تصميم دروس عاشورائية - 4

تصميم دروس عاشورائية - 4

28/01/2006

حول علم الإمام ومواضيع أخرى

حول علم الإمام ومواضيع أخرى

* علم الإمام : المستوى الثاني:

قال الله تعالى في محكم كتابه المجيد:

* وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُّه بكلمات فأتمهن، قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين [ البقرة 124 ] *

من بين المحاور التي تؤكدها الآية الكريمة:

وجود أئمة معصومين من ذرية نبي الله إبراهيم على نبينا وآله وعليه السلام، والمراد بهم بشكل خاص الأئمة من عترة رسول الله صلى الله عليه وآله.

*روي عن الإمام الرضا عليه السلام: "... إن الإمامة خص الله عز وجل بها إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة وفضيلة شرفه بها وأشاد بها ذكره فقال : * ( إني جاعلك للناس إماما ) * فقال الخليل ( عليه السلام ) سروراً بها : * ( ومن ذريتي ) * قال الله تبارك وتعالى : * ( لا ينال عهدي الظالمين ) * فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة وصارت في الصفوة ، ثم أكرمها الله تعالى بأن جعلها في ذريته أهل الصفوة والطهارة فقال : * ( ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين * وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين ) * فلم تزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرناً فقرناً حتى ورَّثها الله تعالى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال جل وتعالى : * ( إن أَوْلى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين ) * فكانت له خاصة فقلدها ( صلى الله عليه وآله ) علياً ( عليه السلام ) بأمر الله تعالى على رسم ما فرض الله، فصارت في ذريته الأصفياء الذين آتاهم الله العلم والإيمان "..." إن الإمامة هي منزلة الأنبياء وإرث الأوصياء، إن الإمامة خلافة الله وخلافة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ومقام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وميراث الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ان الإمامة زمام الدين، ونظام المسلمين، وصلاح الدنيا وعز المؤمنين، إن الإمامة أُسُّ الإسلام النامي وفرعه السامي " بالإمام تمام الصلاة والزكاة والصيام الحج والجهاد وتوفير الفئ والصدقات وإمضاء الحدود والأحكام ومنع الثغور والأطراف ، الإمام يحل حلال الله ويحرم حرام الله ويقيم حدود الله، ويذب عن دين الله ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة والحجة البالغة ".[1]

* علم الإمام:

من الطبيعي أن يكون الإمام - على الأقل- عالماً بكل مايحتاج إليه في تصديه للإمامة، فههو حجة الله تعالى على خلقه ولايمكن أن ينصبه الله تعالى حجة من قبله على الخلق، ولايمكنه من العلم بكل ماتستدعيه شؤون هذه المهمة الإلهية.

روايتان:

1- كان المفضل عند أبي عبد الله عليه السلام فقال له المفضل : جعلت فداك يفرض الله طاعة عبد على العباد ويحجب عنه خبر السماء ؟ قال : لا ، الله أكرم وأرحم وأرأف بعباده من أن يفرض طاعة عبد على العباد ثم يحجب عنه خبر السماء صباحا ومساء .[2]

2- قال الراوي : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول - وعنده اناس من أصحابه - : عجبت من قوم يتولونا ويجعلونا أئمة ويصفون أن طاعتنا مفترضة عليهم كطاعة رسول الله صلى الله عليه وآله ثم يكسرون حجتهم ويخصمون أنفسهم بضعف قلوبهم ، فينقصونا حقنا ويعيبون ذلك على من أعطاه الله برهان حق معرفتنا والتسليم لامرنا، أترون أن الله تبارك وتعالى افترض طاعة أوليائه على عباده ، ثم يخفي عنهم أخبار السماوات والارض ويقطع عنهم مواد العلم فيما يرد عليهم مما فيه قوام دينهم ؟....."[3]

طالما تحدث رسول الله صلى الله عليه وآله عن شهادة الإمام الحسين عليه السلام، وطالما حدثته الملائكة بذلك:

في مايلي حديثان، الأول عن شهادة مسلم بن عقيل في نصرة الإمام الحسين عليه السلام، والثاني عن حديث الملَك فطرس في مجلس المصطفى الحبيب.

