دَحْـــــوُ الأرض

دَحْـــــوُ الأرض

10/02/2007

قال السيد ابن طاوس عليه الرحمة: "ويحسن أن يكون على الإنسان إن كان مطيعاً لربه أثر ما وهبه من المسكن وأعطاه فيه من الإحسان، كما لو اشترى داراً يحتاج إليه، أو وهبه سلطان مساكن كان مضطراً إليها، أو كما لو بنى هو داراً بالت

قال السيد ابن طاوس عليه الرحمة: "ويحسن أن يكون على الإنسان إن كان مطيعاً لربه أثر ما وهبه من المسكن وأعطاه فيه من الإحسان، كما لو اشترى داراً يحتاج إليه، أو وهبه سلطان مساكن كان مضطراً إليها، أو كما لو بنى هو داراً بالتعب والعناء ومقاساة "العُمال" والبَنّاء، أو يكون مسروراً على أقل الصفات، كما لو حصل له دار عارية أو إجارة هو محتاج إليها في تلك الأوقات. فأما إن خلى قلبه بالكلية من معرفة هذه النعم الإلهية، فكأنه كالميت الذى لا يحس بما فيه، أو كالأعمى الذى لا ينظر الى المواهب التى فضله بها من يراعيه، أو كالأصم الذى لا يسمع من يناديه، وليبك على فقدان فوائد قلبه وعقله ويتوب "

الشيخ حسين كَوْراني


هذا المصطلح قرآني، قال تعالى: والأرضَ بعد ذلك دحاها.[النازعات 30]

ودحوت الشيء دحواً: بسطته[1] فمعنى دحو الأرض بسطها، أي جعلها مبسوطة، ولذلك كان من أسمائها:البسيطة. والبسط هو المَدّ، قال تعالى: والأرضَ مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون.[الحِجر19] *

* وهو الذي مد الارض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون [ الرعد 3 ] *

ولا يرتبط بالحديث هنا محاولة استيضاح أيهما خلق أولاً، السماء أم الأرض، فالمصب هنا هو " دحو الأرض" لاغير.


* في القرآن الكريم
بالإضافة إلى الآيات المتقدمة، نجد الحديث قي القرآن الكريم عن الأرض باعتبارها نعمة أنعم الله تعالى بها على الإنسان، فهي الفراش للإنسانية والمهد:


* الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون [ البقرة 22 ] *

* الذي جعل لكم الأرض مهداً وسلك لكم فيها سبلاً وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجاً من نبات شتى * كلوا وارعوا أنعامكم إن في ذلك لآياتٍ لأولي النهى * منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى [ طه 53 - 55 ] *

والإنسان هو خليفة الله تعالى فيها: * إني جاعلٌ في الأرض خليفة [ البقرة 30]*

وكل مافيها فهو للإنسان:

*هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً [ البقرة 29] *


وعلى هذا الإنسان أن يصلح فيها ولا يفسد:

* ولا تعثوا في الأرض مفسدين [ البقرة 60 ]*


فليس هذا الفراش دائماً، ولاهذا المهد أبدياً:

* قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتاع إلى حين * قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون [ الأعراف 24- 25 ] *

وسيأتي يوم ينفرط فيه نظام الأرض في سياق انفراط نظام عالم الشهادة:

* ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا * وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا * ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا [ الكهف 47-49 ] *

* يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار [ ابراهيم 48 ] *

ومن الآيات الجامعة في الحديث عن دحو الأرض وزوالها وما بينهما وما بعد، قوله تعالى:

* أأنتم أشد خلقاً أم السماء بناها * رفع سمكها فسواها * وأغطش ليلها وأخرج ضحاها * والارض بعد ذلك دحاها * أخرج منها ماءها ومرعاها * والجبال أرساها * متاعاً لكم ولأنعامكم * فإذا جاءت الطامة الكبرى * يوم يتذكر الانسان ما سعى * وبرزت الجحيم لمن يرى * فأما من طغى* وآثر الحياة الدنيا * فإن الجحيم هي المأوى* وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى* فإن الجنة هي المأوى [ النازعات 27-41 ] *

* في الروايات

أ- عن الإمام الباقر عليه السلام: " لما أراد الله تعالى أن يخلق الارض أمر الرياح فضربن وجه الماء حتى صار موجاً ثم أزبد فصار زبداً واحداً، فجمعه في موضع البيت ، ثم جعله جبلاً من زبد ثم دحا الارض من تحته وهو قول الله تعالى : " إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركاً ".[2]

