رأسُ الحسين، رأسُ رسولِ الله

رأسُ الحسين، رأسُ رسولِ الله

منذ يوم

رأسُ الحسين، رأسُ رسولِ الله

رأسُ الحسين، رأسُ رسولِ الله
النظام الأموي: يومٌ بيوم بدر!
_______الشيخ حسين كوراني_______

كان النظام الأموي قد خطَّط لمراسم الإنتقام من رسول الله صلّى الله عليه وآله، عبر التشهير برأس سبطه الحسين عليه السلام، ونقلِه من بلدٍ إلى بلد، واقتران ذلك بمخطَّط ثقافي  أسهمت فيه حركة «الكذَّابين» أركان حركة الوضع -وضع الحديث المفترى على رسول الله صلّى الله عليه وآله- التي كان معاوية قد طوَّرها ونظَّمها، وكانت أبرز مفاصل هذا المخطَّط: أ- الجَبْرية: أنّ مشيئة الله قضتْ بقتل الحسين. ب- أنّ يوم عاشوراء يوم عيد. ج- نشر مراسم الإحتفال والسرور بقتل الحسين بشكل مبطَّن، أي دون التصريح بربط الفرح بمقتلِه عليه السلام، وما تزال بعض مفردات هذه الثقافة قائمة إلى الآن في بلاد الشام، ومصر، والمغرب.
ما يلي استعراضٌ مكثَّف لما تقدّم، مع ثبتٍ بأبرز ما وصلنا من «احتفاليّات» أميّة وقريش عموماً، التي عملوا على نشرها في مختلف البلاد.
 

من أبرز المحاور التي يجب أن يعتني بها  كلّ مؤمن، ما جرى على رأس الإمام الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، بعد شهادته عليه السلام في العاشر من محرّم عام 61 هجريّة.
يتأكّد هذا الوجوب بملاحظة أساسَين:
أ‌-  ما صرَّح به القرآن الكريم من عُلُوِّ منزلة أهل البيت الذين أذهبَ الله عنهم الرّجس، وأوجب مودّتهم على كلّ مسلم.
ب‌-  وما أجمع عليه المسلمون من حديث رسول الله صلّى الله عليه وآله.
في المجال الثاني: طالما رأى المسلمون رسول الله صلّى الله عليه وآله.، والحسنان معه وهو يوصي بهما ويتحدّث عنهما -وعن أهل البيت عموماً- كضمانة إلهيّة لاستمرار صِدق التوحيد وسلامةِ الإعتقاد بنبوَّة خاتم النبيّين.
هذه هي الحقيقة الصراح التي لا يعتريها أدنى شكّ، والتي يراها بكلّ وضوح مَن يراجع المصادر المُعتبرة لجميع المذاهب الإسلامية.
في طليعة ما تُجمع عليه هذه المصادر أنّ النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله. خصّ الإمام الحسين بمنزلة «وأنا من حسين».
تكلَّم صلّى الله عليه وآله مراراً وبأساليب إعجازية متعدِّدة عن أنّ أهل البيت منه صلّى الله عليه وآله. من الحقيقة المحمديّة، وتلقّى الصحابة والتابعون وكبار علماء الأمة قرناً بعد قرن، هذه التأكيدات النبويّة بالتسليم، إلّا أنّه زاد في حديثه عن الإمام الحسين خصوصيةً بارزة، هي «وأنا من حسين»!
 وقد أدركت الأمّة –نظريّاً- هذه الخصيصة الحسينيّة وفهمتْ دلالاتها، كما أدركتْ وفهمتْ دلالاتِ أنّ أهل البيت عليهم السلام حقيقة محمديّة، فلم تتمكّن أنظمة الجور والإمبراطوريات المتعاقبة أن تحجبَ أنوار هذه المنزلة، رغم استهداف هذه الأنظمة الجائرة لأهل البيت عليهم السلام، ومحاربتهم.

*  «رأس الحسين» 

أبرز الأمثلة على ذلك أن الفرعون «يزيد» الذي واصل التخطيط لِما أسّسه معاوية لقتل الإمام الحسين عليه السلام، قرّر حين رأى ردّة فعل الأمّة أن يحمِّل مسؤولية القتل لابن زياد الذي كان الأداة التنفيذية الحاقدة للنظام السفياني الأموي الكافر، وفي الوقت نفسه قرّر –يزيد- أن يواصل «احتفالات النصر» التي هي في الحقيقة «احتفالات التشفّي من رسول الله» والتي كان قد خطّط لها على مستوى العالم الإسلامي كلّه، وكان المحور في كلّ هذه الإستعراضات الإحتفالية هو «رأس الحسين» عليه السلام.
يكشف عن تعمُّد النظام أن يكون الرّأس الشريف محور كلّ أنشطته الإستعراضية، أمران:
الأوَّل: تتبّع ما جرى على «رأس الحسين»، بعد شهادته عليه السلام.
الثاني: تتبّع المظاهر الإحتفالية التي استمرّت قروناً، وما يزال بعضُها مستمرّاً إلى الآن.
في ما يلي إضاءات حول الأمرين:

*«رأس الحسين» بعد الشهادة

يجب على كلِّ محمَّديٍّ صادق، وكلّ إنسانٍ لم تسلبه حيوانيّتُه إنسانيّتَه، أن يتأمّل المراحل التالية:
1- المبادرة إلى قطع الرّأس الشريف، وإرساله إلى الكوفة يوم العاشر من محرّم.
2- وجدَ حاملً الرّأس أنّ «قصر الإمارة مُغلَق»، فأخذه معه إلى بيته!
3- وضعَ «الرّأس الشريف» في زاويةٍ في ساحة منزله، وقد أثبتت ذلك المصادر الشيعيّة والسنيّة المُعتبرَة.
4- صلبُ «الرّأس الشريف» في الكوفة.
5- إدخالُ الرّأس مع «موكب السبايا» إلى قصر الإمارة.
6- إرسالُ الرّأس إلى الشام.
7- قصّة الراهب الذي دفع عشرة آلاف درهم، ليَبقى الرّأسُ عنده، واحتمالٌ معتدٌّ به جدّاً، حول أنّ هذا الراهب نحتَ شكلَ الرّأس الشريف على صخرة، يحتفظ بها أحدُ المتاحف العالميّة، والصورة متداولة، عند بعض المؤمنين وعلى بعض مواقع الأنترنيت.
8- إدخالُ الرّأس إلى يزيد أول مرّة، كما تروي حاضنتُه «رَيَّا» وقد نقله عنها مسنداً، إبن عساكر في (تاريخ دمشق).
9-  صلبُ الرّأس في دمشق.
10- حَمْلُ الرّأس مع موكب السبايا حين وصول الموكب إلى دمشق في الأوّل من صفر على الأشهر.
11- وضعُ الرّأس في «طشت» حين دخول «موكب السبايا» مجلسَ الطاغية «يزيد»، الذي منحَ لصانع هذا «الطشت» وساماً عبر إطلاقه عليه لقب «الطّشتي» كما يصرح المحقّق الكراجكي الطرابلسي من أعلام القرنين الرابع والخامس الهجريّين.
12- إرسالُ الرّأس الشريف إلى المدينة المنوّرة، وما قاله بعضُ عتاة الأمويّين، عندما سمع أصواتَ النوائح، وقول الطاغية عمرو بن سعيد ما قاله يزيد قبلَه: «يومٌ بيومِ بدر».
13- إرسالُ الرّأس الشريف إلى عسقلان، ومصر.

