آداب الحج. للمقدس العلم الشيخ البهاري الهمداني- 2

آداب الحج. للمقدس العلم الشيخ البهاري الهمداني- 2

08/12/2007

يجب التأمل والتنبه إلى أن هذا السفر سفر جسماني إلى الله، وأنه سيسافر سفراً روحانياً إلى الله "بالموت". إنه لم يأت إلى الدنيا من أجل الطعام والشراب بل خلق للمعرفة، وتكميل النفس. * في ذلك السفر "الجسماني" يحتاج الى الز

الحج في وصايا المقدس البهاري الهمداني -2 [1]
الشيخ حسين كوراني


يجب التأمل والتنبه إلى أن هذا السفر سفر جسماني إلى الله، وأنه سيسافر سفراً روحانياً إلى الله "بالموت".

إنه لم يأت إلى الدنيا من أجل الطعام والشراب[2] بل خلق للمعرفة، وتكميل النفس.

* في ذلك السفر "الجسماني" يحتاج الى الزاد والراحلة، والرفيق وأمير الحاج، والدليل والخدم، وغير ذلك. وعدم توفر أي من ذلك يحدث خللاً في سفره، وقد لا يصل إلى المقصد، بل قد يقع في التهلكة.

* وفي هذا السفر "الروحاني" يحتاج إلى ذلك بعينه، وإلا فإنه لن يستطيع أن يخطو خطوة واحدة، وإذا توهم أنه يمكنه السفر بدون هذه المقدمات، فإنه قد ضل الطريققطعاًوليس متوجهاً إلى الكعبة الحقيقية.

* أما الراحلة في هذا السفر "الروحاني" إلى الله تعالى، فهي البدن، فيجب أن لا يقصر في خدمته بنحو الاعتدال، فلا يشبعه إلى حيث يتمرد ويطغى ولا يمكنه ترويضه، ولا يجوِّعه بحيث يستولي عليه الضعف، فيقصر في العبادة، خير الأمور أوسطها، والإفراط والتفريط مذمومان.

* وأما زاده فهوأعماله الخارجية، التي يعبر عنها بالتقوى، من فعل الواجبات وترك المحرمات والمكروهات والإتيان بالمستحبات.[3] وأصل معنى التقوى "الحمية" وأدنى درجاتها الحمية عن المحرمات، وآخرها الحمية عما سوى الله جل جلاله، وبينهما متوسطات.

* فحاصل الكلام أن كلاً من ترك المحرمات والإتيان بالواجبات بمنزلة الزاد الذي يحتاج كل شخص إلى قسم منه في منزل من المنازل الأخروية بدرجات الحاجة المتفاوتة، واذا لم تكن قد حملته معك ابتليت، نستجير بالله من هذه البلوى العظيمة.

* وأما الرفقاء في هذا السفر "الروحاني" فهم المؤمنون الذين يستطيع الشخص بهمَّة كل منهم واتحاد قلوبهم أن يقطع هذه المنازل "مراحل الطريق" بالطيران[4] وإليه يشير قوله عز من قائل: وتعاونوا على البر والتقوى.

ولعل هذا السفر لايتيسر بدون الجماعة، وربما كان هذا هو السبب في منع الرهبانية في هذه الأمة.

كان أستاذنا[5] عليه الرحمة يقول:

"اتحاد القلوب يمكّن من كثير فعل لا سبيل إليه مع تفرق القلوب".

وكان يهتم اهتماماً تاماً بهذا الأمر، وهو كذلك.

كل المفاسد تنشأ من اختلاف القلوب، وشرح ذلك يطول، لعلّي أوفق للإشارة الى ما يجب ان يكون عليه الرفيق، إن في الحضر، أو السفر، وكيف يجب أن يكون سلوكك معه.

* وأما أميرالحاج في هذا السفرإلى الآخرة فهم الأئمة الطاهرون سلام الله عليهم أجمعين[6] الذين يجب أن تكون ظلالهم فوق رأسك، وتتمسك بحبل ولايتهم المتين، ملتجئاً كل الالتجاء إليهم باعتبارهم آل العصمة والطهارة، لتستطيع أن تخطو بعض الخطوات، وإلا اختطفك شياطين الجن والإنس في القدم الأول، كما هو الأمر في السلب الذي يقوم به العرب البدو، وغاراتهم على الحجاج الذين يسيرون بدون أمير كما هو واضح خصوصاً كلما اقترب الحجاج من الحرم.

