أحسن الحديث

أحسن الحديث

16/10/2012

سورةُ الرّوم

موجز في التّفسير
سورةُ الرّوم
________من دروس «المركز الإسلامي» ________

* السُّورة الثلاثون في ترتيب سُوَر المصحف الشّريف، ومن حيث التّنزيل تَلي سورة «الانشقاق».
* آياتُها ستّون، وهي مكيّة، وقراءتُها مع سورة العنكبوت من آكَد مستحبّات اللّيلة الثّالثة والعشرين من شهر رمضان المبارك.
* اسمُ السّورة من قوله تعالى في الآية الثانية: ﴿غُلِبَت الرُّوْمُ﴾.


«الرّوم» واحدةٌ من تسع وعشرين سورة تبدأ بالحروف المقطّعة ﴿ألم﴾. واللّافت في السّوَر التي تبدأ بالحروف المقطّعة عموماً أنّ الكلام يأتي بعدها عن عظَمة القرآن الكريم: ﴿ألم * ذلك الكتابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾ البقرة:2، ﴿ألر تلك آياتُ الكِتاب الحكيم﴾ يونس:1، إلخ.. بينما نرى أنّ سورة الرّوم تبدأ مباشرة بالحديث عن غلَبة الرّوم. ولكن بالتأمّل، يتّضح أنّ ذلك أيضاً حديثٌ عن عظَمة القرآن، لأنّ الإخبار عن انتصار الرّوم على الفرس في بضع سِنين بعد هزيمتِهم أمامَهم، يُعدُّ من الإعجاز الغَيبي لكتاب الله تعالى.

محتوى السُّورة

«تفسير الأمثل» [مختصَر]: حيث إنّ هذه السُّورة جميعها نزلت بمكّة -كما هو المشهور- فإنّ محتوى السُّوَر المكّية وروحَها بادِيان عليها، فهي تبحث قبل كلِّ شيء عن المبدأ والمعاد، لأنّ فترة مكّة هي فترة تعلُّم الاعتقادات الإسلاميّة الأصليّة الأساسيّة؛ كالتّوحيد، ومواجهة الشِّرك، والتَّوجّه ليوم المعاد، والحساب، والبَعث والنُّشور. كما تُثار خلال هذه المباحث مسائلُ أخرى ترتبط بها.
ويُمكن تلخيص مضامين هذه السُّورة في سبعةِ أقسام:
1 - التّنبّؤ بانتصار الرُّوم على الفرس في معركةٍ تحدثُ في المستقبل، وذلك لما جرى من الحديث بين المسلمين والمشركين في هذا الصَّدد.
2 - جانب من طريقة التّفكير عند غير المؤمنين، وكيفيّة أحوالهم، ثمّ الوعيد بالعذاب والجزاء الإلهي يوم القيامة.
3 - آيات «عظَمة الله تعالى» في الأرض والسّماء؛ كَحُدوث البرق والرّعد والغَيث، وحياة الأرض بعد موتها. وآيات عظَمته سبحانه في وجود الإنسان؛ من قبيل خروج الحيّ من الميّت، وخروج الميّت من الحيّ، وخلْق الإنسان من تراب، ونظام الزّوجيّة، وعلاقة المودّة بين كلٍّ من الزّوجين، واختلاف الألسُن، وأيضاً نعمة النّوم في اللّيل والحركة في النّهار.
4 - الكلام عن التَّوحيد «الفطري»، بعد بيان دلائله في الآفاق وفي الأنفُس لمعرفة الله سبحانه.
5 - العودة إلى شرح أحوال غير المؤمنين والمُذنبين وتفصيل حالاتهم، وظهور الفساد في الأرض نتيجةً لآثامهم ومعاصيهم.
6 - إشارة إلى مسألة التملُّك، وحقِّ ذوي القربى، وذمّ الرِّبا.
7 - العودة -مرّةً أخرى- إلى دلائل التّوحيد، وآيات الله وآثاره، والمسائل المتعلّقة بالمعاد.


هدفُ السُّورة

«تفسير الميزان»: تُفتَتح السُّورة بوعدٍ من الله سبحانه، وهو أنّ الرّوم ستغلب الفرس في بضع سنين بعد انهزامهم أيّامَ نزول السُّورة، ثمَّ تنتقل منه إلى ذكر ميعادٍ أكبر، وهو الوعدُ بيومٍ يرجع الكلُّ فيه إلى الله عزّ وجلّ، وتقيمُ الحجّةَ حول المعاد، ثمَّ تنعطف إلى ذكر آيات الربوبيّة، وتصِف صفاتِه تعالى الخاصّة به. ثمَّ تُختَتم السُّورة بوعد النَّصر للنّبيّ صلّى الله عليه وآله، وتؤكّد القول فيه: ﴿فاصبر إنّ وعد الله حقّ ولا يستخفنّك الذين لا يوقنون﴾ الرّوم:60. وقد قيل قبَيل ذلك: ﴿..وكان حقّاً علينا نصر المؤمنين﴾ الرّوم:47.
فغرضُ السُّورة، هو الوعدُ القطعيُّ منه تعالى بنُصرة دينِه، وقد قدّم عليه نصرَ الرُّوم على الفرس في بضع سنين من حين النّزول، ليستدلَّ بإنجاز هذا الوعد على إنجاز ذلك الوعد، وكذا يحتجّ به -ومن طريق العقل- على أنّه سيُنجز وعدُه بيوم القيامة، لا ريبَ فيه.

