رؤية المهدي المنتظر
المحور الثالث: رؤيته عليه السلام



63

حول رؤيته عليه السلام

تقدم أن أوضح دليل على وجود الإمام المهدي عليه السلام، أنه قد رآه عدد كبير معروفون بأسمائهم، ويعتمد على شهاداتهم.

وبالرجوع إلى المصادر العلمية، نجد أن الحديث عمن رآه عليه السلام، على ثلاثة أقسام:

الأول: من رآه عند ولادته وبعدها إلى شهادة أبيه الإمام العسكري عليهما السلام.(1)

64

الثاني: من رآه عليه السلام، في الغيبة الصغرى، أي مابين عام 255 تقريباً، وعام 329 هجرية.(2)

الثالث: من رآه عليه السلام، في الغيبة الكبرى، أي مابعد عام 329 هجرية.(3)

ومن الواضح أن القسمين الأول والثاني، قد اكتملا باكتمال ظرفهما التاريخي، بينما يبقى القسم الثالث مفتوحاً ما دامت الغيبة الكبرى مستمرة وقائمة.

ولايتسع المجال في هذا الموجز للتفصيل في أي من هذه

65

 الأقسام الثلاثة، ولذا اكتفيت بإيراد ثبت دقيق في الهوامش بأهم المصادر التي استوفت الحديث عنها بأسلوب علمي يعتمد الدليل والبرهان.

ما ينبغي التفصيل فيه هنا، هو إمكان رؤيته عليه السلام في الغيبة الكبرى، بقطع النطر عن الدخول في إيراد الوقائع التي يتكفل بها القسم الثالث من الأقسام المتقدمة.

يدعو إلى هذا التفصيل، أن ثمة شبهة تم تداولها، تقول بأنه لايمكن أن يرى أحد الإمام المهدي عليه السلام في الغيبة الكبرى.

وقد استند من وقع في مغالطة هذه الشبهة إلى رسالة مختلف في تفسيرها، متفق على صحة صدورها من الإمام المهدي عليه السلام، إلى آخر نوابه الخاصين الأربعة، الذين كان كل منهم الواسطة بينه وبين الناس في الغيبة الصغرى، ويعبر عنه ب" السفير".

واسم النائب الخاص و" السفير" الرابع،  علي  بن محمد السُّمَّري.

ما ستتم معالجته في مايلي، هو استعراض آراء كبار العلماء المشهود بفرادة تخصصهم في مجالي سعة البحث وعمق التحقيق، لبيان كيف أنهم جميعاً يصرحون إما بإمكان الرؤية، أو بوقوعها وتحققها.

66

ستجد النادر منهم  يتحدث عن الإمكان، فيما تتحدث الأكثرية المطلقة منهم عن تحقق الرؤية ووقوعها.

وإليك التوضيح.

روى الشيخ الصدوق(.. - 381هجرية)  وغيره، أن السُّمريَّ - آخر السفراء الأربعة(4) عليهم الرحمة والرضوان - أخرج إلى الناس توقيعاً {أي مكتوباًً، من صاحب الزمان عجّل الله تعالى فرجه} هذا نصه:

بسم الله الرحمن الرحيم

"يا علي بن محمد السمريّ، أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام, فاجمع أمرك, ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة الثانية {في بعض النسخ "التامة"} فلا ظهور إلا بعد إذن الله عز وجل, وذلك بعد طول الأمد, وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جَوراً، وسيأتي شيعتي من يدّعي المشاهدة، ألا فمن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة، فهو كاذب مفتر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم". (5)

67

والسؤال الذي أحاول هنا الإجابة عنه:

هل يمكننا أن نرى الإمام المنتظر في عصر الغيبة الكبرى؟ أم أن ذلك ممتنع، نظراً لما جاء في هذا التوقيع؟

68

والجواب: لا شك في أن النيابة الخاصة - بمعنى أن يكون شخص على صلة مستمرة به عليه السلام، يعرض الناس مشاكلهم عليه, ويعرضها بدوره على الإمام المنتظر صلوات الله عليه, كما كان الأمر في الغيبة الصغرى - أمرٌ انتهى بانتهاء تلك الغيبة.

وكل رواية تنفي إمكان الرؤية والمشاهدة في عصر الغيبة الكبرى، ينبغي حملها على نفي هذا النوع من المشاهدة المقترنة بنيابة خاصة, وقد صرّح بهذا كما سترى- في الأعصار والقرون المتعاقبة، من القرن الخامس الهجري وحتى قرننا الحالي( أوائل الخامس عشر) - جمع من كبار العلماء الرواد المعترف بمقامهم العلمي، رضوان الله عليهم, وتدل نصوصهم بكل وضوح على أن التشرف بلقائه عليه السلام ممكن, بل صرّح أكثرهم بوقوعه. وإليك جانباً من أقوالهم:

1 – السيد المرتضى(6) (355 – 436 هـ ):

69

قال عليه الرحمة:
".. إنه غير ممتنع أن يكون الإمام عليه السلام يظهر لبعض أوليائه، ممن لا يخشى من جهته شيئاً من أسباب الخوف، فإن هذا ما لا يمكن القطع على ارتفاعه وامتناعه، وإنما يعلم كل واحد من شيعته حال نفسه، ولا سبيل إلى العلم بحال غيره"
.
(7)

وجواباً عن سؤال آخر قال عليه الرحمة:

"أول ما نقوله: إنا غير قاطعين على أن الإمام عليه السلام، لا يصل إليه أحد، ولا يلقاه بشر، فهذا أمر غير معلوم، ولا سبيل إلى القطع عليه".(8)

2- صاحب كنز الفؤائد الشيخ الكراجكي(9) ( ت 449 هـ ):

70

قال - رحمه الله- في معرض بيان الفائدة من وجود الإمام، رغم غيبته:

"ولسنا مع ذلك نقطع على أن الإمام عليه السلام، لا يعرفه أحد، ولا يصير {يصل} إليه، بل قد يجوز أن يجتمع به طائفة من أوليائه، تستر اجتماعها به وتخفيه".(10)

* وقال أيضاً:

"وإمام الزمان عليه السلام، وإن كان مستتراً عنهم {الفقهاء} بحيث لا يعرفون شخصه، فهو موجود بينهم، يشاهد أحوالهم،

71

 ويعلم أخبارهم، فلو انصرفوا عن النقل، وضلّوا عن الحق، لما وسعته التقيّة، ولأظهره الله سبحانه ومنع منه، إلى أن يبين الحق، ويثبت الحجة على الخلق".(11)

3- الشيخ الطوسي(12) (385 -460 هـ):

72

في مقام الإجابة عن السؤال المتقدم، قال عليه الرحمة:
"وما ينبغي أن يقال في الجواب، هو أننا لا نقطع على استتاره عن جميع أوليائه، بل يجوز أن يظهر لأكثرهم".
(13)

