مرابطة... مع المجاهدين

مرابطة... مع المجاهدين

منذ يوم

أَنْتَ جُنْدِيُّ الإِمامِ الـمُنْتَظَر عَجّلَ اللهُ تَعالى فَرَجَهُ الشَّريفَ

أَنْتَ جُنْدِيُّ الإِمامِ الـمُنْتَظَر عَجّلَ اللهُ تَعالى فَرَجَهُ الشَّريفَ *

ـــــ الشيخ حسين كوراني ـــــ

السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّها السَّادَةُ الأَعِزّاءُ الـمُجاهِدونَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُه.
أَيُّها العَزيزُ الـمُجاهِدُ: أَنْتَ جُنْدِيٌّ عِنْدَ مَنْ؟
أَنْتَ جُنْدِيٌّ عِنْدَ الإمامِ صاحِبِ العَصْرِ وَالزَّمانِ عجّل الله تعالى فرجه الشريف.
عَلاقَتُكَ بِمَنْ هُمْ دونَهُ مِنْ أَجْلِ العَلاقَةِ بِهِ عليه السلام، وَعَلاقَتُكَ بِهِ مِنْ أَجْلِ العَلَاقَةِ بِأَهْلِ البَيْتِ عليهم السلام، وَبِالتّالي مِنْ أَجْلِ رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه وآله، وَعَلاقَتُكَ بِهِمْ جَميعاً مِنْ أَجْلِ العَلاقَةِ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ.
أَيُّها الـمُوَحِّدُ الـمُحَمَّدِيّ! أَنْتَ جُنْدِيُّ قائِدِ رَكْبِ التَّوْحيدِ: الإِمامِ الـمُنْتَظَر.
أَيُّها العَزيزُ: هَلْ تُفَكِّرُ بِقائِدِكَ بِاسْتِمْرار؟
هَلْ تَعْلَمُ أَنَّهُ يَراك؟
هَلْ تُطيعُهُ أَمْ أَنَّكَ تُخالِفُهُ؟
هَلْ أَنْتَ جُنْدِيٌّ مُنْضَبِطٌ جادّ، أَمْ أَنَّكَ -لا سَمَحَ الله- جُنْدِيٌّ مُشاغِب؟
إِمامُكَ يَراك أَيُّها العَزيز،  فَهُوَ عَلى مُعَسْكَرِهِ حَريص، لا يُريدُكَ مُشاغِباً فيه.
إِمامُكَ يُحِبُّك، يُريدُ لَكَ الخَيْر، يُريدُ لَكَ رِضْوانَ اللهِ تَعالى، فَكُنْ عِنْدَ حُسْنِ ظَنِّه، وَاحْذَرْ أَنْ يَراكَ حَيْثُ لا يُريدُ لَكَ أَنْ تَكون.
«يَرى النّاسَ وَلا يَرَوْنَهُ»: أَلَيْسَ مِنَ الطَّبيعِيِّ أنَّهُ -أَرْواحُنا فِداه- يَزورُ مُعَسْكَرَه؟
 تُرى لَوْ أَنَّهُ رَآكَ ذاتَ مَرَّةٍ وَأَنْتَ -لا سَمَحَ الله- تَتَمَرَّدُ عَلى مَسْؤولِكَ، فَهَلْ تَعْلَمُ أَنَّ تَمَرُّدَكَ عَلى مَسْؤولِكَ تَمَرُّدٌ عَلى الإِمامِ صاحِبِ العَصْرِ وَالزَّمان؟ وِبالتّالي تَمَرُّدٌ عَلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟
 لَوْ أَنَّ الإِمامَ رَآكَ وَأَنْتَ تُكَرِّرُ تَمَرُّدَك، وَأَنْتَ مُصِّرٌ عَلى هَذا التَّمَرُّد، أَلا تَسْقُطُ مِنْ عَيْنِ الإِمام؟
 لَوْ أَنَّ الإِمامَ رَآك، أَيُّها العَزيز، وَأَنْتَ تُؤَخِّرُ صَلاتَكَ عَنْ أَوَّلِ وَقْتِها؟
 لَوْ أَنَّ الإِمامَ رَآكَ وَسَمِعَكَ وَأَنْتَ تَجْرَحُ بِلِسانِكَ أَخاً مِنْ إِخْوَتِك؟
