أحسن الحديث

أحسن الحديث

15/12/2017

موجز في تفسير سورة الشرح

 

﴿إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾

موجز في تفسير سورة الشرح

ـــــــــــــــــ إعداد: سليمان بيضون ـــــــــــــــــ


* السورة الرابعة والتسعون في ترتيب سوَر المُصحف الشريف، نزلت بعد سورة «الضحى».

* سُمّيت بـ«الشرح» و «الانشراح» و«ألم نشرح» لابتدائها بعد البسملة بقوله تعالى: ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴾.

* آياتها ثمان، وهي مكيّة، وفي الحديث النبويّ الشريف أنّ «مَن قرأها أعطيَ من الأجر كمن لقيَ محمّداً مغتمّاً ففرّج عنه».

* ما يلي موجز في التعريف بهذه السورة المباركة اخترناه من تفاسير: (نور الثّقلين)، و(الميزان)، و(الأمثل).

 

المعروف أنّ هذه السورة نزلت بعد سورة «الضحى» ومحتواها يؤيّد ذلك، لأنّها تسرد أيضاً قسماً من الهبات الإلهية لرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلم، ففي سورة «الضحى» عرْضٌ لثلاث هبات إلهية، بعضها مادّية وبعضها معنوية، وفي هذه السورة ذكْرٌ لثلاث هبات أيضاً، غير أنّ جميعها معنوية، وتدور السورة بشكل عامّ حول ثلاثة محاور:

الأوّل: بيان النعم الثلاث [شرح الصدر، ووضع الوزر، ورفع الذكر].

والثاني: تبشير النبيّ بزوال العقبات أمام دعوته. والثالث: الترغيب في عبادة الله الواحد الأحد.

ولذلك ورد عن أهل البيت عليهم السلام ما يدلّ على أنّ هاتين السورتين سورة واحدة، ووجب قراءتهما معاً في الصلاة لوجوب قراءة سورة كاملة بعد (الحمد).

ومن علماء المسلمين من أهل السنّة من ذهب إلى ذلك أيضاً، كما نقل الفخر الرازي عن طاوس وعمر بن عبد العزيز أنّهما يقرآنهما معاً في الصلاة ويحذفان البسملة بينهما.

فضيلة السورة

* عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال: «من قرأها أعطي من الأجر كمن لقي محمّداً مغتمّاً ففرّج عنه».

* عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «من أكثر قراءة (والشمس)، و(والليل إذا يغشى)، و(والضحى)، و(ألم نشرح) في يوم أو ليلة لم يبقَ شيء بحضرته إلّا شهد له يوم القيامة حتى شعره، وبشَره، ولحمه، ودمه، وعروقه، وعصبه، وعظامه، وجميع ما أقلّت الأرض منه، ويقول الربّ تبارك وتعالى: قبلتُ شهادتكم لعبدي وأجزتُها له، انطلقوا به إلى جِناني حتّى يتخيّرَ منها حيث ما أحَبّ..».

تفسير آيات منها

قوله تعالى: ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴾ الآية:1.

* سُئل النبيّ صلّى الله عليه وآله: «يا رسول الله أينشرح الصدر؟ قال: نعم، قالوا: يا رسول الله وهل لذلك علامة يُعرف بها؟ قال: نعم، التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والإعداد للموت قبل نزول الموت».

* الإمام الصادق عليه السلام: [ألم نشرح لك صدرك] بولاية أمير المؤمنين عليه السلام.

قوله تعالى: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾ الآية:4.

* النبيّ صلّى الله عليه وآله: «قال لي جَبرئيل: قال الله عزّ وجلّ: إذا ذكِرتُ ذُكِرتَ معي».

قوله تعالى: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾ الآيتان: 5-6.

* وفي رواية أنّه خرج صلّى الله عليه وآله مسروراً فرحاً وهو يضحك ويقول: «لن يغلب عُسرٌ يُسرين، ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾».  

قوله تعالى: ﴿فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ﴾ الآيتان:7-8.

* الإمام الصادق عليه السلام: «فإذا فرغت من نبوّتك فانصب عليّاً، وإلى ربّك فارغب في ذلك».

* وعنه عليه السلام: «هو الدعاء في دبُر الصلاة وأنت جالس».

حقائق من السورة

* المراد بشرح صدره صلّى الله عليه وآله وسلّم جعْله بحيث يسَعُ ما يُلقى إليه من الحقائق، ولا يضيق بما ينزل عليه من المعارف، وما يصيبه من أذى الناس في تبليغها. وترتّب الآيات الثلاث الأُوَل في مضامينها، ثمّ تعليلها بقوله ﴿فإنّ معَ العُسر يُسراً﴾ الظاهر في الانطباق على حاله صلّى الله عليه وآله وسلّم في أوائل دعوته، وأواسطها، وأواخرها، ثمّ تكرار التعليل، ثمّ تفريع آيتي آخر السورة كلّ ذلك يشهد على كون المراد بشرح صدره صلّى الله عليه وآله وسلّم بسْطُه بحيث يسع ما يلقى إليه من الوحي ويؤمر بتبليغه، وما يصيبه من المكاره والأذى في الله، وبعبارة أخرى: جعْل نفسه المقدّسة مستعدّة تامّة الاستعداد لقبول ما يُفاض عليها من جانب الله تعالى.

* رفع ذكره صلّى الله عليه وآله وسلّم إعلاؤه عن مستوى ذكر غيره من الناس، وقد فعل سبحانه به ذلك، ومِن رفْع ذكره أن قرَن الله اسمه باسمه، فاسمُه قرينُ اسم ربّه في الشهادتين اللتين هما أساس دين الله، وعلى كلّ مسلم أن يذكرَه مع ربّه كلّ يوم في الصلوات الخمس المفروضة.

* وضع وزره صلّى الله عليه وآله وسلّم إذهابُ ما يُحِسّ من ثقله بإنفاذ دعوته، وإمضاء مجاهدته في الله بتوفيق الأسباب، فإنّ الرسالة والدعوة وما يتفرّع على ذلك هي الثقل الذي حمله إثر شرح صدره.

                                                                     (تفسير الميزان: 20/314)

اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريات

دوريات

18/12/2017

دوريات

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

نفحات