وفي معرض الحديث عن ظهوره عليه السلام قال رحمه الله:
"إن الأعداء، وإن حالوا بينه وبين الظهور على وجه التصرف والتدبير، فلم يحولوا بينه وبين لقاء من شاء من أوليائه، على سبيل الإختصاص، وهو يعتقد طاعته ويوجب اتباع أمره".
(14)
وقال رحمه الله، في الرسائل العشر:
 " لا استبعاد في طول حياة القائم عليه السلام، لأن غيره من

73

 الأمم السالفة عاش ثلاثة آلاف سنة ، كشعيب النبي، ولقمان عليهما السلام، ولأن ذلك أمر ممكن، والله تعالى قادر عليه.(15)
4- الشيخ محي الدين بن عربي(560-638 )
(16)

74

تحدث الشيخ - الظاهرة - ابن عربي عن الإمام المهدي عليه السلام في الكثير من كتبه، بل أفرد بعض مؤلفاته للحديث عنه عليه السلام، وقد تميز ما أورده عن المهدي في " الفتوحات المكية" بثلاثة أمور رئيسة:
الأول:
حديثه عن إمكانية الرؤية ووقوعها .

الثاني:
حديثه عن رؤيته للمهدي عليه السلام،( بفاس، من بلاد المغرب).
الثالث:رؤية ابن عربي{ العلامة التي له، قد أخفاها الحق فيه{المهدي} عن عيون عباده
}.

قال الشيخ ابن عربي:
"
وأما خاتم الولاية المحمدية، وهو الختم الخاص لولاية أمة محمد الظاهرة، فيدخل في حكم ختميته عيسى (ع) وغيره كإلياس والخضر وكل ولي لله تعالى من ظاهر الأمة، فعيسى ع وإن كان ختماً، فهو مختوم تحت ختم هذا الخاتم المحمدي، وعلمت حديث هذا الخاتم المحمدي بفاس من بلاد المغرب، سنة أربع وتسعين وخمسمائة، عرفني به الحق، وأعطاني علامته، ولا أسميه، ومنزلته من رسول الله (ص) شعرة واحدة من جسده (ص) ولهذا يشعر به إجمالاً، ولا يعلم به

76

 تفصيلاً، إلا من أعلمه الله به، أو من صدقه - إن عرفه بنفسه - في دعواه ذلك، فلذلك عرف بأنه شعرة من الشعور، ومثال الشعور أن ترى باباً مغلقا على ميت، أو صندوقا مغلقا فتحس فيه بحركة توذن أن في ذلك البيت حيواناً، ولكن لا يعلم أي نوع هو من أنواع الحيوان، أو يشعر أنه إنسان ولا يعرف له عيناَ فيفصله من غيره، كما نعلم بثقل الصندوق أنه يحتوي على شئ أثقله، لا يعلم ما هو عين ذلك الشئ المختزن في ذلك الصندوق، فمثل هذا يسمى شعوراً لهذا الخفاء".(17)

وليلاحظ أن ماتقدم ليس نصاً في رؤيته المهدي عليه السلام، بل هو المظنون به، لأنه قال:"وعلمت حديث هذا الخاتم المحمدي بفاس من بلاد المغرب، سنة أربع وتسعين وخمسمائة، عرفني به الحق، وأعطاني علامته، ولا أسميه". وهو تعبير ترجح معه الرؤية جداً، ولاتتعين، ومن مرجحاتها التصريح الآتي بالرؤية.
وقال الشيخ:
"السؤال الثالث عشر: فإن قلت: ومن الذي يستحق خاتم الأولياء، كما يستحق محمد صلى الله عليه( وآله) وسلم خاتم النبوة؟ فلنقل في

77

 الجواب: ألختم ختمان".." وأما ختم الولاية المحمدية، فهي لرجل من العرب، من أكرمها أصلاً ويداً، وهو في زماننا اليوم موجود، عرفت به سنة خمس وتسعين وخمسمائة، ورأيت العلامة التي له قد أخفاها الحق فيه عن عيون عباده، وكشفها لي بمدينة فاس، حتى رأيت خاتم الولاية منه، وهو خاتم النبوة المطلقة {وهي الولاية الخاصة(18)} لا يعلمها كثير من الناس، وقد ابتلاه الله بأهل الإنكار عليه في ما يتحقق به من الحق في سره، من العلم به، وكما أن الله ختم بمحمد صلى الله عليه( وآله) وسلم نبوة الشرائع، كذلك ختم الله بالختم المحمدي الولاية التي تحصل من الورث المحمدي، لا التي تحصل من سائر الأنبياء".(19)

ومن الواضح أن قوله:" ورأيت العلامة التي له قد أخفاها الحق فيه عن عيون عباده، وكشفها لي بمدينة فاس، حتى رأيت خاتم الولاية منه، وهو خاتم النبوة المطلقة" صريح في رؤية ابن عربي الإمام المهدي عليه السلام، بناء على ماهو المتعين من رأيه في" ختم الولاية، كما سيأتي.
تجدر الإشارة إلى أن مراده ب( العلامة)، مارواه الشيعة

78

 والسنة أن من خصائص المهدي عليه السلام، وجود علامة على كتفه الأيمن.(20)
كما تجدر الإشارة إلى أن الشيخ ابن عربي تحدث شعراً عن العلامة الأخرى" الخال" فقال:
 
الباب السبعون ومائتان في معرفة منزل القطب والإمامين من المناجاة المحمدية ).
 منزلة القطب والإمامة * منزلة ما لها علامة
 يملكها واحد تعالى * عن صفة السير والإقامة
 يعلوه في لونه اصفرار * في أيمن الخد منه شامة
 خفية ما لها نتو * أيده الله بالسلامة
توجه الله بالمعالي * في عالم الأمر في القيامة
(21)

وقد كثر كلام شراح الشيخ ابن عربي حول مراده ب"ختم الأولياء" وتعدُّد مصاديق هذا المصطلح عنده(22) لذلك

79

 أذكر شاهدين يؤكدان أن مراده بختم الولاية الذي التقاه هو الإمام المهدي عليه السلام.

الأول:  قوله نثراً، وشعراً:

".. وفي زمانه يقتل السفياني عند شجرة  بغوطة دمشق، ويخسف بجيشه في البيداء بين المدينة ومكة، حتى لا يبقى من الجيش إلا رجل واحد من جهينة، يستبيح هذا الجيش مدينة الرسول (ص) ثلاثة أيام، ثم يرحل يطلب مكة، فيخسف الله به في البيداء، فمن كان مجبوراً من ذلك الجيش مُكرهاً يحشر على نيته. القرآن حاكم والسيف مبيد ولذلك ورد في الخبر، أن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.
لا إن ختم الأولياء شهيد * وعين إمام العالمين فقيد
 هو السيد المهدي من آل أحمد * هو الصارم الهندي حين يبيد
هو الشمس يجلو كل غم وظلمة * هو الوابل الوسمي حين يجود.

