يذكرون

يذكرون

منذ 3 أيام

أنواعُ الذِّكر


 

ذِكرُ العقل التّعظيمُ والحياء
أنواعُ الذِّكر
______إعداد: عبدالله النابلسي______


قِيل للإمام الصّادق عليه السلام: «إنَّ من سعادة المرء خِفّةُ عارضَيه [جانِبا اللّحية]، فقال: وما في هذا من السّعادة؟! إنّما السَّعادة خفّة ماضِغَيْه [الحَنَكان] بالتّسبيح».
نقل العلّامة المجلسي في (بحار الأنوار) عن (النهاية) للشيخ الطّوسي رضوان الله عليهما، كلاماً حول الذّكر اللّساني والقلبي، وأنّ هذا الأخير على نوعين، ويرجح على الأوّل، بل يرجح الجمع بين نوعَيه وبين الذّكر اللّساني.
ولمزيد توضيح ما ذكرَه الشيخ الطّوسي، تمّ تصديرُ كلامه بالرّواية التي أوردها الشيخ الصّدوق قدّس سرّه في (الخِصال) عن الذِّكر وأنّه مقسومٌ على سبعة أعضاء.


قال الشيخ الصّدوق رضوان الله عليه في (الخِصال): عن المعصوم عليه السلام: «الذِّكرُ مقسومٌ على سبعة أعضاء: اللّسان، والرُّوح، والنّفس، والعقل، والمعرفة، والسِّرّ، والقلب ".." فَذِكرُ اللّسان الحمدُ والثّناء، وذكرُ النّفس الجهدُ والعَناء، وذِكرُ الرُّوح الخوف والرَّجا، وذكرُ القلب الصِّدق والصَّفا، وذكرُ العقل التّعظيمُ والحياء، وذكرُ المعرفة التّسليمُ والرّضا، وذكرُ السِّرّ على رؤية اللّقا».


***


وقال الشيخ الطوسي في (النهاية): واعلم أنَّ الذِّكر ثلاثةُ أنواع:
الأوّل: ذِكرٌ باللّسان.
الثاني: ذِكرٌ بالقلب. [وهو على وجهَين]

والأوّل يحصل بتلاوة القرآن، والأدعية، وذِكرِ أسماء الله وصفاته سبحانه، ودلائل التّوحيد
والنّبوّة والإمامة والعدل والمعاد، والمواعظ والنّصايح، وذكر صفات الأئمّة عليهم السلام
وفضائلهم ومناقبهم. فإنّه رُوي عنهم عليهم السلام: «إذا ذُكِرنا ذُكِر الله، وإذا ذُكِر أعداؤنا ذُكِر الشّيطان». وبالجملة [يُعَدُّ من الذِّكر] كلُّ ما يصير سبباً لذِكره تعالى، حتّى المسائل الفقهيّة والأخبار المأثورة عنهم عليهم السلام .

والثاني نوعان: أحدُهما التّفكُّر في دلائل جميع ما ذُكِر، وتذكُّرها وتذكُّر نِعَمِ الله تعالى وآلائه، والتّفكر في فناء الدُّنيا وترجيح الآخرة عليها، وأمثال ذلك.
والآخَر: تذكُّرُ عقوبات الآخرة ومثوباتها عند عروض شيءٍ أمرَ الله به أو نهى عنه، فيصير سبباً لارتكاب الأوامر والإرتداع عن النّواهي .

وقالوا: الثّالث من الأقسام الثلاثة [أي تذكّر العقوبات والمَثوبات] أفضلُ من الأوَّلَين.
ومِن غير الإماميّة مَن فضَّل الأوَّل على الثّالث، مستنداً بأنَّ في الأوّل زيادةَ عمل الجوارح، وزيادةُ العمل تقتضي زيادة الأجر. اهـ.
والحقّ أنَّ الأوّل إذا انضمَّ إلى أحد الأخيرَين كان المجموع أفضل من كلٍّ منهما بانفراده، إلّا إذا كان الذِّكر القلبي بدون الذِّكر اللّساني أكملَ في الإخلاص وسائر الجهات، فيُمكِن أن يكون بهذه الجهة أفضل من المجموع.
وأمّا الذِّكر اللّساني بدون الذِّكر القلبي، كما هو الشّايع عند أكثر الخلق أنّهم يذكرون الله باللّسان على سبيل العادة مع غفلتهم عنه، وشغلِ قلبهم بما يُلهي عن الله، فهذا الذِّكر لو كان له ثوابٌ لكانت له درجةٌ نازلةٌ من الثّواب؛ ولا رَيب أنَّ الذِّكر القلبي فقط أفضل منه.
وكذا المواعظ والنّصائح التي يذكرها الوعَّاظ رئاءً مِن غَير تأثُّر قلبِهم به، فهذا أيضاً لو لم يكن صاحبُه مُعاقَباً فليس بِمُثاب. وأمّا التَّرجيح بين الثّاني والثّالث فمُشكِل، مع أنَّ لكلٍّ منها أفراداً كثيرة لا يُمكن تفصيلُها وترجيحُها  .ثمَّ إنَّ غير الإماميّة اختلفوا في أنَّ الذِّكر القلبي هل تعرفُه الملائكة وتكتبه أم لا؟
فقِيل بالأوّل، لأنَّ الله تعالى يجعل له علامة تعرفُه الملائكة بها.
وقيل بالثّاني: لأنّهم لا يطَّلعون عليها .


اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

منذ يومين

  كتب أجنبية

كتب أجنبية

منذ يومين

كتب أجنبية

نفحات