صاحب الأمر

صاحب الأمر

14/05/2018

إمامنا حاضر، ونحن عنه غائبون

 

 

شيخ الفقهاء العارفين الشيخ بهجت قدّس سرّه

إمامنا حاضر، ونحن عنه غائبون

«كم هو رؤوفٌ إمامُ الزَّمان عجّل الله تعالى فرجه بالّذين يذكرون اسمَه وينادونه ويستغيثون به، إنَّه أكثر رأفةً بهم من الأب والأمّ!».             الشيخ بهجت قدّس سرّه

في أجواء الشهر الفضيل، وليالي القدر، التي تتنزّل فيها الملائكةُ حتّى الفجر على صاحب الأمر عجّل الله تعالى فرجه الشريف، اختارت «شعائر» توجيهات مهدويّة، أُثرَت عن شيخ الفقهاء العارفين قدّس سرّه، تصبّ في سُبُل توثيق العلاقة بإمام زماننا، وكيفيّة رفع الموانع بيننا وبين بركات وجوده الشريف.

 

* إنّ مَن يتيقّن ويعتقد بالخالق والمخلوق، ويرتبط ويعتقد بالأنبياء والأوصياء جميعاً، صلوات الله عليهم، ويكون له بهم توسّلٌ اعتقاديّ وعمليّ، ويتحرّك ويسكن مطابقاً لأمرهم، وفي العبادات يُخلي قلبه عمّا سوى الله، ويأتي بالصّلاة والتي كلّ شيءٍ تابع لها - فارغَ القلب... ويكون تابعاً لإمام العصر عجّل الله تعالى فرجه الشريف، أي كلّ مَن يعلم أنّ الإمام عليه السلام مخالفٌ له، فهو يخالفه، ومَن يعلم أنّ الإمام موافقٌ له، فهو يوافقه، ويلعن الذي يلعنُه الإمام، ويترحّم على الذي يترحّم عليه، ولو على سبيل الإجمال، إنّ شخصاً كهذا لن يكون فاقداً أيَّ كمال، ولا واجداً لأيّ وِزرٍ ووَبال.

* الأهمّ من الدعاء بتعجيل فرج الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف، هو الدعاء لبقاء الإيمان وثبات العقيدة، وعدم إنكاره عليه السلام، إلى أوان ظهوره، لأنّ الخروج من العقيدة الصحيحة يستوجب الهلاك الأبدي في الحياة الأخروية؛ ولهذا سأل أمير المؤمنين عليه السلام، رسولَ الله صلّى الله عليه وآله، في ليلة المبيت: «أفي سلامةٍ من دِيني؟». ومن الأدعية التي أمر أهلُ البيت عليهم السلام، بقراءتها في عصر الغَيبة، وهو دعاء في غاية الأهمّية: «يا اللهُ يا رحمنُ يا رحيمُ، يا مقلِّب القلوب، ثبِّت قلبي على دينِك».

* ما لم تكُن علاقتُنا قويّةً بوليِّ الأمر، إمام الزّمان عجّل الله تعالى فرجه الشّريف، فلن تصلحَ أمورُنا. والقوّة في علاقتنا مع وليّ الأمر عليه السّلام، تَكمنُ في تهذيب النّفس.

* إنّنا على وشك الغرق في بحر الحياة هذا. فمن الضّروريّ أن يأخذ وليُّ الله بأيدينا لِنَصِل سالمين إلى برِّ الأمان. ينبغي أن نستغيث بوليِّ العصر، عجَّل الله تعالى فرجه، ليُضيء لنا الطّريق، وليأخذنا معه إلى حيث غاية المسير.

* لقد جفَّت القلوب من الإيمان ونور المعرفة. جِدوا لأنفسكم قلوباً بالإيمان وبذكر الله معمورةً، حتّى نُصادق لكم على أنَّ إمام الزّمان عجّل الله تعالى فرجه هناك!

* هناك رواية تشيرُ إلى أنَّ الجميعَ في آخر الزّمان هالِكون إلَّا مَن يدعو للفَرَج. وكأنَّ الدُّعاء للفَرَج هذا، هو شيءٌ من الأمل، والصِّلة الرّوحيّة مع صاحب الدُّعاء. وهذا من مراتب الفرَج.

* اللهُ أعلم من أيّ النّاس نحن في سِجِلِّ إمام الزّمان عجّل الله تعالى فرجه الشّريف! وهو الّذي تُعرَضُ عليه أعمالُ العباد مرّتين كلَّ أسبوع، يومَي الاثنين والخميس. كلُّ ما نعرفه هو هذا: لسنا كما يَنبغي علينا أن نكون!

