الملف

الملف

20/07/2012

الفَرزُ الحَسَنيُّ للأَجيال

الفَرزُ الحَسَنيُّ للأَجيال
معَ الحَسن أم مَع معاوية؟
ـــــ من دروس «المركز الإسلامي» ـــــ

«أخذَ النبيُّ يدَ الحسينِ وصِنْوِهِ يوماً وقال وصحبُه في مَجْمَعِ
مَنْ ودَّني يا قومُ أو هذَين أو أبوَيهما، فالخُلْدُ مَسْكَنُهُ مَعي»
* وردَ هذان البَيتان في عددٍ من أمّهات المصادر السنِّية، وهما نظمٌ لمَعنى حديثٍ شريف، يأتي ذكرُه.
* ما يلي، نماذجُ من كلمات العلماء المسلمين السّنّة حول هذه العقيدة الصّافية التي يجبُ على كلِّ مسلمٍ أن يعقدَ قلبَه عليها.
 

لم يكن امتحانُ الأُمّة في الوقوف مع الإمام الحسن عليه السلام، أو مع معاوية، امتحاناً خاصّاً بتلك المرحلة من صدر الإسلام، بل إنّ الإمتحان الحَسنيّ كما أراده اللهُ تعالى وبلّغ سيّدُ النبيّين، هو امتحانٌ لكلّ أجيال الأمّة، والفرزُ قائمٌ أبداً على أساس «مع الحَسن أم مع معاوية؟».
سمْعاً لرسول الله صلّى الله عليه وآله وطاعةً له في ما بلّغ عن الله تعالى، اختارت أجيالُ الأمّة الإمامَ الحسن عليه السلام، ولم تختَر معاوية.
لا يستطيع أيُّ مسلمٍ صادقِ الحبِّ لرسول الله صلّى الله عليه وآله، إلّا أن يكون حسنيّاً وحسينيّاً، ليكون بذلك محمّديّاً، يحبُّهما عليهما السلام أكثرَ ممّا يحبُّ «عترتَه»، ليكون رسولُ الله صلّى الله عليه وآله «أحبَّ إليه من نفْسِه».
ولا يكتملُ هذا الحبّ إلّا بالتزام الحَسنين وكلّ أهلِ البيت عليهم السلام، وأخْذ العقيدة والفِقه عنهم.
هذا ما يجبُ على الشيعيّ والسّني اللّذَين لم يكتمل حبُّهما باكتمال ولائِهما، أن يفكّرا به جيّداً، ويُعِدّا الجوابَ ليومِ الحساب.
يتّضحُ هذا الوجوبُ من التأمُّل في الرّوايات المرويّة في المصادر السنيّة -كما في مصادرنا- والتأمّل في كلمات العلماء.
وبمناسبة الحديث عن السِّبط الأكبر عليه السلام، هذه نماذج من الرّوايات ومن كلمات العلماء السنّة حول الإمام الحسن عليه السلام، يليها مختاراتٌ من الرّوايات حول الحَسنين عليهما السلام، مع الإقتصار في ما نوردُه على المصادر السّنيِّة.
***


 

«ابنُ الأثير»  

قال ابنُ الأثير: «الحسنُ بنُ عليِّ بنِ أبي طالب بنِ عبدِ المطّلب بنِ هاشم بنِ عبد مَناف القَرشيّ الهاشميّ، أبو محمّد، سبطُ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، وأمّه فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم؛ سيّدةُ نساء العالمين، وهو سيّدُ شباب أهل الجنّة ورَيحانةُ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، وشبيهُه، سمّاه النبيُّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم الحسنَ وعَقَّ عنه يومَ سابعِه، وحلقَ شعرَه، وأمرَ أنْ يُتَصَدَّقَ بِزِنَةِ شعرِه فضّة، وهو خامسُ أهلِ الكساء.
قال أبو أحمد العسكري: سمّاه النبيُّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم الحسنَ، وكنّاه أبا محمّد، ولم يكُن يُعرَف هذا الإسم في الجاهليّة، وروى عن ابن الأعرابيّ عن المفضّل قال: إنّ الله حجبَ اسمَ الحَسن والحسَين حتّى سمّى بهما النبيُّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ابنَيه الحسنَ والحسينَ. قال: فقلتُ له: فَاللَّذَين بِاليَمن؟ قال: ذاك حَسْن -ساكنُ السِّين- وحَسِين -بفتح الحاء وكسرِ السِّين- ولا يُعرَف قبلَهما
».
(ابن الأثير، أسد الغابة: ج 2، ص 9)

«ابنُ عَساكر»


* وقال ابنُ عَساكر: «لمّا قُتِل عليُّ بنُ أبي طالب قامَ الحسنُ خطيباً، فقامَ رجلٌ من أَزْدِ شَنُوءة [شنوءة: موضع باليَمن]، فقال: سمعتُ رسولَ الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يقول: مَن أَحبَّني فَلْيُحِبَّ هذا الذي على المِنبر، فَلْيُبلِغ الشّاهدُ الغائب. ولولا دعوةُ رسولِ الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ما حدَّثتُ أحداً».
(ابن عساكر، ترجمة الإمام الحسن عليه السلام: ص 57)
** وقال أيضاً: «عن عائشة: أنّ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم كان يأخذُ حسناً فَيَضُمُّه إليه، ثمّ يقول: أَللّهمّ إنّ هذا ابنِي، وأنا أُحِبُّه، فَأَحْبِبْهُ وَأَحِبَّ مَن يُحِبُّه".
(المصدر: ص 56)

حول الحسَنين عليهما السلام


* جاء في (جامع التّرمذي) و(فضائل أحمد) و(شرف المصطفى) و(فضائل السّمعاني) و(أمالي ابن شريح) و(إبانة ابن بطّة) أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله أخذَ بيَِدِ الحسن والحسين عليهما السلام فقال: «مَن أَحَبَّنِي وأَحَبَّ هذَين وأباهمَا وأمَّهما كان معي في دَرجتِي في الجنّة يومَ القيامة».
** وقد نظمَه أبو الحسين في (نَظْم الأخبار) فقال:
أخذَ النبيُّ يدَ الحسينِ وصِنْوِهِ يوماً وقال وصحبُه في مَجْمَعِ
مَنْ ودَّني يا قومُ أو هذَين أو أبوَيهما، فالخُلْدُ مَسْكَنُهُ مَعي
.


وفي (جامع التّرمذيّ) أيضاً، بإسناده عن أنَس بن مالك قال:

«سُئِلَ رسولُ الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أيُّ أهلِ بيتك أحبُّ إليك؟ قال: الحَسن والحسَين. وقال صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: مَن أَحَبَّ الحسَن والحسَين أَحببتُه، ومَن أحببتُه أحبَّه الله، ومَن أحبَّه الله أدخلَه الجنّة، ومَن أبغضَهما أبغضتُه، ومَن أبغضتُه أبغضَه الله، ومَن أبغضَه الله خلّده [في] النّار».

وفي عدّة مصادر

كما روى أحمد بن حَنبل، وأبو يَعلى الموصلي كلٌّ منهما في (مُسنده)، وابن ماجة في (السُّنَن) وابن بطّة في (الإبانة)، وأبو سعيد في (شرف النبيّ صلّى الله عليه وآله)، والسّمعاني في (فضائل الصّحابة)، بأَسانيدهم عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: «قال النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: مَن أَحَبَّ الحسَنَ والحسَين فقد أَحبَّنِي، ومَن أبغضَهما فقد أبغضَني..».

اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريات

دوريات

20/07/2012

دوريات

  كتب أجنبيّة

كتب أجنبيّة

نفحات