مراقبات

مراقبات

09/12/2018

أعمال ومراقبات شهر ربيع الآخر

 

لَولا محمّدٌ صلّى الله عليه وآله والأوصياء من وُلده كُنتم حَيارى

أعمال ومراقبات شهر ربيع الآخر

 

تزيّن هذا الشهر، ربيع الآخر، ولادةُ سيّدنا أبي محمّد، الإمام الحسن بن عليّ العسكريّ عليه السلام، أبو الإمام المهديّ، خاتم الولاية المحمّدية، عجّل الله فرجه الشريف. وكانت ولادته الشريفة في اليوم الثامن منه، سنه 232، وقيل في اليوم العاشر، وهو مختار الشيخ المفيد رضوان الله عليه، وقد ورد استحباب صيامه.

وفي اليوم العاشر من ربيع الآخر، سنة 201 للهجرة، كانت وفاة السيّدة فاطمة المعصومة بنت الإمام الكاظم عليهما السلام في مدينة قمّ.

 

 

 

 

 

* «اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ البَرِّ التَّقِيِّ، الصَّادِقِ الوَفِيِّ، النُّورِ المُضِيء، خازِنِ عِلْمِكَ، وَالمُذَكِّرَ بِتَوْحِيدِكَ، وَوَلِيَّ أمْرِكَ، وَخَلَفِ أئِمَّةِ الدِّينِ الهُداةِ الرَّاشِدِينَ، وَالحُجَّةِ عَلى أهْلِ الدُّنْيا، فَصَلِّ عَلَيْهِ يا رَبِّ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَصْفِيائِكَ وَحُجَجِكَ وَأَوْلادِ رُسُلِكَ يا إلهَ العالَمِينَ».

* كتب الإمام العسكريّ عليه السلام إلى عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي، والد الشيخ الصدوق: «...ولا يزالُ شيعتنا في حُزنٍ حتّى يظهرَ وَلدي الذي بشّر به النبيّ صلّى الله عليه وآلِه وسلّم، يملأُ الأرضَ قِسطاً وعدلاً كما مُلِئتْ جَوراً وظلماً».

***

من مهمّات الأعمال في شهر ربيع الآخر الدعاء في أوّله، لا سيّما بما رواه سيّد العلماء المراقبين، السيّد ابن طاوس في (إقبال الأعمال)، فإنّه «دعاء جليل فاخر»، كما يعبّر عنه الميرزا التبريزي في (المراقبات)، وأوّله: «اللّهمّ أنتَ إلهُ كلّ شيءٍ، وخالقُ كلّ شيءٍ، ومالكُ كلّ شيءٍ، وربُّ كلّ شيء، أسألُك بالعُروةِ الوثقى، والغايةِ والمُنتهى...». (المصدر: أعمال شهر ربيع الآخر)

اليوم الثامن: يوم تهنئة صاحب الزمان عليه السلام

في مثل هذا اليوم من سنة 232 للهجرة، كانت ولادة الإمام الحسن الزكي العسكري عليه السلام في المدينة المنوّرة، وقد ورد، عن الشيخ المفيد وغيره، استحباب صيامه، واستحباب صيام أيام مواليد المعصومين عامّة.

وحول مراقبات هذا اليوم الشريف، يقول الميرزا الملَكي التبريزي:

«المراقبة في أيام الأئمة عليهم السلام، تكون في استقبال يوم ولادتهم بمراسم الشكر والفرح، والتعظيم بالأعمال القلبيّة والبدنيّة.

وخصوصيّة هذا اليوم، من جهة أنّه عليه الصلاة والسلام والدُ إمامنا المهديّ، أرواحنا وأرواح العالمين فداه، بلا واسطة، فينبغي لرعيّته عليه السلام، تهنئته بما يليق بجنابه الأقدس.

وهم، عليهم السلام، وسيلة للعباد في جميع حوائجهم، كما يشهد عليه دعاء التوسّل. كما أنّ لكلّ واحد منهم خصوصيّة في قضاء حوائج بعينها أيضاً، وللإمام الزكيّ العسكري عليه السلام خصوصيّة في الإعانة على أمر الآخرة».