ب- وعنه عليه السلام: " عن ابى حمزة الثمالى قال : قلت لابي جعفر عليه السلام في المسجد الحرام : لأى شئ سماه الله العتيق ؟ فقال : إنه ليس من بيت وضعه الله على وجه الأرض إلا له رب وسكان يسكنونه غير هذا البيت ، فإنه لا رب له إلا الله تعالى ، وهو الحرم . ثم قال : إن الله تعالى خلقه قبل الأرض، ثم خلق الأرض من بعده فدحاها من تحته".[3]

ت- عن الإمام الصادق عليه السلام: "إن الله تعالى دحا الأرض من تحت الكعبة إلى منى، ثم دحاها من منى إلى عرفات، ثم دحاها من عرفات إلى منى، فالأرض من عرفات ، و عرفات من منى، ومنى من الكعبة".[4]

ويأتي مزيد من الروايات في "عمل الليلة واليوم".


وما تقدم صريح في دحو الأرض وأنه كان من تحت الكعبة، أي من "موضع البيت" الذي جعله الله نعالى "للناس" قياماً ومثابة وأمناً " كما صرح بذلك القرآن الكريم.

**

* أدب الليلة واليوم:

قال السيد:

"فصل في ما يتعلق بدحو الأرض وإنشاء أصل البلاد وابتداء مساكن العباد. إعلم أن هذه الرحمة من سلطان الدنيا والمعاد يُعجز عن شرح فضلها بالقلم والمداد".


أضاف:

"إعلم ان كل حيوان فانه مضطرٌ الى مسكن يسكن فيه ويتحصن به مما يؤذيه، فمن أعظم المنن الجسام إنشاء الأرض للأنام، ومن أسرار مافي ذلك من الإنعام[5] أن الله جل جلاله لم يجعل بناء الأرض وتدبير إنشائها إلى ملائكته ولاغيرهم من خاصته، وتولاها بيد قدرته ورحمته، وملأها من كنوز حلمه وعفوه ورأفته. فاذكر أيها الإنسان المتشرف بنور الألباب، المعترف بالإقرار برب الأرباب، أنه لو كنت في دار الفناء فقيراً يتعذر عليك تحصيل مسكن للبقاء، تتحصن فيه من حر الصيف وبرد الشتاء وما معك ثمن ولا أجرة العمارة للبناء، فرحمك سلطان ذلك الزمان، وبنى لك مسكناً بيده وملأه مما تحتاج إليه من الإحسان، وماأتعب لك فيه قلباً ولا جسداً ولاقدماً ولايداً، ولا أهلاً ولاولداً، بل عمَّره، وأنت ما عرفت ذلك السلطان ولا خدمته، ثم دعاك لتسكن في ما عمَّره بيده لك، فسكنته ووجدته قد ملأه من ذخائر العناية بك. فكيف ".." محبتك لذلك السلطان العظيم، ومراقبتك لحقه الجسيم، واعترافك بإحسانه العميم، فليكن الله جل جلاله عندك -على أقل المراتب- مثل ذلك السلطان المملوك لربك جل جلاله، الذى هو أصل المواهب.

أضاف:

وليكن كل يوم يأتي فيه وقت إنشاء المسكن الجديد كيوم العيد، معترفاً لمولاك المجيد بحقه الشامل للعبيد، وكن مشغولاً رحمك الله ذلك اليوم وغيره بالشكر له جل جلاله والتحميد والتمجيد. وإياك وأن يمر عليك مثل هذا اليوم وأنت متهاون بقدره ومتغافل عن مولاك وعظيم شأنه ومتشاغل عن واجب شكره، فتسقط من عين عنايته وتهون، وتدخل تحت ذل ذم جل جلاله لك في قوله : وكم من آية في السموات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون. وتذكر رحمك الله أنك لو احتجت الى فراش في دارك وبساطٍ تجلس عليه لمسارِّك، ففرش لك ذلك الفراش وذلك البساط بيدك، كيف تكون في المراقبة والمحبة والخدمة له بنفسك ومالك ولسانك وأهلك وولدك، فلا يكن الله جل جلاله عندك دون هذه الحال، وقد بسط لك الأرض فراشاً وجعل لك فيها معاشاً، وتذكر رحمك الله جل جلاله مِنَّته عليك وإحسانه إليك، كيف أنزل الكعبة الشريفة، وجعلها باباً إليه، ومحلاً لفتح أبواب عفوه ورحمته عند الجرأة عليه، واسترضاك، وأنت ملطخ بأنجاس الذنوب وأدناس العيوب أن تزوره إليها، وأن تكون قِبلة لك إذا أردت التوجه إليه توجهت إليها. وارحم ضعف قلبك وكبدك، ورقة نفسك وجسدك، فلا تعرضها لخطر أن يكون مولاك ومالك دنياك وأخراك مقبلاًعليك يدعوك إليه، وأنت معرض عنه متمرد عليه.

ويحك من أين يأتيك وجودك إذا ضيعته؟

ومن أين يأتيك بقاؤك إذا أهملته؟

ومن أين يأتيك حياتك إذا أعرضت عنه؟

ومن أين تأتيك عافيتك إذا هربت منه؟

ومن يحميك من بأسه الشديد؟

ومن يدفع عنك غضبه إذا غضب من قريب أو بعيد؟

ومن ترجوه لنوائبك ومصائبك وأسقامك وبلوغ مرامك إذا خرجت من حماه وهجرته وآثرت عليه مالابقاء له لولاه؟

عُدْ ويحك إلى الطواف حول كعبة كرمه، وطف بالذل على أبواب حلمه ورحمته وسالف نعمه، وأَجْرِ على الخدود دموع الخشوع، وجد بماءالجفون قبل نفاد ماء الدموع،{ وابك على قدرك لحبه وقربه، واندب على مافرطت فيه ندب العارف بعظيم ذنبه}[6] العاجز عن تفريح كربه، فإنك تجده جل جلاله بك رحيماً، وعنك حليما، وعليك عطوفا، وباحتمال سفهك رؤوفا. فلمن تدخر الذل { ومن هو}[7] أحق به منه، ولمن تصون الدمع إذا حبسته عنه، واذكرني بالله عند تلك الساعة فيما تناجيه جل جلاله من الدعاء والضراعة ".[8]


وقال آية الله الملكي:


والعمدة في هذا الشهر العلم بما أنعم الله به على البشر يوم دحو الأرض، فإن العلم بالنعمة ومقدارها كمّاً وكيفاً أول مراتب شكرها كما ورد به النص وحقق في علم السر.

أضاف: وقد ورد في الأخبار الكثيرة أن في الخامس والعشرين من ذي القعدة نصبت الكعبة، ودحيت الأرض، وهبط آدم، وولد الخليل وعيسى عليهم السلام، وفيه نشرت الرحمة.[9]

وأختم بما أضافه السيد بعد تأكيده المتقدم على أهمية أدب العبد مع الله تعالى في شكر هذه النعمة العظيمة التي هي بداية النعم التي لاتحصى على وجه هذه الأرض، حيث قال:

" ويحسن أن يكون على الإنسان إن كان مطيعاً لربه أثر ما وهبه من المسكن وأعطاه فيه من الإحسان، كما لو اشترى داراً يحتاج إليه، أو وهبه سلطان مساكن كان مضطراً إليها، أو كما لو بنى هو داراً بالتعب والعناء ومقاساة "العُمال" والبَنّاء، أو يكون مسروراً على أقل الصفات، كما لو حصل له دار عارية أو إجارة هو محتاج إليها في تلك الأوقات. فأما إن خلى قلبه بالكلية من معرفة هذه النعم الإلهية، فكأنه كالميت الذى لا يحس بما فيه، أو كالأعمى الذى لا ينظر الى المواهب التى فضله بها من يراعيه، أو كالأصم الذى لا يسمع من يناديه، وليبك على فقدان فوائد قلبه وعقله ويتوب ".[10]

وأما ختام العمل في هذا اليوم فينبغي أن يكون ببذل أقصى الجهد في التلطف في الطلب من الله تعالى بالقبول والمغفرة "وان يقبل منه ما عمله، ويبلغه من مراحمه ومكارم أمله، ".." فإنه يوشك إذااجتهد العبد في لزوم الأدب لكل يوم سعيد أن يؤهله الله تعالى للمزيد: لئن شكرتم لاريدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ".[11]


* عمل الليلة واليوم

ماورد ذكره في هذا المجال هو:


1- قيام الليلة.

2- وصوم اليوم.

3- والإجتماع فيه للدعاء.

4- وصلاة خاصة فيه.


