كتابا موقوتاً

كتابا موقوتاً

14/08/2018

من صلوات يوم الغدير

 

من صلوات يوم الغدير

_____ رواية السيّد ابن طاوس قدّس سرّه _____

عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عليهما السلام، أنّه قال لمَن حضره من مواليه وشيعته: «أتعرفونَ يوماً شيَّد اللهُ به الإسلام، وأظهَر به منارَ الدِّين، وجعلَهُ عيداً لنا ولموالينا وشيعتِنا؟

فقالوا: اللهُ ورسولُه وابنُ رسولِه أعلم، أَيوم الفطر هو يا سيّدنا؟

قال: لا، قالوا: أَفَيوم الأضحى هو؟

قال: لا، وهذانِ يومانِ جليلانِ شريفانِ، ويومُ منار الدِّين أشرفُ منهما، وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة، وإنّ رسولَ اللهِ صلّى الله عليه وآلِهِ وسلّم لمّا انصَرَفَ مِن حجّةِ الوداعِ وصارَ بِغديرِ خمّ، أمَرَ اللهُ عزّ وجلّ جبرئيلَ عليه السلام، أنْ يَهبطَ على النّبيِّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقت قيامِ الظّهر من ذلك اليوم، وأمَرَه أنْ يقومَ بِولايةِ أميرِ المؤمنينَ عليه السلام، وأنْ ينصّبَه علَماً للنّاسِ بعده، وأنْ يَستخلِفَه في أمّته.

فهبط إليه وقال له: حبيبي محمّد إنّ اللهَ يُقرئُكَ السّلام، ويقولُ لك: قُمْ في هذا اليوم بِولايةِ عليٍّ صلّى الله عليه وآله، لِيكونَ علَماً لِأُمّتِكَ بعدك، يرجعون إليه، ويكون لهُم كَأنت..».

 إلى أن قال عليه السلام: «..فإذا كان صبيحةُ ذلك اليوم وَجَبَ الغُسلُ في صدرِ نهاره، وأنْ يلبسَ المؤمنُ أنظفَ ثيابِه وأفخرَها، ويَتَطَيّبَ إمكانَه وانبساطَ يَدِه، ثمّ يقول: (اللّهمّ إنّ هذا اليومُ الذي شَرّفتَنا فيه بِولايةِ وَلِيِّكَ عليٍّ صلوات الله عليه، وجَعلتَهُ أميرَ المؤمنينَ، وأمرتَنا بِموالاتِه وطاعتِه، وأنْ نتَمَسَّكَ بِما يُقرِّبُنا إليك، ويُزلِفُنا لديك أمرُه ونهيُه. اللّهمّ قد قَبِلنا أمرَكَ ونَهْيَك، وسَمِعنا وأطَعْنا لِنبِيِّكَ، وسَلّمنا ورَضِينا، فنحنُ موالي عليٍّ صلوات الله عليه، وأولياؤه كما أَمَرْتَ، نُوالِيه ونُعادي مَن يُعاديه، ونَبرأُ مِمّن تَبَرّأ منه، ونُبغِضُ مَن أَبغَضَه، ونُحِبُّ مَن أَحَبّهُ، وعليٌّ صلّى الله عليه مولانا كما قُلتَ، وإمامُنا بعدَ نَبِيِّنا صلّى الله عليه وآله كما أمَرتَ).

فإذا كان وقت الزوال أخذتَ مجلسَك بهدوءٍ وسكونٍ ووقارٍ وهيبةٍ وإخباتٍ، وتقول:

(الحمدُ لله ربِّ العالمين كما فضَّلنا في دِينِه على مَن جَحَد وعَنَدَ، وفي نعيمِ الدّنيا على كثيرٍ ممَّن عَمَد [عمَد: أسقط]، وهدانا بِمحمّدٍ نبيِّه صلّى الله عليه وآله وسلّم، وشرّفَنا بِوَصِيِّه وخليفَتِه في حياتِهِ وبعدَ مَماتِه، أميرِ المؤمنين صلّى الله عليه. اللّهمّ إنّ مُحمّداً صلّى الله عليه وآله وسلّم نَبيُّنا كما أَمرْتَ، وعليّاً صلّى الله عليه مولانا كما أَقَمْتَ، ونحنُ مَواليه وأولياؤه).

ثمّ تقوم وتصلّي شكراً لله تعالى ركعتين، تقرأ في الأولى (الحمد) و (إنّا أنزلناه في ليلة القدر)، [وفي الركعة الثانية] (قل هو الله أحد) ".."، ثمّ تقنت وتركع وتتمّ الصلاة وتسلّم وتخرّ ساجداً، وتقول في سجودك:

(اللّهمّ إنّا إليكَ نُوجِّه وجوهَنا في يومِ عِيدِنا الذي شرّفتنا فيه بولاية مولانا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلّى الله عليه، عليكَ نتَوكّلُ وبِكَ نَستَعِينُ في أمورِنا. اللّهمّ لكَ سَجَدَت وُجوهُنا وأَشعارُنا وأبشارُنا وجُلودُنا وعُروقُنا وأَعظُمُنا وأعصابُنا ولُحومُنا ودِماؤُنا، اللّهمّ إيّاكَ نَعبُدُ ولكَ نَخضَعُ ولكَ نَسجُدُ، على مِلّةِ إبراهيم ودِينِ مُحمّدٍ وولايَةِ عليٍّ صلواتك عليهم أجمعين، حُنفاءَ مُسلمينَ وما نحنُ مِن المُشركينَ ولا مِن الجاحِدين. اللّهمّ العَنِ الجاحِدينَ المُعانِدينَ المُخالِفينَ لِأمرِكَ وأمرِ رَسولِك صلّى الله عليه وآله وسلّم، اللّهمّ العَنِ المُبغِضينَ لهم لَعناً كثيراً، لا يَنقطِعُ أوّلُهُ ولا يَنفَدُ آخِرُه.

اللّهمّ صلِّ على مُحمّدٍ وآلِه، وثبِّتْنا على مُوالاتِكَ ومُوالاةِ رَسولِكَ وآلِ رَسولِك ومُوالاةِ أميرِ المؤمنينَ صلواتُ اللهِ عليهم، اللّهُمّ آتِنا في الدّنيا حَسَنَةً وفي الآخِرةِ حَسَنَةً وأَحسِنْ مُنقَلَبَنا يا سَيِّدَنا ومولانا.

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

نفحات