وأضاف: 
 وقد جاءكم زمانه وأظلكم أوانه، وظهر في القرن الرابع

80

 اللاحق بالقرون الثلاثة الماضية، قرن رسول الله (ص) وهو قرن الصحابة، ثم الذي يليه، ثم الذي يلي الثاني، ثم جاء بينهما فترات، وحدثت أمور، وانتشرت أهواء، وسفكت دماء، وعاثت الذئاب في البلاد، وكثر الفساد، إلى أن طم الجور وطما سيله وأدبر نهار العدل بالظلم حين أقبل ليله، فشهداؤه خير الشهداء، وأمناؤه أفضل الأمناء، وإن الله يستوزر له طائفة خبأهم له في مكنون غيبه، أطلعهم كشفاً وشهوداً على الحقائق، و( على) ما هو أمر الله عليه في عباده..".(23)

الثاني:
قوله في الفتوحات المكية عن نبي الله عيسى، وعن المهدي المنتظر،عليهما السلام:
عيسى "
وهبه لمريم بشراً سوياً، رفعه الله إليه، ثم ينزله وليا خاتم الأولياء في آخر الزمان، يحكم بشرع محمد (ص) في أمته، وليس يختم إلا ولاية الرسل والأنبياء، وختم الولاية المحمدي يختم ولاية الأولياء، لتتميز المراتب بين ولاية الولي وولاية الرسل، فإذا نزل ولياً، فإن خاتم الأولياء، يكون ختماً لولاية عيسى من حيث ما هو من هذه الأمة، حاكماً بشرع

81

 غيره، كما إن محمداً خاتم النبيين، وإن نزل بعده عيسى كذلك حكم عيسى في ولايته بتقدمه بالزمان خاتم ولاية الأولياء، وعيسى منهم ورتبته قد ذكرناها في كتابنا المسمى عنقاء مغرب فيه ذكره وذكر المهدي الذي ذكره رسول الله (ص) فأغنى عن ذكره في هذا الكتاب ".(24)
5
- السيد ابن طاوس (589 -664 هـ ):
(25)

82

قال المحدّث النوري:
 يقول( السيد ابن طاوس عليه الرحمة) في رسالة المواسعة والمضايقة: "وسمعت من شخص لا أذكر اسمه عن مواصلة بينه وبين مولانا المهديّ صلوات الله عليه، ولو كان يسوغ نقلها لبلغت عدة كراريس، وهي تدل على وجوده المقدس وحياته ومعجزته".
(26)
أضاف المحدث:

"وقال السيد المعظم المذكور- ابن طاوس - طاب ثراه في كتاب " فرج المهموم في معرفة الحلال والحرام من النجوم":

"وقد أدركت في زماني جماعة يذكرون أنهم شاهدوا المهديّ صلوات الله عليه، وكان بينهم أشخاص يحملون منه عليه السلام رقاعاً، وعرائض عرضت عليه (أرواحنا له الفداء)، ومن جملة ذلك خبر علمت صدقه، وهو كما يلي:

83

أخبرني من لم يأذن لي بذكر اسمه، ثم يذكر قصة هذا الشخص وأنه تشرف بلقاء الحجة عليه صلوات الله وسلامه".(27)

بل يظهر بوضوح من نصوص متعددة له عليه الرحمة في هذا الكتاب، أنّ رؤيته عليه السلام، والتشرف بلقائه أمر مفروغ منه، ولا مجال للنقاش فيه أبداً.

وأبرز ما في هذا المجال أنه ينقل قصة شخص رأى الإمام عليه السلام، وأرسله الإمام إليه (أي إلى السيد ابن طاوس).(28)

 بل صرّح السيد نفسه بسماع صوت الإمام عليه السلام، فقال في "مهج الدعوات":

"وكنت أنا بسرّ من رأى فسمعت سحراً دعاءه عليه السلام، فحفظت منه عليه السلام من الدعاء لمن ذكره من الأحياء والأموات: "وابعثهم في عزّنا وملكنا، وسلطاننا ودولتنا". وكان ذلك في ليلة الأربعاء ثالث عشر ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وستمائة.(29)

84

وقد تحدث السيد ابن طاوس عليبه الرحمة في كتابه "كشف المحجة" عن إمكانية رؤية الإمام عليه السلام في عدة أماكن تصريحاً وتلويحاً, ثم نقل كلاماً مطولاً يخاطب السيد به ابنه حول الإمام المنتظر, ومن جملته قول:

"وإن أدركت يا ولدي موافقة توفيقك لكشف الأسرار عليك، عرّفتك من حديث المهدي صلوات الله عليه، ما لا يشتبه عليك، وتستغني بذلك عن الحجج المعقولات، وعن الروايات فإنه صلى الله عليه وآله حي موجود على التحقيق".

وبعد ذلك بقليل يقول له:
"فاعلم ذلك يقيناً واجعله عقيدة, فإن أباك عرفه أبلغ من معرفة ضياء شمس السما".
(30)

وهذه التصريحات والتلويحات من السيد رحمه الله، تؤيد ما يُذكر من أنه أكثر علمائنا الأبرار تشرفاً بلقاء بقية الله في الأرضين عليه صلوات الله تعالى، يليه في ذلك السيد بحر العلوم رحمهما الله تعالى.

6 – السيد رضي الدين الآوي ( ت 654 هـ ):

قال عنه المحدث الشيخ عباس القمي عليه الرحمة:

85

".. السيد العابد الزاهد الصالح, صاحب المقامات العالية, والكرامات الباهرة, صديق السيد ابن طاووس الذي يعبر عنه السيد في كتبه بالأخ الصالح، وهو الذي ينتهي إليه سند بعض الإستخارات.."(31)

وبعض الإستخارات التي أشار إليها المرحوم المحدث القمي، هي الإستخارة التي يرويها السيد الآوي عن الإمام صاحب الأمر عجّل الله تعالى فرجه, وهي استخارة مشهورة في كتب العلماء يرويها العلامة الحلي عن والده، عن السيد الآوي, ويرويها الشيخ الشهيد الأول في "الذكرى"، عن جملة من مشايخه, عن العلامة الحلي، عن والده، عن السيد الآوي .(32)

وللمحدث النوري عليه الرحمة تحقيق حول هذه الإستخارة، كما أن المحدث القمي أورد هذه الإستخارة في "الباقيات الصالحات"الملحق بكتابه الشهير" مفاتيح الجنان.(33)

ولا شك أن اهتمام هؤلاء الأعلام بهذه الإستخارة، ناشيء عن كون السيد الآوي, وهو المعروف في عدالته, قد رأى

86

 الإمام عليه السلام في اليقظة, إلا أني لم أجد تصريحاً بذلك, ولعل منشأه تجنّب العلماء الأعلام عادةً التصريح بذلك، ابتعاداً عن شبهة ادعاء النيابة الخاصة، أو ابتعاداً عن شبهة التظاهر والرياء.

