مرابطة

مرابطة

15/09/2012

قضيّة فلسطين دمٌ يجري في عروق الأمّة الإسلاميّة

الإمام الخامنئي دام ظلّه:
*قضيّة فلسطين دمٌ يجري في عروق الأمّة الإسلاميّة
*التّحوّلات التي تحصل في العالم الإسلامي مُزَلزِلة ومصيريّة
______إعداد: «شعائر»_____

أمّ الإمام السيّد عليّ الخامنئي دام ظلّه المُصلّين في صلاة عيد الفطر في طهران، منوّهاً بالمشاركة الواسعة في إحياء «يوم القدس العالمي» -الذي أعلنه الإمام الخميني قدّس سرّه في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان- مِن قِبَل الشّعب الإيراني ومن بعض الشّعوب التي تحرَّرت من أنظمتها الدكتاتوريّة إثر الصّحوة الإسلاميّة الرّاهنة.
وحذَّر سماحته في خطبتَي العيد، وفي استقباله مسؤولين في الدّولة وسفراء الدُّول الإسلاميّة من مكائد الأميركيّين والصّهاينة في بثّ الفرقة بين الشّعوب المسلمة تحت عناوين عرقيّة وطائفيّة، لِصَرف الأنظار عن مشكلة شعوب المنطقة الحقيقيّة وهي وجود «الكيان الصّهيوني» بينهم.
وممّا جاء في خطبتَي العيد:

الخطبة الأولى

بحمد الله إنّ شهر رمضان هذه السّنة كان شهراً مباركاً، والقلوب المتوجّهة إلى الله تعالى في تلاوة القرآن، وفي ليالي القدر وبالتوسّل والدعاء أوجَدَت جوّاً معنويّاً مؤثّراً وباقياً في البلد، يجب أن نغتنم هذا، وأن نشكر الله تعالى على توفيقه.
وكذلك أظهر هذا الشَّعب من نفسه، في بُعدٍ آخر للقضيّة، وهو التوجّه إلى قضايا العالم الإسلامي وقضايا الأمّة الإسلاميّة، حركةً ظاهرةً وساطعة، وهي حركة «يوم القدس».
وفي عامنا هذا، هناك شعوبٌ أخرى أيضاً، تناغَمَت مع «يوم القدس»، وشاركت شعب إيران نداءه أكثر من السّنوات السّابقة. ففي بعض الدّول التي كان تسلّطُ وهيمنةُ بقايا الأنظمة الطاغوتيّة مانعَين من أن يُظهر النّاسُ مشاعرهم بشأن فلسطين، فإنّهم استطاعوا هذه السّنة في تلك الدّول أيضاً، بحمد الله، أن ينزلوا إلى الميدان؛ وهذا التيّار سوف يستمرّ بمشيئة الله.
أولئك الذين أَعرضوا عن الحقيقة والمعنويّات، وعن الله وعن الدِّين، فإنّ الله تعالى من سعة رأفته ورحمته يدعوهم إليه، وشبابنا الأعزّاء الذين نالوا في هذا الشّهر تلك النّورانيّة سيحفظونها إن شاء الله لأنفسهم؛ فليحفظوا هذا الذُّخر إلى آخر عمرهم. فلنحفظ الأُنس بالقرآن، والتّوجّه إلى الله والذِّكر والمشاركة في الميادين والسّاحات التي يحبّها اللهُ تعالى لعباده.

الخطبة الثّانية

مسألتان ترتبطان ببلدنا ومجتمعنا وبالأمّة الإسلاميّة.
ما يتعلّق بنا، بالدّرجة الأولى، تلك الحادثة المُرّة ومصيبة الزلزال الذي حدث لجماعة من أبناء وطننا الأعزّاء. ولئن كان هذا الحادث قد وقع في نقطةٍ من بلدنا، ولجماعةٍ من شعبنا، لكنَّ الحزن شَمَل جميع أبناء هذا البلد. يعلم الإنسان ويشعر، وكذلك فإنّ التّجارب تدلّ، على أنّ شعبنا لم يكن أبداً لامبالٍ تجاه مثل هذه الأحداث في أيّ زاويةٍ من البلد؛ وقد تدخّل شعبنا في هذه الحادثة بحمد الله، ويجب أن يستمرّ على ذلك.
قضيّةٌ أخرى هي قضيّة «يوم القدس». هذه الحركة التي بدأها إمامنا الجليل وبحمد الله، تصبح يوماً بعد يوم أفضل، وسنةٍ بعد سنة أكثر حماسةً، هي حركة عميقةٌ جدّاً ومليئة بالمعنى، فهي ليست مجرّد مظاهرات، بل هي دمٌ يجري في عروق الأمّة الإسلاميّة، رغم أنف أولئك الذين يريدون إيداع قضيّة فلسطين وشعبها في طيّ النسيان.
بالطّبع، إنّ قضايا العالم الإسلامي في هذا المقطع من الزّمان، هي قضايا لا نظير لها. إنّ هذه التحوّلات التي تحدث في العالم الإسلامي هي تحوّلاتٌ مدهشة ومزلزلة ومصيريّة بالنسبة للأمّة الإسلامية في المستقبل. لقد بدأ عصرٌ جديد، ويتحقّق ظرفٌ جديد، ويَشهد العالم الإسلامي اليوم وضعاً جديداً، وهذا الوضع سوف يؤثّر بالتّدريج على حياة جميع شعوب العالم.
فلنسعَ في تحليلنا وفي تعرُّفنا على الأحداث، أن لا نقع في الاشتباه والخطأ. فلنعلم أنّ أمريكا والصهيونيّة هما أعداء الأمّة الإسلاميّة، وأنّ زعماء الأنظمة المتجبّرة هم أعداء الأمّة الإسلاميّة. فلو شاهدناهم في أيّ مكانٍ، في جهةٍ ما، فلنعلم أنّ تلك الجّهة هي جهة الباطل والخطأ.