ثوابُ تلاوتها

«تفسير مجمع البيان»: عن الرّسول الأكرم صلّى الله عليه وآله: «مَن قرأَها، كان له من الأجر عشرُ حسناتٍ بعدد كلِّ ملَكٍ سبَّح اللهَ بين السَّماء والأرض، وأَدركَ ما ضيّع في يومِه وليلتِه».
* عن الإمام الصادق عليه السلام: «مَن قرأ سورة العنكبوت والرُّوم في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين، فهو واللهِ ".." من أهل الجنّة لا أستثني فيه أبداً، ولا أخاف أن يكتبَ اللهُ عليّ في يميني إثماً، وإنّ لهاتين السُّورتَين من الله مكاناً».

تفسيرُ آياتٍ منها

بعد ذِكر الآية، نُورد هنا ما رُوي من الحديث الشريف في تفسيرها، نقلاً عن (تفسير نور الثّقلَين) للمحدّث الشيخ عبد علي الحويزي رضوان الله عليه.
O قوله تعالى: ﴿غُلبت الروم * في أدنى الأرض..﴾ الرّوم:2-3.
* الإمام الباقر عليه السلام: «..غلَبتها فارسُ في أدنى الأرض، وهي الشَّامات وما حولَها».
O قوله تعالى: ﴿أولم يسيروا في الأرض..﴾ الرّوم:9.
* الإمام الصادق عليه السلام: «معناه: أوَلم ينظروا في القرآن؟».
O قوله تعالى: ﴿ويوم تقوم الساعة..﴾ الرّوم:12.
* رسول الله صلّى الله عليه وآله: «إنّ يوم الجمعة سيّدُ الأيّام ".." وما من ملَك مقرَّب، ولا سماء، ولا أرض، ولا رياح، ولا جبال، ولا برّ، ولا بحر إلّا وهنّ يُشفِقن من يوم الجمعة أن تقومَ فيه السّاعة».
O قوله تعالى: ﴿فأمّا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يُحبرون﴾ الرّوم:15.
* عنه صلّى الله عليه وآله: «ما مِن عبدٍ يدخلُ الجنّة إلّا ويجلس عند رأسه وعند رجلَيه ثنتان من الحُور العين، تغنّيانه بأحسن صوت سمعَه الإنسُ والجنّ، وليس بمزمار الشّيطان، ولكن بتمجيدِ الله وتقديسِه».
O قوله تعالى: ﴿فسبحان الله حين تُمسون وحين تصبحون﴾ الرّوم:17.
* أمير المؤمنين عليه السلام: «من قال حين يُمسي ثلاث مرّات: ﴿..سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون * وله الحمد في السماوات والأرض وعشيّاً وحين تُظهرون﴾ الرّوم:17-18، لم يَفُتْه خيرٌ يكون في تلك اللّيلة، وصُرِفَ عنه جميعُ شرِّها. ومَن قال ذلك حين يُصبح لم يَفُتْهُ خيرٌ يكون في ذلك اليوم، وصُرِفَ عنه جميعُ شرّه».
O قوله تعالى: ﴿..ويُحيي الأرض بعد موتها..﴾ الرّوم:19.
* الإمام الكاظم عليه السلام: «ليس يُحييها بالقَطْر، ولكنْ يَبعثُ الله رجالاً فيُحيون العدلَ فتَحيا الأرضُ لإحياء العدل..».
O قوله تعالى: ﴿ومن آياته أنْ خلقكم من تراب..﴾ الرّوم:20.
* سُئل رسول الله صلّى الله عليه وآله عن آدم عليه السلام لمَ سُمِّيَ «آدم»؟ قال صلّى الله عليه وآله: «لأنّه خُلِقَ من طينِ الأرضِ وأَدِيمِها».
O قوله تعالى: ﴿فأقم وجهك للدين حنيفاً..﴾ الرّوم:30.
* الإمام الباقر عليه السلام: «هي الولاية».
** الإمام الصادق عليه السلام: «خَالِصاً مُخْلِصاً لَيْسَ فِيه شَيْءٌ مِنْ عِبَادَةِ الأَوْثَانِ». [أي منزِّهاً عبادةَ الله سبحانه عن ملاحظة غيره مطلقاً]
O قوله تعالى: ﴿..فطرة الله التي فطر الناس عليها..﴾ الرّوم:30.
* الإمام الصادق عليه السلام: «على التّوحيد، ومحمّدٌ رسولُ الله، وعليٌّ أميرُ المؤمنين».
O قوله تعالى: ﴿ ظهر الفساد في البرّ والبحر بما كسبت أيدي الناس..﴾ الرّوم:41.
* عن الإمام الباقر عليه السلام: «ذلك واللهِ يوم قالت الأنصارُ منّا أميرٌ ومنكم أمير».
O قوله تعالى: ﴿..ومن عمل صالحاً فلأنفسهم يمهدون﴾ الرّوم:44.
* الإمام الصادق عليه السلام: «إنّ العمل الصّالح لَيسبقُ صاحبَه إلى الجنّة، فيُمهّد له كما يُمهّد لأَحدِكم خادمُه فراشَه».
O قوله تعالى: ﴿..وكان حقّاً علينا نصر المؤمنين﴾ الرّوم:47.
* رسول الله صلّى الله عليه وآله: «ما من امرىءٍ مسلمٍ يردُّ عن عِرض أخيه، إلّا كان حقّاً على الله أن يردَّ عنه نار جهنّم يوم القيامة».
** الإمام الصادق عليه السلام: «حسب المؤمن نصرةً أن يرى عدوَّه يعمل بمعاصي الله عزّ وجلّ».

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

16/10/2012

دوريات

نفحات