الملف

الملف

منذ أسبوع

مهمّته تَعاهُد إنسانية الخلق بالرعاية

مهمّته تَعاهُد إنسانية الخلق بالرعاية

النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله.. مبدأُ الظّهور وغايتُه

ــــــــــــــــــــــــــ الإمام الخميني قدّس سرّه ــــــــــــــــــــــــــ

* «وَصَلِّ اللّهمَّ على مبدأ الظّهورِ وغايتِه، وصورةِ أصلِ النّور ومادّتِه... الذي دَنا فرفضَ التّعيُّنات فتَدلّى فكان قابَ قوسَي الوجود، وتمامَ دائرةِ الغيب والشّهود، أو أدنَى الذي هو مقامُ العَماء، بل لا مقامَ هنا على الرّأي الأسنى، وعلى آلِه مفاتيحِ الظّهور ومصابيحِ النّور...».

هذه عبارات الصلاة على رسول الله وآله الأطهار التي ذكرها الإمام الخمينيّ في إجازته الفلسفية للميرزا جواد الهمداني. وفي ما يلي، مقتطفات من أبرز كلمات الإمام قدّس سرّه تناول فيها جملة مفاهيم مرتبطة بسيرة النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله، نوردها نقلاً عن (صحيفة النور) بتصرّف يسير في الترجمة.

«شعائر»

 

أوّلُ ما نزل من القرآن الكريم على رسول الله صلّى الله عليه وآله هي الآيات الأولى من سورة العلق: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ..﴾. ليس (اقرأ باسم الله)، أو (اقرأ باسم الناس)، بل ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ..﴾.

والضمير يرجع إلى الرسول، أي ربّ الرسول، أي الذي ربّى الرسولَ الأكرم، وهو اللهُ تبارك وتعالى بكلّ الأسماء والصفات. هو ربُّ الرسولِ الأكرم؛ الإنسانِ الكامل. الذاتُ المقدسة للحقّ تعالى بكلّ الأسماء والصفات.

وأسماء الحقّ تعالى وصفاته محيطةٌ بكلّ الموجودات. وبعبارة أخرى، فإنّ كلّ الموجودات هي ظهورٌ للأسماء والصفات الإلهية. واللهُ تبارك وتعالى إذ يأمر: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ..﴾، أي اقرأ بهذا الاسم الذي يحتوي كلّ الأسماء والصفات، والمربّي بكلّ معنى التربية في عالم الطبيعة، وفي عالم ما وراء الطبيعة، التربية المناسبة لعالم المجرّدات وعالم الجبروت وكلّ العوالم، هذا هو ربّ الرسول صلّى الله عليه وآله.

والرسولُ مكلّفٌ بأن يقرأ، فأوّل ما أُمر به... هو القراءة والتعليم والتربية. وكأنّ المعنى: «إنّ هذا الربّ الذي هو ربّك والمحيطُ بكلّ الموجودات، يأمرك أن تقرأ وتربّي الناس على هذا الطريق»... الرسول مكلّفٌ بدعوة الناس إلى ربّ الرسول، إلى ربّ الرسول الأكرم، وربّ الرسول الخاتَم. ولأجل هذا نزل القرآن، ولأجل هذا جاء الإسلام، من أجل أن يتربّى الناس، فلولا التربية لكانوا أشدّ افتراساً وإيذاءً من كلّ الحيوانات. الإنسان موجودٌ إذا لم يخضع للتربية، فلن يُجاريه حيوانٌ ولا موجودٌ في العالم خطورةً وإيذاءً. كلّ الأنبياء بُعثوا لتربية هذا الموجود، الذي لو تُرك لحاله لأَفسد العالَم.

تكليف النبيّ صناعةُ الإنسان

لو لم يكن لبعثة النّبيّ صلّى الله عليه وآله من ثمرة إلّا وجود أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، ووجود إمام العصر سلام‏ الله عليه، لكان هذا نجاحاً كبيراً للغاية.

