أيها العزيز

أيها العزيز

20/05/2012

نجاة البشريّة، بالإسلام

نجاة البشريّة، بالإسلام


نعمةُ بعثة النّبيّ الأعظم على البشريّة، أعظم النِّعم الإلهيّة على مرِّ التّاريخ.
إنّ يوم المبعث هو أسمى وأعظم أيّام السنة كلّها وأكثرها بركةً. يجب تقدير ذكرى هذا اليوم وتظهيرعَظَمة البعثة.
يقول أمير المؤمنين عليه السلام: «أَرسله على حين فترةٍ من الرُّسل، وطولِ هجعةٍ من الأُمم». «".." والدُّنيا كاسفةُ النّور ظاهرة الغرور»، كانت الدّنيا مظلمة والمعنويّات فيها ضامرة والنّاس يسيرون في متاهات الجهالة والضَّلالة والغرور. في مثل تلك الظُّروف أَرسل اللهُ تعالى النبيَّ صلّى الله عليه وآله.
لقد أعدّ الله تعالى النّبيّ المكرّم، من أجل مثل هذه الحركة العظيمة على مرّ تاريخ البشريّة. لهذا تمكّن وعبر 23 سنة أن يوجِد تيّاراً استطاع أن يتفوّق على جميع الموانع والمشكلات، ويتقدّم بالتّاريخ إلى يومنا هذا. 23 سنة زمنٌ قصير. وفيها 13 سنة من الجهاد في غربة.
هيّأ الله تعالى ظروفاً تمكّن النبيّ معها من الهجرة إلى المدينة ليوجِد هذا النّظام وهذا المجتمع، وليخطّط لهذه المدنيّة. وكلّ المدّة التي تطلّبت من النّبيّ الأكرم إشادة هذا النّظام الجديد وبناءه وتهيئَته والتقدّم به كانت عبارة عن عشر سنوات، أي أنّها كانت مدّة قصيرة. ومثل هذه الأحداث تضيع في العادة وسط طوفان أمواج حوادث الدُّنيا، وتزول وتُنسى. عشر سنوات هي مدّة قصيرةٌ جداً؛ لكنّ النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله استطاع في هذه المدّة أن يغرس هذه الغَرْسة ويسقيها ويُهيِّئ لها أسباب النّموّ؛ أَوجدَ حركةً أدّت إلى هذه الحضارة التي بلغت قمّة التَّمدّن البشري في عصرها، أي في القرنين الثّالث والرابع الهجري. لم يُشاهَد في كلّ عالم ذلك اليوم -مع كلّ السَّوابق الحضاريّة والحكومات المقتدرة والتّراث التّاريخي المتنوِّع- أيّ حضارة بعظَمة ورَوْنق الحضارة الإسلامّية، وهذا هو فنُّ الإسلام.
لو أنّ البشر فكّروا وراعوا الإنصاف لصدّقوا بأَنّ نجاة البشريّة وسيرها نحو الكمال سيكون ممكناً ببركة الإسلام ولا غير. نحن المسلمين لم نقدِّر تلك النِّعمة، فأكلنا من الوعاء وكسرناه ولم نعرف قدْر الإسلام؛ نحن لم نحافظ على تلك الأُسُس والأركان التي أشادها النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله من أجل بناء المجتمعات الإنسانيّة الرّاقية والمتكاملة؛ لم نكن شاكرين، وقد لقينا نصيبَنا من جرّاء ذلك. إنَّ تلك الأُسُس والأركان التي وضعها النّبيّ صلّى الله عليه وآله -أركان الإيمان والعقلانيّة والجهاد والعزّة- هي الأركان الأساسيّة للمجتمع الإسلامي.
ببركة نداء الإسلام ونداء الإمام [الخميني] الجليل، نحن شعب إيران تمكنّا من تحقيق قسمٍ منها في حياتنا، وها نحن نشاهد آثارها وثمارها.
لقد تنبّه العالم الإسلامي اليوم. فهذه التّحرُّكات المشاهَدة اليوم في بعض دول شمال أفريقيا ومنطقة الشّرق الأوسط، إنّما هي بفضل الإستفادة والإستضاءة من نور الإسلام والتّوجيهات المباركة التي أرساها النّبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله. لهذا فإنّ مستقبلَ هذه المنطقة وهذه الدُّول بتوفيق الله وبحوله وقوّته هو مستقبلٌ ناصعٌ. (في يوم المبعث الشريف، عام 1432 هجريّة - مختارات)

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

  اصدارات عربية

اصدارات عربية

نفحات