أ- عن ابن عباس ، قال : قال علي ( عليه السلام ) لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا رسول الله ، إنك لتحب عقيلا ؟ قال : إي والله إني لاحبه حبين : حبا له ، وحبا لحب أبي طالب له ، وإن ولده لمقتول في محبة ولدك ، فتدمع عليه عيون المؤمنين ، وتصلي عليه الملائكة المقربون . ثم بكى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى جرت دموعه على صدره ، ثم قال : إلى الله أشكو ما تلقى عترتي من بعدي[4]

حديث فطرس:

* علم الملائكة بقتل الحسين ( عليه السلام ) [ 165 ] 1 - حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز الكوفي ، قال : حدثني خالي محمد بن الحسين بن ابي الخطاب ، قال : حدثني موسى بن سعدان الحناط ، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي ، عن ابراهيم بن شعيب الميثمي ، قال : سمعت ابا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : ان الحسين بن علي ( عليهما السلام ) لما ولد امر الله عز وجل جبرئيل ( عليه السلام ) ان يهبط في الف من الملائكة فيهنئ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من الله ومن جبرئيل ( عليه السلام ) ، قال : وكان مهبط جبرئيل ( عليه السلام ) على جزيرة في البحر ، فيها ملك يقال له : فطرس ، كان من الحملة ، فبعث في شي فأبطا فيه ، فكسر جناحه والقي في تلك الجزيرة يعبد الله فيها ستمائة عام حتى ولد الحسين ( عليه السلام ) ، فقال الملك لجبرئيل ( عليه السلام ) : أين تريد . قال : ان الله تعالى انعم على محمد ( صلى الله عليه وآله ) بنعمة فبعثت اهنيه من الله ومني ، فقال : يا جبرئيل احملني معك لعل محمدا ( صلى الله عليه وآله ) يدعو الله لي . قال : فحمله ، فلما دخل جبرئيل على النبي ( صلى الله عليه وآله ) وهنأه من الله وهنأه منه و أخبره بحال فطرس ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا جبرئيل ادخله . فلما أدخله أخبر فطرس النبي ( صلى الله عليه وآله ) بحاله ، فدعا له النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقال له : تمسح بهذا المولود وعد الى مكانك . قال : فتمسح فطرس بالحسين ( عليه السلام ) وارتفع ، وقال : يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) اما ان امتك ستقتله وله علي مكافاة ان لا يزوره زائر الا بلغته عنه، ولا يسلم عليه مسلم الا بلغته سلامه، ولا يصلي عليه مصل الا بلغته عليه صلاته، قال : ثم ارتفع.[5]

* طالما تحدث أمير المؤمنين عليه السلام عن شهادة الحسين عليه السلام:

جاء في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:

1- " عن هرثمة بن سليم، قال: غزونا مع على عليه السلام صفين ، فلما نزل بكربلاء صلى بنا ، فلما سلم رفع إليه من تربتها فشمها ، ثم قال : واها لك يا تربة! ليحشرن منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب . قال : فلما رجع هرثمة من غزاته إلى امرأته جرداء بنت سمير - وكانت من شيعة على عليه السلام - حدثها هرثمة في ما حدَّث ، فقال لها : ألا أعجبك من صديقك أبى حسن !قال : لما نزلنا كربلاء، وقد أخذ حفنة من تربتها فشمها ، وقال : ( واها لك أيتها التربة ! ليحشرن منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب ) : وما علمه بالغيب ؟ فقالت المرأة له : دعنا منك أيها الرجل ، فإن أمير المؤمنين عليه السلام لم يقل إلا حقا . قال : فلما بعث عبيد الله بن زياد البعث الذى بعثه إلى الحسين عليه السلام ، كنت في الخيل التى بعث إليهم ، فلما انتهيت إلى الحسين عليه السلام وأصحابه ، عرفت المنزل الذى نزلنا فيه مع على عليه السلام ، والبقعة التى رفع إليه من تربتها والقول الذى قاله ، فكرهت مسيرى ، فأقبلت على فرسى حتى وقفت على الحسين عليه السلام فسلمت عليه ، وحدثته بالذى سمعت من أبيه في هذا المنزل ، فقال الحسين : أ معنا أم علينا ؟ فقلت : يا بن رسول الله ، لا معك ولا عليك ، تركت ولدى وعيالي أخاف عليهم من ابن زياد ، فقال الحسين عليه السلام : فول هربا حتى لا ترى مقتلنا ، فو الذى نفس حسين بيده لا يرى اليوم مقتلنا أحد ثم لا يعيننا إلا دخل النار . قال : فأقبلت في الارض أشتد هربا ، حتى خفى على مقتلهم .[6]


