حبُّ الله أساسُ العبوديّة

حبُّ الله أساسُ العبوديّة

26/08/2011

حبُّ الله أساسُ العبوديّة وليُّ العصر يُنير الطّريق


إعداد: مازن حمّودي

«يجب أن نكون من أهل المحاسبة، فهي مطلوبة بحدّ ذاتها، ولو لم نكن من أهل التَّوبة، ولم نتدارك ما فات منّا ".." إذ من الممكن -آخِر الأمر- أن يأتي علينا يوم نرجع فيه إلى أنفسنا، ونسعى لِتَدَارُك ما فاتنا».
تقدّم «شعائر» توجيهات قيّمة لشيخ الفقهاء العارفين الشيخ بهجت قدّس سرّه، حول أهم دعائم السّير إلى الله تعالى، من رفع الحُجُب، ومحاسبة النفس ومراقبتها.

القابليّة والإستعداد هما إبتداء حركة الإنسان في مسيرة الكمال والمعرفة، وبهما يستطيع الوصول من اللّاشيء إلى كلّ شيء، وغاية السَّير ومقصده هو الله سبحانه وتعالى.
والربوبّية الإلهيّة تقتضي أيضاً مساعدة وإرشاد الإنسان في حركته التكامليّة للوصول إلى الغاية المقصودة، فقد جاء في دعاء أبي حمزة الثمالي: «من أينَ لي الخيرُ يا ربِّ ولا يُوجد إلّا من عندِك».
فالله تعالى هو حافظنا ووليّنا وقائدنا وصاحبنا في طريقنا، كما يقول هو سبحانه عن نفسه: ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ..﴾ البقرة:257، أيْ يُخرجهم من ظلمات الحَيْرة إلى نور الهداية.
ولأنّنا مُعرَّضون للغرق في بحر الحياة، فإنّ هداية وليّ الله وإرشاده لازمة وضروريّة في سبيل الوصول إلى المقصد سالمين. فعلينا الإستغاثة بوليّ العصر عجّل الله تعالى فرجه الشريف لِيُنير لنا المسير، ويصحبنا إلى آخر مقصدنا وغايتنا.


حتميَّة الوصول مع جدِّيَّة المطلب

إنَّ مَن يَطلب الهداية ومعرفة الله وهو جادٌّ ومخلصٌ في طلبه، فإنَّ الجدار والباب سيكونان هاديَيْن ومرشدَيْن له بإذن الله. يقول الله تبارك وتعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا..﴾ العنكبوت:69.
إذا كان طالب القُرب صادقاً، فتَرْكُ المعصية كافٍ ووافٍ للعمر كلّه، حتى لو كان ألف سنة. وما أقرب الطالب الصّادق من أن يُقال له: وَصلْتَ، فادخُل.

الحُبّ أساسُ العبوديّة

إنَّ أساس العبوديّة هو الحبّ، يقول الله تبارك وتعالى: ﴿..وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ..﴾ البقرة:165، ويقول أيضاً: ﴿..يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ..﴾ المائدة:54. ومع كلِّ هذا، فإنَّ طائفةً من العامّة تنكر الحبّ بين الله وعباده! وتقول بأنَّ حبَّ العبد لله تعالى يعني إطاعةَ أوامره، وحبَّ الله لعبده هو ثوابُه وجزاء أعماله.

أنت حِجابُ نفسك

إنَّ الماديّات والدُّنيا ووسائل الدَّعَة لا تَجلب الرَّاحة للإنسان، بل الذي يجلبُها هو ذكر الله: ﴿..أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ الرعد:28.
ولهذا يجب علينا السعي لرفع الحُجُب ولإزالة القلق الذي يُساورنا، وأكبر حِجاب هو أنفسنا. نحن أنفسنا الحُجُب، والله سبحانه ليس له حجاباً: «لا تَحتجِبُ عن خلقك إلَّا أن تَحجبَهم الآمالُ دونك».

الإهتمام بإصلاح النفس

يجب أن نكون من أهل المحاسبة، فهي مطلوبة بحدّ ذاتها، ولو لم نكن من أهل التَّوبة، ولم نتدارك ما فات منّا. لأنّنا إذا علمنا -مثلاً- بأنّنا حسينيّون في اليوم الفلاني ويزيديّون في يومٍ آخر، فذلك أفضل من ألَّا نعلم أصلاً هل نحن حسينيّون أم يزيديّون. إذ من الممكن -آخِر الأمر- أن يأتي علينا يوم نرجع فيه إلى أنفسنا، ونسعى لِتَدَارُك ما فاتنا.
المحاسبة والمراقبة ينفعان أيضاً في الكشف عن منشأ الفساد في أفعالنا، لأننا نحن الذين نُهيِّئ مقدِّمات الأعمال، وهي تتمُّ بواسطتنا. نحن نُهيِّئ أسباب الخواطر، والغَفلة والنسيان عن ذِكر الحقِّ تبارك وتعالى. وبالمحاسبة والمراقبة تظهر وتتَّضح لنا عيوبُ الأفعال.





اخبار مرتبطة

  الصورة الملكوتيّة

الصورة الملكوتيّة

  دوريات

دوريات

27/08/2011

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات