تعلّموا الصّدق قبل الحديث

تعلّموا الصّدق قبل الحديث

25/12/2011

تعلّموا الصّدق قبل الحديث

تعلّموا الصّدق قبل الحديث
آفات اللّسان
_______إعداد: مازن حمّودي_______

«لا يزال العبد المؤمن يُكتب محسناً ما دام ساكتاً، فإذا تكلّم كُتِب محسناً أو مسيئاً». 
الإمام الصادق عليه السلام
شهوات الكلام كثيرة والسّلامة من آفات اللّسان عسيرة. درس قيِّم عن أخطر آفات اللّسان تقدّمه «شعائر» من كتاب (خمسون درساً في الأخلاق) للشيخ عبّاس القمّي رحمه الله.

لا يخفى أنّ كثيراً من الآفات كالغيبة والبهتان والكذب والسّخرية والجِدال والمِراء والمِزاح وكلام الفضول والفحش وغيرها إنّما هي من آفات اللّسان ومفاسده. ويصل للإنسان من أضرار هذا العضو أكثر بكثير من غيره. وهو خير آلة يستخدمها الشّيطان ليضلّ به بني الإنسان.
رُوي عن الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام أنّه قال: «لا تنظروا إلى طُول رُكوع الرّجل وسجوده، فإنّ ذلك شيء اعتاده، فلو تركهُ استوحش لذلك، ولكن أنظروا إلى صدق حديثهِ وأداء أمانتهِ».

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «كُونوا دُعاةً للنّاس بالخير بغير ألسنتكم، ليروا منكمُ الإجتهادَ والصِّدق والوَرَع».

وقال عليه السلام: «إنّ الله عزّ وجلّ لم يبعث نبياً إلّا بصدق الحديث، وأداء الامانة إلى البرِّ والفاجر».

وعن الإمام الباقر عليه السلام: «تعلّموا الصِّدق قبل الحديث».

وروي عن الإمام الصادق عليه السّلام قوله: «ما من يوم إلّا وكلّ عضو من أعضاء الجسد يكفّر اللّسان يقول: نشدتُك الله أن نعذّب فيك».

وفي الخبر «ما من صباح إلّا وتُكلّم الأعضاءُ اللّسانَ، فتقول: إن استقمت استقمنا، وإن اعوَججتَ اعوججنا».

إنّ أكثر المحن الدّنيويّة والمفاسد الدّينيّة تنشأ من اللّسان. ودواء جميع آفات اللّسان الصّمت، فإنّه زينة العالِم وستر الجاهل.
روي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قوله: «مَن صمت نجا». وعن الإمام الباقر عليه السلام: «إنّما شيعتنا الخُرس».
عزيزي أُصمت ما استطعت، واجعله عادتك، ولا تغفل عن فوائده، واعلم أنّ الجاهل لا يسكت.

                                         
الشّماتة  


جاء في (جامع السعادات) للمولى النّراقي: الشّماتة: وهو إظهار ما حدث بغيره من البليّة والمصيبة إنّما هو من سوء فعله وإساءته، أو الغالب صدوره عن العداوة أو الحسد، وعلامته أنْ يكون مع فرح ومسرّة.
روي عن الصادق عليه السلام: «لا تُبدِ الشّماتة لأخيك، فيرحمه الله ويُصيِّرها بك».
وهي إيذاء لأخيه المسلم، فلا ينفك عن العذاب في الآخرة. كما وإنّ نزول هذه المصيبة به لا يدلُّ على سوء حاله عند الله، بل الأرجح دلالته على حسن حاله وتقرّبه عند الله سبحانه.

                                            
الإستهزاء


السّخرية والإستهزاء: عبارة عن نقل أقوال الآخرين وأفعالهم وأوصافهم بالإشارة أو الكناية على وجه يدعو المستمع للضّحك، ويكون الدّافع إلى ذلك إمّا العداء، أو التكبّر، أو تحقير الآخرين.
وقد يكون الدّافع هو مجرّد إضحاك بعض أهل الدُّنيا، والتّرفيه عنهم طمعاً في أوساخهم الدّنيويّة.
لا شكَّ أنّ هذا العمل مختصّ بالأراذل والأوباش وذليلي النّفس، ولا تجد عند صاحب هذا العمل أثراً للدّين والإيمان والإنسانيّة.
وقد اعتبر الله تعالى الإستهزاء في بعض الأحيان جهلاً، فقال: ﴿..قالوا أتتَّخذنا هُزُواً قال أعوذُ باللهِ أن أكونَ مِنَ الجاهِلين﴾ البقرة:67.

                                        
الإفراط في المزاح

الإفراط في المزاح مذموم، ويؤدِّي إلى الخفّة وقلّة الوقار، وسقوط الهيبة، وحصول المذلّة، وموت القلب، والغفلة عن الآخرة، وفي كثير من الأحيان يؤدّي إلى وقوع العداوة، وإيذاء المؤمن واستحيائه.
أمّا المزاح الذي ليس فيه إفراط، ولا يؤدّي إلى المفاسد التي مرّ ذكرها، ولا يؤدِّي إلى فتح الفم على وسعه، فإنّه ممدوح.
روي عن النّبي محمّد صلّى الله عليه وآله: «لا يبلغ العبد صريح الإيمان حتّى يدع المزاح والكذب».
وروي عن وصيِّه أمير المؤمنين عليّ عليه السلام: «ما مزح امرؤٌ مزحة إلّا مُجَّ من عقله مجةً»، و«من مزح استُخفَّ به»، و«لكلِّ شيء بذرٌ، وبذر العداوة المزاح»، و«أعقل الناس من غلب جدُّه هزله».

اخبار مرتبطة

  آلُ محمّد صلّى الله عليه وآله  بين الحُبِّ والنّصب

آلُ محمّد صلّى الله عليه وآله بين الحُبِّ والنّصب

  سببُ ازديادِ حُبِّ الدّنيا

سببُ ازديادِ حُبِّ الدّنيا

  دوريات

دوريات

25/12/2011

دوريات

نفحات