مراقبات

مراقبات

15/01/2018

أعمال ومراقبات جمادى الأولى


كأنّي بِفاطمة ابنتي وقد ظُلِمت بعدي..

أعمال ومراقبات جمادى الأولى

_____ إعداد: «شعائر» _____

من لوازم الإيمان اليقظة؛ وعلامتُها المراقبة، وهي «قرارٌ بالتزام قانونِ الله تعالى: الشِّرعة والمنهاج» تماهياً مع اليقين والحبّ: اليقين به تعالى، وحبّه سبحانه.

في المناجاة الشعبانيّة: «وأن تجعلَني ممّن يُدِيمُ ذِكرَك، ولا ينقضُ عهدَك، ولا يَغفلُ عن شكرِك، ولا يستخفُّ بأمرِك. إلهي وألحِقني بنورِ عزِّك الأبهج، فأكونَ لك عارفاً، وعن سواك منحرفاً، ومنك خائفاً مراقباً، يا ذا الجلال والإكرام».

وأبرز كُتب المراقبات: كتاب (إقبال الأعمال) لسيِّد العلماء المراقبين، السيّد ابن طاوس، و(المراقبات) للفقيه الكبير الشيخ الملَكي التبريزي، وفي هَديهما هذا الباب: «مراقبات».

 

 

* اليوم الثالث عشر من جمادى الأولى ذكرى استشهاد الصدّيقة الزهراء عليها السلام عام 11 للهجرة، على رواية أنّها عاشت بعد أبيها صلّى الله عليه وآله خمسة وسبعين يوماً، فمن المناسب زيارتها سلام الله عليها وإقامة مأتمها.

* وفي اليوم الخامس عشر ولادة الإمام السجّاد عليه السلام، على رواية؛ قال الشيخ الطوسي في (مصباح المتهجّد): «في النصف منه سنة ستّ وثلاثين كان مولد أبي محمّد عليّ بن الحسين زين العابدين عليهما السلام، يستحبّ صيام هذا اليوم».

* وفي اليوم الخامس منه من السنة الخامسة للهجرة كانت ولادة السيّدة زينب بنت أمير المؤمنين والسيّدة الزهراء عليهم السلام.

 

اليوم الأوّل: دعاء غرّة الشّهر

* روى السّيّد ابن طاوس في (إقبال الأعمال) دعاءً يقرَأ في اليوم الأوّل من هذا الشّهر، فقال: «الدّعاء في غرّة جُمادى الأولى:

أللّهمَّ أنتَ اللهُ وأنتَ الرّحمنُ الرّحيمُ، وأنتَ المَلِكُ القدُّوسُ، وأنت السَّلامُ المؤمنُ، وأنتَ المُهَيمنُ، وأنتَ العزيزُ، وأنتَ الجبَّارُ، وأنتَ المتكبِّرُ، وأنتَ الخالِقُ، وأنتَ البارِئُ، وأنتَ المُصَوِّرُ، وأنتَ العزيزُ الحكيمُ، وأنتَ الأوَّلُ والآخِرُ والظَّاهرُ والباطِنُ، لكَ الأسماءُ الحُسنى...».

(الدعاء بتمامه تجده في المصدر، وفي أعداد أشهر جمادى الأولى السابقة من شعائر)

 

اليوم الثّالث عشر: شهادةُ الصّدِّيقة الكُبرى عليها السلام (على رواية)

(الشيخ الطوسي، الأمالي: ص 188): «عن عبد الله بن العباس، قال: لمّا حضرت رسولَ الله صلّى الله عليه آله وسلّم الوفاةُ، بكى حتى بلَّتْ دموعه لحيته، فقيل له: يا رسول الله ما يبكيك؟

فقال: أبكي لذرّيّتي، وما تَصنعُ بهم شِرارُ أمّتي من بعدي. كأنّي بفاطمة ابنتي وقد ظُلمت بعدي، وهي تنادي يا أبتاهُ يا أبتاهُ، فلا يُعينها أحدٌ من أمّتي!

فسمعت ذلك فاطمة فبكت، فقال لها رسول الله صلّى الله عليه آله وسلّم: لم تبكين يا بُنيّة؟

فقالت: لستُ أبكي لِما يُصنَعُ بي مِن بَعدِك، ولكن أبكي لِفراقِك يا رسول الله.

فقال لها: أبْشِري يا بنتَ مُحمّدٍ بِسرعةِ اللّحاقِ بي، فإنّكِ أَوّلُ مَن يَلحقُ بي مِن أهلِ بيتي».