* المظاهر الإحتفاليّة الفرعونيّة: يوم الزينة الأمويّ

• في الكوفة: بدأت المظاهرالإحتفاليّة بالتجوال في شوارع الكوفة، والرّأس على الرّمح، فقد «أمر ابنُ زياد برأسِ الحسين عليه السلام فطِيفَ به في سِكك الكوفة»، كما أمر بِصلبِ الرّأس الشريف في منطقة «الصرّافين» في الكوفة -يظهر من النصوص أنّها كانت أمام مسجد الكوفة من جهة مسجد السّهلة- وقد روى أبو مِخنف -صاحب أوثق كُتب المقاتل- أنَّ ابن زياد صلبَ «رأس الحسين» بالصَّيارف في الكوفة، وعندما وصل «السبايا» إلى الشام: أمر ابنُ زياد أن يستقبلوهم برأس الحسين عليه السلام، فحملوا الرّأسَ الشريفَ على الرُّمح.

• تجديد أربعة مساجد فرحاً! روى الشيخ الكليني في (الكافي: 2/49)، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: جُدِّدتْ أربعةُ مساجد بالكوفة فَرَحاً لقتل الحسين عليه السلام: مسجد الأشعث، ومسجد جَرير، ومسجد سماك، ومسجد شَبَث بن رِبْعي، لعنهم الله.

• إلى الشام: حرص النظام على إرسال الرّأس الشريف إلى الشام، قبل إرسال «موكب السَّبايا» -على الأرجح-، وتكشف النُّصوص عن استعراضٍ احتفاليٍّ مُفْجِع، فقد كان عددُ حاملي الرّأس عبارةً عن موكبٍ كبير -وردَ تقديرُه في بعض المصادر بألف وخمسمائة شخص- يحمل الرأس على رمح، وكانوا ينصبُونَه بجوارهم حين ينزلون. 

• في الشام: وكان إرسالُ الرأس الشريف إلى الشام، تمهيداً لأطول احتفالات بني أمية، بنيَّة التشفّي برسول الله والإنتقام منه صلّى الله عليه وآله، وحيث إنّ الرأس الشريف، قد وصل قبل اكتمال زينة كفّار قريش الأمويّين وطاغيتهم يزيد، فقد اعتمد النِّظام إقامةَ مظاهر الشماتة والتشفّي بالوحي والقرآن والنبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله، بأساليب متعدِّدة بانتظار «يوم الزينة». طافوا بالرّأس الشريف في مناطق مختلفة من دمشق «عاصمة الأمويّين» كما تمّ صلْبُ الرّأس الشريف في أماكنَ متعدّدة، وفي بعض المصادر -ومنها (الإرشاد) للشيخ المفيد- أنّ مِن الناس مَن كان لاحقاً يتعبَّدُ في المكان الذي صُلِبَ فيه الرأس، وهو يشير إلى طول المدّة التي كان الرّأس فيها مصلوباً في ذلك المكان.

• «يوم الزينة»

* والمرادُ به الإحتفال العالميّ في دمشق الذي أراده يزيدُ وبنو أميّة تأسيساً للإمبراطوريّة الأمويّة، كما كانت «بدر» تأسيساً لحُكم القرآن والإسلام. وهو ما يكشف عنه قولُ يزيد، ومروان، وعمرو بن سعيد الأشدق: «يومٌ بيومِ بدر»، وما يقربُ من هذا الكفر الصريح. أكتفي هنا بذكر تمثُّل مروانِ بنِ الحَكَم -الوزغ بن الوَزغ- بقول الشاعر:

ضربت «دَوْسَرُ» فيهم ضربةً    ثبّتت أركانَ ملكٍ فاستقر


و«دوسر» قبيلة كانت قد حسمت معركةً بينها وبين أعدائها بضربةٍ قاصمة، فقال الشاعر ما تمثّل به «مروان» ابنُ طريدِ رسول الله من المدينة المنوّرة لأنّه كان من «المُستهزئين» بالوحي والنبيّ والإسلام.

* هو الذي أشبهَه يومُ الزينة الفرعوني، فقد استمرّ العملُ المتواصلُ له إلى اليوم الرابع من شهر صفر، ويبدو أنّ البدءَ بالعمل به كان بعدَ وصول خبر شهادة الإمام الحسين عليه السلام مباشرةً.