2- جاء عروة البارقى إلى سعد بن وهب، فسأله فقال : حديث حدثتناه عن على بن أبى طالب ، قال : نعم بعثنى مِخْنَفُ بن سُلَيْم إلى علي عند توجهه إلى صفين ، فأتيته بكربلاء ، فوجدته يشير بيده، ويقول : هاهنا ، هاهنا ! فقال له رجل : وما ذاك يا أمير المؤمنين ؟ فقال : ثِقْل لآل محمد ينزل هاهنا ، فويل لهم منكم ، وويل لكم منهم ! فقال له الرجل : ما معنى هذا الكلام يا أمير المؤمنين ؟ قال : ويل لهم منكم تقتلونهم ، وويل لكم منهم يدخلكم الله بقتلهم النار.

* وقد روى ".." أنه عليه السلام قال : ( فويل لكم منهم ، وويل لكم عليهم ) ، فقال الرجل أما ( ويل لنا منهم ) ، فقد عرفناه ، فويل لنا عليهم ، ما معناه ! فقال : ترونهم يقتلون لا تستطيعون نصرتهم .

3- عن الحسن بن كُثير ، عن أبيه ، أن عليا عليه السلام أتى كربلاء ، فوقف بها ، فقيل له : يا أمير المؤمنين ، هذه كربلاء ، فقال : ( ذات كرب وبلاء ) ، ثم أومأ بيده إلى مكان ، فقال : هاهنا موضع رحالهم ، ومناخ ركابهم ، ثم أومأ بيده إلى مكان آخر ، فقال : هاهنا مهراق دمائهم.."[7]

· وهل يبقى مجال للسؤال هل كان الإمام الحسين عليه السلام يعلم باستشهاده؟

· كان عليه السلام يعلم ذلك علم اليقين، ولكن يزيد لعنه الله كان مصمما على إحدى اثنتين هما التي ركز بينهما الدعي ابن الدعي ابن زياد: إما أن يبايعه الإمام، أو القتل، ولم يجد الإمام بداً من المواجهة والشهادة، لأنه لايمكن أن يمنح لنظام يزيد أدنى تنازل.

· لم أدر أين رجال المسلمين مضوا وكيف صار يزيد بينهم ملِكا

· قد أصبح الدين منه يشتكي سقما وما إلى أحد غير الحسن شكا

· فما رأى السبط للدين الحني شِفاً إلا إذا دمه في كربلا سُفِكا

· إصراره على التوجه إلى الكوفة، رغم معرفته بما يجري فيها وقد تقدم حديث رسول الله صلى الله عليه وآله عن شهادة مسلم بن عقيل.

· موقف ابن عباس موقف ابن الحنفية الناصحون في مكة

· في الطريق ... والطرماح

يتم التركيز على كلماته عليه السلام الكاشفة عن علمه بالنتائج.


