الملف

الملف

منذ 4 أيام

الولادة، وظروفُ الشّهادة

الإمامُ الحسنُ المَجتبى عليه السلام
الولادة، وظروفُ الشّهادة
ــــــــ العلّامة الشيخ أحمد آل طَوق القَطيفي ــــــــ




مقتطفٌ من كتاب (رسائل آل طَوق) في ترجمة الإمام الحسن عليه السلام، وهي رسائل امتازت بتَتبُّع آراء عددٍ من كبار العلماء. تقدّم «شعائر» هذه المادة لِما امتاز به كاتبها العلامة الشيخ أحمد من دقّةٍ واستقصاء. 

قال الشيخ أحمد آل طَوق القَطيفي:
الفصل الرابع
: في مولد أبي محمّد الحسن بن عليّ المُجتبى سلام الله عليه ".."
النصُّ والإجماع قائمان مستفيضان على أنّه كان يوم الثلاثاء منتصف شهر رمضان سنة اثنتين من الهجرة، وبه روايتان في تاريخ ابن جرير (دلائل الإمامة) عن الرّضا والعسكريّ عليهما السلام.
 وقال الطبرسيّ في (إعلام الورى): «وُلِدَ عليه السلام بالمدينة ليلةَ النّصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة».
 وقال المفيد في (إرشاده): «وُلِدَ بالمدينة ليلةَ النّصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة».
 وفي (مناقب) ابن شهرآشوب -كما نقله المجلسي-: «ولِد عليه السلام في المدينة ليلة النّصف من شهر رمضان عام أُحُد سنة ثلاث من الهجرة، وقيل: سنة اثنتين من الهجرة».
 وقال المفيد في (مسارّ الشيعة): «وفي النّصف منه -يعني: شهر رمضان- سنة ثلاث من الهجرة، كان مولدُ أبي محمّد الحسن بن عليّ عليهما السلام».
 وفي (تاريخ البهائي): «النّصف منه -يعني: شهر رمضان- كان مولد الحسن السِّبط».
 [وقال] الكفعميّ إنّ مولده الثلاثاء، النّصف من شهر رمضان.
 وقال الشيخ عبد الله بن صالح: «المشهورُ بين علمائنا أنّه عليه السلام ولِد بالمدينة يوم الثلاثاء منتصف شهر رمضان سنةَ اثنتين من الهجرة، وقال المفيد: سنة ثلاث».
ثمّ ساق [الشيخ بن صالح] نقلَ عبارة مَن أطلق ومَن عيّن السّنة واليوم، ثمّ قال: «وبالجملة، فلا خلاف في أنّه في شهر رمضان بحسب ما ظهر إلينا، ولم يذكر أحدٌ منهم ما ينافي ما ذكرَ المُعيّنون». انتهى.
والحاصل أنّ الأظهر الأشهر أنّ عام ولادته سنة ثلاث من الهجرة، ويومَها منتصف شهر رمضان بالإجماع والنَّصّ، والأرجح أنّه الثلاثاء.
بقِي الخلاف في أنّه سنة ثلاث من الهجرة كما هو الأشهر وعليه دلّت الرّوايات، أو سنة اثنتين منها كما قاله جماعةٌ منهم الكلينيّ. قال رحمه الله: «ولِد الحسن بن علي عليهما السلام في شهر رمضان سنة بدر سنة اثنتين بعدَ الهجرة، ورُوي أنّه ولِد في سنة ثلاث».
 وقال الشّارح المجلسيّ رحمه الله: «قيل: الرّواية حكايةٌ لِما في الخبر الثاني». قلتُ: يعني: ما رواه الكلينيّ بسنده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: «قُبِضَ الحسن بن عليّ عليه السلام وهو ابنُ سبعٍ وأربعين سنة في عام خمسين. عاشَ بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله أربعينَ سنة». وهي صريحةٌ في ذلك ".."
ثمّ قال رحمه الله: «والتّحقيق أنّه لا منافاةَ بين تاريخَي الولادة؛ لأنّ كلّاً منها مبنيٌّ على اصطلاحٍ في مبدأ التّاريخ الهجريّ غير الاصطلاح الذي عليه الآخر، فمبنى كلام المصنِّف على أنّ مبدأ التّاريخ ربيع الأوّل؛ لوقوعِ الهجرة فيه. والرّواية مبنيّة على أنّ مبدأَه شهر رمضان السابق عليه». وهو جَمعٌ حَسن "..".