وتوضيح ذلك كما يلي:


أ- "قال رسول الله صلى الله عليه وآله - في خلال حديث - : وأنزل الله الرحمة لخمس ليالٍ بقين من ذى القعدة، فمن صام ذلك اليوم كان له كصوم سبعين سنة".[12]

ب- " عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه يقول : إن أول رحمة نزلت من السماء إلى الأرض في خمس وعشرين من ذى القعدة، فمن صام ذلك اليوم وقام تلك الليلة فله عبادة مائة سنة، صام نهارها وقام ليلها، وأيما جماعة اجتمعت ذلك اليوم في ذكر ربهم عز وجل لم يتفرقوا حتى يعطوا سؤلهم، وينزل في ذلك اليوم ألف ألف رحمة يضع منها تسعة وتسعين في حلق الذاكرين، والصائمين في ذلك اليوم ، والقائمين في تلك الليلة ".[13]

ت- " وفى رواية: في خمس وعشرين ليلة من ذى القعدة أنزلت الرحمة من السماء، وأنزل تعظيم الكعبة على آدم عليه السلام ، فمن صام ذلك اليوم استغفر له كل شيء بين السماء والأرض ".[14]

ث- " الكليني رحمه الله بأسناده في كتاب الكافي إلى محمد بن عبد الله الصيقل قال : خرج علينا أبو الحسن - يعنى الرضا - عليه السلام بمرو في يوم خمس وعشرين من ذى القعدة، فقال : صوموا فإنى أصبحت صائماً، قلنا : جعلت فداك أي يوم هو؟ قال : يوم نشرت فيه الرحمة ودحيت فيه الأرض ونصبت فيه الكعبة وهبط فيه آدم عليه السلام ".[15]

ج- " عن الحسن بن علي الوشاء قال : كنت مع أبي وأنا غلام فتعشينا عند الرضا عليه السلام ليلة خمس وعشرين من ذي القعدة، فقال له: ليلة خمس وعشرين من ذي القعدة ولد فيها إبراهيم عليه السلام وولد فيها عيسى بن مريم وفيها دحيت الأرض من تحت الكعبة ، فمن صام ذلك اليوم كان كمن صام ستين شهراً ".[16]

ح- قال السيد ابن طاوس:

"عن جدي أبى جعفر محمد بن الحسن الطوسى في ما ذكره في المصباح الكبير ، فقال قدس الله جل جلاله روحه ونور ضريحه ماهذا لفظه:

ذو القعدة، يوم الخامس والعشرين منه دحيت الأرض من تحت الكعبة، ويستحب صوم هذا اليوم، وروي أن صومه يعدل صوم ستين شهراً، ويستحب أن يدعى في هذا اليوم بهذا الدعاء:

أللهم داحي الكعبة وفالق الحبة وصارف اللزبة، وكاشف الكربة، اسألك في هذا اليوم من أيامك التى أعظمت حقها، وقدمت سبقها، وجعلتها عند المؤمنين وديعة، وإليك ذريعة، وبرحمتك الوسيعة، أن تصلي على محمد المنتجب في الميثاق، القريب يوم التلاق، فاتق كل رتق، وداعٍ إلى كل حق، وعلى أهل بيته الأطهار الهداة المنار، دعائم الجبار، وولاة الجنة والنار، وأعطنا في يومنا هذا من عطائك المخزون، غير مقطوع ولا ممنون، تجمع لنا التوبة وحسن الأوبة، يا خير مدعوٍّ وأكرمَ مرجوّ، يا كفي يا وفي، يا من لطفه خفى، أُلطُف لي بلطفك، وأسعدني بعفوك، وأيدنى بنصرك، ولا تنسني يوم الحشر والنشر ، وأشهدني أوليائك عند خروج نفسي وحلول رمسى، وانقطاع عملي وانقضاء أجلي . أللهم واذكرني على طول البلى إذا حللت بين أطباق الثرى، ونسيني الناسون من الورى ، وأَحللنى دار المقامة، وبوئنى منزل الكرامة، واجعلني من مرافقي أوليائك وأهل اجتبائك وأصفيائك، وبارك لي في لقائك، وارزقني حسن العمل قبل حلول الأجل، بريئاً من الزلل وسوء الخطل. أللهم وأوردني حوض نبيك محمد صلى الله عليه وأهلِ بيته، واسقني مشرباً روياً سائغاً هنيئاً لااظمأ بعده ولا أحَلأ ورده ولاعنه أذاد، واجعله لى خير زاد وأوفى ميعاد يوم يقوم الأشهاد. أللهم والعن جبابرة الأولين والآخرين لحقوق أوليائك المستأثرين. أللهم واقصم دعائمهم، وأهلك أشياعهم وعاملهم، وعجل مهالكهم، واسلبهم ممالكهم، وضيِّق عليهم مسالكهم، والعن مُساهمهم ومشاركهم. أللهم وعجل فرج أوليائك ، واردد عليهم مظالمهم، وأظهر بالحق قائمهم، واجعله لدينك منتصراً، وبأمرك في أعدائك مؤتمراً، أللهم احففه بملائكة النصر، وبما القيت إليه من الأمر في ليلة القدر، منتقماً لك حتى ترضى، ويعود دينك به وعلى يديه جديد غضاً، ويَمحض الحق محضاً، ويرفض الباطل رفضا. أللهم صلِّ عليه وعلى جميع آبائه، واجعلنا من صحبه وأسرته، وابعثنا في كرته حتى نكون في زمانه من أعوانه، أللهم أّدرك بنا قيامه، وأَشهدنا أيامه، وصلِّ عليه وعليه السلام، واردد إلينا سلامه، ورحمة الله وبركاته".[17]

وتتفق كلمات العلماء على اعتبار صوم يوم دحو الأرض من أبرز مفردات الصوم المستحب.[18]

وأما الصلاة الخاصة بهذا اليوم فقد "روي أنه يصلى في اليوم الخامس والعشرين من ذي القعدة ركعتين عند الضحى بالحمد مرة والشمس وضحيها خمس مرات، وتقول بعد التسليم لا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم، وتدعو وتقول: يا مقيل العثرات أقلني عثرتي يا مجيب الدعوات أجب دعوتي يا سامع الأصوات اسمع صوتي وارحمني وتجاوز عن سيئاتي وما عندي يا ذا الجلال والإكرام".[19]

-----------------------------------------------------------------------
[1] الجوهري، الصحاح
[2] الحويزي، تفسير نور الثقلين5/502. وفيه "جبلاً عن زبد" فليلاحظ.
[3] المصدر.
[4] المصدر501.
[5] وردت هذه اللفظة في برنامج المعجم، وفي الطبعة القديمة " الأنام" والظاهر أنها " الإنعام".
[6] زيادة من نسخة الإقبال ط.ق:دار الكتب الإسلامية312.
[7] زيادة لتتضح العبارة.
[8] الإقبال2/23-26.
[9] المراقبات191.
[10] الإقبال2/30. بتصرف يسير.
[11] المصدر.
[12] الإقبال2/27.
[13] الإقبال2/26-27.
[14] المصدر27.
[15] المصدر23.
[16] الحر العاملي، وسائل الشيعة10/449. والإقبال2/24.
[17] الإقبال2/27-29. وانظر: الطوسي، مصباح المتهجد669-671.
[18] أنظر مثلاً: الشريف المرتضى، رسائل النرتضى3/58. وأبو الصلاح الحلبي، الكافي180وسلار بن عبد العزيز، المراسم العلوية93،والحر العاملي، وسائل الشيعة10/449"باب استحباب صوم يوم دحو الأرض". والإمام الخميني، تحرير الوسيلة1/302والسيد الخوئي، منهاج الصالحين1/287والسيد السيستاني، منهاج الصالحين1/340.
[19] أورد هذه الصلاة الحر العاملي، وسائل الشيعة8/182نقلاً عن السيد ابن طاوس في الإقبال، ولم أجدها في نسخة المعجم الفقهي، نعم وجدتها في نسخة الإقبال القديمة، ط: دار الكتب الإسلامية1367هجري شمسي،وقد وردت في ص314 تحت عنوان " فصل في صلاة غريبة في هذا اليوم" إلا أنها مقحمة في وسط كلامه عليه الرحمة تحت عنوان" فصل في مانذكره مما ينبغي أن يكون المكلف عليه في اليوم المشار إليه، وفي حاشية هذه النسخة تنبيه على هذا الإقحام، إلا أن نقل الحر العاملي اهذه الصلاة عن الإقبال يشير إلى أنها في زمنه وفي النسخة التي كانت لديه لم تكن تبدو مقحمة وكأنها دخيلة على الكتاب، وإلا لأشار الشيخ الحر إلى ذلك والله تعالى العالم، كما أورد هذه الصلاة أية الله الملكي التبريزي في المراقبات 191، دون ذكر المصدر.

اخبار مرتبطة

نفحات