إستهلال

إستهلال

23/01/2012

إستهلال

إستهلال..

من أجلِك أَضعُ البطحاءَ وأرفعُ السّماء
أنت المُختار، وعندك مستودَع الأنوار

قال أمير المؤمنين عليٌّ عليه السلام: «فنحن نور السماوات والأرض وسُفُن النجاة» وقد قال ذلك في خطبةٍ خطبها في مدح النبيّ صلّى الله عليه وآله، رواها سبط ابن الجوزي بسنده إلى الحسين بن علي عليهما السلام قال: «خطب أبي أمير المؤمنين يوماً بجامع الكوفة خطبةً بليغة في مدح رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال بعد حمدِ الله:

 لمّا أراد أن يُنشئ المخلوقات ويبتدع الموجوداتِ أقامَ الخلائق في صورةٍ قبل دَحْوِ الأرض ورفع السماوات، ثمّ أفاض نوراً من نور عزِّه فلمعَ قبسٌ من ضيائه وسطع، ثمّ اجتمع في تلك الصورة وفيها هيئة نبيّنا صلّى الله عليه وآله فقال له الله تعالى:

أنت المختار، وعندك مستودَع الأنوار، وأنت المصطفى المنتخب الرِّضا المنتجب المرتضى، من أجلك أضع البطحاء وأرفع السماء وأُجري الماء وأجعل الثواب والعقاب والجنّة والنار.

وأنصب أهل بيتك عَلَماً للهداية وأُودعُ أسرارهم في سرِّي، بحيث لا يشكل عليهم دقيق ولا يغيب عنهم خفيّ، وأجعلهم حُجَّتي على بريَّتي، والمنبِّهين على قدْري، والمطَّلعين على أسرار خَزائني.
ثمّ أخذ الحقُّ سبحانه عليهم الشهادة بالربوبيّة والإقرار بالوحدانية وأنَّ الإمامة فيهم، والنُّور معهم، ثمّ إنّ الله أخفى الخليفة في غيبه، وغيَّبها في مكنون علمه، ونصب العوالم وموج الماء وأثار الزَّبدَ وأهاج الدخان، فطفا عرشُه على الماء.

ثمّ أنشأ الملائكة من أنوارٍ أبدعها، وأنواعٍ اخترعها، ثمّ خلق الأرض وما فيها. ثمّ قرنَ بتوحيده نبوّة نبيِّه محمّد صلّى الله عليه وآله وصفيِّه، وشهدت السماواتُ والأرض والملائكة والعرش والكرسيّ والشمس والقمر والنجوم وما في الأرض له بالنَّبوة، فلمّا خلق آدم أبان للملائكة فضلَه وأراهم ما خصَّه به من سابق العلم، وجعله محراباً وقِبلةً لهم، وسجدوا له.

 ثمّ بيَّن لآدم حقيقة ذلك النُّور، ومكنون ذلك السرّ، فلمّا حانت أيّامه أودعه شِيثاً، ولم يزل يُنقل من الأصلاب الفاخرة إلى الأرحام الطاهرة، إلى أن وصل عبدَ المطّلب ثمّ إلى عبد الله ثمّ إلى نبيّه صلّى الله عليه وآله، فدعا النّاس ظاهراً وباطناً، ونَدَبَهم سرّاً وعلانية، واستدعى الفهوم إلى القيام بحقوق ذلك السرّ المودَع في الذرّ قبل النسل، فمَن وافقه قبسٌ من لمحات ذلك النّور، واهتدى إلى السرّ وانتهى إلى العهد المودَع، ومَن غمرته الغفلة وشغلته المحنة فاستحقّ البُعد.

ثمّ لم يزل ذلك النور ينتقل فينا ويتشعشعُ في غرائزنا، فنحن أنوار السماوات والأرض وسُفن النجاة، وفينا مكنون العلم وإلينا مصير الأمور، وبمهديِّنا تُقطَع الحُجج، خاتمةُ الأئمة، ومُنقذ الأُمَّة، ومنتهى النُّور، فلْيَهْنَ مَن استمسك بعروتنا، وحُشر على محبّتنا.
(السيد حامد النقوي، خلاصة عبقات الأنوار: ج 4، ص 200؛ وانظر: الميرجهاني، مصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة): ج 1، ص 62 – 65)

اخبار مرتبطة

  بين الحسين عليه السلام ويزيد

بين الحسين عليه السلام ويزيد

  الغنيّ، هو المتَّصل بالله تعالى المنقطعُ إليه

الغنيّ، هو المتَّصل بالله تعالى المنقطعُ إليه

  دوريات

دوريات

24/01/2012

دوريات

نفحات