فكر ونظر

فكر ونظر

07/05/2019

ازرَعوا بَراعِم الأمَل بالمسْتَقبَل

 

ازرَعوا بَراعِم الأمَل بالمسْتَقبَل

بيان القائد الخامنئي في ذِكرى أَربعين عِشْرة الفَجْر

ـــــــــــــــــــــــ إعداد: «شعائر»ـــــــــــــــــــــــ

 بمناسبة الذكرى السنويَّة الأَربعين لانتصار الثورة الإسلاميَّة المباركة تحدَّث الإمام القائد الخامنئي (دام ظلّه)،في بيان هام، مبيِّناً مميّزات المسار الذي قطعته الجمهوريَّة الإسلاميَّة طوال أربعين عاماً ومنوّهاً بجهود الشعب ودورهم في الحفاظ على الجمهوريَّة وأشار سماحته إلى بركات الثورة المذهلة....هذا ما جاء في مضمون القسم الأوَّل من البيان ووضع بين يدي القاريء في العدد السابق ...أمَّا تتمَّة الكلام والذي وجهه السيّد القائد للشباب بشكل خاص فتتمته في هذا العدد .

 

أيها الشباب الأعزّاء، إنَّ ثمار جهود أربعين عاماً ماثلة أَمام أَعينكم:

 1-بلدٌ وشعبٌ مستَقلّ وحرٌّ مقتَدرْ وذو عِزَّة ومُتديِّن.

2-مُتقدِّم في العِلم وواثِق ومُتفائلْ.

3-له تأثير أَساسي في المنطقة وصاحب منطق قوي في القضايا العالميَّة.

4-حائز على أرقام قياسيَّة في سُرعة التطوّر العلمي وفي تبوّء المراكز العليا في العلوم والتقنيَّات الهامَّة.

5-متميّز في تطوير الخدمات الاجتماعيَّة.

6-متميّز في نشاط شريحة الشباب، والكثير من خصائصه التي تبعث على الفخر.

 كلّ ذلك حصيلة الثورة وهو ثمرة التوجهات الثوريَّة والجهاديَّة.

التحدّي مع أميركا بين الأَمسْ واليَوْم

إنّ إيران المقتدرة اليوم وكما في بداية الثورة، تواجه تحدِّيات المستكبرين، ولكن باختلافٍ ذي معنى :

1- كان التحدي مع أميركا بالأمس حول قطع يد عملاء الأَجانب أو إغلاق سفارة الكيان الصهيوني في طهران أمَّا التحدي اليوم فهو حول تواجد إيران المقتدرة قرب حدود الكيان الصهيوني وإنهاء النفوذ الأميركي اللامشروع في منطقة غرب آسيا ودَعم الجمهوريَّة الاسلاميَّة لنضال المجاهدين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة والدفاع عن الراية الخفاقة لحزب الله والمقاومة في هذه المنطقة بأسرها.....

2- كانت مشكلة الغرب بالأمس مَنع إيران من شراء الأسلحة البدائيَّة، اليوم مُشكلته تتمثَّل في مَنع نَقل الأسلحة الإيرانيَّة المتطورة إلى قوات المقاومة.

3- بالأَمس كانت أميركا تتصوَّر أنَّها يمكن من خلال عدَّة  إيرانيّين باعوا أنفسهم أو باستخدام بضع طائرات أنْ تتفوَّق على النظام الإسلامي والشعب الإيراني، اليوم هي بحاجة إلى تحالف كبير من عشرات الدول المناوئة أو المتخوِّفة من إيران لمواجهة الجمهوريَّة الإسلاميَّة سياًسيّاً وأمنيّاً،لمواجهة الجمهوريَّة الإسلاميَّة وبالطبع ستُهزم في هذه المواجهة.

إنَّ إيران وببركة الثورة، تتبوَّأ الآن مكانَة راقيَة ولائِقة بالشعب الإيراني في أَعين العالم.

بهمَّتكم تُحقّق المباديء السامية

إنَّ تتمة مسار نظام الجمهوريَّة الاسلاميَّة نحو تحقيق المبادئ الساميَة لن يكون بصعوبة ما مضى وسيتحقَّق بــهمَّتكم أَنتم الشباب وَوَعيكم ومن خلال:

1- سُرعة عَملكم وإِبداعكم.

2-تحمّلكم المسؤولیَّة والاستفادة مِن تجارب الماضي.

3-اعتماد النظرة والروح الثوریَّة والعمل الجهادي.

أمَّا النقطة الهامة التي يجب أن يضعها صانعو المستقبل نصب أَعينهم، هي أنَّهم يعيشون في بلد قل نظيره من حيث الطاقات الطبيعيَّة والانسانيَّة، والكثير منها قليل الإنتفاع منه بسبب غَفلة المعنيين. وبفضل الهِمم العالية الشابَّة والثوريَّة ستُفعّل هذه الطاقات لتحقِّق التقدُّم المادي والمعنوي للبلاد بما للكَلمة من معنى.

إنَّ أهم طاقة باعثة على الأَمل في البلاد، هي الطاقة الانسانيَّة الكفوءة والنشِطة ذات البنية الإيمانيَّة الأَصيلة والتي تمثِّلها شريحة الشباب دون الأَربعين عاما، فهم فرصة قيمة للبلاد.

ولقد قيل ان إيران في المركز الأَول عالميّاً من حيث الطاقات الطبيعيَّة والانسانيَّة غير المستفادة. ولا شك أنَّكم الشباب المؤمن النشط، ستتمكَّنون من إزالة هذا النقص الكبير.

 

توصيات أساسيَّة

أوجِّه لكم أبنائي الأَعزاء بعض الوصايا الأساسيَّة. وعلى رأْسها توصية هي المفتاح الأساس وهي الأمل والنظرة المتفائلة بالمستقبل...ازرعوا بينكم وبين الآخرين براعم الأمل بالمستقبل، وأبعدوا الخوف واليأس عنكم وعن الآخَرين فهذا أوّل جهاد لكم وأكثره تجذُّراً، ففي طيلة الأربعين عاماً الماضية كانت السياسة الإعلاميَّة للعدو زرع اليأس وقلب الحقائق وإخفاء مظاهِر الأَمَل..

وأمَّا التوصيات فتندرج تحت عدَّة عناوين :

-1العلم والبحث: العلم، هو أبرز وسيلة لفخر أي بلد واقتداره... لقد ارتقت انجازاتنا العلميَّة والتقنيَّة بنا إلى المركز السادس عشر عالميّاً. وفي بعض الفروع ارتقت بنا إلى المراكز الأولى، كل ذلك حصل في حين كانت البلاد تواجه حظرا ماليّاً وعلميّاً، وهذه نعمة كبرى علينا أن نحمد الله عليها.

إنّني أطلب من الشباب، أنْ يَتحلّوا بمزيد من المسؤوليَّة. لقد تمَّ وَضع الحجر الأساس للثورة العلميَّة في البلاد والتي قدَّمت الشهداء كشهداء التقنيَّة النوويَّة.

-2 المعنويَّات والأَخلاق: كلَّما تنامى الشعور المعنوي والضمير الأخلاقي في المجتمع، فإنَّه سيُثمر مزيداً مِن البركات؛ وهذا لا شكَّ بحاجة إلى الجِهاد وبذْل الجُهود.

إنَّ وسائل الإعلام المتقدِّمة والشاملة وضعَتْ إمكانيَّات خطيرة للغاية بتصرّف المؤَسَّسات المُناهضة للمعنويَّات والأَخلاق كما يُلاحظ استهداف الأعداء بشكل مُتزايد لقلوب الشبَّان واليافعين وكذلك الصِّبيان باستخدام هذه الوسائل.

-3 الإقتصاد: يشكِّل الإقتصاد المتين عنصراً للقوة ودفْع الهَيْمنة والتغلْغُل في البلاد ...ينبغي توطيد اقتصاد مستقلّ للبلاد يقوم على الإنتاج الممتاز على الصعيديْن الكمّي والنوعي والتوزيع العادل والإستهلاك بشكلٍ معتَدِل مِن غير إِسْراف.

إنَّ التصوُّر الذي يقوم على أنَّ «المشاكل الإقتصاديَّة» ناجمة عن الحظْر فقط ودَعْم المقاومة المناهضة للاستكبار وعدم الاسْتسلام في مواجهة الأعداء وأنَّ الحلَّ يتمثَّل بالرضوخ أمام الأعداء هو خطيئة لا تُغتفر وهو تحليل خاطئ مصدَره مراكز التخطيط والتآمر الأجنبيَّة والتي توحي بها ألْسنة صنَّاع القرار والمنفِّذين في الداخل.