نعم إذا أوصل الشخص نفسه{دون توسل} إلى الحرم فإنه بمأمن من كل خوف : "ومن دخله كان آمنا ً".

ولكن هيهات أن يستطيع الوصول، إن ذلك لن يكون، والله العالم.

* وأما دليل هذا الطريق الى الآخرة، فرغم أن الأئمة الطاهرين سلام الله عليه أدلاء على الله تعالى، إلا أننا نحن نتيجة سوء التربية وانحطاط المرتبة لا نستطيع تلقّي الفيوضات من أولئك العظماء بلا واسطة، لذا فنحن محتاجون في الدلالات الجزئية والتفصيلية إلى العلماء بالآخرة وأهل التقوى لنتمكن بيُمن هدايتهم وتعليمهم أن ندرك الفيوضات التي لا سبيل إليها بدون وساطتهم إلا بمنتهى العسرة والتعذر، إننا محتاجون الى العلماء ولا يمكننا أن نحصل على شيء بدونهم.[7]

* نعم، وعندما يصل الحاج إلى الميقات، ينزع ثيابه في الظاهر ويلبس ثوبي الإحرام، وأما في الباطن فينبغي أن يكون قصده أنه خلع عن نفسه ثياب المعصية والكفر والرياء والنفاق، ولبس ثوب الطاعة والعبودية، ويتنبه كذلك إلى أنه كما يلاقي ربه في الدنيا "في حال الإحرام" بغير زيه وعادته، مغبراً، حاسر الرأس، حافي القدمين، فكذلك سيلاقي ملائكة ربه بعد الموت، فينبغي أن يكون عند ارتداء ثوبي الإحرام، بمنتهى الذل والانكسار، وقبل ارتداء ثوبي الإحرام، أثناء التنظيف، وهو عارٍ يجب أن يكون قصده تنظيف الروح من درن المعاصي، ويعقد ثوبي الإحرام بقصد التوبة الصحيحة، أي أن يحَرِّم على نفسه بعزم وإرادة صادقة، كل الأمور التي حرمها رب العالمين، بحيث يقرر أنه من الآن فصاعداً، وبعد رجوعه من مكة المعظمة لن يطوف حول المعاصي.

*وعندما يقول لبيك، ينبغي أن يتنبه إلى أن قوله هذا، إجابة للنداء الذي وُجه إليه، فينوي أولاً: قبلت كل طاعة لله تعالى. وثانياً: يعيش التردد بين قبول هذا العمل منه وعدم قبوله "فيكون بين الخوف والرجاء".

ليستحضرْ هنا قضية سيد الساجدين سلام الله عليه، حيث لم يتمكن في الإحرام أن يقول: لبيك، وأغمي عليه،وعندما سئل عن ذلك قال: أخاف أن يقول ربي: لا لبيك،[8]

وليستحضر بذلك يوم المحشر، حيث يخرج جميع الناس على هذا الشكل من قبورهم، شعث الشعور غبر الوجوه، حفاة، في زحام لا نظير له، بعضهم في زمرة المقبولين، والبعض الآخر في زمرة المردودين، بعضٌ منعّم، وبعضٌ معذب، وبعض متحير في الأمر، بعد أن كانوا جميعاً في الورطة الأولى في شك من أمرهم وترديد.

* وعندما يدخل الحرم يجب أن يكون حاله حال الرجاء والأمن من السخط والغضب الإلهيين، كحال المذنب الذي وصل الى حصن حصين، والتجأ الى ملجأ أمين، بمفاد الآية الشريفة: "من دخله كان آمناً" فإن مكان زيادة الرجاء والأمل هو هذا المكان.

ذلك لأن شرف البيت العظيم، وصاحبه يقتضيان توسعة الرحمة على الراجي الكريم.

فأنت هناك ضيف خاص لأكرم الأكرمين، كان يبحث عن مبرر ليدعوك ولو مرة واحدة في العمر الى بيته، رغم أنك كنت ضيفه دائماً، والآن تيسر ذلك، حاشا كرمه وكلا أن يتبرم بطلبك مهما طلبت منه، حيث إنه يستطيع التكرم به،

ما هكذا الظن به جلت عظمته.