* قال المحدّث الشيخ عبّاس القمّيّ في (مفاتيح الجنان) في كيفيّة زيارة السّيّدة الزّهراء في يوم شهادتها صلوات الله عليها: «المناسب في الثّالث عشر، والرّابع عشر، والخامس عشر، من جمادى الأولى زيارة فاطمة الزَّهراء صلوات الله عليها، وإقامةُ مأتَمِها. فقد رُوي بسندٍ صحيحٍ أنّها عاشت بعد أبيها صلّى الله عليه وآله خمسةً وسبعين يوماً. وقد كانت وفاة النّبيّ صلّى الله عليه وآله في الثّامن والعشرين من صفر على المشهور، فيلزم أن تكون وفاتها عليها السلام في أحد هذه الأيّام الثّلاثة».

* ويُمكن أن تُزار صلوات الله عليها في هذا اليوم، بالزّيارة التي رواها المحدّث القمّي في (مفاتيح الجنان)، وأوّلها: «يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ الله الَّذِي خَلَقَكِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَكِ فَوَجَدَكِ لِما امْتَحَنَكِ صابِرَةً..». أو بالزّيارة التي رواها السيّد في (الإقبال): «السَّلامُ عَليكِ يا سَيِّدَةَ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا والِدَةَ الحُجَجِ عَلى النّاسِ أَجْمَعِينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها المَظْلومَةُ المَمْنُوعَةُ حَقَّها. أللّهُمَّ صَلِّ عَلى أَمَتِكَ وَابْنَةِ نَبِيِّكَ، وَزَوْجَةِ وَصِيِّ نَبِيِّكَ، صَلاةً تُزْلِفُها فَوْقَ زُلْفى عِبادِكَ المُكَرَّمِينَ مِنْ أَهْلِ السَّماوات وَأَهْلِ الأَرْضِينَ».

اليوم الخامس عشر: ولادةُ الإمام السّجّاد عليه السّلام (على رواية)

* قال السّيّد ابن طاوس في (إقبال الأعمال: 3/156): «في ما نذكره من صَومِ يوم النّصف من جُمادى الأولى وفضلِه، رَوينا ذلك بإسنادنا إلى شيخنا المفيد رضوان الله عليه، فقال عند ذكر جمادى الأولى ما هذا لفظه: النّصف منه سنة ستّ وثلاثين من الهجرة كان مولد سيِّدنا أبي محمّد، عليّ بن الحسين زين العابدين عليهما السّلام، وهو يومٌ شريفٌ يُستحبّ فيه الصّيام والتّطوُّع بالخيرات».

* وحول مراقبات هذا اليوم، قال الشيخ الملكي التبريزي في (المراقبات: ص 59): «ويوم النّصف منه أيضاً روي أنّه يوم ولادة الإمام السجّاد عليه الصلاة والسلام، فللشيعة تعظيم اليوم بالعمل كما مضى في مثله، فإنّ لأيام الولادات عند الملوك آداباً وتكاليف على رعيّتهم، فأيّ ملِك أحقّ بالتعظيم من هؤلاء الملوك، ملوك الدّنيا والآخرة. وملوكُ الدّنيا ملكوا الدّنيا عن غير حقّ، وهؤلاء ملكوا الدّنيا والآخرة من الله ملِك الملوك تعالى بالاستحقاق.

وأيضاً أيّ ملك تحمّل في سياسة رعيّته مثل ما تحمّلوا، وواساهم بما واسانا به أئمّتنا، بل آثرونا على أنفسهم واستشهدوا في طريق نجاتنا وهدايتنا، وأيّ ملك انتفع رعيّته منه مثل انتفاع الشيعة من أئمّتهم في أمور دينهم، ودنياهم، وآخرتهم، فبقدر فضلهم وتحمّلهم ونفعهم يقدّر تكليف تعظيم أيّام ولادتهم في حكم العقل».

 

اليوم الخامس: ولادة الصّدِّيقة الصُّغرى عليها السلام

قال السيّد محسن الأمين في (أعيان الشيعة: 7/137): «زينب الكبرى بنت مولانا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام وتعرف بالعقيلة، أمّها فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله. كانت زينب عليها السلام من فضليات النساء، وفضلها أشهر من أن يُذكر وأبين من أن يُسطّر. وتعلم جلالة شأنها، وعلوّ مكانها، وقوّة حجّتها، ورجاحة عقلها، وثبات جنانها، وفصاحة لسانها، وبلاغة مقالها حتّى كأنّها تفرغ عن لسان أبيها أمير المؤمنين عليه السلام، من خطبها بالكوفة والشام، واحتجاجها على يزيد وابن زياد بما أفحمهما حتى لجآ إلى سوء القول والشتم وإظهار الشماتة والسباب، الذي هو سلاح العاجز عن إقامة الحجّة. وليس عجيباً من زينب أن تكون كذلك وهي فرع من فروع الشجرة الطيبة النبويّة، والأرومة الهاشمية؛ جدّها الرسول، وأبوها الوصيّ، وأمّها البتول، وأخواها لأبيها وأمّها الحسنان، ولا بدع أن جاء الفرع على منهاج أصله».