الصّحوة الإسلاميّة تحدّد مصير المنطقة

وفي يوم العيد أيضاً استقبل سماحة الامام الخامنئي جمعاً من مسؤولِي الدّولة وسفراء الدّول الإسلاميّة وكانت له كلمة:
إنّ الحروب العالميّة التي حدثت بين القوى المُستكبرة في العالم بدأت من أوروبا، وقد تصارع مستعمرُو هذا العالم، لكنّ الشّعوب المسلمة وشعوب هذه المنطقة قد وقعوا في تبِعات ومشاكل هذه الحروب. وبتبع هذه الحروب، كان إيجاد هذه الزّائدة «الصهيونيّة» الخطرة والمهلكة في منطقتنا الحسّاسة، وبين الدّول الإسلاميّة، وفي قلب العالم الإسلاميّ. وبتبع هذه الحروب، كان البناء الخاطئ والهندسة المعيوبة لمنظّمة الأمم المتّحدة، ومجلس الأمن، والدّول التي تمتلك حقّ النقض. لقد كنّا غافلين، وكانت الشّعوب المسلمة في سُبات.
يُستشعَر اليوم ويُرى أنّ هذا السِّتار من الغفلة الذي يسدّ أذهان دُول المنطقة والشّعوب المسلمة في حال زوال، ويجب علينا أن نغتنم هذه الفرصة. إنّ منطقتنا الحسّاسة وشمال أفريقيا ومنطقة غرب آسيا -والتي أطلق عليها الأوروبّيّون بحسب رغباتهم، اسم الشّرق الأوسط، والمركز الحسّاس لقلب العالم- هي اليوم ببركة الصّحوة الإسلاميّة هي في حالة تعيين المصير المستقبلي لهذه المنطقة. إنّ قضية فلسطين اليوم تحوّلت مرّة أخرى إلى قضيّة أساسيّة للعالم الإسلامي؛ ولا ينبغي أن تسمحوا بضياع هذا الامتياز واختفائه تحت مؤامرات وخُدع أعداء المسلمين وأعداء الأمّة الإسلاميّة. إنّ قضية فلسطين هي قضيّة أساسيّة. وعلى مرّ الزمان كانت الشّعوب تَختبر حكوماتها بحسب مواقفها من قضيّة فلسطين.
بالطبع، إنّ العدوّ لا يجلس ساكناً، ولم يفعل ذلك من قبل؛ فإنّ مؤامرات العدوّ أصبحت أكثر تشعُّباً. ومسؤولو الدّول الإسلاميّة وحكومات هذه الدّول المسلمة ونُخَبها يتحمّلون مسؤوليّة توضيح الحقيقة للشّعوب. وقد استخدموا اليوم، وسيلةً قديمةً، كانت دوماً أداة القوى المُستكبرة والمًستبدّة للتغلّب على الشّعوب، هذه القضيّة هي بذر الخلافات؛ يجب أن نرجع إلى أنفسنا وأن نكون متيقّظين، حكومات وشعوباً.

وخلافاً للواقع، هم يخفون ذاك الشّيء الذي يمثّل خطراً أساسيّاً وتهديداً جدّيّاً للمنطقة، بل لكلّ البشرية -أي الصهيونيّة- فالصّهيونيّة هي خطرٌ على كلّ العالم. وفي يومنا هذا، فإنّ الحكومات الغربيّة هي ألعوبة لممارسات الصّهاينة. وها هم اليوم يتلقّون الضَّربات من مراكز الثّروة والقدرة والسّلطة هذه.
إنّهم يريدون زرع الشِّقاق بين الشًّعوب المسلمة وعلينا أن نعلم أنّ هذا الخلاف باطل، إنّ التّفرُّق والخلاف والشِّجار في ما بين الشًّعوب المسلمة هو سمٌّ مهلك ويجب اجتنابه.

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

15/09/2012

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات