْتَها وَقَدْ بَلَّغْتَنِيها..». [لتمام الأدعية، انظر: (مفاتيح الجنان) للمحدث القمي]

2- التهليل الوارد عن أمير المؤمنين عليه السلام في كلّ يوم من أيّام العشر عشر مرّات: «لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ عَدَدَ اللَّيَالِي والدُّهُورِ..».

3- قراءة الدَّعوات الخَمس التي جاء بهنّ جبرئيل إلى النّبيّ عيسى عليهما السلام وقد ورد فيهنّ ثوابٌ جزيل.

4- الصَّوم: من المستحبّ صومُ الأيّام التّسعة الأُوَل، لا سيّما اليوم الأَوّل، فقد رُوي أنّ صومه يُكتَب ثمانين شهراً، وصَوْم التّسعة صَوْم الدَّهر.

5- صلاة اللّيالي العشر الأوائل: [انظر: باب «كتاباً موقوتاً» من هذا العدد]

اليوم الأول

قال الشيخ الكفعمي في (البلد الأمين): «يستحبّ صوم هذا العشر إلى التاسع، فإن لم يقدر صام أول يوم منه، فعن الكاظم عليه السلام أنّ صيامه يعدل صوم ثمانين شهراً، وهو اليوم الذي ولد فيه إبراهيم عليه السلام، وفيه اتّخذه الله خليلاً، وفيه تزوج عليٌّ عليه السلام بفاطمة عليها السلام، فصلِّ فيه صلاتها» [انظر: باب «كتاباً موقوتاً» من هذا العدد].

اليوم السّابع

في هذا اليوم كانت شهادة الإمام أبي جعفر، محمّد بن عليّ الباقر عليهما السلام سنة مائة وأربع عشرة في المدينة المنوّرة. ويستحب أن يزار في هذا اليوم بالزيارة الجامعة، أو بزيارة أمين الله المشهورة.

اليوم التاسع وليلته: عرفة

ليلة عرفة مباركة، وهي ليلةُ مناجاة قاضي الحاجات، والتّوبةُ فيها مقبولة، والدُّعاء فيها مستجاب، وللعاملِ فيها بطاعة الله أجر سبعين ومائة سنة، كما في الرّواية عن رسول الله صلّى الله عليه وآله.

أمّا يوم عرفة، فيقول السيّد ابن طاوس في (الإقبال): «اعلم أنّ يوم عرفة من أفضل أيام أعياد العباد، وإن لم يظهر اسمه بأنّه يوم عيد، فقد  ظهر أنّه يوم سعيد، دعا اللهُ جلّ جلاله عباده فيه إلى تحميده وتمجيده، ووعدهم بإطلاقٍ عامٍّ لجوده وإنجاز وعوده، ووعد فيه بغفران الذنوب وستر العيوب وتفريج الكروب، وأذِن للمقبل عليه والمُعرِض عنه في الطلب منه».

زيارة سيّد الشهداء عليه السلام

عن مولانا الباقر صلوات الله عليه، أنّه قال: «مَن زار الحسين عليه السلام - أو قال: من زار ليلة عرفة - أرض كربلاء وأقام بها حتّى يعيّد ثمّ ينصرف، وقاه الله شرّ سنته».

وفي رواية الصّدوق عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: «إنّ الله تبارك وتعالى يتجلّى لزوّار قبر الحسين عليه السلام قبل أهل عرفات، يقضي حوائجَهم، ويغفر ذنوبَهم، ويشفّعهم في مسائلِهم، ثمّ يأتي أهلَ عرفات فيفعل ذلك بهم».

 

ليلة العيد

هي من الليالي التي يستحبّ إحياؤها بالدعاء والمسألة، وقد ورد الحثّ على ذلك في الأحاديث الشريفة، فعن الإمام الصادق عليه السلام، قال: «إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُحْيِيَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ [ليلة الأضحى] فَافْعَلْ ".." يَقولُ اللهُ جَلَّ ثَناؤهُ: أَنا رَبُّكُمْ وَأَنْتُمْ عِبادي، أدَّيْتُمْ حَقِّي، وَحَقٌّ عَلَيَّ أَنْ أَسْتَجيبَ لَكُمْ؛ فَيَحُطُّ تِلْكَ اللَّيْلَةَ عمَّنْ أرادَ أنْ يَحُطَّ عَنْهُ ذُنوبَهُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ».

يقول الشيخ الملكي التبريزي في كتابه (المراقبات): «وليكن من دعائك توفيق الفوز بمراضي الله جلّ جلاله في موقف عيدك، فإنّه من المواقف الخطيرة التي ينبغي أن يذكر طول السنة».

وفي هذا السياق أيضاً أورد الشيخ الكفعمي في (البلد الأمين): «وإن استطعت أن تحيي ليلة الأضحى فافعل، فإنّ أبواب السماء لا تغلق تلك الليلة لأصوات المؤمنين».

اليوم العاشر: عيد الأضحى

عن مراقبات يوم الأضحى، يقول السيّد ابن طاوس في (الإقبال): «فاستقبل هداية الله جلّ جلاله إليك يوم عيده، بتعظيمه وتمجيده، والقيام بحقّ وعوده، والخوف من وعيده، و[واستقبل] فرحك وسرورك بما في ذلك من المسارّ والمبارّ على قدر الواهب جلّ جلاله، وعلى قدر ما كنت عليه من ذلّ التراب ".." فالعجب كلّ العجب لك إن جهلت قدر المنّة عليك فيما تولاه الله جلّ جلاله من الإحسان إليك، فاشتغل بما يريد، وقد كفاك كلّ هولٍ شديد، وهو جلّ جلاله كافيك ما قد بقي بذلك اللطف والعطف الذي أجراه على المماليك والعبيد».

اليوم الثامن عشر: عيد الله الأكبر

ممّا جاء في خطبة رسول الله صلّى الله عليه وآله في يوم الغدير: «..معاشر النّاس، ﴿فَآَمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا..﴾ أنزل الله النّور فيّ، ثمّ في عليّ، ثمّ النّسل منه إلى المهديّ الَّذي يأخذ بحقّ الله.

معاشرَ النّاس، إنّي رسول الله قد خلت من قبلي الرّسل، ألا إنّ عليّاً الموصوف بالصبر والشكر ثمّ من بعده من وُلده من صُلبه.

معاشرَ النّاس، قد ضلّ من قبلكم أكثر الأوّلين، أنا صراط الله المستقيم، الَّذي أُمرتم أن تسلكوا الهدى إليه، ثمّ عليّ من بعدي، ثمّ ولدي من صلبِه أئمّة يهدون بالحقّ إنّي قد بيّنت لكم، وفهّمتكم، هذا عليّ يفهّمكم بعدي، ألا وإنّي بعد انقطاع خطبتي أدعوكم إلى مصافحتي على بَيعته، والإقرار له. ألا إنّي بايعتُ لله وعليٌّ بايع لي، أنا آخذكم بالبيعة له عن الله ﴿..فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾».

من أعمال يوم الغدير:

1- الصَّوم وهو كفارة ذنوب ستِّين سنة. وقد رُوِيَ أنَّ صيامه يعدل صيام الدَّهر..

2- زيارة أمير المؤمنين عليه السلام، لا سيّما بزيارة «أمين الله» المعروفة.

3- أن يغتسل ويُصلّي ركعتين من قبل أن تزول الشّمس بنصف ساعة، يقرأ في كلّ ركعة سورة (الحمد) مرّة، و(التّوحيد) وآية (الكرسيّ) و(إنّا أنزلناه) كلّ منها عشر مرّات، والأفضل أن يدعو بعدها بهذا الدّعاء: ربَّنا إنّنا سمعنا منادياً.. . [انظر: إقبال الأعمال، والبلد الأمين]

4- أن يهنّئ مَن لاقاه من إخوانه المؤمنين بقوله: «الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَنا مِنَ المُتَمَسِّكِينَ بِولايَةِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَالأَئِمَّةِ عليهم السلام».

