مراقبات

مراقبات

11/05/2020

أعمال ومراقبات شهر شوَّال

 

أَلْزِمْ نفسَكَ العمَل

أعمال ومراقبات شهر شوَّال

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إعداد: «شعائر»ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

في الحديث الأوَّل من كتاب (الأربعون حديثاً) للإمام الخميني قدّس سرّه تحدّث عن «المراقبة» وكيفيَّتها فقال: «هي أن تنتبه طوال مدة المشارطة إلى عملك وُفْقها، فتعتبر نفسك ملزماً بالعمل وفْق ما شارطت»، فعلى الموالي، وبعد انقضاء شهر رمضان، أن لا يُهمل ما قد بدأه في شهر الله من الطاعات ومراقبة النفس ويستقبل شهر شوَّال بآدابه والأعمال مما ذكره المعصوم عليه السلام.

 قال النبيّ صلّى الله عليه وآله عن شهر شوَّال: «سمّي شوَّالاً لأنّ فيه شالت ذنوب المؤمنين، فلم يبق فيه ذنب إلاَّ غفره«.

 وقد وردت أحاديث كثيرة عن الأعمال والطاعات التي ينبغي للمؤمن القيام بها لاستيفاء الأجر من العبادة والعمل .. وفي الآتي نورد ما ذكر الملكي التبريزي قدّس سرّه في كتابه (المراقبات) عن كيفية التعامل مع شهر شوَّال وليلة الفِطْر (ليلة العيد).                                                               

 

خصَّص الملكي التبريزي في كتاب (المراقبات) فصلاً خاصا بليلة الفِطْر جاء فيه:

«هي ليلة عيد الفِطْر المبارك...واعلم أنّ وقت ظهور آثار أعمال شهر رمضان، وإعطاء جزاء عباداتها (هو) يوم العيد. فمَن أحسن مراقبة الله جلّ جلاله في ليلة عيده، وعالج تقصيره في ما وجب عليه في شهر رمضان في ليلة الفِطْر، وهيَّأ نفسه للتعبّد، وخلط نفسه في عباد الله الصالحين يُرجى له أن يقبلهُ الله تعالى يوم عيده في مَن يقبلهم، ولا يقنطه من خاصّة ألطافِه«..

أعمال ليْلَة العيد

 هذه الليلة مِن الليالي الشريفة والتي ورد في فضل العبادة فيها وإحيائها أحاديث كثيرة، وَروي عن الإمام السجاد عليه السلام أنّها «لا تقل عَن لَيلَة القَدْر» وفيها عدَّة أَعمال:

  1. الاستهلال، وقراءة دعاء الهلال المذكور في (الصحيفة السجَّاديَّة).
  2. الغُسل عند الغروب.
  3. أن يبسط يديه في السلام والتضرّع إلى خفير ليلته من المعصومين، ويتوسّل إليهم بالجدّ في إصلاحهم أعماله في شهر رمضان، ويستشفع بهم إلى الله في أنْ يوفَّق لإدراك شهر رمضان القابل.
  4.  أن يكبِّر بعد صلاة المغرب والعشاء وصلاة الفجر من يوم العيد وصلاة العيد، فيقول: «الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ، لا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ، الحَمْدُ للهِ عَلى ما هَدانا، وَلهُ الشُّكْرُ عَلى ما أَوْلانا».
  5. أنْ يرفع يَديْه إلى السّماء بعد فريضة المغرب ونافلته، من ليلة العيد، ويقول: (يا ذا المَنِّ وَالطَّوْلِ، يا ذا الجُودِ، يا مُصْطَفِيَ مُحَمَّدٍ وَناصِرَهُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِي كُلَّ ذَنْبٍ أَحْصَيْتَهُ وَهُوَ عِنْدَكَ فِي كِتابٍ مُبِينٍ).

ثم يسجد ويَقول في سجوده مائةَ مرةٍ: [أتُوبُ إِلى اللهِ] ثم يسأل الله تَعالى ما يشاء يقضي، إن شاء الله تَعالى.

  1. زيارة الإمام الحسين عليه السلام الخاصة بهذا اليوم (راجع: مفاتيح الجنان).
  2. إحياء الليلة بالصلاة والدُّعاء والاستغفار والبيتوتَة في المسجد.

 

 1شوَّال.. يوم العيد

روي عن الإمام الحسن السِّبط عليه السلام أنَّه رأى الناس يوم العيد يضحكون ويلعبون فقال لأصحابه: «إنّ الله عزّ وجلّ خلق شهر رمضان مضماراً لخلقه يستَبقون فيه بطاعته ورضوانه، فسبق فيه قوم ففازوا، وتخلّف آخرون فخابوا، فالعجب كلّ العجب من الضاحك اللاعب في اليوم الذي يُثاب فيه المحسنون، ويخسر فيه المقصّرون، وايم الله لو كشف الغطاء لشُغل مُحسن باحسانه ومُسيء بإِساءته».