• في مُدُن الشام: كانت الفترة ما بين وصول الرّأس إلى الشام، وما بين وصول «موكب السَّبايا» فترةَ احتفالاتٍ بالرّأس المحمول على الرّمح! وبعد احتفالات «يوم الزينة» بدؤوا بحملةِ إرسالِ الرَّأس من بلدٍ إلى بلد لإقامة الإحتفالات الأمويّة الحاقدة هناك.

وأعجبُ ما يُشجي كلَّ موحِّد، أن تكون «المراسم، والإحتفاليّات» التي عمل الأمويُّون على نشرها وترسيخها في الأمّة، قد استمرّت قروناً، بل إنّ بعض رواسبِها ما تزال قائمةً هنا أو هناك.
* من بقايا تلك البِدَع الأمويّة، ما كان يحصل في الشام إلى سنة 1429 هجريّة، ما حدّث به ثقةٌ من فضلاء منطقة حلب، وهو أنّ عادة أهل تلك المنطقة أن يتداعوا من القرى القريبة إلى اجتماعٍ باسم «الفرجة»، وتُقام ألعابٌ مختلفةٌ بالأفاعي، والقرود، وغير ذلك. ومن «مراسم» هذه «الفرجة» أن يُؤتى برأس ماعزٍ له «لحية»، تكون في وسط هذا الحشد وتتقاذفها أرجُلُهم كالكُرة.
وقد تمّ منعُ هذه «الفرجة» الأمويّة في السنوات الأخيرة.
وتأتي هذه البقايا والرواسب الأمويّة في سياق ثقافة قرشيّة كافرة، شكّلت امتداداً لمؤامرت دارِ النّدوة في صدر الإسلام، وخُطط قريش لاستئصال الإسلام بالحروب التي شُنَّت بقيادة أبي سفيان على المدينة المنوّرة والنبيّ الأعظم، وعندما فشلوا في تحقيق ذلك لجأوا إلى التَّظاهر بالإسلام، وتلبيسِ حقدهم بالمشروعيّة الدينيّة.
في معرض حديثه عن تلك الإحتفاليات الأمويَّة، قال المحقق الكراجكي الطرابلسي (ت: 449 هجريّة):

* «ومن عجيب أمرهم: دعواهم محبَّةَ أهلِ البيت عليهم السلام مع ما يفعلون يومَ المصابِ بالحسين عليه السلام من المواظبة على البرّ والصّدَقة، والمحافظة على البذل والنفَقة، والتبرّك بشراء مِلْحِ السَّنة، والتَّفاخرِ بالملابس المنتخَبة، والمظاهرة بتطييب الأبدان، والمجاهرة بمصافحة الإخوان، والتَّوفُّر على المزاورة والدَّعوات، والشُّكر، من أسباب الأفراح والمسرّات، واعتذارهم في ذلك بأنه يومٌ ليس كالأيّام، وأنّه مخصوصٌ بالمناقب العظام، ويدّعون أنّ الله عزّ وجلّ تاب فيه على آدم. فكيف وجبَ أن يُقضى فيه حقُّ آدم فيُتّخذ عيداً، ولم يجُز أن يُقضى حقُّ سيّد الأوّلين والآخرين محمّد خاتم النبيّين صلّى الله عليه وآله في مُصابِه بِسبطِه وَولدِه، وريحانتِه وقرَّةِ عينِه، وبأهله الذين أُصيبوا، وحريمِه الذين سبوا وهتكوا، فيجهدَ فيه حزناً ووجداً، ويبالغ عملاً وكدّاً، لولا البغضة للذرِّيَّة التي تتوارثُها الأبناء عن الآباء؟!».     (أبو الفتح الكراجكي، التعجُّب: ص 115 – 118)
* وقد لاحظتُ كثرةَ احتفالات الأعراس في شهر محرّم في دمشق، وكثرة صالات الأعراس العامرة والتجمّعات الكبيرة أمامَها، وتكرّر ذلك، فسألتُ عن السبب، فقِيل إنّ العادة المتّبعة تأجيلُ موعد الأعراس إلى محرّم. وهو يكشف عن كوْن هذه العادة من الرواسب الأمويّة في «عاصمة الأمويّين».

• احتفاليّات وطقوس أمويّة في مصر:

* أوردَ المحقّق السيّد عبد الرزاق الموسوي المقرّم، نقلاً عن  «البيروني» في (الآثار الباقية) قوله: «لقد فعلوا بالحسين ما لم يُفعَل في جميع الأُمم بأشرار الخلق، من القتل بالسّيف والرّمح والحجارة وإجراءِ الخيول».

* وقال «الكراجكي» في (التَّعجُّب) في معرض حديثه عن الخيول التي أُسرِجت لِرَضِّ الجسدِ الشريف في كربلاء: «ووصلَ بعضُ هذه الخيل إلى مصر، فقُلِعتْ نعالُها من حوافرها وسُمِّرت على أبواب الدور لِيُتَبَرَّكَ بها، وجرت بذلك السُّنَّة عندهم حتّى صاروا يتعمَّدون عملَ نظيرِها على أبوابِ دُور أكثرهم».

* وفي المغرب!
أضاف المحقّق الكراجكي، بعدَ ما تقدّم: «ومن عجيب ما سمعتُه: أنّهم في المغرب بمدينةِ قُرطبة يأخذون في ليلة العاشوراء رأس بقرةٍ مَيتة، ويجعلونه على عصا، ويُحمل ويُطاف به في الشوارع والأسواق، وقد اجتمع حوله الصبيان يصفّقون ويلعبون، ويقفون به على أبواب البيوت ويقولون: يا مسي المروسة، أطعمينا المطنفسة -يعنون القطائف- وأنّها تُعَدُّ لهم، ويكرمون ويتبرّكون بما يفعلون.
وحدّثني شيخٌ بالقاهرة من أهل المغرب كان يخدم القاضي أبا سعيد ابن العارفي رحمه الله، أنّه كان ممّن يحمل هذا الرّأس في المغرب وهو صبيٌّ في ليلة عاشوراء، فرأى هذا من فرط المحبّة لأهل البيت عليهم السلام، وشدّة التفضيل لهم على الأنام. وقد سمعَ هذه الحكاية بعضُ المتعصبّين لهم، فتعجّب منها وأنكرَها، وقال: ما يستجيزُ مؤمنٌ أن يفعلَها، فقلت: أعجبُ منها حملُ رأسِ الحسينِ بنِ عليِّ بن أبي طالب عليهما السلام على رمحٍ عالٍ، وخلفَه زينُ العابدين عليه السلام، مغلولَ اليدين إلى عُنُقه، ونساؤه وحريمُه معه سبايا مهتّكاتٍ على أقتابِ الجمال، يُطاف بهم البلدان، ويُدخل بهم الأمصار التي أهلُها يُظهِرون الإقرارَ بالشّهادتين، ويقولون: إنّهم من المسلمين، وليس فيهم مُنكِر، ولا أحدٌ ينفر، ولم يزالوا بهم كذلك إلى دمشق، وفاعلو ذلك يُظهرون الإسلام، ويقرأون القرآن، ليس منهم إلّا من قد تكرّر سماعُه قولَ الله سبحانه: ﴿..قل لا أسألكم عليه أجراً إلّا المودّة في القُربى..﴾ الشورى:23، فهذا أعظمُ من حملِ رأسِ بقرة في بلدة واحدة».
(المصدر: ص 118).
وقد حدّثني بعضُ أهل مدينة «قسطنطينة» بالجزائر في الواحد والعشرين من محرّم عام 1433 هجريّة، أن الأيّام العشرة الأولى من محرّم، أيّام بهجة وسرور وتوزيع الحلويّات وأنواع الطيب، على غرار ما نقله «الكراجكي» عن «المغرب»، وعلى غرار المراسم الأمويّة التي ما تزال قائمة إلى الآن في الشام.
وقد قرأت في السنة الماضية -1432 هجريّة- عن احتفاليّات في المغرب ليلة عاشوراء، تُشبه مراسم «بابا نويل»، وقد انبرى كتّاب علمانيّون في المغرب للدّفاع عن هذا التراث المغربي على حدّ تعبيرِهم.


****

أوّل مجلس عزاء حسينيٍّ عام يقرأه سيّد النبيِّين!!

«قال ابن عباس: ثمّ رجع وهو متغيّر اللّون، محمّر الوجه فخطب خطبةً بليغة موجزة وعيناه يهملان دموعاً، ثمّ قال: أيّها الناس! إنّي قد خلّفت فيكم الثّقلين؛ كتاب الله وعترتي، وأرومتي ومراح مماتي وثمرتي، ولن يفترقا حتّى يرِدا عليّ الحوض، ألا وإنّي لا أسألكم في ذلك إلّا ما أمرني ربّي؛ أن أسألكم المودّة في القربى، فانظروا أن لا تلقوني غداً على الحوض وقد أبغضتُم عترتي وظلمتموهم. ألا وإنّه سيَرِد عليّ في القيامة ثلاث راياتٍ من هذه الأمّة، راية سوداء مُظلمة قد فزعت لها الملائكة، فتقف عليّ فأقول: مَن أنتم؟ فينسون ذكري ويقولون: نحن أهلُ التوحيد من العرب، فأقول: أنا أحمد نبيُّ العرب والعجم. فيقولون: نحن من أمّتك يا أحمد! فأقول لهم: كيف خلّفتموني من بعدي في أهلي وعترتي وكتاب ربّي؟ فيقولون: أمّا الكتاب فضيّعنا ومزّقنا، وأمّا عترتك فحرصنا على أن يندهم من حديد الأرض (نبيدهم من جديد) فأُوّلي عنهم وجهي، فيصدرون ظماء عطاشاً مسودّة وجوههم. ثمّ يرد عليّ راية أخرى أشدّ سواداً من الأولى فأقول لهم: مَن أنتم؟ فيقولون كما تقول الأُوَل، إنّهم من أهل التوحيد، نحن من أُمّتك، فأقول لهم: كيف خلّفتموني في الثّقلين الأصغر والأكبر، في كتاب الله وفي عترتي؟ فيقولون: أمّا الأكبر فخالفنا، وأما الأصغر فخذلنا ومزّقناهم كلّ ممزّق؛ فأقول إليكم عنّي! فيصدرون ظماء عطاشاً مسودّة وجوههم. ثمّ يرد عليّ راية أخرى تلمع نوراً، فأقول لهم: مَن أنتم؟ فيقولون: نحن كلمةُ التوحيد، نحن أُمّة محمّد ونحن بقيّة أهل الحقّ الذين حملنا كتاب ربّنا، فأَحلَلنا حلالَه وحرّمنا حرامه، وأحبَبنا ذريّة نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وآله فنصرناهم بما نصرنا به أنفسَنا، وقاتلنا معهم وقَتَلنا مَن ناواهم، فأقول لهم: أبشِروا! فأنا نبيّكم محمّد، ولقد كنتم في دار الدنيا كما وصفتم. ثمّ أسقيهم من حوضي فيصدرون مرويّين.
ألا وإنّ جبرئيل عليه السلام قد أخبرني بأنّ أمّتي تقتل ولدي الحسين بأرض كربٍ وبلاء، ألا فلعنةُ الله على قاتله وخاذله آخر الدهر. قال: ثمّ نزل [ من ] على المنبر، ولم يبقَ أحدٌ من المهاجرين والأنصار إلّا واستيقنَ أنّ الحسينَ مقتول..». (
موسوعة شهادة المعصومين، إصدار معهد باقر العلوم عليه السلام)


اخبار مرتبطة

  آلُ محمّد صلّى الله عليه وآله  بين الحُبِّ والنّصب

آلُ محمّد صلّى الله عليه وآله بين الحُبِّ والنّصب

  سببُ ازديادِ حُبِّ الدّنيا

سببُ ازديادِ حُبِّ الدّنيا

  دوريات

دوريات

منذ 0 ساعة

دوريات

نفحات