وعلى هذا فنكون هنا أمام شهادة من العلامة الحلي (648 – 726 هـ) ووالده، ومن الشهيد الأول (734 –786) وغيرهم بإمكان رؤية الحجة صلوات الله عليه, بل ووقوع ذلك.

7 – المحدث الإربلي (693 هـ):

هو صاحب كتاب "كشف الغمة في معرفة الأئمة". قال عنه المحدث القمي عليه الرحمة: "من كبار العلماء الإمامية..".(34)

قال الإربلي عليه الرحمة:

"وأنا أذكر من ذلك قصتين قرب عهدهما من زماني, وحدثني بهما جماعة من ثقاة إخواني".

 ثم ذكر قصة الهرقلي، وقصة السيد باقي بن عطوة, ثم عقب عليهما بقوله:

"والأخبار عنه عليه السلام في هذا الباب كثيرة, وأنه رآه جملة

87

 قد انقطعوا في طريق الحجاز وغيرها، فخلّصهم وأوصلهم إلى حيث أرادوا، ولولا التطويل لذكرت منها جملة, ولكن هذا القدر الذي قرب عهده من زماني كاف.(35)

8 – العلامة الحلي ( 648 – 725 ):

بين قصص اللقاء، قصة تشرف العلامة الحلي برؤية الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف، ويروي هذه القصة العالم الجليل التنكابني في كتابه القيّم "قصص العلماء" عن العالم الشيخ اللاهيجي عن أستاذه، أنه رأى القصة بخط العلامة الحلي في نسخة كانت له من كتاب " التهذيب " للشيخ الطوسي، وقد دوّن العلامة هذه القصة على هامش رواية كان الإمام عليه السلام قد حدد له مكانها من كتاب "التهذيب"(36)

9- المقدس الأردبيلي ( ت 993 هـ ):

وهو عليه الرحمة من أئمة العلماء المحققين، وسادة الزهاد والمتهجدين، وقصة تشرّفه بلقاء الحجة المنتظر أرواحنا له

88

 الفداء، صحيحة السند، كما أن عدداً من كبار العلماء نقلوها ووثقوها، وذلك شهادة منهم بوقوع الرؤية أيضاً.

وقد ذكر المقدس الأردبيلي في كتابه "حديقة الشيعة" أنه جمع بين توقيع السمري، وقصص اللقاء في كتاب سمّاه "النص الجلي على إمامة مولانا علي"(37).

10- صاحب المعالم الشيخ حسن بن الشهيد الثاني عليهما الرحمة (959 - 1011 هـ):

أورد المحدّث النوري عليه الرحمة نقلاً عن "الدر المنثور" ما يلي:

"سمعت من بعض مشايخنا وغيرهم أنه لما حج كان يقول لأصحابه: نرجو من الله سبحانه أن نرى صاحب الأمر عليه السلام، فإنه يحجّ في كل سنة، فلما وقف بعرفة أمر أصحابه أن يخرجوا من الخيمة ليتفرغ لأدعية عرفة، ويجلسوا خارجها مشغولين بالدعاء، فبينما هو جالس إذ دخل عليه رجل لا يعرفه فسلّم وجلس، قال: فبهت منه، ولم أقدر على الكلام، فكلمني

89

 بكلام – نقله ولا يحضرني الآن – وقام، فلما قام وخرج خطر ببالي ما كنت رجوته، وقمت مسرعاً فلم أره، وسألت أصحابي فقالوا: ما رأينا أحداً دخل علي(38).

وفي هذا النص تصريح باعتقاد صاحب المعالم بإمكانية رؤية الإمام عليه السلام، وهو - لا غيره - محل الشاهد.

11- المجلسيّ الأول (والد صاحب البحار) (1003- 1070 هـ ):

يروي عليه الرحمة دعاء اليماني عمّن رأى الإمام المنتظر ويصرّح بذلك، كما يصرّح به أيضاً ولده العلامة المجلسيّ رحمهما الله(39) وستجد في الفقرة (12) التصريح بأنه رأى الإمام المنتظر عليه السلام في الجامع العتيق في أصفهان، بل في بعض نصوصه ما يدل بوضوح على رؤيته الإمام عليه السلام في سامرّاء أيضاً.

90

12- الحر العاملي صاحب "وسائل الشيعة" (1033 - 1104 هـ):

أورد في كتابه "إثبات الهداة" القصة التي يتحدث فيها عن رؤيته صاحب الأمر – عجّل الله تعالى فرجه الشريف - بين النوم واليقظة، ثم قال بعد إيراد عدة قصص مشابهة: وقد أخبرني جماعة من ثقاة الأصحاب أنهم رأوا صاحب الأمر في اليقظة وشاهدوا منه معجزات ".." وأخبرهم بعدة مغيبات ودعا لهم ".." وأنجاهم من أخطار مهلكات ".." وكلها من أوضح المعجزات(40). وفي مكان آخر – في معرض تعليقه على قصص اللقاء - يقول:

وقد تواتر عنه عليه السلام مثل هذا في زماننا وما قبله، وما يظهر من بعض الروايات مما يوهم استحالة ذلك غير صريح، مع احتمال حمله على الأغلبية أو على من يدّعي أنه مع المشاهدة عرفه، أو عرّفه نفسه، بخلاف ما لو عرّفه إياه غيره، أو ظهر له منه إعجاز، ولا يخفى ما في سدّهم عليهم السلام لذلك الباب من المصلحة ودفع المفسدة(41).

91

13- العلامة المجلسي (الثاني) صاحب البحار (1037 - 1111 هـ):

يروي رحمه الله قصة حرز اليماني عن والده، كما أورد في "بحار الأنوار" العديد من قصص اللقاء مما يكشف بوضوح عن رأيه في مسألة التشرُّف بلقاء الإمام المهديّ، ورؤيته عليه السلام.

وبالإضافة إلى ذلك فقد ذكر في شرح الحديث الذي يبين فيه عليه السلام أن انتفاع الناس به في غيبته كالشمس إذا غيّبها عن الأنظار السحاب، ثمانية أوجه منها:

"السادس": إن الشمس قد تخرج من السحاب وينظر إليها بعض الناس دون الآخرين، فكذلك يمكن أن يظهر عليه السلام في أيام غيبته لبعض الخلق دون بعض(42).

14- الشيخ أبو الحسن بن معتوق بن عبد الحميد الفتوني النباطي العاملي (ت 1140 هـ):

وهو جدّ صاحب "الجواهر" وتلميذ المجلسي الأول، وينقل صاحب الجواهر بعض آرائه الفقهية(43).

قال المحدّث صاحب "المستدرك" ما ترجمته:

92

يقول في كتاب "ضياء العالمين" بعد أن ينقل بعض قصص من شاهد الإمام المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف:

"المنقولات المعتبرة في رؤية صاحب الأمر عليه السلام غير ما ذكر كثير، حتى في هذه الأزمنة القريبة، وقد سمعت من الثقاة أن مولانا الأردبيلي رآه عليه السلام في جامع الكوفة، وسأله مسائل، وأن مولانا محمد تقي والد شيخنا رآه عليه السلام في الجامع العتيق بأصفهان"(44).