مثل هذا الظن ينبغي أن لا يظن ببعض أسخياء العرب، فضلاً عن الجواد المطلق.

* أما اذا كنت أنت لا تستطيع الحصول على ما تريد، أو تحصل عليه ولا تستطيع المحافظة عليه، أو أنك من الأصل لا تعرف ماذا يجب أن تطلب، أو تفعل شيئاً بحيث تكون أنت السبب في عدم وجود المقتضي لعطائك، فليس الذنب في ذلك ذنب أحد "غيرك".

* الإستجداء لا ينسجم مع الكسل وموت الهمة بلى، إن الخلل هنا.

أكثر الناس الذين يتشرفون بمكة، أعظم همهم أن يؤدوا ظاهر هذه الأعمال، ويلقوها عن ظهورهم على سبيل الإستعجال وعند ذلك ينصرفون براحة بال إلى المشتريات، ولا يبذلون جهداً ليتركز الإنتباه على التفكير بمقدار ذرة على معنى هذه الأعمال، مع أن كل حواس الضيف يجب أن تكون متوجهة الى المضيف، حتى أن الصوم المستحب مذموم بدون إذن المضيف "من الناس" لأنك عندما تكون ضيف شخص وتصوم في بيته دون إذنه فقد تجرأت عليه في بيته.

والتجرؤ على كرامة سلطان السلاطين، هو الإشتغال بما نهى عنه.

أي حاج من الحجاج الاعتياديين، دخل الى الحرم الإلهي ولم تصدر منه مائة معصية على الأقل من الكذب، والغيبة، وأذى الغير، والنميمة، وتعطيل حق الغير، والفحش للسائق، والمعرِّف وغيره، مما لا تتسع الورقة لبيانه[9] والله أعلم.

وعندما يبدأ الطواف، يجب أن تستولي على جميع ذرات وجوده الهيبة، والعظمة، والخوف، والخشية، والرجاء، وطلب العفو والرحمة، واذا لم ترتجف الأعضاء الخارجية، فلا أقل من أن يرتجف القلب، مثل الملائكة الذين يطوفون دائماً حول العرش، كما في الأخبار[10] اذا أردت أن تتشبه بهم.

* ويجب أن ينتبه الى أن الطواف ليس منحصراً بالطواف الجسماني، بل هناك طواف آخر هو أصل الطواف الحقيقي، وهو طواف القلب حول ذكر رب البيت، وإنما هو أصل لأن الأعمال الجسدية جعلت أمثلة للأعمال القلبية، لينتقل الانسان من تلك "الأعمال الجسدية" إلى هذه "القلبية" كما هو مضمون الرواية.

وأيضاً يجب أن يعلم أنه كما لا يمكن الوصول إلى هذا البيت بدون قطع العلاقة بالأشغال الدنيوية، والمرأة، والولد وغير ذلك، فكذلك الامر في الوصول الى الكعبة الحقيقية. إن أساس الحجب المانعة من الوصول اليها العُلقة: علاقة القلب بالدنيا.

عند تقبيل الحجر، والالتصاق بالمستجار[11] وعند استلام الحطيم[12] والتشبث بأذيال ستار الكعبة، يجب أن يكون حاله حال المذنب الفار من خوف الأذى أو خوف أن يُكْوَى، أو يقتل، فالتجأ إلى عظيمٍ ليعفو عن ذنبه، ولذا فهو تارة يقبّل يديه ورجليه، وتارة يلوذ به لواذ العاجز الحقير، تارة يبكي، تارة يقسم عليه بأعز الأشخاص عنده، تارة يتضرع، لعله ينقذه من هذه المهلكة، خاصة اذا كان من التجأ اليه من يعرف أنه لن يجد ملجأً غيره، إنه حين ذلك لا يفكر بالخروج من عنده إلا بعد أن يحصل على الأمر بالعفو عنه.

لا ورب الكعبة، إن الإنسان بالنسبة للأمور الدنيوية، كما تقدم، أما بالنسبة إلى عذاب الآخرة، فلأنه آجِلٌ ودَيْن، وليس نقداً، فإنه لا يفكر بمثل هذه الأمور[13] من التذلل والإلتجاء والتضرع.

