شِعْر

شِعْر

11/05/2020

في رثاء بضعة الزهراء الحسين عليهما السلام

 

تُنسَى الرزايا ولكنْ ليس تنْساها

في رثاء بضعة الزهراء الحسين عليهما السلام

  • السيد أحمد بن خلف المشعشعي

السيِّد أحمد بن خلف بن المطّلب بن حيدر الموسوي المشعشي، ولد في في أواخر القرن الحادي عشر الهجري، يقول السيد محسن الأمين في ترجمته في الأعيان: هو «أخو السيِّد علي خان حاكِم الحويزة (بلدة تقع في جنوب إيران). ينتهي نسبُ السيِّد أحمد بتسع عشرة واسطة إلى أحمد بن الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليهم السلام.

هو عالِمْ ورع كامل أديب زاهد، كان يكتفي بغِلَّة زرعه، له مسائل أجابَ عنهَا السيِّد عبد الله بن نور الدين الجزائري، وله ديوان شعر. جاور أئمَّة العراق عليهم‌السلام إلى أنْ مات في المشاهد المشرّفة»، كانت وفاته قبل سنة 1168ه.

اخترنا للسيد أحمد بن خلف هذا الشعر الحسيني مِنْ موسوعة «أدب الطفّ» للسيِّد جواد علي شُبَّر.

«شعائر»

 

 

 

هيَ الطُّفوفُ فطُفْ سَبعاً بمَغْناها

فمَا لِـ«بَكَّةَ» مَعنًى دونَ معناها

أرضٌ ولكنَّما السَّبْعُ الشِّدادُ لها

دَانَتْ وطَأْطَأَ أَعْلاها لِأَدْناها

هيَ المُباركةُ المَيْمُونُ جانِبُها

ما طُورُ سَيْناءَ إلّا طُورُ سِيناها

وصَفوةُ الأرضِ أصفى الخلْقِ حلَّ بها

صفّاهُ ذو العرشِ إكراماً وصفّاها

مُنزّهٌ في المزايا عن مشابهَةٍ

ونُزِّهتْ عن شبيهٍ في مزاياها

وكيف لا وهْيَ أرضٌ ضُمِّنتْ جُثثاً

ما كان ذا الكونُ - لا واللهِ - لولاها

فيها الحسينُ وفتيانٌ له بذلوا

في اللهِ أيَّ نفوسٍ كان زكّاها

إذ القنَا بينهمْ كالرُّسْلِ بينهمُ

والبِيضُ تُمضي مواضيها قضاياها

أنسى الحسينَ وسُمْرُ الخطّ تشجُرُهُ

إذاً فما انتفعتْ نفسي بذكراها

أنساه يخطُبُ أحزابَ الضلالِ وقد

أصمَّها الشركُ والشيطانُ أعماها

فحين أعذرَ أعطى البِيضَ حاجتَها

والسُّمْرَ في دمِ أهلِ الغَيِّ روّاها

إنْ كرَّ فرّتْ كأسرابِ القطَا هرباً

حتّى تعثَّرَ أُولاها بأُخراها

فُلّتْ حدودُ سيوفِ الهندِ مَا صنعتْ

كأنّه ما قراها يومَ هيجاها

ولَمْ تكنْ كفُّهُ هزّتْ مواضيَها

ولَمْ يكنْ كلّما استسقتْه أسقاها

لَوْ عايَنَتْ يَوْمَهُ عَينا أَبِي حَسَنٍ

قضى مآربَ حقٍّ قد تمنّاها

أَوْ كانَ يَشْهَدُهُ فِي كَرْبلَا حَسَنٌ

رَأَتْ أميَّةُ مِنْهُ سُوءَ عُقْباها

يا باذلَ النفسِ في اللهِ العظيمِ ولولَا

اللهُ بارئُها ما كان أغلاها

الأرضُ بعدَك نَضَّتْ ثوبَ زينتِها

وجْداً وشُوِّهَ بعدَ الحُسْنِ مرآها

والشمسُ لولا قضاءُ اللهِ ما طلَعتْ

حُزناً عليكً ولا كُنّا رأيناها

تبكي عليك بِقانٍ في مدامعِها

ومَا بكتْ غيرَ أنّ اللهَ أبكاها

واهتزَّتْ السبعُ والعرشُ العظيمُ ولولا

اللهُ أصبحتِ العلياءُ سُفلاها

الإنسُ تبكي رزاياك التي عظُمتْ

والجنُّ تحت طِباق الأرضِ تنعاها

رَزيَّةٌ حلَّ في الإسلامِ موقِعُها

تُنسى الرزايا ولكنْ ليس تنساها

وكيف تَنسى مصاباً قد أصيبَ به

الطّهرُ الوصيُّ وقلبُ المصطفى طاها

خطْبٌ دهى البَضعةَ الزهراءَ حين دهى

رُزءٌ جرَتْ بنجيعٍ منه عيناها

فأيُّ قلبٍ لهذا غيرِ مُنفَطرٍ

وجْداً فذلك أشجاها وأقساها

ورأسُ أكرمِ خلْقِ اللهِ يرفعُهُ

على السِّنانِ سِنانٌ وهْو أشقاها

فيا له مِنْ مصابٍ عمّ فادِحُهُ

كلَّ البَريَّةِ أقصاها وأدناها

تبكي له أنبياءُ اللهِ موجَعةً

وما بكتْ لعظيمٍ مِنْ رزاياها

وتستهيجُ له الأملاكُ باكيَةً

وما البكاءُ لشيءٍ مِنْ سجاياها

فأيُّ عذرٍ لعينٍ لَمْ تجُدْ بدمٍ

لو جفّ مِنْ جريانِ الدمعِ جَفناها

تاللهِ تبكي رزايا الطفِّ ما خطرتْ

وكلّما يقرَعُ الأسماعَ ذكراها

تبكي مصارعَ آلِ اللهِ لا برِحتْ

عليهمْ مِنْ صلاةِ اللهِ أزكاها

حتّى يقومَ بأمْرِ اللهِ قائمُنا

فَنَشْحَذَنَّ سيوفاً قد غمَدناها

بقيَّةُ اللهِ مَنْ بالسيفِ يملؤها

عدلاً كما مُلئتْ جوراً ثناياها

إليك يا ابنَ رسولِ اللهِ سائرةً

مِنْ القوافي تُرجى منك قرباها

بايعتُ مجدَك فيها وهْي واثقةٌ

أن لا تُرَدَّ إذا مَدّتْ بيُمناها

وأُشهِدُ اللهَ أنّي سِلْمُ مَنْ سلِمتْ

لكم مودّتُه حربٌ لمِن تاها

برئتُ مِنْ معشرٍ عُميٌ بصائرُها

والتْ أُناساً إلهُ العرشِ عاداها

ولا تزالُ على الأيّامِ باقيَةً

عليكمُ مِنْ صلاةِ اللهِ أسناها

 

 

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  تاريخ و بلدان

تاريخ و بلدان

نفحات