شهادتُه عليه السلام

وأمّا [شهادتُه] عليه سلام الله، فقال المفيد في (إرشاده): «إنّ معاوية دَسَّ إلى زوجتِه جعدة بنت الأشعث، وأرسلَ إليها مائةَ ألف درهم، ووعدَها [أن] يزوّجها بيزيد، فسَقَتْه السُّمَّ، فبقِي أربعين يوماً، ومضى لسبيلِه في شهر صفر سنة خمسين من الهجرة، وله ثمان وأربعون سنة. وتولَّى أخوه ووصيُّه الحسين عليه السلام غسلَه وتكفينَه ودفنَه عند جدّتِه فاطمة بنت أسد بالبقيع». انتهى.
 وقال في (مسارّ الشيعة): «كان وفاةُ أبي محمّد الحسن بن عليّ بن أبي طالب لِليلتَين بقِيتا من صفر سنة خمسين من الهجرة». انتهى.
 وفي ما رواه ابن جرير الإماميّ في (تاريخه) من حديث مواليد الأئمّة و [وفيّاتهم] بطريقَين: أحدُهما عن الرضا عليه السلام، والآخر عن أبي محمّد الحسن بن عليّ الحادي عشر عليه السلام [أنّه] كان مقامه عليه السلام -يعني: الحسن الزكيّ عليه السلام- مع جدّه سبعَ سِنين، ومع أبيه بعد جدِّه ثلاثين سنة، وبعد أبيه عشرَ سِنين، وصار إلى كرامة اللهِ عزَّ وجلّ، وقد كَمُل عمرُه سبعاً وأربعين سنة، وقُبِضَ في سلخ صفر سنة خمسين من الهجرة.
قال ابنُ جرير: «وروي سنة اثنتين وخمسين، ويُروى أنّه قُبِض وهو ابنُ ستّ وأربعين».
ثمّ قال: «رجع الحديث -يعني: الأوّل- وكان سبب وفاتِه أنّ معاوية سمَّه سبعين مرّةً فلم يعمل فيه السُّمّ، فأرسلَ إلى امرأتِه جعدة بنت الأشعث بن قيس الكنديّ، وبذلَ لها عشرين ألف دينار وإقطاعَ عشرِ ضياعٍ من شُعَب سورا وسواد الكوفة، وضمِن لها أن يزوِّجها يزيدَ ابنَه، فسقت الحسنَ السّمَّ في برادة الذّهب في السُّوَيق المقنَّد فلمّا استحكمَ فيه السّمُّ قاءَ كبِدَه».
إلى أن قال: «وكان مدّةُ مرضِه أربعينَ يوماً». انتهى. ".."
[وقد] تحقّق الإجماعُ على أنّ شهرَ وفاتِه صفر، والشّهرة الأكيدة على أنّها الثامن والعشرون منه. هذا بحسب الفتوى، وجميعُ ما وقَفنا عليه من النّصوص يدلُّ عليه، بل لم نجِد من النصّ ما يخالفُه بوجه. فالظّاهر تحقُّق الإجماع المشهوري في ذلك، ولا يضرُّه قولُ صاحب (الدروس) [الشّهيد الأوّل] والكَفعمي إنّ يوم وفاته السّابع من صفر، وإنْ اشتهرَ العملُ به في بلدِنا بين العوامِّ دون العلماء؛ إذ لا دليلَ عليه من نصٍّ ولا عقل. ولا منافاةَ بين القول بأنّه عام خمسين، وأنّه عام تسع وأربعين، ولا بينَ القول بأنّه ابنُ سبعٍ وأربعين والقول بأنّه ابنُ ثمانٍ وأربعين؛ لإمكان الجَمعِ بينها بالعُرف العامِّ في العامّ.
(أحمد بن الشيخ صالح آل طوق القطيفي، رسائل آل طوق القطيفي، ج 4: ص67 - بتصرّف،
برنامج مكتبة أهل البيت عليهم السلام - الإصدار الثاني)

اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريات

دوريات

منذ 4 أيام

دوريات

  كتب أجنبيّة

كتب أجنبيّة

منذ 4 أيام

كتب أجنبيّة

نفحات