الحجاج الذين يكون حجهم كاذباً، يركضون قليلاً حول الكعبة ثم يذهبون للتفرج على الحجارة والأسواق والجدران.

* وعندما يأتي إلى السعي يجب أن يكون سعيه، أن يجعل هذا السعي بمنزلة التردد في بيت السلطان برجاء عطائه ومنّه.

* وأما في عرفات، فليتذكر المحشر، من خلال ازدحام الخلق، وارتفاع أصواتهم بأنواع التضرع والنحيب، والإلتماس باختلاف الألسنة، وتوسل كل فئة منهم بأئمتهم طلباً للشفاعة.

فليبذل جهده في كمال التضرع والإلحاح هنا "في عرفات" حتى لا يبتلى هناك "في المحشر"، ولْيـَقْوَ ظنُّه كثيراً بحصول مراده، لأن يوم الموقف الشريف، عظيم، والنفوس مجتمعة، والقلوب منقطعة إلى الله، وأيدي الأولياء وغيرهم ممتدة إلى الله جل شأنه، والرقاب مشرئبة نحوه، العيون باكية من خوفه، والمفاصل مرتجفة من هيبته، واليوم يوم إحسان، والأبدال والأوتاد[14] في المحضر حاضرون، وقد قرر السلطان العفو والإنعام، وهو أيضاً يوم تقليد الوسام لرئيس وزراء الدولة العتيدة عجل الله فرجه، وسهَّل مخرجه.

في مثل هذا اليوم لا يستبعد حصول الفيض بأعلى مدارجه لجميع الناس والخلائق.

هل تظن أن خالقك سيُضيع سعيك مع أنك انقطعت عن الأهل والأولاد؟! ألا يرحم غربتك؟!

ما هكذا الظن به ولا المعروف من فضله.

ومن هنا ورد في الحديث:

إن من أعظم الذنوب أن يحضر أحد عرفات ويظن أنه لا يغفر له[15].أللهم ارزقنا.

وعندما يفيض من عرفات، ويتوجه إلى الحرم[16] فلينتبه إلى أن هذا الإذن الثاني بدخول الحرم سبب للتفاؤل بقبول حجه، وقربه من ربه، وأمنه من العذاب الإلهي.

وعندما يصل إلى منى فليرم الجمار[17] ملتفتاً إلى أن روح هذا العمل في الباطن إبعاد الشيطان، فإن كان كالخليل فكالخليل وإلا فلا.[18]

* وعندما يودع الحرم يجب أن يكون في منتهى التضرع، مشوَّش الحال، بحيث أن كل من رآه أدرك أنه مثل من يترك شخصاً عزيزاً، ويرحل عنه[19]مثل ترك إبراهيم إسماعيل عليهما السلام وهاجر.

ويكون قراره أنه سيرجع في أول أزمنة التمكن من الرجوع إلى هذا المكان الشريف.

ويجب أن يكون متوجهاً إلى المضيف سبحانه في كل حال، حذراً من أن يودعه بما ينافي الأدب، فيصبح المضيف لا يرضى برجوع هذا الضيف إلى بيته أبد الآبدين.

ورغم أن هذا المضيف جل جلاله سريع الرضا، إلا أن على الضيف مراعاة الأدب إلى أقصى الحدود.

* إذا استطاع، فليحرص بمقدار وسعه على الذهاب الى البقاع التي تعبّد فيها رسول الله صلى الله عليه وآله مثل جبال مكة المظلمة، يذهب إليها بقصد التشرف بمحل أقدامه المباركة، لا بقصد التفرج، بل يصلي فيها ركعتين[20] بقصد القربة المطلقة، بل يبقى فيها - إذا تمكن - مدة أطول من المتعارف.

وإذا كان حجه هو الأول، فلا يترك الدخول إلى الكعبة بالآداب المأثورة في الشرع المطهر، كما ذكر في محله.


--------------------------------------------------------------------------------
[1] - مقتطف من كتاب " تذكرة المتقين" للمقدس آية الله البهاري الهمداني وعدد من الأعلام الماضين. ترجمة الشيخ حسين كوراني. وما نشر هنا هو بعض هذه الوصايا تم اختياره بتصرف يسير. وليلاحظ أن الهوامش المذيلة بتوقيع الأصفهاني مترجمة من حاشية على كتاب تذكرة المتقين للمقدس العارف الشيخ حسن علي أصفهاني، الشهير ب" نخودكي". والمدفون في صحن حرم الإمام الرضا عليه السلام.
[2] - أيها الآدمي، ابذل جهدك في العلم والعمل والمعرفة، وإلا فأنت حمار في صورة إنسان. الأصفهاني .((مضمون بيت)
[3] - لا تراد في هذا الطريق إلا التقوى، فدع في زاويةٍ الخبزَ والحلوى. الأصفهاني. ((مضمون بيت".
[4] - حال الذئاب والكلاب الفرقة،إنما تتحد أرواح أسود الله. الاصفهاني. ((مضمون بيت لمولوي،مثنوي معنوي.".
[5] - *يبدو أن المراد به المرحوم آية الله الشيخ حسينقلي((عبد الحسين) الهمداني رضوان الله تعالى عليه.
[6] - وأما رسول الله (صلى الله عليه وآله) فهو أجل شأناً،وأمير الحاج وصيه وموفد من قبله.
[7] - بهذا المعنى أنه كما هو الأمر في فقه الظاهر،لا يستطيع الشخص ان يعمل بالأخبار بمجرد أن يفهم العبارة العربية، بل لا بدله من شرائط الاجتهاد ولوازمه،كذلك في فقه الباطن بطريق أولى،لأن الأحكام في فقه الظاهر عامة،وفي فقه الباطن خاصة، فلا بد للشخص من تعلم فقه الباطن عمن تلقاها من استاذ أهل لذلك حتى ينتهي الى الائمة عليهم السلام،

ايضاً كما انه في الأمراض الجسمية لا يستطيع الشخص ان يتصدى للعلاج - بمجرد حصوله على كتاب ينقل معالجات سقراط وجالينوس- بل لا بد له من تعلم ذلك على أستاذ يتعلم منه دقائق المعالجة،كذلك الأمر في معالجة أمراض الباطن،لا يمكن التصدي للعلاج بمجرد معرفة الأخبار،بل هو اصعب من علاج أمراض الظاهر وأكثر تعقيداً بمراتب. وليس المراد من فهم الاخبار في هذا المجال فهم ظواهرها،بل بلحاظ الحديث الشريف: ((حديثنا" صعب مستصعب لا يدركه الا ملك مقرب او نبي مرسل او عبد امتحن الله قلبه للايمان.". وفي بعض الأخبار ((أو مدينة محصورة" فالمراد من ذلك نوع الفهم والادراك، فإن المدرك ((حقاً" هو النفس القدسية، فكما أن المطالب التي تدركها حواس الباطن لا تدركها حواس الظاهر، بل ما يدركه البصر لا يمكن ان يدركه السمع وبالعكس، كذلك من المحال أن يدرك المطالب القدسية، من ليس صاحب نفس قدسية، والحيدث الشريف في أصول الكافي المروي عن الصادق (عليه السلام) يشير الى هذه الحقيقة: ((حرام على قلوبكم ان تعرف ((.."حلاوة الإيمان حتى تزهدوا في الدنيا". كذلك ورد في الحديث: ((ليس العلم بالتعلم، إنما هو نور يقع في قلب من يريد الله ان يهديه". ولنعم ما قال: تعالج جهل الباطن بعلم الظاهر،إذا احرقت الكافور فهل يصبح سقمونيا. ((مضمون بيت" والسقمونيا دواء نادر، ولندرته يحرق الكافور بطريقة معينة فيصبح شبيهه شكلاً، إلا أنه ليس له آثاره على الإطلاق. الأصفهاني.
[8] - *المشهور رواية هذا المعنى عن الإمام الصادق (عليه السلام)،أنظر:الشيخ الصدوق،الخصال/167،والأمالي((له" 234، إلا أنه مروي أيضاً عن الإمام السجاد عليهما السلام:أنظر: شرح أصول الكافي للمولى محمد صالح المازندراني ج11/347،والأحسائي،عوالي اللئالي ج4/35.
[9] - بعض ما ذكر يبدو أنه من لوازم البشرية،ولكن يجب تذكر الحديث الشريف:: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما من عبد يصبح صائماً فيُشتم فيقول: سلام عليكم إني صائم، إلا قال الله تعالى: استجار عبدي من عبدي بالصيام، فأدخلوه جنتي. مستدرك الوسائل ج7/ 370.إذاً رعاية ذلك في الحج بطريق أولى.الاصفهاني((* أورد الشيخ هذا الحديث بالمضمون".
[10] أنظر: الشيخ الصدوق، علل الشرائع 2/406 عن الإمام الرضا (عليه السلام). والحديث في المصادر مستفيض.
[11] - *المستجار المكان المقابل لظهر باب الكعبة، من الجهة الأخرى، وهو المكان الذي كان في السابق باب الكعبة قبل تجديد البناء على ما قيل،أو هو المكان الذي استجارت عنده بالبيت فاطمة بنت اسد أم أمير المؤمنين (عليه السلام) عند ولادته في الكعبة.
[12] -* الحطيم بين باب الكعبة والحجر الاسود،أو ما بين الركن وزمزم والمقام،وسمي بذلك لأن الناس يظهرون الانكسار والتواضع هناك ويلوذون بالدعاء بخضوع وخشوع،وفي الجاهلية كان مكاناً للقسم. وحطم بمعنى كسر،وقيل:سمي بذلك لازدحام الناس عنده يحطم بعضهم بعضاً، أو لأنه يحطم الذنوب. وفي بعض الروايات أنه أشرف البقاع، وبعده في الفضل قرب مقام ابراهيم ثم حجر اسماعيل عليهما السلام.
[13] - ملأ البيت حنطة ولم يرسل إلى القبر حبة شعير، أليس غم موتك مثل غم استحقاق((فاتورة" الشتاء؟ مضمون بيت.

