يزكيهم

يزكيهم

11/05/2020

لا محبوب عند ذوي البصائر إلّا الله تعالى

 

الفقيه الشيخ محمّد مهدي النراقي

لا محبوب عند ذوي البصائر إلّا الله تعالى

كتاب (جامع السعادات) للفقيه الشيخ محمّد مهدي النراقي، المتوفّى بعد 1209 هجرية، المتضمّن لمبادئ الأخلاق ومكارمها، وأمراض النفس وعلاجها، ومنه هذه المقتطفات.

  • أفضل مراتب الشوق هو الشوق إلى الله سبحانه وإلى لقائه، وهي المظنّة إلى الوصول إليه، وإلى حبّه وأنسه والتقرّب لديه، وهو رأس مال السالكين، ومفتاح أبواب السعادة للطالبين.
  • اعلم أنّه لا مستحقّ للحبّ غير الله سبحانه، ولا محبوب بالحقيقة عند ذوي البصائر إلّا هو، ولو كان غيره تعالى قابلاً للحب ومَوضعاً له، فإنّما هو من حيث نسبته إليه تعالى، فمَن أحب غيره تعالى، لا من حيث نسبته إليه، فذلك لجهله وقصوره في معرفة الله، وكيف يكون غيره سبحانه من حيث هو، لا من جهة انتسابه إليه، مستحقّاً للحبّ، وهو في نفسه مع قطع النظر عنه تعالى وعن انتسابه إليه، ليس إلّا العدم، والعدم كيف يصلح للحبّ؟
  • إنّ رضى الله سبحانه عن العبد يتوقّف على رضى العبد عنه تعالى، فمن فوائد رضى العبد بقضاء الله وثمراته رضى الله سبحانه عنه، وهو أعظم السعادات في الدارين، وليس في الجنة نعيم فوقه، كما قال سبحانه: ﴿..وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ..﴾.
  • اعلم أنّ الدنيا عدوّةٌ لله ولأوليائه ولأعدائه: أمّا عداوتها لله، فإنّها قطعت الطريق على العبادة، ولذلك لم ينظر إليها مُذ خلقها، كما ورد في الأخبار. وأمّا عداوتها لأوليائه وأحبّائه، فإنها تزيّنت لهم بزينتها، وعمّتهم بزهرتها ونضارتها، حتى تجرّعوا مرارة الصبر في مقاطعتها. وأمّا عداوتها لأعدائه، فإنها استدرجتهم بمكرها ومكيدتها، واقتنصتهم بشباكها وحبائلها حتى وثقوا بها وعوّلوا عليها، فاجتبوا منها حيرة وندامة تنقطع دونها الأكباد، ثمّ حرمتهم عن السعادة أبد الآباد، فهم على فراقها يتحسّرون، ومن مكائدها يستغيثون ولا يغاثون، بل يقال لهم: ﴿..اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ﴾ المؤمنون:108.

اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  إصدارات

إصدارات

11/05/2020

إصدارات

نفحات