* الله حاضرٌ ويرانا، ولكن نحن لا نراه، كما أنّ إمامنا حاضر، ونحن عنه غائبون! إمام الزّمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف، يسمعُ كلامي قبل أن تسمعوه أنتم منّي!

* يجب على كلّ شخص أن يهيّئ نفسه ليوم الظهور، ومن المقدّمات التوبة من الذنوب، وهذه التوبة هي التي تؤدّي إلى رفع ودفع جميع أنواع البلاء التي وردت وترد على المؤمنين، والتي تقع قبل ظهوره الشريف.

* إنّ انتظار الفرج وحده غير كافٍ؛ يجب التمسّك بالطاعة والعبودية، خصوصاً مع الالتفات إلى الحوادث التي تقع قبل ظهور إمام الزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف، حيث تكون الأرض قد «مُلئت ظلماً وجَوراً».

 

 

نائب الله جلّ جلاله في عباده وبلاده

«من وظائف كلّ ليلة أن يبدأ العبد في كلّ دعاءٍ مبرور، ويختم في كلّ عملٍ مشكور، بِذِكر مَن يعتقد أنّه نائب الله جلّ جلاله في عباده وبلاده، وأنّه القيّم بما يحتاج إليه هذا الصائم، من طعامه وشرابه وغير ذلك من مراده، من سائر الأسباب التي هي متعلّقة بالنائب عن ربّ الأرباب، أن يدعو له هذا الصائم بما يليق أن يُدعى به لمثله، ويعتقد أنّ المنّة لله جلّ جلاله ولنائبه، كيف أهّلاه لذلك ورفعاه به في منزلته ومحلّه».

(السيّد ابن طاوس، إقبال الأعمال: 1/191)

 

كرِّر.. قائما ًوقاعداً وعلى كلِّ حالٍ

عن محمد بن عيسى بن عبيد، بإسناده عن الصالحين عليهم السلام، قال: «كرِّر في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، قائما ًوقاعداً وعلى كلِّ حالٍ، والشهر كلّه، وكيف أمكَنَك، ومتى حضَرَك في دهرك، تقول بعد تمجيدِ الله تعالى والصّلاةِ على النبيِّ وآله عليهم السلام:

اللّهُمَّ كُن لِوَلِيِّكَ، القائمِ بِأمرِكَ، الحُجّةِ مُحمّد بنِ الحَسَن المهديّ، عليهِ وعلى آبائِهِ أفضلُ الصّلاةِ والسّلامِ، في هذهِ السّاعةِ وفي كُلِّ ساعةٍ، وَلِيّاً وحافِظاً، وقائداً وناصِراً، ودَليلاً ومُؤَيِّداً، حتّى تُسكِنَهُ أرضكَ طَوعاً، وتُمَتِّعَهُ فيها طولاً وعَرضاً، وتَجعَلَهُ وذُرِّيَّتَهُ من الأئِمّةِ الوارِثِين. اللّهُمّ انصُرْهُ وانْتَصِرْ بِه، واجْعَلِ النّصرَ مِنكَ لَهُ وعلى يَدِه، والفَتْحَ على وَجهِهِ، ولا تُوَجِّهِ الأمْرَ إلى غَيرِه. اللّهُمّ أَظهِرْ بِهِ دِينَكَ وسُنّةَ نَبِيِّكَ، حتّى لا يَسْتَخْفِيَ بِشيءٍ مِنَ الحَقِّ مَخافةَ أحَدٍ مِنَ الخَلْق. اللّهُمّ إنِّي أرغَبُ إليكَ في دَولَةٍ كريمةٍ، تُعِزُّ بِها الإسلامَ وأَهلَهُ، وتُذِلُّ بِها النّفاقَ وأهلَهُ، وتَجعَلُنا فيها مِنَ الدُّعاةِ إلى طاعَتِكَ، والقادَةِ إلى سبيلِكَ، وآتِنا في الدُّنيا حَسَنةً، وفي الآخِرَةِ حَسَنةً، وَقِنا عذابَ النّار، واجمَعْ لنا خَيرَ الدّارَين، واقضِ عنّا جَميعَ ما تُحِبُّ فيهِما، واجعَلْ لنا في ذلكَ الخِيَرَةَ بِرَحمَتِكَ ومَنِّكَ في عافيةٍ، آمينَ رَبَّ العالَمين، زِدْنا مِن فَضلِكَ وَيَدِكَ المَلأى، فَإنّ كُلَّ مُعْطٍ يَنْقُصُ مِن مُلْكِهِ، وعَطاؤكَ يَزيدُ في مُلْكِك».

(السيّد ابن طاوس، إقبال الأعمال: 1/191-192)

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

14/05/2018

دوريات

   إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات