أيام الله

أيام الله

11/05/2020

حبُّ أهل بيتي وذريّتي استكمالُ الدِّين

حبُّ أهل بيتي وذريّتي استكمالُ الدِّين

قبسات من أيّام شهر ذي الحجّة الحرام

  • إعداد: «شعائر»

هذه نصوص مختارة من عدّة مصادر، يرتبط كلٌّ منها بإحدى مناسبات شهر ذي الحجّة، تقدّمها «شعائر» كمَدخلٍ إلى حُسن التّفاعل مع أيّامه، لا سيّما الأيّام المُرتبطة بالمعصومين عليهم السّلام، التزاماً بقوله تعالى: ﴿..وَذَكِّرهُم بِأَيَّامِ اللهِ..﴾ إبراهيم:5.

 

شهادة الإمام الباقر عليه السلام

7 ذو الحجة / 114 للهجرة

* أمُّه الماجدة هي السيّدة فاطمة بنت الإمام الحسن المجتبى عليه السلام، كُنيتُها أمُّ عبدالله، فأصبح عليه السلام ابنَ الخيرتَين، وعلويّاً من عَلَوِيَّين. وقد ذَكَرها الإمام الصّادق عليه السلام يوماً فقال: «كانت صِدِّيقة، لم يُدرَك في آل الحسن عليه السلام امرأةٌ مثلها». [وبهذا يكون الإمام الحسن عليه السلام جدّ الإمام الباقر لأُمّه، وجدّ الأئمّة السّبعة من ذرّيتِه إلى الإمام المهديّ المنتظَر صلوات الله عليهم أجمعين]

* قال ابن حجر الهيثمي في (الصّواعق المحرقة): «أبو جعفر محمّد الباقر، سُمِّيَ بذلك مِن (بَقَر الأرض) أي شقَّها وأثار مُخبَآتها ومكامنَها، فلذلك هو أظهرَ من مُخبآت كنوز المعارف وحقائق الأحكام واللّطائف ما لا يخفى إلّا على منطمس البصيرة أو فاسد الطّويّة والسّريرة، ومن ثمَّ قيل هو باقرُ العلم وجامعُه وشاهرُ علمه ورافعه».

(منتهى الآمال، المحدِّث القمِّي)

* قال ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح نهج البلاغة: 15/277): «كان محمّد بن عليّ بن الحسين.. سيّد فقهاء الحجاز، ومنه ومِن ابنه جعفر تَعلَّم النَّاس الفقه، وهو الملقّب بالباقر باقر العلم، لقّبه به رسول الله صلّى الله عليه وآله».

يوم التَروية

8 ذو الحجة

* عن الإمام الصادق عليه السلام، أنّ إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، لمّا فرغا من بناء البيت الحرام، نزل عليهما جبرئيل في اليوم الثامن من ذي الحِجّة، وقال له: «يا إبراهيم قم وارتوِ من الماء»، لأنه لم يكن في منى وعرفات ماء، ولذلك سُمّي هذا اليوم بيوم التروية.

* وفي مثل هذا اليوم كان خروج الإمام الحسين عليه السلام من مكّة المكرّمة إلى العراق سنة 60 للهجرة، وفيه كانت شهادة مسلم بن عقيل وهاني بن عروة رضوان الله تعالى عليهما، في الكوفة في السنة نفسها.