ويجدر بالموالي أن يختم اليوم، بما يختم به الأيّام الشريفة؛ بالتوسّل بخفير ليلته من المعصومين عليهم السلام، ويسلّم عليه ويقول، كما في (المراقبات):

 «يا مَن اختاره الله من عباده، وجعله خفيراً وحامياً لهم، فبحقّ خِيَرتك من خلقك، أُقسم عليك أن تنظر إلى سوء حالي بعين الرحمة، وترحم ضعفي وجهلي ومسكنتي وإفلاسي وفاقتي وابتلائي، وترغب إلى الله جلّ جلاله أن يعاملني بفضله وكرم عفوه، ويبدّل سيّئات أعمالي بأضعافها من الحسنات، وترغب إليه أن يُكرمني بقبوله ورضاه، وأن تشملني في هذه الليلة بدعائك، وتُدخلني في عداد شيعتك ومَن تشفع فيهم، وتدعوَ الله في ثوابي، وخيري، وهدايتي، وإرشادي، وتأييدي، وتسديدي، وتوفيقي، وكلّ خير لديني ودنياي وآخرتي، فإنّك يا مولاي كريمٌ تحبّ الكرامة، ومأمورٌ من الله بالإجارة، واجعل تمامَ قِراك في خفارتك أن تسأل الله لي معرفتَه ومحبّته وقُربه ورضاه، وأن يلحقَني بكم في الدنيا والآخرة، ويجعلَني من شيعتكم المقرّبين وأوليائكم السابقين، فإنّه وليّ ذلك، صلّى الله عليكم ما شاء الله ولا قوّة إلّا بالله».

اليوم العاشر: فِداها أبوها

في مثل هذا اليوم من سنة 201 للهجرة، كانت وفاة السيّدة فاطمة المعصومة، بنت الإمام الكاظم، باب الحوائج إلى الله، صلوات الله وسلامه عليها وعلى أبيها. وقد تشرّفت مدينة قمّ المقدسة باحتضان جسدها الطاهر. اشتهرت السيّدة فاطمة المعصومة بعلمها ووَرعها وتُقاها، وقال الإمام الكاظم عليه السلام في حقّها: «فِداها أبوها».

وحول آداب زيارتها عليها السلام، روُي عن سعد الأشعري القمّي، عن الإمام عليّ بن موسى الرضا عليهما السلام، أنّه قال: «يا سعد، عندكُم لنا قبر.

قلت: جُعلتُ فداك، قبر فاطمة بنت موسى بن جعفر عليهما السلام؟

قال: نعم، مَن زارها عارفاً بحقّها فلَه الجنّة، فإذا أتيتَ القبرَ فقُم عند رأسِها مستقبلَ القبلة، وكبّر أربعاً وثلاثين تكبيرة، وسبِّح ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، واحمدِ اللهَ ثلاثاً وثلاثين تحميدة، ثمّ قل:

(السَّلامُ عَلى آدَمَ صَفْوَةِ الله، السَّلامُ على نُوحٍ نَبيِّ الله، السَّلامُ عَلى إِبراهِيمَ خلِيلِ اللهِ، السَّلامُ عَلى مُوسى كَلِيمِ اللهِ، السَّلامُ عَلى عِيسى رُوحِ اللهِ، السَّلامُ عليكَ يا رَسول الله، السَّلامُ عليكَ يا خَيرَ خَلقِ الله..)». [مفاتيح الجنان: في زيارة أبناء الأئمّة عليهم السلام]

 

وأتوا البيوت من أبوابها

عن الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام:

«وَلَولَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَالأوْصِياءُ مِنْ وُلدِهِ، كُنتُم حَيَارَى... لَا تَعْرِفُونَ فَرْضاً مِنَ الفَرائِضِ، وهَلْ تُدخَلُ قَرْيَةٌ إلَّا مِن بَابِها؟

فَلَمَّا مَنَّ اللهُ عَلَيْكُم بِإقامَةِ الأَولِياء بَعْدَ نَبِيِّكُم صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، قالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهَ: ﴿..الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا..﴾، وَفَرَضَ عَلَيكُم لِأَولِيائِهِ حُقُوقاً فَأَمَرَكُم بِأَدائِها إِليهِم، لِيَحِلَّ لَكُم مَا وَرَاءَ ظُهُورِكُم مِنْ أَزواجِكُم وَأَموالِكُم ومَآكِلِكُم وَمَشارِبِكُم... وَلِيَعْلَمَ مَنْ يُطِيعُهُ مِنْكُمْ بِالغَيْبِ، وَقَالَ اللهُ تَبارَكَ وَتَعالى: ﴿..قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى..﴾..».