 وذكر الميرزا التبريزي قدّس سرّه ضمن مراقبات يَوم عيد الفِطْر، أعمالاً منها:

  1. الغُسل
  2. صلاة الفجر ثمّ الشكر والدعاء بعدها: (اللَّهمَّ إِنِّي تَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ أَمامِي...)
  3. الإفطار أول النَّهار قَبلَ صلاة العيد، والأفضل أن يفطر عَلى التمر ناوياً امتثال أمر الله في الإفطار. وقالَ الشَيخ المفيد: «يُستَحب أن يبتلع شيئاً مِن تربة الحسين عليه السلام فإنَّها شفاء من كلِّ داء».
  4. أنْ لا يخرج إلى صلاة العيد إِلاّ بَعد طلوع الشمس، ورد عَن الباقر عليه السلام قالَ: أدع في العيدين والجمعة إذا تهيَّأت للخروج بهذا الدُّعاء:

(اللَّهُمَّ مَنْ تَهيَّأَ فِي هذا اليَوْمِ أَوْ تَعَبَّأ أَوْ أَعَدَّ وَاسْتَعَدَّ لِوِفادَةٍ إِلى مَخْلُوقٍ رَجاءَ رِفْدِهِ وَنَوافِلِهِ..)(انظر: مفاتيح الجنان).

5-إخراج زكاة الفِطْرة، وهي شرط في قَبول صيام شَهر رَمَضان، وبمنزلة الصلوات على النبيّ في الصلاة.

6-قراءَة دعاء النّدبة بحضور القلب، والدعاء لفرجه عليه السلام.

7-يَختم يومه بما يختم به الأيّام الشريفة من التوسّل والاستشفاع، والتفويض إلى خفير يومه من المعصومين

وروي أنّ صوم شهر رمضان وشوَّال وكلّ أربعاء وخميسين، بدل صوم الدهر، ومن صامها دخل الجنّة، كما ورد في حديث الرسول صلَّى الله عليه وآله.(إقبال الأعمال)

شهادة الإمام الصادق عليه السلام

في الخامس والعشرين من شهر شوّال سنة 148 للهجرة، كانت شهادة الإمام أبي عبد الله، جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام، في المدينة المنوّرة عن خمسة وستّين عاماً.

-يستحبّ زيارته عليه السلام في هذا اليوم، بالزّيارة الجامعة أو بزيارة أمين الله أو زيارة أئمّة البقيع عليهم السلام. (انظر: مفاتيح الجنان).

 

 

علِّمني عملاً يحبّني الله عليْه

 

عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال:

علِّمني عملاً يحبّني الله عليه، ويحبّني المخلوقون، ويثري الله مالي، ويصحّ بدَني، ويُطيلُ عمري، ويَحشرني معك.

 قال: «هذه ستّ خصال تحتاج إلى ستّ خصال: إذا أردتَ أن يُحبّك الله: فخَفَه واتَّقِه،

وإذا أردتَ أنْ يحبُّك المخلوقون، فأَحسِن إِليهم وارفضْ ما في أَيديهمْ

وإذا أردتَ أنْ يثري مالك، فَزكِّه

وإذا أردتَ أنْ يصحّ الله بدنك، فأكثِر من الصدَقة

وإذا أردتَ أنْ يطيلَ الله عمرك، فصِل ذوي أرحامك

وإذا أردتَ أنْ يحشركَ الله معي، فأطِلْ السجود بين يدي الله الواحدِ القَهّار.

 (الشاهرودي، مستدرك سفينة البحار، ج 4 - ص 459)

 

..ويحبه الله ورسوله

 

الحبّ لله جلَّ وعلا إنّما يُثمر وينتج للعبد عندما يتحقَّق التحابب من الطرفين، ولا يتأتَّى ذلك إلاَّ بعد أنْ يوجد لدى العبد أيضا بواعث ودواعي يحبّه الله بها، وإليها يومي قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ﴾(آل عمران:31) ومِن أجلى أفراد تلك الفئة الصالحة عباد الله المخلصين مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، وقد عرَّفه بذلك رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم في حديث الراية...بقوله: (لأُعطين الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله).

(سيرتنا وسنّتنا - الشيخ الأميني - ص 22 – 23)

اخبار مرتبطة

نفحات