لو أنّ الله تبارك وتعالى بَعث الرسول (فقط) لتربية مثل هؤلاء الناس المتكاملين لكان هذا جديراً، ولكنّهم أرادوا للجميع أن يكونوا على هذا (النحو)، لكنّ ذلك لم يحصل.

الإسلام مجموعة أحكام هدفُها بناء الإنسان. والقرآن كتابٌ لبناء الإنسان، هدفه أن يصنع بشراً. والرسول منذ أن بُعث وإلى حين رحيله عن الدنيا، كان بصدد صناعة الإنسان. كان مهتماً بهذا.

كلّ الحروب التي شهدها الإسلام كانت من أجل إدخال هؤلاء المتوحّشين المفترسين داخل حدود الإيمان، لم يكن في الأمر نزعة إلى التسلّط، ولهذا نرى في سيرة النبيّ الأكرم وسائر الأنبياء، والإمام عليّ سلام الله عليهم أجمعين، والأولياء العظام، نرى أنّه لم تكن هناك في سيرتهم نزعة تسلطية على الإطلاق. ولولا أداء الواجب والحرص على بناء هؤلاء البشر، لما قبلوا حتّى هذه الخلافة الظاهرية، ولتنحّوا جانباً، ولكنّه التكليف. فالتكليف الإلهي يجب أن يقبله حتّى يستطيع بناء الإنسان... (ولكن للأسف لم يُصبح) معاوية إنساناً، مثلما لم (يصبح) أبو جهل وأبو لهب وأمثالهم أُناساً صالحين.

أين حكّام الدول الإسلامية من سيرة نبيّهم؟

إنّ قادة الدول الإسلامية، على الرغم من ادّعائهم الإسلام واتّباع رسول الإسلام، غير أنّه لا يوجد بينهم وبين قادة الإسلام الحقيقيّين أيّ نوعٍ من التشابه والارتباط. إنّ المزاعم كثيرة بأنّنا أتباع الإسلام، ولكن الاتّباع يكون في العمل. كيف كانت سيرة الرسول، وكيف هي حياتكم؟ كيف عاش الرسول بين الناس، وكيف تعيشون أنتم بين الناس؟

كيف كانت علاقات الرسول مع الطواغيت، وكيف هي علاقاتكم مع الطواغيت، (فضلاً عن) أنّكم طواغيت صغار؟

كيف كان ارتباط الرسول مع مستضعفي العالم، وكيف ارتباطكم أنتم؟

كيف كانت حياة الرسول، وكيف هي حياتكم المادية؟

إنّ مجرد الادّعاء بالتبعية للرسول صلّى الله عليه وآله ليس كافياً. إنّ قادة الدول الإسلامية هم كذلك أيضاً. يقول الرسول للمسلمين أنِ اجتَمِعوا واتّحدوا معاً. ولكنّكم تفرّقون بينهم. يقول القرآن ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا..﴾ (آل عمران:103)، ولكنّكم اعتصمتم بحبل الولايات المتحدة أو الاتحاد السوفياتي. إنّ المزاعم كثيرة!

نحن في إيران لا ندّعي بأنّنا أتباعه بهذا المعنى، بل نقول بأنّنا راغبون في اتّباعه والسير على خطاه. أنتم تدّعون بأنكم أتباع الرسول، والقرآن يقول: ﴿..وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ..﴾ (البقرة:257)، مَن هم أولياؤكم الآن ومع مَن ارتباطكم؟ جماعة منكم مع هذه‏ الجهة وجماعة أخرى مع تلك الجهة. إيران لا تريد اتّباع هذا المعسكر أو ذاك، ولذلك يُمارسون الضغوط عليها..

اخبار مرتبطة

  حدود الله

حدود الله

منذ أسبوع

أحكام المسجد

  دوريات

دوريات

منذ أسبوع

دوريات

نفحات