(علل الشرائع:1/249)

 

الاستجارة بالمعصومين عليهم السلام في كلّ ليلة

ورد في كتابَي (إقبال الأعمال) للسيّد ابن طاوس، و(المراقبات) للميرزا التبريزي الحديث عن «خفراء اليوم والليلة، والالتجاء إليهم، والتوسّل بهم، وتسليم الأعمال إليهم». و«خُفراء» جمع «خَفير»، ومعناها: المجير أو الحامي. فمَن هم الخُفراء الذين نستجير بهم في كلّ يوم؟

قال السيّد ابن طاوس، تحت عنوان: «كيفيّة اتخاذ خفير أو حامٍ يحمي من المكروهات مدّة العام»:

«اِعلم أنني وجدت في الروايات أنّ لكلّ يومٍ من أيام الأسبوع مَن يحمي من أخطاره، ويستضيف الإنسان فيه على موائد مبارّه:

* فالسبت لرسول الله صلّى الله عليه وآله.

* والأحد لمولانا عليٍّ عليه السلام. [في روايات أُخَر أنّ يوم الأحد لأمير المؤمنين والسيّدة الزهراء عليهما السلام]

* ويوم الاثنين للإمامين الحسن والحسين عليهما السلام.

* ويوم الثلاثاء لمولانا عليّ بن الحسين، ومولانا محمّد بن عليّ الباقر، ومولانا جعفر بن محمّد الصادق عليهم السلام.

* ويوم الأربعاء لمولانا موسى بن جعفر، وعليّ بن موسى، ومحمّد بن عليّ، وعليّ بن محمّد عليهم السلام.

* ويوم الخميس لمولانا الحسن العسكريّ عليه السلام.

* ويوم الجمعة لمولانا المهديّ عليه أفضل الصلوات».

ويختم السيّد ابن طاوس بالقول: «وإذا كان لكلّ يومٍ منهم خفير وحامٍ من المخافات، فقد صاروا خفراء السنة جميعاً وفق هذا التعريف، فكنْ على ثقة من عناية المالك اللطيف بخفارة خواصّه الملازمين لبابه الشريف».

ويقول الميرزا التبريزي في (المراقبات): «من أهمّ الأعمال أن يتوسّل المؤمن في آخر كلّ ليلة بخُفراء الليلة، وحماة الأمّة من المعصومين عليهم السلام، ويسلّم عليهم ويسألهم أن يشفعوا له عند ربّه بقبول الأعمال، وبتبديل السيئات إلى حسنات، وأن يجعلوه من همّهم، وحزبهم والدعاة إليهم، وأن يرغبوا إلى الله في أن يرضى عنه ويقبله ويُلحقه بهم، ويجعله من شيعتهم المقرّبين».

 

 

أعمال شهر ربيع الآخر

1) الأعمال العامّة في أوائل الشهور، كدعاء الاستهلال، وصلاة الحفظ المرويّة عن الإمام الجواد عليه السلام، وصوم ثلاثة أيام.

2) دعاء أول الشهر المرويّ في الجزء الثالث من (إقبال الأعمال).

3) صيام اليوم الثامن، يوم مولد الإمام العسكريّ، وزيارته عليه السلام، لا سيّما بالزيارة «الجامعة الكبيرة»، أو زيارة «أمين الله».

4) زيارة السيّدة المعصومة عليها السلام في يوم شهادتها، بما رواه المحدّث القمّي في (مفاتيح الجنان).

اخبار مرتبطة

  ايها العزيز

ايها العزيز

  دوريات

دوريات

10/12/2018

دوريات

  اجنبية

اجنبية

10/12/2018

اجنبية

نفحات