مرابطة

مرابطة

11/05/2020

أمّة لا وجود لها

أمّة لا وجود لها

_____ نور الدين عاشور _____

نشرت صحيفة «الصباح» التونسية  صباح  يوم الجمعة 30 آب 2019، مقالة افتتاحية لرئيس التحرير نور الدين عاشور تحت عنوان: «أمّة لا وجود لها»، جاء فيها:

*****

اتّصل بي ليلة أمس صديقي رئيس تحرير صحيفة «لوموند» الفرنسية سليفي كافمان، وطلب منّي أن أرتّب له لقاء مع مسؤولي حزب الله اللبناني.

فقلت له: أعتذر لا علاقة لي مع حزب الله. 

فقال: منذ نهار الأربعاء وأنا أحاول إيجاد طريق لنجري حوار مع السيّد حسن نصر الله ولم نفلح، حتى أنّي اتصلت بالسفير الفرنسي في بيروت واعتذر عن ذلك لأنّ الخارجية الفرنسية تحظر الاتصال بحزب الله.

فقلت له: وما هي هذه الأهمية لهذا الحوار؟ 

فقال لي: هل سمعت بتهديد نصر الله لـ«إسرائيل»؟

فقلت: نعم.

فقال لي: أتعرف ماذا حدث في «إسرائيل» بعد هذا التهديد؟

قلت له: ومن أين لي أن أعرف؟ 

قال: إنّ «إسرائيل» في حالة الاستنفار الدائم. لقد بعث لنا مراسلنا في تل أبيب تقريراً خطيراً.

أول مرة تحظر «إسرائيل» على الإعلام «الإسرائيلي» والأجنبي التوجه إلى شمال «إسرائيل».

وقد حظرت التجوال في المستعمرات الشمالية حظر تام إلا للضرورة القصوى.

وتمّ إلغاء كافة التواجد العسكري «الإسرائيلي» إلى عمق خمسة كيلو متر. وحظر تحرك الآليات العسكرية للجيش «الإسرائيلي» في الشريط الحدودي مع لبنان. كما وإنّ المجلس الوزراء المصغر او ما يسمى بالمجلس الأمني في حالة انعقاد دائم. وقد سُجّل ارتفاع معدلات بيع تذاكر الطائرات إلى نسبة % 22، وعمليات سحب من البنوك «الإسرائيلية» بشكل غير مسبوق، كذلك عمليات شراء للمواد الغذائية والمياه لم تُسجّل في تاريخ «إسرائيل»، وغيرها من الإجراءات.

فقلت له: كل هذا بسبب تهديد نصر الله لـ«إسرائيل»؟

فقال: نعم. وهنالك اجراءات لم يعلن عنها. 

فقلت له: «إسرائيل» التي تمتلك أكبر وأقوى أسطول من أحدث الطائرات المقاتلة؛ «إسرائيل» التي لديها جيش لا مثيل له في الدول العربية، يرعبها حزب الله!! وكم عدد حزب الله مقابل الجيش «الإسرائيلي»، إنك تمزح.

فقال لي: يا سيد نور الدين، أنا كنت في شهر تموز في «إسرائيل»، وزرت الحدود الشمالية، إنّ «إسرائيل» بنت جدار إسمنتي بينها بين لبنان خوفاً من تسلل حزب الله، إضافة إلى ذلك زرعت الألغام و أحدث الأجهزة الإلكترونية التي ترصد بالأقمار الصناعية.

قلت له: إنّك تبالغ.

فقال لي: لقد كان يرافقني إلى الحدود صديقي الجنرال لومي عافير عندما سألته عن سبب كل هذه الاجراءات والتحصينات على الحدود، قال لي: «إنّها لإعاقة حزب أن يجتاح الحدود في يوم ما»، فقلت له: حقاً؟ قال: نعم، إنّ الجنود «الإسرائيليين» المتواجدون على الحدود يتعاطون المخدرات والحبوب المنشطة لكي لا يناموا، وروى لي قصة، قال: قبل سنة كان جنديان يقومان بدورية على مسافة مائة متر من السياج الإسمنتي، وسمعا صوت حركة بالأحراش، لم يتحمّل أحدهما سماع هذا الصوت فأصيب بأزمة قلبية في الحال، وتوفّي من الخوف.

فقلت لصديقي سليفي كافيمان: كفى وغداً سوف أكتب عن هذا الموضوع.

 

 

الإعلام «الإسرائيلي»

نصر الله فنّان في سيكولوجيا الجماهير

 

توصيف وَرَد في تعليق إعلامي «إسرائيلي» عن سماحة السيد حسن نصرالله، وسط أجواء ترقُّب وذُعر في الشارع المدني لكيان العدو، واستنفار عسكري غير مرئي على الحدود مع لبنان، وانتفاء ظهور أي عنصر بشري «إسرائيلي» في الجهة المُحاذية، لدرجة أنّ «إسرائيل» استعاضت عن جنودها بدمىً باتت مادة تندُّر وسخرية على وسائل التواصل الاجتماعي.

لإعلام العدو توصيفاته وسط إرباكات كيانه، ولنا توصيف كاريزما قائد يُؤمن به شعبه ويُصدِّقه الكيان «الإسرائيلي» ويثِق بواقعية خطابه، خاصة أنّ هذا الكيان المُكوَّن من خليط يهودي مُستورَد بإثنيات مختلفة، لا انتماء قومي لديه، ولا يجِد مصداقية في قادته سواء كانوا سياسيين أو عسكريين، وأسطورة الجيش الذي لا يُقهَر انتهت في لبنان عام 2000، واستباحة السيادة اللبنانية براً وبحراً وجوَّاً باتت من المحظورات.

أيام الهلع التي عاشها «الإسرائيليون» بانتظار ردِّ المقاومة، تكشف كل يوم وَهَن «البيت العنكبوتي»، وهُم لا في الداخل مرتاحون بسبب الانتخابات والكرسي المُهتزّ لنتانياهو، ولا في الخارج خاصة على الجبهتين السورية واللبنانية، و«إسرائيل» ليست في موقع يؤهِّلها تغيير معادلات إقليمية كبيرة سواء في الحروب أو التسويات، لأنها سوف تكون أكبر دافعي الأثمان بسبب هشاشة مجتمعها، الذي ما اعتاد الحروب التي تدقّ أبوابها الداخلية وتدكُّ ترساناتها الحيوية.

وأمام الإجماع الوطني اللبناني على رفض الانتهاكات «الإسرائيلية» العدوانية، وتصدِّي الجيش اللبناني بالنيران للمُسيِّرات الإسرائيلية، تتكامل أكثر من أي وقتٍ مضى ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، والصحوة الجماهيرية اللبنانية هذه ليست متوفِّرة لدى مستوطنين «إسرائيليين»، أغرتهُم سلطات الاحتلال بتأمين مستوطنات سكن ولم تؤمِّن لهم أمن العيش فيها.

ليست مخاطبة الجماهير الصديقة والعدوَّة بحاجة إلى سيكولوجيا، بل صدق الخطاب وتطبيق مفاعيله على أرض الواقع وفي وجدان المؤمنين بقضية، والصفحات العربية الذليلة في تاريخ الصراع مع الاحتلال الصهيوني قد طُوِيَت من لبنان منذ العام 2000، وما على المستوطنين اليهود سوى قراءة الواقع الذي ينتظرهم كما هو، وأن يبنوا حساباتهم على وجود توازن رُعب رادع لكيانهم الغاصِب طالما هناك احتلال

 

* المصدر:أمين أبو راشد – موقع المنار

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

نفحات