* وممّا تزار به سلامُ الله عليها في هذا اليوم:

«بسم الله الرّحمن الرّحيم. السّلامُ عليكِ يا بنتَ سلطانِ الأنبياءِ، السّلامُ عليكِ يا بنتَ صاحبِ الحَوْضِ واللِّواءِ، السّلامُ عليكِ يا بنتَ فاطمةَ الزّهراء، السّلامُ عليكِ يا بنتَ خديجةَ الكُبرى، السّلامُ عليكِ يا بنتَ سيِّدِ الأوْصياءِ ورُكْنِ الأولياءِ أمير المؤمنين، السّلامُ عليكِ يا بنتَ وليِّ الله، السّلامُ عليكِ يا أمَّ المصائبِ يا زينبُ بنتُ عليٍّ ورحمةُ اللهِ وبركاته.

السّلامُ عليكِ أيَّتُها الفاضلةُ الرَّشيدةُ، السّلامُ عليكِ أيَّتُها العاملةُ (العالمة) الكاملةُ، السّلامُ عليكِ أيَّتها الجليلةُ الجميلةُ، السّلامُ عليكِ أيَّتها التّقيَّةُ النَّقيّةُ، السَّلامُ عليكِ أيَّتُها المظلومةُ المقهورةُ، السَّلامُ عليكِ أيَّتها الرَّضيّةُ المرضِيّةُ، السَّلامُ عليكِ يا تاليةَ المعصومِ، السّلامُ عليك يا مُمْتَحَنَةً في تحمُّلِ المصائبِ بالحسينِ المظلومِ، السَّلامُ عليكِ أيَّتها البعيدةُ عن الآفاقِ، السَّلامُ عليكِ أيَّتها الأسيرةُ في البلدانِ، السَّلامُ على مَن شَهدَ بِفضلِها الثَّقَلانُ، السَّلام عليكِ أيَّتها المُتَحَيِّرةُ في وقوفِكَ في القَتْلى، وناديْتِ جدَّكِ رسول الله صلّى الله عليه وآله بهذا النِّداء: صلَّى عليكَ مليكُ السّماءِ، هذا حسينٌ بالعَراءِ، مَسلوبُ العمامةِ والرِّداء، مُقطَّعُ الأعضاءِ وبناتُك سبايا.

السَّلامُ على روحِكِ الطّيِّبة وجسدِكِ الطَّاهر، السَّلامُ عليكِ يا موْلاتي وابنةَ مولاي وسيِّدتي وابنةَ سيِّدتي ورحمةُ اللهِ وبركاتُه. أشهدُ أنَّكِ قد أَقَمْتِ الصَّلاةَ وآتيتِ الزَّكاةَ وأمَرْتِ بالمعروفِ ونَهَيْتِ عن المُنكرِ وأَطَعْتِ اللهَ ورسولَهُ وصَبرْتِ على الأذى في جَنْبِ اللهِ حتّى أتاكِ اليقينُ، فلعنَ اللهُ مَن جَحَدَكِ، ولعنَ اللهُ مَن ظَلَمَكِ، ولعنَ اللهُ مَن لم يعرف حقّكِ، ولعنَ اللهُ أعداءَ آلِ محمَّدٍ من الجنِّ والإنسِ من الأوَّلينَ والآخِرينَ، وضاعَفَ عليهم العذاب الأليم. أتيتُكِ يا مولاتي وابنةَ مولايَ قاصداً وافداً عارفاً بحقِّك، فكوني شفيعةً إلى الله في غفرانِ ذنوبي، وقضاءِ حوائِجي، وإعطاءِ سؤلي وكشفِ ضرِّي، وإنَّ لكِ ولأبيكِ وأجدادِكِ الطّاهرين جاهاً عظيماً وشفاعةً مقبولةً.

السَّلامُ عليكِ وعلى آبائكِ الطَّاهرينَ المُطهَّرين وعلى الملائكة المُقيمينَ في هذا الحَرَم (في حرَمك) الشّريف المبارَك ورحمةُ الله وبركاته».

ثمّ صلِّ ركعتين لله تعالى قاصداً إهداء ثوابهما إليها.

(وفيّات الأئمّة: ص 484)

 

 

 

اخبار مرتبطة

  تقرير

تقرير

15/01/2018

تقرير

  اصدارات عربية

اصدارات عربية

نفحات