على أبواب الخروج من مكة:

. ومن كلامه عليه السلام لما عزم على الخروج إلى العراق قام خطيبا فقال الحمد لله وما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله صلى الله على رسوله وسلم خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف وخير لى مصرع أنا لاقيه كأنى بأوصالي يتقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء فيملأن منى أكراشا جوفا وأجربة سغبا لا محيص عن يوم خط بالقلم رضى الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين لن يشذ عن رسول الله صلى الله عليه وآله لحمته وهى مجموعة له في حظيرة القدس تقر بهم عينه ويتنجز لهم وعده من كان فينا باذلا مهجته وموطنا على لقاء الله نفسه فليرحل فانى راحل مصبحا إن شاء الله

في الطريق:

وقال الفرزدق لقيني الحسين عليه السلام في منصرفي من الكوفة فقال ما وراك يا أبا فراس قلت أصدقك قال عليه السلام الصدق أريد قلت أما القلوب فمعك وأما السيوف فمع بنى أمية والنصر من عند الله قال ما أراك إلا صدقت الناس عبيد المال والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت به معايشهم فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون

في كربلاء:

ولما نزل به عمر بن سعد لعنه الله وأيقن أنهم قاتلوه قام في أصحابه خطيبا وأثنى عليه وقال إنه قد نزل بنا من الأمر ما ترون وان الدنيا قد تغيرت وتنكرت و أدبر معروفها واستمرت حذاء حتى لم يبق منها إلا صبابة كصبابة الأناء وخسيس عيش كالكلاء الوبيل ألا ترون أن الحق لا يعمل به والباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء ربه فانى لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما

الربط بالمصيبة:

قام الحسين بن على عليهما السلام حين أتاه الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:

أما بعد أيها الناس أنسبوني فانظروا من أنا، ثم ارجعوا إلى أنفسكم فعاتبوها، فانظروا هل يحل لكم سفك دمي وانتهاك حرمتي؟

ألست ابن بنت نبيكم صلى الله عليه وآله وابن ابن عمه وابن أولى المؤمنين بالله؟

أو ليس حمزة سيد الشهداء عمي؟

أو لم يبلغكم قول رسول الله صلى الله عليه وآله مستفيضا فيكم لى ولأخي إنا سيدا شباب أهل الجنه أفما في هذا حاجز لكم عن سفك دمى وانتهاك حرمتي؟

قالوا ما نعرف شيئا مما تقول

فقال أن فيكم من لو سألتموه لأخبركم أنه سمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله في وفي أخى سلوا زيد بن ثابت والبراء بن عازب وأنس بن مالك يحدثكم أنه سمع هذا القول من رسول الله صلى الله عليه وآله في وفي أخي فان كنتم تشكون في ذلك أتشكون في أنى ابن بنت نبيكم صلى الله عليه وآله فو الله ما تعمدت الكذب منذ عرفت أن الله يمقت على الكذب أهله ويضر(بمن) اختلقه، فو الله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبى غيرى منكم ولا من غيركم ثم إنى أنا ابن بنت نبيكم صلى الله عليه وآله خاصة دون غيرى.

خبروني هل تطلبونني بقتيل منكم قتلته أو بمال استهلكته أو بقصاص من جراحة [8]".." فأخذوا لا يكلمونه ، فنادى : ( يا شبث بن ربعي ، يا حجار بن أبجر ، يا قيس بن الاشعث ، يا يزيد بن الحارث ، ألم تكتبوا إلي أن قد أينعت الثمار واخضر الجناب ، وإنما تقدم على جند لك مجند ؟ ! " فقال له قيس بن الاشعث : ما ندري ما تقول ، ولكن انزل على حكم بني عمك ، فإنهم لن يروك إلا ما تحب فقال له الحسين " لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ، ولا أفر فرار العبيد " . ثم نادى : " يا عباد الله ، إني عذت بربي وربكم أن ترجمون ، أعوذ بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب ".[9]

فلهفي لمولاي الحسين وقد غدا وحيداً فريداً في وطيس الملاحم

يرى قومه صرعى وينظر نسوة تجلببن جلباب البكا والمآتم الخ


علم الإمام: المستوى الثالث:

قال الله تعالى في محكم كتابه المجيد:

وإنه لذو علم لما علمناه ولكن أكثر الناس لا يعلمون [ يوسف 68 ] *

هل كان الإمام الحسين عليه السلام يعلم بتخاذل أهل الكوفة، وأن توجهه إلى العراق يعني الشهادة؟

سؤال لابد من الوقوف عنده، خاصة وأن له أبعاداً عقائدية هامة.