15- السيد بحر العلوم (1155 - 1212 هـ):

في معرض حديثه عن التوقيعات التي خرجت من الناحية المقدسة إلى الشيخ المفيد – رضوان الله عليه – قال السيد عليه الرحمة والرضوان:

"وقد يشكل أمر هذا التوقيع بوقوعه في الغيبة الكبرى مع جهالة حال المبلّغ ودعواه المشاهدة المنفية بعد الغيبة الكبرى, ويمكن دفعه باحتمال حصول العلم بمقتضى القرائن, واشتمال التوقيع على الملاحم والإخبار عن الغيب الذي لا يطّلع عليه إلا الله وأولياؤه بإظهاره لهم، وأن المشاهدة المنفية أن يشاهد الإمام, ويعلم أنه الحجة عليه السلام حال مشاهدته له، ولم يعلم من

93

 المبلّغ ادعاؤه لذلك. وقد يمنع أيضاً امتناعها في شأن الخواص وإن اقتضاه ظاهر النصوص بشهادة الإعتبار ودلالة بعض الآثار(45)".

وتجد في قصص السيد بحر العلوم – قدّس سره – التي نقلت في كثير من المصادر بأسانيد صحيحة تصريحه مراراً بأنه تشرف بلقائه عليه السلام(46).

وقد ذكر المحدث صاحب "المستدرك" عليه الرحمة نقلاً عن "الفوائد الرجالية" قول السيد حول الإجماع ما ترجمته:

"وقد يحصل لبعض حفظة الأسرار من العلماء الأبرار العلم بقول الإمام بعينه بوجه لا ينافي امتناع الرؤية في مدة الغيبة، ولا يتمكن من التصريح بنسبة ذلك القول للإمام, فيظهر ذلك القول في صورة الإجماع جمعاً بين إظهار الحق والنهي عن إفشاء مثل هذا السر"(47).

16 – المحقق القمي صاحب "القوانين" (1151 – 1231 هـ):

94

اشتهر في العديد من المصادر سؤاله السيد بحر العلوم عن بعض مشاهداته, وكلام السيد معه حول أنه رآه عليه السلام, وتجد ذلك في قصص السيد بأسانيد صحيحة, منها ما أورده التنكابني صاحب "قصص العلماء" عن المولى السلماسي الذي كان حاضراً في مجلس ضم السيد بحر العلوم وصاحب القوانين وجرى فيه الكلام عن رؤية المولى بقية الله أرواحنا فداه(48).

17 – المحدث النوري صاحب "المستدرك" (1254 – 1320 هـ):

ألّف رحمه الله كتاب "جنة المأوى" وأورد فيه الكثير من قصص اللقاء، وقد أدرج هذا الكتاب في الجزء الثاني والخمسين من بحار الأنوار، كما أفرد في موسوعته القيمة "النجم الثاقب" حوالي مائتي صفحة لسرد قصص الذين تشرّفوا بلقائه عليه السلام, واعتنى بتصحيح أسانيد هذه القصص، بل إنه ينقل بعضها عمّن شاهده عليه صلوات الله وسلامه كما في قصتي الحاج علي البغدادي والسيد الرشتي, رحمهما الله. وقد عبّر رحمه الله عن رأيه في الأحاديث الواردة التي ظاهرها نفي إمكانية الرؤية في عصر الغيبة الكبرى, فقال:

95

"إنها لا تنهض لمعارضة الوجدان القطعي الذي يحصل من مجموع هذه القصص والحكايات"(49).

18 – السيد محسن الأمين رحمه الله (1284 – 1373 هـ):

قال عليه الرحمة:
"وقد جاءت أحاديث دالة على عدم إمكان الرؤية في الغيبة الكبرى, وحكيت رؤيته عليه السلام عن كثيرين في الغيبة الكبرى, ويمكن الجمع بحمل نفي الرؤية على رؤية من يدّعي المشاهدة مع النيابة وإيصال الأخبار من جانبه على مثال السفراء أو بغير ذلك"
(50).

***

هذه أقوال بعض كبار علمائنا الأبرار في مسألة الرؤية, وهي تكاد تغطي الفترة الممتدة من القرن الرابع حتى القرن الرابع عشر الهجري، وما هي إلا جانب مما يجده المتتبع في هذا المجال, بل يمكن الجزم بالإجماع على إمكان الرؤية ووقوعها.

ولم أجد أحداً من العلماء يتبنى القول بعدم إمكان رؤيته عليه السلام, وليس من الصحيح أبداً أن يدرس توقيع

96

 السمري رحمه الله بمعزل عن هذه الحقيقة التي تلتقي عندها كلمات العلماء الأعلام، فهم رغم علمهم به يصرّحون بإمكان اللقاء أو وقوعه كما رأيت.

وهل السبب في ذلك ردّهم لهذا التوقيع, أم الجمع بينه وبين ما صحّ من قصص الرؤية, أو العلم وجداناً بوقوع الرؤية.

وقد تقدم في كلام السيد بحر العلوم وكذلك في كلام الحر العاملي عليهما الرحمة ما يدل على الثاني.

إلا أن المحدث صاحب "المستدرك" تناول هذا التوقيع بالتحقيق, وأفرد الباب الثامن من كتابه الموسوعي "النجم الثاقب"  للجمع بين الروايات التي يفهم منها نفي المشاهدة، وبين قصص المشاهدة الصحيحة السند, وذكر ستة أجوبة, منها:

إن هذا الخبر – توقيع السمري – ضعيف, وما عداه أخبار آحاد ليست نتيجتها إلا الظن, ولا تورث جزماً ولا يقيناً، ولذا فلا يمكنها أن تعارض الوجدان القطعي الحاصل من مجموع هذه القصص والحكايات, وإن لم يحصل من كل منها منفرداً..

إلى أن يقول:
"فكيف يصح الإعراض عنها لوجود خبر ضعيف"
(51).

97

***

بعد هذه الجولة، مع آراء العلماء الأعلام, عبر القرون، أعيد طرح السؤال الذي كنت بصدد الإجابة عنه:

هل يمكننا أن نرى الإمام صاحب الزمان عليه السلام في الغيبة الكبرى؟

وقد أصبحت الإجابة واضحة، فلا مجال على الإطلاق لنفي إمكانية التشرف بلقائه عليه صلوات الرحمن، ومن حاول نفي ذلك فرأيه شاذ لا يلتفت إليه.

يبقى أن من الضروري أن نعزز في نفوسنا الإعتقاد بإمكانية الرؤية ووقوعها – بالإضافة إلى الوقوف على آراء العلماء – بمحاولة فهم دلالة توقيع السمري عليه الرحمة, بما لا يتنافى مع قصص اللقاء.