 

يوم عرفة

9 ذو الحجة

عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعليٍّ عليه السلام: ألا أُعلِّمُكَ دعاءَ يومِ عرَفة، وهُو دعاءُ مَن كانَ قَبلي مِنَ الأَنبِياءِ عليهم السلام؟

قالَ: تَقولُ: لا إلهَ إلاَّ اللهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ، يُحيي ويُميتُ وهُوَ حَيٌّ لا يَموتُ، بِيَدِهِ الخَيرُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيء قَديرٌ. اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ كَالَّذي تَقُولُ، وخَيرًا مِمّا نَقولُ، وفَوقَ ما يَقولُ القائِلونَ. اللّهُمَّ لَكَ صَلاتي ونُسُكي ومَحيايَ ومَماتي، ولَكَ بَراءَتي، وبِكَ حَولي، ومِنكَ قُوَّتي. اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الفَقرِ، ومِن وَساوِسِ الصُّدورِ، ومِن شَتاتِ الأَمرِ ومِن عَذابِ القَبرِ. اللّهُمَّ إنّي أسأَلُكَ خَيرَ الرِّياحِ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّ ما تَجيءُ بِهِ الرِّياحُ، وأسأَلُكَ خَيرَ اللَّيلِ وخَيرَ النَّهارِ. اللّهُمَّ اجعَل في قَلبي نورًا، وفي سَمعي وبَصَري نورًا، ولَحمي ودَمي وعِظامي وعُروقي ومَقعَدي ومَقامي ومَدخَلي ومَخرَجي نورًا، وأعظِم لي نورًا يا رَبِّ يَومَ ألقاكَ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيء قَديرٌ.

 (الشيخ الطوسي، تهذيب الأحكام: 5/183)

عيد الأضحى المبارك

10 ذو الحجة

عن أمير المؤمنين عليه السلام: «أقبلَ رسول الله صلّى الله عليه وآله يوم النَّحْر، حتّى دخلَ على فاطمة عليها السلام، فقال: يا فاطمة، قومي واشهدي أُضحيتَك، فإنّ لك بكلِّ قطرةٍ من دمِها كفّارة كلِّ ذنب، أمَا إنّها يؤتى بها يوم القيامة فتُوضَع في ميزانك مثلَ ما هي سبعين ضعفاً.

فقال له المقدادُ بن الأسود: يا رسول الله، لِآلِ محمّد عليهم السلام هذا خاصّة أم لكلّ مؤمن عامّة؟ فقال صلّى الله عليه وآله: بل لآل محمّدٍ وللمؤمنين».

(البحار للمجلسي: 96/301)

عيد الغدير الأغرّ

18 ذو الحجّة / 10 للهجرة

* في (أمالي) الصدوق، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله، قال: «..وأمّا فضلُ أهل بيتي وذريّتي على غيرهم، كَفضل الماء على كلِّ شيء، وبه حياةُ كلّ شيء، وحبُّ أهل بيتي وذريّتي استكمالُ الدِّين..»، ثمّ تلا رسول الله صلّى الله عليه وآله، قولَه تعالى: ﴿..الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا..﴾. (المائدة:3)

* قال أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام في خطبته المعروفة بـ«الوسيلة»: «..فَإِنَّ الله تَبَارَكَ اسْمُه امْتَحَنَ بِي عِبَادَه، وقَتَلَ بِيَدِي أَضْدَادَه، وأَفْنَى بِسَيْفِي جُحَّادَه، وجَعَلَنِي زُلْفَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، وحِيَاضَ مَوْتٍ عَلَى الْجَبَّارِينَ، وسَيْفَه عَلَى الْمُجْرِمِينَ، وشَدَّ بِي أَزْرَ رَسُولِه، وأَكْرَمَنِي بِنَصْرِه، وشَرَّفَنِي بِعِلْمِه، وحَبَانِي بِأَحْكَامِه، واخْتَصَّنِي بِوَصِيَّتِه، واصْطَفَانِي بِخِلَافَتِه فِي أُمَّتِه.

إلى أن قال عليه السلام: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّه صلّى الله عليه وآله وسلّم، إِلَى حَجَّةِ الْوَدَاعِ، ثُمَّ صَارَ إِلَى غَدِيرِ خُمّ،ٍ فَأَمَرَ فَأُصْلِحَ لَه شِبْه الْمِنْبَرِ، ثُمَّ عَلَاه وأَخَذَ بِعَضُدِي حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطَيْه، رَافِعاً صَوْتَه قَائِلاً فِي مَحْفِلِه: مَنْ كُنْتُ مَوْلَاه فَعَلِيٌّ مَوْلَاه، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاه وعَادِ مَنْ عَادَاه، فَكَانَتْ عَلَى وَلَايَتِي وَلَايَةُ الله، وعَلَى عَدَاوَتِي عَدَاوَةُ الله، وأَنْزَلَ الله عَزَّ وجَلَّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ورَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً﴾، فَكَانَتْ وَلَايَتِي كَمَالَ الدِّينِ، ورِضَا الرَّبِّ جَلَّ ذِكْرُه، وأَنْزَلَ الله تَبَارَكَ وتَعَالَى اخْتِصَاصاً لِي وتَكَرُّماً نَحَلَنِيه وإِعْظَاماً وتَفْصِيلاً مِنْ رَسُولِ اللَّه صلّى الله عليه وآله وسلّم مَنَحَنِيه، وهُوَ قَوْلُه تَعَالَى : ﴿ثُمَّ رُدُّوا إِلَى الله مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَه الْحُكْمُ وهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ﴾».

(الكافي للكليني: 8/27)

يوم المباهلة

24 ذو الحجة / 5 للهجرة

«وفي قصّة أهل نجران بيانٌ عن فضل أمير المؤمنين عليه السلام مع ما فيه من الآية للنّبيّ صلّى الله عليه وآله والمعجز الدالّ على نبوَّته. ألَا ترى إلى اعتراف النَّصارى له بالنُّبوّة، وقطعه عليه السلام على امتناعهم من المباهلة، وعلمهم بأنَّهم لو باهَلُوه لَحَلَّ بهم العذاب، وثقته عليه وآله السلام بالظَّفر بهم والفَلج بالحُجَّة عليهم. وأنَّ الله تعالى حَكَم في آية المباهلة لأمير المؤمنين عليه السلام بأنّه نفس رسول الله صلّى الله عليه وآله، كاشِفاً بذلك عن بلوغه نهاية الفضل، ومساواته للنّبيّ عليه وآله السلام في الكمال والعصمة من الآثام، وأنَّ الله جلَّ ذكره جَعَلَه وزوجتَه وولدَيه -مع تقارب سنّهما- حجّةً لِنَبيِّه عليه وآله السلام، وبرهاناً على دِينه، ونصَّ على الحُكم بأنَّ الحسن والحسين أبناؤه، وأنَّ فاطمة عليها السلام نساؤه المُتوجِّه إليهنَّ الذِّكر والخطاب في الدُّعاء إلى المباهلة والاحتجاج، وهذا فضل لم يشركهم فيه أحدٌ مِن الأمَّة، ولا قارَبَهُم فيه ولا ماثَلَهُم في معناه».

(الشيخ المفيد، الإرشاد: 1/169)

 

نزولُ الآيات من سورة الدّهر (الإنسان)

25 ذو الحجّة

في هذا اليوم، نزلت الآيات الثماني عشر من سورة الإنسان (الدهر)، من الآية الخامسة: ﴿إنّ الأبرار يشربون..﴾ إلى الآية الثانية والعشرين: ﴿إنّ هذا كان لكم جزاءً..﴾. ومن المُجمع عليه أنّ هذه الآيات نزلت في أمير المؤمنين والسيدة الزهراء والحسنين صلوات الله عليهم أجمعين، بعد أن تصدّقوا على مسكين ويتيم وأسير بطعام إفطارهم.

وفي تفسير «الكشّاف» للزمخشري بروايته عن ابن عباس أنّ هذه الآيات نزلت في أهل بيت رسول الله، وأنّ جبرئيل لمّا نزل بها قال له صلّى الله عليه وآله: «خُذْها يا محمد، هنّأك الله في أهل بيتك..».

اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  إصدارات

إصدارات

11/05/2020

إصدارات

نفحات