صاحب الأمر

صاحب الأمر

13/02/2019

في الاستعداد للظهور

 

في الاستعداد للظهور 

يَنتظرون..عدْلَ المُنتظَر

_____ الشيخ علي رضا بناهيان ______

«اللّهمّ عجّل لوليّك الفرج» مقولة نردّدها ويصل صداها إلينا في كلّ يوم، قد نسمعها من مظلوم هُضِم حقّه أو مكروب يرجو الله كشف كرْبه، تردّدها جموع المؤمنين أملاً وتوْقاً لدفع ظلم المستكبرين، قاتلي ومصاصي دماء الشعوب المسلمة والمستضعَفة.

لكن هل ندرك أنّ الإمام عجّل الله تعالى فرجه «سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلْماً وجوراً» ويحارب كلّ أشكال الظّلم الذي قد نمارسه نحن أيضاً؟ «الاستعداد لنُصرة الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف وعدالته»، هو موضوع هذا المقال المقتطف من كتاب (ثقافة الانتظار) للشيخ علي رضا بناهيان (بتصرّف بسيط).

«شعائر»

 

واحدة من خصائص وشرائط الظهور، هي مسألة «ظهور العدل بعد انتشار الظلم والجور» . ولكن هل أنّ مجرّد تبرّم الناس من الظلم، يكفي لتحقّق الفرج، ولا حاجة لاستعداد الناس لـ «تقبلّ العدالة»؟

إنّ الحكومة العادلة التي تتشكّل بين أناس تعبوا من الظلم –إلا أنّهم لا يحتَملون العدالة- لا تبقى ولا تدوم. ولفهم الموضوع بشكل أوضح يمكننا تسليط الضوء على فترة حكومة أمير المؤمنين عليه السلام.

بعد خمس وعشرين سنة من فترة غربة أمير المؤمنين عليه السلام، وبعد أن وصل استياء الناس من ظلم عمّال الحكومة وجوْرهم إلى ذُروته، هجموا على دار عليّ عليه السلام يطلبون مبايعته خليفةً للمسلمين، ويصرّون عليه، والإمام يقول لهم: «دَعُونِي وَالْتَمِسُوا غَيْري» .

لماذا كان يمتنع الإمام عن التصدّي للخلافة رغم كل هذا الإصرار؟ وما هو سبب هذا الامتناع؟

السبب الرئيس هو أنّ الناس كانوا قد سئِموا الظلم، غير أنّهم لم يكونوا من طلّاب العدالة. وأنّهم أساساً لا يفهمون العدالة ومستلزماتها، بل ولا يمكنهم احتمالها أيضاً.. فلو كان الناس يحتَملون العدالة، لما تسبّبوا بهذا القدر من الأذى للإمام في فترة حكومته!

واليوم نجد أهل العالم قد تبرّموا من ظُلم «إسرائيل» وأميركا، ولكن هل يكفي ذلك؟ لا بدّ أن نرى، هل يحتمل هؤلاء الناس العدالة؟ هل يعرفون معنى العدالة؟ هل يعلَمون بالتغييرات التي لا بدّ من إنجازها لزوال هذا الظلم؟ اليوم إذا تمّ بيان  بعض مستلزمات العدالة بين المؤمنين، يظهر هذا التخوّف والقلق بأنّنا «نخاف أنْ لا نستطيع التحمّل!» كما ورد في الروايات.

معرفة الظلم وحدها لا تكفي

إنّ نفس معرفة الظلم مرحلة لا بدّ أن يصل إليها المجتمع بعد النموّ والتكامل، ولا يتأتّى لكلّ مجتمع وبسهولة أنْ يمتلك معرفة صحيحة بالظلم. فقد تكون ثمّة مظالم متفشّية في المجتمع، غير أنّ الناس لا يدركونها، بل ولا يعدّونها ظلماً من الأساس. كما نجد الكثير من الناس اليوم، ولا سيّما في المجتمعات الغربيّة، لا يمتلكون إدراكاً صحيحاً عن الظلم حتّى يكونوا طلّاباً للعدالة. ولهذا، إن أدرك الناس المظالم الّتي كانوا يجهلونها، وشعروا بألم فقدان العدالة، فقد ارتقوا مرحلة. وبهذا التكامل، سنقترب خطوة إلى الظهور، ولكنّه مع ذلك ليس كافياً.

معرفة العدالة بشكل صحيح

بعد معرفة الظلم، لا بدّ من تحقّق معرفة العدالة بشكل صحيح أيضاً. نحن نعلم أنّ الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف يظهر في وقت انتشار الظلم، وسأَم الناس وانتظارهم لمن يخلّصهم من هذا الظلم، ولكن على الناس أن يستعدّوا لتقبّل العدالة ومستلزماتها أيضاً. وأن يعرفوا كذلك جذور الظلم ولو بالإجمال. ففي هذه الصورة، ستظهر موجة من إقبال الناس على الإمام عجّل الله فرجه الشريف عند ظهوره، وسيتّبعه أهل العالم، وتستقرّ حكومته الحقّة على وجه الأرض بسهولة.

الاستعداد لتقبُّل العدالة

إنّ التصوّر بأن تفشّي الظلم، سيُحدث «موجة» من الإقبال على الإمام، وسترتكز دعائم حكومته على هذا الموج من دون تأهّب عام لتقبّل العدالة ومستلزماتها  هو تصوّر سطحي، فهل مشيئة الله تعالى حدوث موجة «استياء الناس من الظلم» حتى يمكّن حكومة الحق؟

لقد وعد الله في كتابه الكريم أن يبتلي المؤمنين، وأن لا يعتمد على مجرّد نداءاتهم ومدّعياتهم الإيمانية، قال تعالى: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾ (العنكبوت: 2-3).

يريد الله لنا أن نكون من أنصار صاحب العصر عجّل الله فرجه الشريف، ويريد لنا أن نَشهد إقامة الحقّ عن وعي وعقيدة.

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  شعر

شعر

  تاريخ و بلدان

تاريخ و بلدان

نفحات