فكيف ذلك؟

والجواب عن السؤال الأول، هو الآتي:

أولاً: ينبغي الوقوف من نص توقيع السمري عند فقرة" وسيأتي شيعتي من يدّعي المشاهدة, ألا فمن ادّعى قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذب مفتر".

والفقرة واضحة الدلالة على أن "من يدّعي المشاهدة" يدّعيها أمام الشيعة فهو إذاً يحرص أن يكسب دعواه بعداً اجتماعياً، ويتصدى لادعاء ذلك أمام جمهور الشيعة.

98

هذا هو المعنى الذي ينسجم مع طبيعة العبائر، وينسجم أيضاً مع مهمة توقيع يهدف إلى إقفال باب النيابة الخاصة، قطعاً للطريق على كل محاولة قد يقدم عليها بعض المنحرفين, بتحريك من السلطة, أو بمعزل عنها.

ولا دليل في هذا التوقيع على تأسيس أصل جديد, يرقى إلى إثبات منع رؤيته عليه السلام على الإطلاق.

وعندما تتأمل قصص اللقاء بروية وموضوعية، تجد أن ما صح منها – وهو كثير – لا ينطبق عليه عنوان: "وسيأتي شيعتي من يدّعي المشاهدة" فأصحاب هذه القصص يتكتمون عليها عادةً، وقد يصعب جداً سماعها منهم، ثم إنهم إذا حدّثوا بها حرصوا على أن يكون ذلك في أضيق نطاق، ومن السائد أن لا تعرف عنهم إلا بعد وفاتهم.

ولا ينافي ذلك أن تُعرف القصة في حياة صاحبها دون أن يعرف هو، ولا ينافيه أيضاً أن تُعرف ويُعرف صاحبها في حياته، ولكن على نطاق خاص جداً، كما هو الأمر في غالب القصص، ونجد في بعضها – ما عدا الغالب – الأمر من الإمام عليه السلام بنشر خبر الرؤية ومضمونه، كما ورد في قصة الحاج علي البغدادي التي هي في طليعة القصص سنداً ودلالة.

99

والخلاصة:
إن توقيع السمري لا دلالة له أبداً على نفي مشاهدة الإمام عليه السلام مع التكتُّم على ذلك، ولا على نفي المشاهدة التي تقترن بادعائها أمام عدد قليل من الناس، لأن من يفعل ذلك لا ينطبق عليه أنه أتى الشيعة يدّعي المشاهدة.

ثانياً: والقول الفصل هو ما تنبه له المحقق الجليل الشيخ النهاوندي في كتابه الموسوعي القيّم "العبقري الحسان" حيث قال:

"لا معارضة بين التوقيع الشريف (توقيع السمري) وأمثال هذه الحكايات حتى يحتاج إلى الجمع, لأن التوقيع الشريف بصدد منع دعوى الظهور, والمشاهدة فيه (التوقيع) بمعنى الظهور والحضور, كما في الآية المباركة "فمن شهد منكم الشهر فليصمه" لا بمعنى الرؤية، ليقع العلماء في حيص بيص في الجمع بين التوقيع الشريف وهذه الحكايات." والقرينة على المعنى أمران:

100

الأول: قوله عليه السلام: "فلا ظهور إلا بعد الهرج والمرج, والفتنة والفساد".

والثاني: قوله عليه السلام: ألا فمن ادّعى المشاهدة (أي الظهور) قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذب مفتر, فكلاهما (السفياني والصيحة) من علامات الظهور. وعلى هذا, لا تعارض أبداً بين التوقيع الشريف وأمثاله مما ورد فيه امتناع المشاهدة وبين هذه الحكايات"(52).

ولا يخفى أن كلامه عليه الرحمة في غاية المتانة، باعتبار أن توقيع السمري متكفل بإعلان بدء الغيبة التامة والتنبيه على استمرارها حتى وقوع علامتي السفياني والصيحة, وعليه فالمشاهدة التي ينفيها التوقيع هي المشاهدة التي تتنافى مع الغيبة التامة (أو الثانية) التي هو بصدد إعلان بدئها،فالمنفي إذاً أمران:

* الأول: أن يدّعي شخص النيابة الخاصة, على غرار ما كان الأمر عليه في الغيبة الصغرى.

* الثاني: أن يدّعي شخص ظهوره عليه السلام, وانتهاء الغيبة الكبرى التي لا تنتهي إلا بالسفياني والصيحة.

101

وكل المشاهدات التي تثبتها قصص اللقاء, لا تنافي ذلك, لأنها قصص عن رؤية الغائب صلوات الله وسلامه عليه.

والنتيجة العملية في نهاية المطاف, كما يلي:

1 – يجمع العلماء الأعلام على إمكانية رؤية الإمام عليه السلام.

2 – إذا استثنينا الشيخ الطوسي, والسيد المرتضى، اللذين يتحدثان عن "إمكانية الرؤية" فإن سائر العلماء الأعلام يتحدثون عن وقوع الرؤية، وينقلون قصص اللقاء.

3 – إن "توقيع السمري" لا يدل على عدم إمكان الرؤية التي تتضمنها قصص اللقاء، ولا علاقة له بذلك على الإطلاق, مهما كان تفسير "المشاهدة".

4 – أن المشاهدة في التوقيع هي نقيض الغيبة، وردت كذلك في كتاب الله تعالى في قوله عز وجل "فمن شهد منكم الشهر فليصمه".

أمام هذه المعطيات، فما هو المسوغ لنفي إمكانية التشرف برؤية خاتم الأوصياء عليه صلوات الرحمن، أو الخجل بقصص اللقاء والتعاطي معها باستخفاف، ونبذها في دائرة الإهمال، جنباً إلى جنب مع كل قصص القرآن الكريم، وسائر مفردات "المغيبات"؟.

102

إنها "شنشنة أعرفها من أخزم" وأخزم هنا، كل أولئك الذين تنكبوا المنهج العقلي السليم، الذي هو المنهج الغيبي، كما مر في المقدمة، وكما ستجد مزيداً من تسليط الضوء عليه في الصفحات الآتية، إن شاء الله تعالى.


