أيّها العزيز

أيّها العزيز

11/05/2020

منشأ العجب حبّ النفس

منشأ العجب حبّ النفس

اعلم أن رذيلة العُجب تنشأ من حب النفس، لأنّ الإنسان مفطور على حب الذات، لذا فإنّ أساس جميع الأخطاء والمعاصي الإنسانيّة والرذائل الأخلاقيّة في حبّ النفس.

فيرى الإنسان أعماله الصغيرة كبيرة، يعتبر نفسه من الصالحين، ومن خاصة الله، ويرى نفسه مستحقاً للثناء على تلك الأعمال الحقيرة التافهة. بل ويحدث أحياناً أن تلوح لنظره قبائح أعماله حسنة وإذا ما رأى من غيره أعمالاً أفضل وأعظم من أعماله فلا يعيرها أهميّة. يسيء الظن بخلق الله ولكنّه يحسن الظن بنفسه، وبسبب حبّه لنفسه يرى بعمله الصغير الممزوج بآلاف القذارات المبعدة عن الله، أنّ الله مَدينٌ له وأنّه يستوجب منه الرحمة.

فلنفكّر قليلاً في أعمالنا الصالحة، ولننظر إليها بعين الإنصاف؛ هل نستحقّ بها المدح والثناء والثواب والرحمة، أو أنّنا جديرون باللوم والعتاب والغضب والنقمة؟ وإذا ما أحرقنا الله بسبب هذه الأعمال، التي نراها حسنة، بنار القهر والغضب ألا يكون ذلك عدلاً؟...

إني أحكّمكم في هذا السؤال وأريد منكم الجواب عليه بإنصاف ودون تظاهر ورياء: إذا أخبركم الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله وسلّم، وهو الصادق المصدّق، أنّكم إذا عبدتم الله طوال عمركم وأطعتم أوامره وتركتم شهوات النفس ورغباتها، أو تركتم عبادته وعملتم على خلاف توجيهاته سبحانه وتعالى ..فلن تختلف درجاتكم في الآخرة وإنّكم ستذهبون إلى الجنة وتأمنون من العذاب، ولكن مع ذلك يكون رضى الله تعالى في عبادته والثناء عليه وحمده، ولكن مع عدم الإثابة على الطاعة. فهل كنتم تصبحون من أهل المعصية أو من أهل العبادة؟ هل كنتم تستمرّون بالتوسّل اليه تعالى بالمستحبّات والجمعة والجماعات؟ أو كنتم تغرقون في الشهوات وتلازمون اللهو واللعب؟

إنني أعلن بأنّا كنّا نصبح من أهل المعصية ونترك الطاعات. إنّ جميع أعمالنا هي من أجل اللذات النفسانية. إنّ الصلاة التي هي معراج القرب إلى الله نؤديّها قربة لنساء الجنة ولا علاقة لها بطاعة الأمر، وهي بعيدة آلاف الفراسخ عن رضى الله.

 


 

 

اخبار مرتبطة

  إصدارات

إصدارات

11/05/2020

إصدارات

  تاريخ و بـلدان

تاريخ و بـلدان

نفحات