الفوضويّة - Anarchism

الفوضويّة - Anarchism

25/12/2011

الفوضويّة - Anarchism

الفوضويّة - Anarchism  
ــــ إعداد: عماد مرتضى ــــ 


 

«الفوضويّة» -ِAnarchism- مشتقّة من اليونانيّة وتعني «بدون سلطة»، وهي نظرة إجتماعيّة سياسيّة قائمة على الفرديّة، والذاتيّة، وداعية إلى إلغاء كلّ نوع من أنواع السلطة في المجتمع بغضِّ النظر عن الظروف التاريخيّة التي يمرّ فيها.

ترجع أصول الفوضويّة المعاصرة إلى بداية الثورة الفرنسيّة في عام 1789م، التي طوَّرت موقف التّحدي للنظريّة الإجتماعيّة والسياسيّة، وكانت تتحدَّى النظام الملكي الموجود وتقترح بديلاً له. كان للفوضويّين نشاط في حركة الطبقة العاملة التي نَمَت في أنحاء أوروبا في تلك الفترة، وتمكَّنوا من اكتساب دور قيادي في بعض الأماكن، ولكنَّ نشاطهم لم يكتمل.
ويمكننا أن نجد ظهوراً للحركة الفوضويّة في أنحاء أوروبا في الستينيّات من القرن التاسع عشر (1860م)، ومع بداية الحركة النقابيّة في فرنسا في أوائل القرن العشرين. وتبلورت أفكار الفوضويّة حول الموقف من الدولة والمؤسَّسات ومفهوم الحريّة، وتمثَّلت في مقاومة محوريّة الدولة التي تحمي أسلوب الإنتاج الكبير، والمطالبة بالحفاظ على الملكيّة الفردية الصغيرة ورفض كلّ صُوَر السلطة المنظَّمة، سواءً أكانت سياسيّة أم إجتماعيّة أم دينيّة؛ بحجَّة أنّها غير ضروريّة وغير مرغوب فيها، وتنكر الفوضويّة أنَّ رضا المحكومين هو الأساس الصالح للسلطة السياسيّة، وترى أنَّ السلطة الوحيدة الشرعيّة والأخلاقيّة هي التي يمنحها الناس لأنفسهم، وبالتالي لا يمكن إرغام أحد على عمل لا ينبع من إرادته المستقلّة؛ لأنَّ التشريع وصنْعَ القرار هما من حقوقه المطلقة. أي أنَّ «كلّ مواطن هو مشروع نفسه»؛ لهذا اتَّهمت الفوضويّة المؤسّسات بتهديد الحريّة الفرديّة، وطالبت بإزالتها لضمان الحرية الحقيقيّة للإنسان، وفتح الطريق أمام مجتمع جديد يقوم على الإرتباط التلقائي الحرّ بين المواطنين.
لذلك تبدو «الفوضويّة» أشدّ المفاهيم صعوبة في تحديدها، فهو مصطلح يصعب إيجاد تعريف مباشرٍ صريح له؛ وذلك لكونه مليىء بالتناقضات؛ فالتصوُّر السائد للفوضويّ لدى الواعي، هو عن شخص هدّام «تخريبي» مستعدّ لاستخدام العنف، ليوقِع «الفوضى» في النُّظم الإجتماعيّة دون أن يكون لديه أي بديل بنَّاء. ولكن على الجانب الآخر، ينكر معظم الفوضويِّين هذا التصوُّر تماماً مؤكِّدين أنّهم يهدفون لبناء مجتمع خالٍ من التشوُّهات التي خلقها المجتمع الحالي كالحروب والعنف والفقر.
والكثير من الفوضويّين يرفض العنف، أو يقرّ بأنّه إجراء دفاعي ضدّ ما يرونه من «عنف الدولة». حيث يرون أنَّ الدولة كيان إحتكاري، فهي تحتكر القوّة في أراضيها ولا تسمح بوجود منافس إلى جانبها. ويرون أنّها كيان إكراهي يحدّ من حريّة الناس ويقلِّلها لما هو أدنى بكثير ممّا يحتاجه التعايش الإجتماعي، فهي تُصدر قوانين مقيّدة لا لصالح المجتمع، بل لحمايتها. كما يرون إلى الدولة على أنَّها كيان تأديبي أو عقابي، فهي توقع عقوبات شديدة على هؤلاء الذين يخرقون قوانينها، سواء أكانت هذه القوانين عادلة أم لا. والفوضويّون ليسوا بالضرورة ضدّ هذه العقوبات، ولكنّهم ضدّ أشكال وأحجام العقوبات التي تصدر عن الدولة. وكذلك يرون الدولة كَكيان إستغلالي، فهي تستخدم قوّتها في فرض الضرائب والتنظيم الإقتصادي، لتمويل الموارد من مراكز الثروة إلى خزانتها.
وأخيراً، فهم يعتبرون الدولة تنظيم هدّام؛ إذ تجنّد رعاياها أو مواطنيها في حروب سببها الوحيد حماية الدولة نفسها.

اخبار مرتبطة

  آلُ محمّد صلّى الله عليه وآله  بين الحُبِّ والنّصب

آلُ محمّد صلّى الله عليه وآله بين الحُبِّ والنّصب

  سببُ ازديادِ حُبِّ الدّنيا

سببُ ازديادِ حُبِّ الدّنيا

  دوريات

دوريات

25/12/2011

دوريات

نفحات