هوامش
(1) أنظر في ذلك: الكليني، الكافي1: 229- 232 (في تسمية من رآه)أورد فيه خمسة عشر حديثاً حول أن ممن رآه امرأة، وثلاثة عشر رجلاً. والشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة 430(ما روي في ميلاد القائم) وص434 ( من هنأ أبا محمد العسكري بولادة القائم عليهما السلام) و ( من شاهد القائم عليه السلام، ورآه وكلمه)، وانظر: المهدي المنتظر في فكر أهل البيت.إصدار: مركز الرسالة، قم( تجده في برنامج: مكتبة أهل البيت، قرص ليزري، الإصدار الأول) وقد أورد حشداً من الأدلة الموضوعية على وجود الإمام المهدي ورؤية الكثيرين له، كما أورد حشداً من أسماء العلماء السنة الذين صرحوا بولادته عليه السلام، وقد توزع ما أورده على عناوين اخترت منها من الفهرس مايلي: اقرار الامام العسكري بولادة ابنه المهدي عليهما السلام| شهادة القابلة بولادة الامام المهدي عليه السلام| من شهد برؤية الامام المهدي من أصحاب الأئمة عليهم السلام وغيرهم| شهادة وكلاء الامام المهدي ومن وقف على معجزاته عليه السلام برؤيته| شهادة الخدم والجواري والإماء برؤية المهدي عليه السلام| تصرف السلطة دليل على ولادة الامام المهدي عليه السلام| اعتراف علماء الأنساب بولادة الامام المهدي عليه السلام| اعتراف علماء أهل السنة بولادة الامام المهدي عليه السلام|اعتراف علماء أهل السنة بأن المهدي هو ابن العسكري عليهما السلام.
(2) أنظر: المجلسي، بحار الأنوار52: 58- 78 ( في ذكر من رآه عليه السلام) وانظر: الأمين، السيد محسن، أعيان الشيعة ج2: 70-71 فقد أورد عدداً كبيراً ثم قال: وهؤلاء الذين ذكرناهم كلهم ممن رآه في الغيبة الصغرى.
(3) أنظر: المجلسي، بحار الأنوار52: 159-181 (في ذكر من رآه في الغيبة الكبرى).وانظر: المحدث النوري، جنة المأوى، الملحق ببحار الأنوار53: 199-331 حيث خصص هذا الكتاب لقصص من تشرف بلقائه عليه السلام في الغيبة الكبرى. وقد تتبعت قصص اللقاء في الغيبة الكبرى وقمت بدراسة ما أمكن من أسانيدها وسميت ذلك: رأينا المهدي، ومايزال الكتاب مخطوطاً، وقد كان هذا الكتيب الذي بين يديك مقدمة له، ثم تم فصله ليطبع مستقلاً كما أشير في المقدمة.
(4) قال السيد الأمين: "ا "السفراء الأربعة في الغيبة الصغرى أولهم عثمان بن سعيد العمري وثانيهم ابنه محمد بن عثمان وثالثهم هو ورابعهم علي بن محمد السمري ثم حصلت الغيبة الكبرى وانقطعت السفارة أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين - ج 6 - ص 21 - 22 وجاء في تحقي كتاب" علل الشرائع : "وهم : أ - أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري ( رحمه الله ) وكان وكيلا للأئمة الثلاثة أبي الحسن الهادي وأبي محمد العسكري وأبي القاسم المهدي عليهم السلام ، قبره بالجانب الغربي من بغداد مما يلي سوق الميدان ، معروف يزار ويتبرك به الشيعة.
 - ب - أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري ( رحمه الله ) ابن النائب السابق وخليفته في مقامه بأمر الصاحب عليه السلام ، وهو المعروف بالخلاني توفي سنة 305 آخر جمادى الأولى وكانت أيام سفارته وسفارة أبيه من قبل خمساً وأربعين سنة ابتدأت سنة 260 إلى سنة 305 ه‍ وقبره في الجانب الشرقي من بغداد عند والدته في شارع باب الكوفة في الموضع الذي كانت دوره ومنازله.
 ج - أبو القاسم الحسين بن روح ابن أبي بحر النوبختي ( رحمه الله ) تشرف بالنيابة من سنة 305 إلى أن توفى سنة 326 ه‍ في 18 شعبان، وقبره ببغداد في الجانب الشرقي في سوق العطارين يزار ويتبرك به ، وهو معروف . د - أبو الحسين علي بن محمد السمري ( رحمه الله ) وهو آخر السفراء ، تشرف بالنيابة في 18 شعبان سنة 326 إلى أن توفى سنة 329 ه‍ ، وهي آخر الغيبة الصغرى وأول الغيبة الكبرى التي نتوقع ختامها بظهوره عجل الله فرجه ليملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، وقبر السمري في الجانب الغربي من بغداد مما يلي سوق الهرج والسراجين ، وهو معروف ومشهور يزار ويتبرك به.

(5)-كمال الدين وتمام النعمة /516.
(6) جاء في أنساب الطالبيين: "الشريف الأجل المرتضى علم الهدى أبو القاسم نقيب النقباء الفقيه النظار المصنف، بقية العلماء وأوحد الفضلاء، رأيته رحمه الله فصيح اللسان يتوقد ذكاءاً " . ".." اجتمعنا سنة خمس وعشرين وأربعمائة ببغداد ".."ومات رضي الله عنه آخر سنة ست أو سبع وثلاثين وأربعمائة ببغداد ، وخلف ولدا " وولد ولد وكان جازالثمانين.المجدي في أنساب الطالبين - على بن محمد العلوي - ص 125 - 126
 وجاء في الوافي بالوفيات:  - الشريف المرتضى علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن موس بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو القاسم المرتضى علم الهدى نقيب العلويين أخو الشريف الرضى ولد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة وتوفي سنة ست وثلاثين وأربعمائة كان فاضلا ماهرا أديبا متكلما له مصنفات جمة على مذهب الشيعة قال الخطيب كتبت عنه وكان رأسا في الاعتزال كثير الاطلاع والجدل..". الوافي بالوفيات - الصفدي - ج 20 - ص 231 - 234".