في هذا المقام ايضاً،لايهتم الإنسان للعذاب الروحاني المخلد او شبه المخلد كالاهتمام الذي يبديه للعذاب الجسماني رغم قصر مدته.الأصفهاني.
[14] - الأبدال رجال الله، الأشخاص الشرفاء والصالحون والخيرون. الأوتاد: الأجلاء والأدلاء وكبار الطريقة،وهم القدوة في التقوى والعبادة وثبات القدم.الأصفهاني.
[15] - في المحجة البيضاء ج 2/ 148: وأعظم الناس جرماً من أهل عرفات الذي ينصرف من عرفات وهو يظن أنه لم يغفر له وفي عوالي اللئالي ج4/33:وروي عنهم عليهم السلام أن أعظم الناس ذنباً من وقف بعرفة وظن أن الله لم يغفر له
[16] - من الجدير بالذكر أن أعمال الحجاج بعد الوقوف بعرفات، بالترتيب التالي: 1-الوقوف في المشعر الحرام-2-الدخول إلى منى ((رمي الجمرة والذبح والحلق والتقصير" -3-الرجوع إلى مكة والإتيان بخمسة أعمال((الطواف/صلاة الطواف، السعي بين الصفا والمروة، طواف النساء، وصلاته". الأصفهاني
[17] - رمي الجمار هو رمي الحصى إلى الأعمدة التي هي في منى وكل منها يسمى الجمرة،وهي ثلاثة أعمدة صخرية معروفة، ويجب أن يرميها الحجاج بالحصى في اليوم العاشر والحادي عشر والثاني عشر.الأصفهاني
[18] - يمكن أن يكون معنى هذه العبارة كما يلي: فإذا كان كإبراهيم الخليل (عليه السلام)، قد طرد الشيطان عنه، فقد عمل الحاج كإبراهيم الخليل وإلا فلا. ويمكن أن يكون المراد منها: أن الحاج إذا عمل لذلك فهوجيد وإلا فلا، وأصل العبارة مأخوذ من جملة للشيخ البهائي قدس سره ذكرها في بحث توابع المنادى من كتابه الصمدية. يبدو أنها لاشتهارها أصبحت كالمثل السائر.الأصفهاني
* فإن كان موحداً كالخليل (عليه السلام)، فسيعامله الله تعالى كما يعامل من استحق مرتبة الخِلَّة، وإلا فلا.
[19] - * لبعضهم: وداعاً أيها الحرم وداعاً، والجوى ضرم  تركت بمكة روحي وعدت يلفني الندم.
[20] - أقبّل أرضاً سار فيها جِمالها فكيف بدار دار فيها جَمالها. الأصفهاني.

اخبار مرتبطة

نفحات