اليوم الرابع والعشرون: يومُ المباهلة

في هذا اليوم من السّنة العاشرة للهجرة باهلَ رسولُ الله صلّى الله عليه وآله أساقفةَ نصارى نجران بأهل بيتِه عليهم السلام.

وفي مثله تصدّق أمير المؤمنين عليه السلام بالخاتَم في ركوعه، فنزل قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾.

ومن أعمال هذا اليوم:

1- الغسل.

2- الصِّيام.

3- أن يدعو بدعاء المباهلة، وهو يشابه دعاء أسحار شهر رمضان، مرويّاً عن الإمام الصّادق عليه السلام بما له من الفضل تقول: «أللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ بَهائِكَ بِأبْهاهُ وَكُلُّ بَهائِكَ بَهِيُّ..». [انظر مفاتيح الجنان، أعمال ذي الحجّة، يوم المباهلة]

4- التّصدّق على الفقراء تأسِّياً بمولى كلّ مؤمن ومؤمنة، أمير المؤمنين عليه السلام.

5- صلاة ودعاء مرويان عن الإمام الكاظم عليه السلام. [انظر: باب «بصائر» من هذا العدد]

اليوم الخامس والعشرون

في هذا اليوم نزلت الآيات من سورة الدّهر ﴿هَلْ أَتَى﴾، في مدح أمير المؤمنين، والصدّيقة الكبرى، والحسنَين عليهم السلام، بعد أن تصدّقوا بطعام إفطارهم ثلاث ليالٍ متواليات على مسكينٍ ويتيمٍ وأسير.

* الفقرات المنقولة عن (الإقبال) و(المراقبات) و(البلد الأمين) ترِد مختصرة، وأحياناً بتعديل في العبارة.

 

عمود مستقل

من أعمال يوم عرفة

1-  الغسل قبل الزّوال.

2-  الصِّيام لِمَن لا يَضعف عن الدُّعاء. 

3-  زيارة الإمام الحسين عليه السلام فإنّها تعدل ألف حجّة.

4-  دعاء الإمام الحسين عليه السلام يوم عرفة. وهو من أهمّ أعمال هذا اليوم. وأوّله: «الحمدُ لله الّذي ليس لقضائه دافع..».

5-  صلاة ركعتَين بعد صلاة العصر وقبل الشُّروع بتلاوة الأدعية، في الأولى بعد (الحَمد) سورة (التّوحيد)، وفي الثّانية بعد (الحمد) (قل يا أيُّها الكافرون).

6-   الصّلاة على محمّد وآل محمّد: عن الإمام الصّادق عليه السلام أنَّ مَن أراد أن يسرَّ محمّداً وآل محمّد عليهم السلام، فليَقل في صلاته عليهم: «أللّهُمَّ يا أَجْوَدَ مَنْ أَعْطى..»

7-   قال الإمام الصّادق عليه السلام: «تكبِّر الله تعالى مائة مرّة، وتهلِّله مائة مرّة، وتسبّحه مائة مرّة، وتقدِّسه مائة مرّة، وتقرأ آية (الكرسيّ) مائة مرّة، وتصلّي على النّبيّ صلّى الله عليه وآله، مائة مرّة». وورد أيضاً قراءة سورة (القدر) مائة مرّة.

8- الدُّعاء السَّابع والأربعون من الصّحيفة السّجّاديّة، وهو: دعاؤه عليه السلام يوم عرفة.

9- قراءة دعاء أمّ داود، الّذي يُقرأ ضمن عمل الاستفتاح في النّصف من رجب.

10- أنْ يَختم بدعاء «العشرات» المسنون قراءته في الصَّباح والمساء.

اُنظر: (مفاتيح الجنان)، لسائر الأعمال الخاصّة بهذا اليوم الشّريف.

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

19/08/2017

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات