أيام الله

أيام الله

06/05/2019

قبسات من أنوار شهر رمضان المبارك

 

طوبى لعبدٍ أحياها راكعاً وساجداً..

قبسات من أنوار شهر رمضان المبارك

______ إعداد: «شعائر» ______

 

هذه نصوص مختارة من عدّة مصادر، يرتبط كلٌّ منها بإحدى مناسبات شهر رمضان المبارك، تقدّمها «شعائر» كمَدخلٍ إلى حُسن التّفاعل مع أيّامه، لا سيّما الأيّام المُرتبطة بالمعصومين عليهم السّلام، التزاماً بقوله تعالى: ﴿..وَذَكِّرهُم بِأَيَّامِ اللهِ..﴾ إبراهيم:5.

 

 

اليوم السادس: ولاية العهد للإمام الرّضا عليه السّلام (201 هجريّة)

«عن الرضا عليه السلام، أنّ رجلاً من الخوارج قال له: أخبرني عن دخولك لهذا الطاغية فيما دخلت له وهم عندك كفّار، وأنت ابن رسول الله، فما حملك على هذا؟

فقال له أبو الحسن عليه السلام: أرأيتك هؤلاء أكفر عندك أم عزيز مصر وأهل مملكته؟ أليس هؤلاء

على حالٍ يزعمون أنّهم موحّدون، وأولئك لم يوحّدوا الله ولم يعرفوه؟ ويوسف بن يعقوب نبيّ ابن نبيّ ابن نبيّ، فسأل العزيز وهو كافر، فقال: ﴿..اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾ وكان يجلسُ مجلسَ الفراعنةِ، وإنّما أنا رجلٌ مِن وُلدِ رسولِ الله أجبرني على هذا الأمر وأكرهني عليه، ما الذي أنكرت ونقمت عليّ؟

فقال: لا عتبَ عليك، أشهدُ أنّك ابنُ رسولِ الله، وأنّك صادقٌ».

(الراوندي، الخرائج والجرائح: ص 201)

 

اليوم العاشر: وفاة أمّ المؤمنين السيّدة خديجة عليها السلام (3 قبل الهجرة)

«تلتقي السيّدة خديجة عليها السلام برسول الله محمّد بن عبد الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، من جهة أبيها بالجدّ الأعلى الشريف (قصي)، ومن جهة أمّها بلؤي بن غالب.

ويحفظ التاريخ من مفاخر أبيها (خويلد بن أسد) أنه تصدّى لتُبَّع ملك اليمن، وحال بينه وبين السطو على الحجر الأسود، وحمله إلى مملكته في اليمن.

ومنذ مطلع حياة السيّدة خديجة عليها السلام، كانت قريش تتوسّم فيها النبل والطهر وسموّ الأخلاق، حتى لقِّبت بـ(الطاهرة)، كما لقِّبت بـ(سيّدة قريش) بالنظر لعلوّ شأنها، وشرف منبتها وكرم أصلها، وحميد أفعالها الأمر الذي يفسّر السرّ المكنون بامتناع خديجة من الاقتران بأيّ أحدٍ من قريش، حتى توفّرت ظروف اقترانها برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، رغم ما بذل عليه قومها من محاولات لزواجها، إلّا أّنها كانت ترفضهم جميعاً منتظرة أمراً ما سيحدث في حياتها..».

(الشاكري، أم المؤمنين خديجة الطاهرة: ص 142)

اليوم الثالث عشر: وفاة المولى أبي طالب عمّ رسول الله صلّى الله عليه وآله (3 قبل الهجرة)

«لمّا فقد أبو طالب النبيَّ صلّى الله عليه وآله ليلة الإسراء، جمع ولده ومواليه، وسلّم إلى كلّ رجل منهم مدية، وأمرهم أن يباكروا الكعبة، فيجلس كلّ رجل منهم إلى جانب رجل من قريش ممّن كان يجلس بفناء الكعبة، وهم يومئذٍ سادات أهل البطحاء، فإنْ أصبح ولم يُعرف للنبيّ صلّى الله عليه وآله خبراً أو سمع فيه سوءاً، أومأ إليهم بقتل القوم، ففعلوا ذلك. وأقبل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى المسجد مع طلوع الشمس، فلمّا رآه أبو طالب قام إليه مستبشراً، فقبّل بين عينيه، وحمد الله عزّ وجلّ على سلامته، ثمّ قال: والله، يا ابن أخي، لو تأخّرتَ عنّي لمَا تركت من هؤلاء عيناً تطرف. وأومأ إلى الجماعة الجلوس بفناء الكعبة من سادات قريش ذلك. ثمّ قال لولده ومواليه: أخرجوا أيديكم من تحت ثيابكم. فلمّا رأت قريش ذلك انزعجت له، ورجعت على أبي طالب بالعتب والاستعطاف فلم يحفل بهم».

(الشيخ المفيد، إيمان أبي طالب: ص 23-24)

اليوم الخامس عشر: ولادة الإمام الحسن بن عليّ عليهما السّلام (3 هجريّة)

«الحسن والحسين عليهما السلام تجسيدان للرسالة الواحدة، كلّ منهما في موضعه منها، وفي زمانه من مراحلها، يكافئ الآخر في النهوض بأعبائها ويوازنه بالتضحية في سبيلها. فالحسن لم يبخل بنفسه، ولم يكن الحسين أسخى منه بها في سبيل الله، وإنّما صان نفسه يجنّدها في جهاد صامت، فلمّا حان الوقت كانت شهادة كربلاء شهادة حسنيّة، قبل أن تكون حسينيّة. وكان يوم ساباط أعرق بمعاني التضحية من يوم الطفّ لدى أولي الألباب ممّن تعمّق. لأنّ الحسن عليه السلام، أُعطي من البطولة دور الصابر على احتمال المكاره في صورة مستكين قاعد. وكانت شهادة الطفّ حسنية أولاً، وحسينية ثانياً، لأنّ الحسن أنضج نتائجها، ومهّد أسبابها..».

(من مقدمة السيد شرف الدين على كتاب صلح الحسن للشيخ راضي آل ياسين)

 

اليوم السابع عشر: معركة بدر الكبرى (2 للهجرة)

«بدأت معركة بدر برسالة النبيّ صلّى الله عليه وآله، إلى قريش بأنه لا يحبّ أن يبدأ حروبه بهم لأنهم قومه، وطلب منهم أن يرجعوا ويتركوه والعرب ويكونوا على الحياد! وقبل ذلك زعيمهم عتبة بن ربيعة الأموي، وكان هو وأبو جهل المخزومي قائديْ قريش، فركب عتبة بعيره وخطب في معسكرهم داعياً إلى قبول اقتراح النبيّ صلّى الله عليه وآله، وأعلن أّنه يدفع من ماله دية ابن الحضرمي الذي تطالب قريش النبيَّ صلّى الله عليه وآله بدمه، لأنّ أحد سرايا النبيّ صلّى الله عليه وآله قتلته. فقبل عامّة الناس كلامه، لكنّ أبا جهل رفض ذلك واتهمه بالجبن، ووبخه وأفحش له القول!

فغضب عتبة وثارت نخوته الجاهلية، فدعا أخاه شيبة وابنه الوليد، ولبسوا عدّة حربهم وبرزوا للقتال. فبرز إليهم من بني هاشم: عليّ وحمزة وعبيدة، وانتصروا عليهم، ثمّ برز عدة أبطال من مشركي قريش، فقتلهم عليٌّ وحمزة».

(الشيخ علي الكوراني، جواهر التاريخ: 2/3)

اليوم الحادي والعشرون: شهادة أمير المؤمنين عليه السّلام (40 للهجرة)

«..دخل أبو أمامة [من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام] على معاوية بن أبي سفيان، فقال له: يا أبا أمامة، سألتك بالله، أنا خيرٌ أم عليّ بن أبي طالب؟!

فقال أبو أمامة: يا معاوية، أتدري ويلك مَن عليّ؟ هو ابنُ عمِّ رسول الله صلّى الله عليه وآله، وزوجُ ابنتِه فاطمة سيّدة نساء العالمين، وأبو الحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنّة، وابن أخي حمزة سيّد الشهداء، وأخو جعفر ذي الجناحَين الطيّار مع الملائكة في الجنّة، فأين تقعُ أنتَ من هذا؟

يا معاوية، أوَ ظننتَ أنّي سأخيّرك على عليّ بن أبي طالب بإلطافك وإطعامك إيّاي ومالك؟ فأدخُل إليك مؤمناً وأخرجُ عنك كافراً؟ بئسَ ما سوّلت لك نفسُك يا معاوية!

ثمّ نفض ثوبَه وخرج من عنده. قال: فأتبعه معاويةُ بالمال، فقال: والله لا أرزأ منه ديناراً أبداً».

(محمد الكوفي، مناقب أمير المؤمنين: 1/546)

الليلة الثالثة والعشرون: ليلة القدر الكبرى (ليلة الجُهنيّ)

قال الإمام الصادق عليه السلام: «ليلةُ الثالث والعشرين من شهرِ رمضان هي ليلةُ الجهنيّ، فيها يُفرَق كلّ أمر حكيم، وفيها تثبّت البلايا والمنايا والآجال والأرزاق والقضايا، وجميع ما يحدِث الله عزّ وجلّ فيها إلى مثلها من الحَول، فطوبى لعبدٍ أحياها راكعاً وساجداً، ومثّل خطاياه بين عينيه ويبكي عليها، فإذا فعلَ ذلك رجوتُ أن لا يخيبَ إن شاء الله».

(القطب الراوندي، الدعوات: ص 207)

 

 

 

يوم الجمعة الأخير من الشهر المبارك: يوم القدس

من القضايا المركزية التي أعلن الإمام الخميني قدّس سرّه، يوماً خاصاً للإحياء وتجديد العهد والعمل وفق ما تقتضيه القضية، هو «يوم القدس» حيث أعلن الإمام قدّس سرّه يوماً عالمياً لها، وذلك في يوم الجمعة الاخير من شهر رمضان المبارك من كلّ عام.

وممّا جاء في نصّ الإعلان: «أدعو جميع مسلمي العالم إلى اعتبار آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، التي هي من أيام القدر، ويمكن أن تكون حاسمة في تعيين مصير الشعب الفلسطيني، يوماً للقدس..».

وعنه قدّس سرّه: «يوم القدس، يوم حياة الانسان، يجب أن يصحو جميع المسلمين، وأن يدركوا مدى القدرة التي يمتلكونها؛ سواء المادية منها أم المعنوية».

ويقول الإمام الخميني قدّس سرّه: «إنّه اليوم الذي سيكون مميّزاً بين المنافقين والمؤمنين؛ فالملتزمون يعتبرون هذا اليوم، يوماً للقدس ويعملون ما ينبغي عليهم، أمّا المنافقون فإنّهم في هذا اليوم سيكونون غير آبهين أو إنّهم يمنعون الشعوب من إقامة التظاهرات».

ويقول أيضاً: «إنّ الذين لا يحيون مراسم يوم القدس هم مخالفون للإسلام وموافقون للصهيونية».

(نقلاً عن الموقع الإلكتروني لقناة «العالم»)

 

دعاء اليوم السادس

«اللّهُمّ لا تَخْذُلني فيه بِتَعرُّضِ مَعصيتِك، ولا تَضرِبني فيه بسياطِ نِقْمَتِك، وزَحْزِحني فيه من موجباتِ سَخَطِك، بِمَنِّكَ يا مُنتهى رغبةِ الراغبين».

«الخذلان» مصطلحٌ قرآنيّ، كما في قوله تعالى (آل عمران/160): ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ...﴾.

وفي اللغة: الخِذلان: تَرْكُكَ نُصرةَ أخيك. وخِذلانُ اللهِ للعبد: ألا يعصِمَه من السّوء. فعن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «إن المعاصي يستولي بها الخِذلانُ على صاحبها حتّى تُوقِعَه بما هو أعظمُ منها».

وفي دعاء الصباح لأمير المؤمنين عليه السلام: «..وإنْ خذَلَني نصرُكَ عندَ محاربةِ النفسِ والشيطان، فقدْ وَكَلَني خِذلانُكَ إلى حيثُ النَّصَبُ والحِرمان».

ويقابل الخذلان التوفيق. عن أمير المؤمنين عليه السلام: «التوفيقُ والخِذلانُ يتجاذبان النّفْسَ، فأيّهما غلبَ كانتْ في حَيِّزِه».

 

اخبار مرتبطة

  إصدارات

إصدارات

07/05/2019

إصدارات

نفحات