والصلة قائمة بين علم المعصوم وبين ولايته، حيث لابد له في مقام إعمال ولايته من علم خاص يناسب مهمته.

ينبغي التنبه إلى أن لعلم المعصوم الذي لاينفصل عن ولايته، مصادر متعددة، كما هو صريح القرآن الكريم، وأهمها:

> المدد الإلهي المباشر، أو مايصطلح عليه بالعلم اللدني: * فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما [ الكهف 65 ] * قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا [ الكهف 66 ] * قال إنك لن تستطيع معي صبرا [ الكهف 67 ] *

> الوحي: وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه.." الأنبياء 25

ومن الواضح في ضوء القرآن الكريم أن الملائكة يوصلون إلى عباد الله الصالحين ماينبغي وصوله إليهم، فإذا استقام المؤمن تتنزل عليه الملائكة: إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة.

وللمعصومين شأن خاص في هذا المجال، لايصل إليه غيرهم.

> مواسم عطاء إلهي خاص في ليلة الجمعة أو ليلة القدر وشبههما فقد ورد في الروايات أن الأئمة يزدادون علماً في ليلة الجمعة وفي ليلة القدر.[10]

ويمكن إدراج عناوين أخرى في هذا السياق على تفصيل فيها ، ويجمعها:

> تسخير الجن والإنس والطير والريح وكل ماخلق الله تعالى للإنسان، في طاعة المعصوم، مما يتيح له إعمال ولايته والحصول على مايريد بإذن الله تعالى.

* خير ما يوضح ذلك ماورد في القرآن الكريم حول نبي الله سليمان على نبينا وآله وعليه السلام.

قال تعالى:

ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين [ النمل 15 ] * وورث سليمان داود وقال يا أيها الناس عُلمنا منطق الطير وأوتينا من كل شئ إن هذا لهو الفضل المبين [ النمل 16 ] * وحشر لسليمان جنوده من الجن والانس والطير فهم يوزعون [ النمل 17 ] * حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون [ النمل 18 ] * فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين [ النمل 19 ] * وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين [ النمل 20 ] * لأعذبنه عذاباً شديداً أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين [ النمل 21 ] * فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين [ النمل 22 ] * إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شئ ولها عرش عظيم [ النمل 23 ] * وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون [ النمل 24 ] * ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخب ء في السماوات والارض ويعلم ما تخفون وما تعلنون [ النمل 25 ] * الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم [ النمل 26 ] * قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين [ النمل 27 ] * اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون [ النمل 28 ] *


· تفسير الآيات بوضوح دون إطالة:

· يُوزَعون: الوزع الكف، والحبس، أي أن الجن والطير والإنس تحت سيطرة سليمان عليه السلام، يحكمهم قانونه، ويلتزمون بأوامره، فيوزعون، بمعنى: يُضبطون، أو: يَنضبطون.

· النمل: فكرة موجزة في حدود مافي الآيات.

· الطير: فكرة عامة، ثم: الهدهد: قام بمهمتين: مهمة استطلاع، رفع على أساسها تقريره كأي ضابط أمني متمرس. لم يبهره التقدم التقني، عن فساد العقيدة، ولا منعه فساد العقيدة من تسجيل تقدمهم المادي.

· والمهمة الثانية: إيصال الكتاب، ورصد النتائج.

· الجن: توضيح ما كان يقدمه الجن والريح والجبال من خدمات في طاعة المعصوم هذه الآيات الكريمة:

اخبار مرتبطة

نفحات