يذكرون

يذكرون

منذ 5 أيام

تلازم العِلم والعمل
إعداد: عبد الله النابلسي


السّعادة في ترك الذّنب
تلازم العِلم والعمل
____إعداد: عبد الله النابلسي____


«من الواضحات أنّ ترك المعصية في الإعتقاد والعمل يغني عن غيره، فغيره يحتاجه، بينما هو لا يحتاج إلى غيره، بل هو مولِّدٌ للحسنات ودافعٌ للسيّئات».
كلمات لشيخ الفقهاء العارفين الشيخ محمّد تقي بهجت قدّس سرّه، ألقاها في جمعٍ طلب منه الموعظة، تقدّمها «شعائر» لقرّائها الكرام.

قلتُ مراراً وأكرِّر الآن: إنَّ مَن يعلم بأنَّ كلّ مَن يَذكر الله تعالى فالله جليسُه، لا يحتاج إلى أيّة موعظة؛ إذ إنّه يعلم ما الذي يجب عليه فعله أو تركه، ويعلم أنّ عليه أن يأتي بما يعلمه، ويحتاط في ما لا يعلمه.


 حول العِلم والعمل

ثمّة جماعة يتعاملون مع الوعظ والخطابة والإرشاد -والتي هي مقدّمة للأمور العمليّة المناسبة- معاملة ذي المقدّمة. وكأنّ المطلوب أن يتكلّموا ويسمعوا لمجرَّد أن يتكلّموا ويسمعوا، وهذا اشتباه. إنَّ التّعليم والتعلُّم إنّما يكون مناسباً لأجل العمل، ولا استقلاليّة لهما.
وقد قالوا عليهم السلام لإفادة هذا المطلب والحثّ عليه: «كونوا دعاةً لنا بغير ألسنتكم»؛ تكلّموا من خلال العمل، وتعلّموا من العمل، وليكُن سماعكم بالعمل.
يطلب منّا البعض الدّعاء، فنسأل لأيّ شيء؟ فيبيِّنون العلّة، فنشرح لهم الدّواء، وبدلاً من أداء الشّكر واستعماله، يقولون ثانية: أدعوا لنا، وبعيداً عمّا نقوله وما يريدون فإنّهم يخلطون شرطيّة الدّعاء مع نفسيّته.
إنّنا لا نخرج عن عهدة التّكليف، بل علينا تحصيل النّتيجة بواسطة العمل، ومن المحال أن يكون العمل بلا نتيجة، أو تحصل النّتيجة من غير العمل، ليس الأمر كذلك.
جعلنا الله من أهل العمل، لا مجرّد قوّالين، فلا نُقدِم على حركة عمليّة من دون علم، ولا نتوقّف مع العلم.
لِنقم بأداء ما نعرفه، ولنتوقّف ونحتاط في ما لا نعرفه، إلى أن يحصل لنا العلم به، ومن المقطوع به أن لا ندم في هذا النّهج.

 إذا كان لا بدَّ من موعظة

* أُنظروا إلى أعمال مَن لديكم اعتقاد حسَن بهم، فما يأتون به عن اختيار فعليكم بإتيانه، وما يتركونه عن اختيار فعليكم بتركه، وهذا من أفضل السُّبُل للوصول للمقاصد العالية، والمواعظ العمليّة أرقى وأشدّ تأثيراً من المواعظ القوليّة.
* من الأمور الواضحة أنّ قراءة القرآن في كلّ يوم، والأدعية المناسبة للأوقات والأمكنة، في التّعقيبات وغيرها، وكثرة التّردُّد إلى المساجد والمشاهد المشرَّفة، وزيارة العلماء والصُّلحاء ومجالستهم، ممّا يرضاه الله ورسوله صلّى الله عليه وآله. كما يجب مراقبة ازدياد البصيرة والأنس بالعبادة والتّلاوة والآيات يوماً بيوم.
* وعلى العكس من ذلك، فإنّ كثرة مجالسة أهل الغفلة تزيد من قساوة القلب وظُلمته، ومن النّفور من العبادات والزّيارات، ولذا نجد أنَّ الأحوال الحسنة الحاصلة من العبادات والزّيارات وأنحاء التّلاوة تتبدّل بسبب مجالسة ضعفاء الإيمان إلى سوء الحال والنّقصان. فمجالسة ضعفاء الإيمان في غير صورة الإضطرار، أو من دون قصد هدايتهم تسبِّب فقدان الملَكات الحسنة للمرء، بل إنّه يكتسب أخلاقهم الفاسدة.
* من الواضحات أنّ ترك المعصية في الإعتقاد والعمل يغني عن غيره، فغيره يحتاجه، بينما هو لا يحتاج إلى غيره، بل هو مولِّد للحسنات ودافعٌ للسيّئات.
* يظنّ البعض أنّهم قد اجتازوا مرحلة ترك المعصية، غافلين عن أنَّ المعصية لا تختصّ بالكبائر المعروفة، بل الإصرار على الصّغائر أيضاً كبيرة، فالنّظرة الحادّة إلى المؤمن لإخافته إيذاءٌ محرَّم، كما أنّ الإبتسام للعاصي لتشجيعه إعانة على المعصية.
نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يوفّقنا للعزم الرّاسخ الثّابت الدّائم على ترك المعصية، فإنّه مفتاح سعادة الدّنيا والآخرة.


 

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

منذ 4 أيام

إعداد شعائر

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

منذ 4 أيام

إعداد شعائر

نفحات