 لَوْ أَنَّ الإِمامَ رَآك، وَرَأى قَلْبَكَ مُظْلِماً لِأَنَّهُ غافِلٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَلا يَقولُ الإِمام: أَنا لا أُريدُ في مُعَسْكَري مِثْلَ هَذا؟
تارَةً تَكونُ الغَفْلَةُ طارِئَةً، وطَوْراً تَكونُ قَراراً بِالإِعْراضِ وَالغَفْلَة.
عِنْدَما تَكونُ الغَفْلَةُ طارِئَة، وَيَراكَ الإِمامُ عليه السلام، فَيَرى قَلْبَكَ مُظْلِماً فَمِنَ الطَّبيعِيِّ أَنْ يَدْعُوَ لَكَ، وَلَكِنْ عِنْدَما تُصَمِّمُ عَلَى أَنْ تَبْقى غافِلاً رُغْمَ الـمُحاوَلاتِ الـمُتَتالِيَة، فَإِنَّ الوَضْعَ مُخْتَلِفٌ تَماماً، وَالخَطَرَ مُقيم.
أَيُّها العَزيز: إِنْ تَفَقَّدَ القائِدُ الإِمامُ الـمُنْتَظَرُ مَواقِعَ جَيْشِهِ، فَإِيَّاكَ أَنْ يَراكَ مُتَلَبِّساً بِحَرام، في مَكانٍ هُوَ مِنْ أَشْرَفِ الأَمْكِنَةِ.
أَنْتَ في مَسْجِد، أَنْتِ في الـمُصَلَّى وَالـمِحْرابِ.
بَلْ أَنْتَ حَيْثُ  تَفَجَّرَ دَمُ الشَّهادَةِ دَعواتٍ حَمْراءَ لاهِبَة، وَمُناجاةَ مُحِبّينَ بِقاني الدَّم، وَفَيْضِ الرّوحِ شَوْقاً إِلى لِقاءِ اللهِ تَعالى.
في الرِّواياتِ، وَفي بَعْضِ ما نَظَمَهُ الفُقَهاءُ كَالسَّيِّد بَحْرِ العُلومِ: لَمْ يُبنَ مَسْجِدٌ إِلّا في مَكانٍ سَقَطَتْ فيهِ قَطَراتٌ مِنْ دَمِ شَهيد!!
مَواقِعُ الجِهادِ مُقَدَّسَة، وَأَنْتَ في ما يُبْنى لِأَجْلِهِ الـمَسْجِد، يَنْبَغي أَنْ تَحْرِصَ أَنْ تَكونَ عَلى طَهارَةٍ بِاسْتِمْرار، وَأَنْ تَعْرِفَ كَيْفَ تَتَعامَل مَعَ إِخْوانِك، وَكَيْفَ تَتَعَبَّد وَتَتَهَجَّد وَتُوَادّ في الله، لِتَسْتَقِرَّ هُناكَ حَيْثُ لا مَطْمَعَ لِلْقاعِدين -الـمُنَظِّرينَ وَغَيْرَ الـمُنَظِّرين-: ﴿فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ﴾ القمر: 55.  وَهُوَ مَقْعَدٌ مَنِ اسْتَقَرَّ فيهِ في الدُّنْيا كانَ فيهِ في الآخِرَة، وَلا مُنْطَلَقَ إِلَيْهِ كَالجَبْهَةِ وَمَواقِعِ الجِهاد!
وَالبَدْءَ البَدْءَ أَيُّها الحَبيبُ بِاسْتِحْضارِ أَنَّ وَلِيَّ اللهِ تَعالى وَقائِدَ رَكْبِ التَّوْحيدِ بِإِذْنِهِ عَزَّ وَجَلَّ، الإِمامَ  الـمَهْدِيَّ عليه السلام يَراكَ بِاسْتِمْرار، فَأَنْتَ جُنْدِيٌّ عِنْدَه!
سَلِ اللهَ تَعالى أَنْ يَرْضى عَنْكَ دائِماً، وَيُرْضيَ إِمامَكَ عَنْك، وَلا تَنْسَ مِنْ دُعائِكَ سِقْطَ الـمَتاع. وَالحَمْدُ للهِ خَيْرِ السّاتِرين، وَرَبِّ العالَمين.

* من فقرات برنامج كان يقدّم عن عمليّات المقاومة الإسلاميّة في إذاعة النّور

 

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

منذ 0 ساعة

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات