شعر

شعر

18/03/2018

أوفى على رُتبةٍ لا يُدرِكُ العقلُ مَداها


أوفى على رُتبةٍ لا يُدرِكُ العقلُ مَداها

في مدح النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله

§      شعر: الشيخ إبراهيم الطيّبي العاملي رحمه الله

الشيخ إبراهيم بن يحيى الطيّبي العاملي. وُلد سنة 1154 هجرية في قرية الطّيبة، إحدى قرى جبل عامل جنوب لبنان.

تلقّى علومه الدينية في حوزة بلدة شقراء العاملية، وعندما استولى أحمد باشا الجزّار على جبل عامل، كان رحمه الله من جملة الذين خرجوا إلى بعلبك، ولقيَ في طريقه إليها شدّة عظيمة، ثمّ سافر إلى دمشق، وبعدها إلى النجف الأشرف حيث حضر دروس العلمَين الكبيرين السيّد محمّد مهدي بحر العلوم، والشيخ جعفر كاشف الغطاء، ثمّ عاد إلى دمشق واستقرّ بها حتّى وفاته سنة 1214، ودُفن بمقبرة باب الصغير.

من مؤلّفاته: (الدرّة المضيئة) منظومة في الكلام، (الصراط المستقيم) في الفقه، و(منظومة في علمَي الكلام والأُصول).

ترجم له السيّد محسن الأمين في (أعيان الشيعة: 2/238)، وقال: «كان عالماً فاضلاً، أديباً شاعراً مطبوعاً..». ثمّ أورد نماذج من شعره، وأوّلها هذه القصيدة في مدح النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله.

 

 

حَبَّذا أعـلامُ نَجـدٍ ورُبَاهَـا

وغُصُـونٌ تَتَثَنَّـى فـي ذُراهَـا

وتَودُّ العَيـنُ لـو أكْحَلْتَهـا

مِن ثَـراهَا كلَّ يـومٍ لا تَراهَـا

دِمَنٌ يضـحكُ فيهنَّ الدُّجَـى

عن ثَنايا الفَجرِ إنْ لاحَتْ دُماهَـا

يا سـقى اللهُ زمانـاً مَرَّ لي

بَين هَاتِيـك المعانـي وسقاهَـا

ورَعـى اللهُ عُهـوداً سَلفَتْ

عند جيـرانٍ بحُزوى ورَعاهَـا

لستُ أنسى ليلةَ الخَيفِ وقـدْ

هزَم البـرقُ اليَمانـيُّ دُجَـاهَا

قلتُ للأصحابِ مَا هَذا السَّـنا

فأجابَـتْ كُـلُّ نفـسٍ بِهَوَاهَـا

وتمارَوا ثمَّ قالـوا ما تَـرَى

قلتُ بُشرَاكُمْ، أرى أنوارَ طَاهَـا

سـيِّدِ الكَونينِ مَـولانا الّذي

حازَ أشتاتَ المَعالِـي وحَوَاهَـا

راحَةِ الجُودِ الذي غَيثُ السَّما

وبحورُ الأرضِ من بَعضِ نَداهَا

رَوضَـةِ العِلـم الإلهيّ التي

عَرْفُها طابَ كمَا طابَ جنَاهَـا

حجَّـةِ اللهِ التـي شَعْشَـعَهَا

فهي كالشَّمسِ وهَا أنتَ تَراهَـا

هـو نـورُ اللهِ لا يَجْحَـدُه

غَيرُ عَيـنٍ كَتَـبَ اللهُ عَمَاهَـا

مبدأُ العلياءِ طَه المُصـطَفى

وإليــه بعـدَ هـذا مُنتَهاهَـا

ذو خلالٍ كالدّراري أشرَقَتْ

مثلَ إشراقِ الدّراري في سَمَاهَا

معجـزاتٌ كلّمـا أَنكَرَهـا

ذو عِنـادٍ فضــحَتْهُ بِسَـناهَا

مَـن يُدانِيه وقَد أوفى عَلى

رُتبَـةٍ لا يُدرِكُ العقـلُ مَدَاهَـا

قمـرٌ حَفَّ بـه مِـن آلِـهِ

أنْجُمٌ ما حُلْيَةُ العَرشِ سِـواهَا

هُم لَعَمْرُ الله أعلى مَن رَقَى

في مَراقي العِزِّ أقداراً وَجَاهَـا

وهمُ أفضلُ مَن سَاسَ الورى

وحَمَى بالبِيضِ والسُّـمر حِمَاهَا

 

اخبار مرتبطة

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

نفحات