-4العدل ومكافحة الفساد: إنَّ هذين الأمرين متلازمان. إنَّ الفساد الإقتصادي والأخلاقي والسياسي، غُدّة خبيثة في البلدان والأنظمة وفي حال إصابة هيكل الحكومات بها فإنَّ صَفْعة أَليمة ستطال شرعيَّتها ويعدُّ هذا الأمر أكثر جديَّة وعمقاً لنظام الجمهوريَّة الإسلاميَّة الإيرانيَّة الذي يتطلَّب شرعيَّة تفُوق الشرعيات التقليديَّة.

إنَّ العدل يعدُّ على رأْس الأهداف الأوّليَّة للبَعثات النبويَّة .. وهو فريضة على الجميع والجمهوريَّة الإسلاميَّة قامَت بخطوات جبَّارة في هذا الطريق ..

-5الإستقلال والحريَّة:

الإستقلال والحريَّة الحاليَّة في إيران الإسلاميَّة إِنجاز، جاء نتيجة دماء مئات الآلاف من العظماء والشجعان والمضحِّين، ....وإنَّ "الإستقلال" لا ينبغي أنْ يعني حَبْس السياسة واقتصاد البلاد داخل حدودها، بينما لا ينبغي تعريف "الحريَّة" بأنَّها تتعارض مع الأخلاق والقانون والقيَم الإلهيَّة والحقوق العامة.

-6 الكرامة الوطنيَّة والعلاقات الخارجيَّة

الكرامة الوطنيَّة والعلاقات الخارجيَّة وتعيين الحُدود الفاصلة مع العدو هي فروع لمَبدأ «العزة والحكمة والمصلحة» في العلاقات الدوليَّة.

-7 أُسلوب الحياة: إنَّ محاولة الغرب ترويج أُسلوب الحياة الغربيَّة في إيران تسبّب في وقوع خسائر لا يمكن تعويضها على الأصعدة المعنويَّة والإقتصاديَّة والدينيَّة والسياسيَّة لبلادنا وشعبنا. ومواجهة ذلك هو جهاد شامل وذكي يتطلَّب عَقْد الآمال عليكم أنتم الشباب.

 

 

دعاء اليوم الثامن عشر

«اللّهُمّ نبّهني فيه لبركاتِ أسحاره، ونوِّر فيه قلبي بضياء أنواره، وخُذْ بكلّ أعضائي إلى اتّباعِ آثارِه، يا مُنوِّرَ قلوبِ العارفين».

* ضياء الأنوار: لِشهر رمضانَ أنوار. و«ضياء أنواره» المذكورة في الدعاء حقيقية وليست مجازية.

* نور الطاعات: الطاعات نور، والمعاصي ظُلمات. قال السيد الطباطبائي في (تفسير الميزان:2/179-180): «المراد بأثر الطاعة أثرُه في القلب بالتنوير، فإن للطاعات تأثيراً في القلب بالتنوير، وللمعاصي تأثيراً فيه بالقسوة والظلمة..».

* نور الصلاة على النبيّ وآله: عن الإمام الصادق عليه السلام: «..مَن صلّى على محمّدٍ وآلِ محمّدٍ عَشْرَاً صلّى اللهُ عليهِ وملائكتُه مائة مرّة، ومَن صلّى على محمّدٍ وآلِ محمّدٍ مائة مرّة صلّى اللهُ عليهِ وملائكتُه ألفاً. أما تسمعُ قولَ اللهِ عزّ وجلّ: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾».

 

 

 

دعاء اليوم التاسع عشر

«اللّهُمّ وفِّرْ فيهِ حظّي من بركاتِه، وسهِّلْ سبيلي إلى حيازة خَيراتِه، ولا تَحْرِمني من قبولِ حسناتِه، يا هادياً إلى الحقّ المبين».

* حيازة الخيرات: قد يعرض للشخص مانعٌ قلبيّ أو جسديّ، باطن أو ظاهر، فيَحول بينه وبين حيازة الخيرات المتاحة في شهر الله تعالى. والدعاء طلبٌ بتوفير الحظّ من بركاته، من دون مانعٍ يمنعُ من حيازة خيراته.

- من أبرز الموانع المذكورة، ارتكاب الإثم. قال السيد الطباطبائي في (تفسير الميزان): «الإثم هو العمل الذي يُوجب بِوباله حرمانَ الإنسان عن خيراتٍ كثيرة -كشرب الخمر والقمار والسرقة- ممّا يصدّ الإنسان عن حيازة الخيرات الحيوية، ويوجب انحطاطاً يُسقطه عن وزنه الاجتماعي، ويسلب عنه الاعتماد والثقة العامة».

 

 

اخبار مرتبطة

  إصدارات

إصدارات

07/05/2019

إصدارات

نفحات