أيّها العزيز

أيّها العزيز

14/11/2018

المؤذّنون أمناء المؤمنين...

المؤذّنون أمناء المؤمنين...

روى الشيخ الصدوق رضوان الله عليه، في كتابه (مَن لا يحضره الفقيه)، عن عبد الله بن عليّ، قال:

***

«حملتُ متاعي من البصرة إلى مصر، فقدمتُها. فبينا أنا في بعض الطريق، فاذا أنا بشيخٍ طويلٍ شديدِ الأُدْمَة -أي: شديد السّمرة- أبيضِ الرأس واللّحية، عليه طِمْران: أحدهما أسود والآخر أبيض. فقلتُ: مَن هذا؟

قالوا: بلال، مولى رسول اللهِ، فأخذتُ ألواحي فأتيتُه..».

أقول: الظاهر، أن الراوي، وهو عبد الله بن عليّ كان تاجراً، وقوله: «أخذت ألواحي فأتيته»، ممّا يلفتُ النظرَ إلى أن المسلمين، في الصدر الأول، كانوا حريصين على أخذ العلم والحديث. فهذا الرجل التاجر -في حين أنه كان يدور البلدان في تجارته- فإنّ له ألواحاً معدّة لكتابة الحديث، كمُتعلِّم مستعدّ للدراسة، وبمجرّد أن عرف بلالاً، أخذ ألواحه، وأسرع في حضور مجلس الدرس.

قال: «..فأتيتُه فسلّمتُ عليه، فقلتُ له: السلام عليك أيها الشيخ.

فقال: وعليك السلام.

فقلت: يرحمك الله، حدّثني بما سمعتَ من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. فقال: وما يُدريك مَن أنا؟

فقلت: أنت بلال، مؤذِّنُ رسول الله.

قال: فبكى، وبكيتُ، حتّى اجتمعَ الناسُ علينا ونحن نبكي».

أقول: الظاهر، أن بلالاً لمّا سمع اسمَ رسول الله، تذكّر تلك الأيام الذهبية، ومَثَلَ له رسول الله بسيمائه الملكوتيّ، وتجدّدت له خواطرُ اللّطف و المحبّة التي كانت له من رسول الله، فبكى حتّى أبكى الرجلَ التاجرَ أيضاً، وانجذب الناسُ إليه ينظرون ويتفكّرون في أمره.

«ثمّ قال (بلال): يا غلام، من أيّ البلاد أنت؟

قلت: من أهل العراق.

قال: بَخٍ بَخ. ثمّ سكتَ ساعةً. ثمّ قال: اكتُبْ يا أخا أهلِ العراق:

بسم الله الرحمن الرحيم. سمعتُ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، يقول: (المؤذِّنون أمناءُ المؤمنينَ على صلاتِهم، وصومِهم، ولحومِهم، ودمائهم. لا يسألون اللهَ عزّ وجلّ إلا أعطاهم، ولا يَشفعون في شيءٍ إلا شُفِّعُوا)...».

(الآداب المعنوية للصلاة)

 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

14/11/2018

دوريات

  اجنبية

اجنبية

14/11/2018

اجنبية

  عربية

عربية

14/11/2018

عربية

نفحات