(7) السيد المرتضى ( علم الهدى) تنزيه الأنبياء /238 ط – دار الأضواء – بيروت.
(8) -المصدر /303
(9) قال المحدث القمي في" الكنى والألقاب: "( الكراجكي ) أبو الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي ، شيخ فقيه جليل.".." يعبر عنه الشهيد كثيراً "." في كتبه بالعلامة مع تعبيره عن العلامة الحلي بالفاضل وفي المنتجب : فقيه الأصحاب ، وفي ( مل ) : عالم فاضل متكلم فقيه محدث ثقة جليل القدر ، ثم ذكر بعض مؤلفاته . وذكره شيخنا في المستدرك وذكر مؤلفاته ، ثم ذكر مشايخه منهم الشيخ المفيد والسيد المرتضى وسلار بن عبد العزيز الديلمي والحسين بن عبيد الله الواسطي وأبى الحسن بن شاذان القمي الذي تقدم ذكره في ابن شاذان . قال العلامة المجلسي ( ره ) : وأما الكراجكي فهو من أجلة العلماء والفقهاء والمتكلمين ، وأسند إليه جميع أرباب الإجازات ، وكتابه كنز الفوائد من الكتب المشهورة التي اخذ عنه جل من أتى بعده ، وسائر كتبه في غاية المتانة ، " إنتهى " . توفى كما عن تاريخ اليافعي سنة 449". والكراجكي من كبار علمائنا( من طرابلس- الشام- لبنان، تتلمذ على السيد المرتضى علم الهدى، وتجد له ترجمة وافية في رجال السيد بحرالعلوم ج3 ص 302، وفي روضات الجنات 6/209.
(10) -الكراجكي، كنز الفوائد /302.  
(11) -المصدر /235
(12) "قال النجاشي : " محمد بن الحسن بن علي الطوسي ، أبو جعفر : جليل في أصحابنا ، ثقة ، عين ، من تلامذة شيخنا أبي عبد الله .( يقصد الشيخ المفيد) له كتب ، منها : كتاب تهذيب الأحكام ، وهو كتاب كبير ، وكتاب الاستبصار ، وكتاب النهاية ". السيد الخوئي، معجم رجال الحديث - ج 16 - ص 257 - 262، "وقال الشيخ نفسه في الفهرست ( 713 ) : " محمد بن الحسن بن علي الطوسي، مصنف هذا الفهرست، له مصنفات، منها: كتاب تهذيب الأحكام، وهو يشتمل على عدة كتب من كتب الفقه، أولها كتاب الطهارة" الخ، ". وقال العلامة في الخلاصة "..:"ولد ( قدس الله روحه في شهر رمضان، سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، وقدم العراق شهور سنة ثمان وأربعمائة، وتوفي ( رضي الله عنه ) ليلة الاثنين الثاني والعشرين من المحرم سنة ستين وأربعمائة، في المشهد المقدس الغروي، على ساكنه السلام، ودفن بداره ". نفس المصدر. وقال السيد الخوئي: كان"انتقال الشيخ إلى مشهد أمير المؤمنين عليه السلام ، سنة أربعمائة وثمان وأربعين ، أو تسع وأربعين ، وعليه كان توطن الشيخ في الغري نحوا من اثنتي عشرة سنة ، فقد أسس الشيخ - قدس الله نفسه - في مشهد أمير المؤمنين عليه السلام مدرسة ما أعظمها ، وأجل شأنها ، فقد تخرج عليه عدد كثير من الفقهاء والمجتهدين ، ومن العلماء المفسرين والمتكلمين ، وبلغ - قدس الله نفسه - من العلم ، والفضل ، مرتبة كانت آراؤه وفتاواه تعد في سلك الأدلة على الاحكام ، ولذلك عبر غير واحد من الاعلام عن العلماء بعده إلى زمان ابن إدريس بالمقلدة ، وهذه المدرسة المباركة تتخرج عليها العلماء ، جيلا بعد جيل إلى زماننا هذا ، وقبره - قدس الله ‹ صفحة 262 › نفسه - مزار في الغري في مسجده إلى اليوم ، وإني لم أظفر في علماء الاسلام من هو أعظم شأنا منه ، فقد كتب في الفقه ، والأصول ، والكلام ، والتفسير ، والرجال ، وكتبه تتناولها الأيدي ، ويستفاد منها إلى اليوم ، فحقا قيل له شيخ الطائفة ، وزعيمها ، فجزاه الله عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء . قال الوحيد - قدس سره - في التعليقة : " قال جدي رحمه الله : كان ( الشيخ الطوسي ) مرجع فضلاء الزمان ، وسمعنا من المشايخ وحصل لنا أيضا من التتبع أن فضلاء تلامذته الذين كانوا مجتهدين ، يزيدون على ثلاثمائة فاضل من الخاصة ، ومن العامة ما لا يحصى".السيد الخوئي، معجم رجال الحديث - ج 16 - ص 257 - 262
(13) الغيبة /67.
(14) المصدر
(15) الرسائل العشر، الشيخ الطوسي - ص 99
(16) جاء في معجم المطبوعات العربية: "إبن العربي " محيي الدين " (560-638 ) ( الشبخ الأكبر ) أبو بكر محيي الدين محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله الطائي، الحاتمي الأندلسي، ثم المكي، ثم الدمشقي الشامي، ولد بمرسيه من بلاد الأندلس ".." برع في علم التصوف ولقي جماعة من العلماء والمتعبدين".."  وقيل أن مصنفاته زادت على المائتين ( وقيل الأربعمائة ) والناس فيه ثلاثة أقسام. القسم الأول من نص على التكفير بناء على كلامه المخالف للشريعة المطهرة . وألفوا في ذلك الرسائل فمنها للعلامة السخاوي ومنها للسعد التفتازاني ولملا علي القارئ وغيرهم القسم الثاني من يجعله من أكابر الأولياء العارفين وسند العلماء العاملين بل يعده من جملة المجتهدين . من هذا القسم المجد صاحب القاموس والشيخ النابلسي وابن كمال باشا والشيخ عبد الوهاب الشعراني والشيخ إبراهيم بن الحسن الكوراني القسم الثالث من اعتقد ولايته وحرم النظر في كتبه منهم الجلال السيوطي والحصكفي وغيرهما كانت وفاته بدمشق وحمل إلى قاسيون وبني السلطان سليم مدرسة عظيمة بجوار ضريحه في صالحية دمشق". معجم المطبوعات العربية - اليان سركيس - ج 1 - ص 175 - 176".
وجاء في ترجمته في آخر تحقيق كتابه الفتوحات المكية: هو الشيخ الأكبر ذو المحاسن التي تبهر محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله الحاتمي من ولد عبد الله بن حاتم أخي عدي بن حاتم يكنى أبا بكر ويلقب بمحيي الدين ويعرف بالحاتمي وبابن عربي بدون ألف ولام حسبما اصطلح عليه أهل المشرق فرقا بينه وبين القاضي أبي بكر بن العربي وكان بالمغرب يعرف بابن العربي بالألف واللام وكان أيضا يعرف في الأندلس بابن سراقة كما سيأتي إن شاء الله تعالى ولد يوم الاثنين أو ليلته سابع عشر رمضان سنة 560 في مرسية ( وهي بضم الميم وسكون الراء وكسر السين المهملتين ثم مثناة تحتية وفي آخرها هاء مدينة محدثة إسلامية بنيت في أيام الأمويين الأندلسيين وهي في شرق الأندلس تشبه إشبيلية في غربه بكثرة المنازه والبساتين )".." ونقل عن ابن مسدي في ترجمته، قوله:"الفتوحات المكية الذي اختصره سيدي عبد الوهاب بن أحمد الشعراني المتوفى سنة 973 وسمي ذلك المختصر لواقح الأنوار القدسية المنتقاة من الفتوحات المكية، ثم اختصر هذا المختصر وسماه الكبريت الأحمر من علوم الشيخ الأكبر وذكر في مختصر الفتوحات ما نصه وقد توقفت حال الاختصار في مواضع كثيرة منه لم يظهر لي موافقتها لما عليه أهل السنة والجماعة فحذفتها من هذا المختصر وربما سهوت فتبعت ما في الكتاب كما وقع للبيضاوي مع الزمخشري ثم لم أزل كذلك أظن أن المواضع التي حذفت ثابتة عن الشيخ محيي الدين حتى قدم علينا الأخ العالم الشريف شمس الدين السيد محمد بن السيد أبي الطيب المدني المتوفى سنة 955 فذاكرته في ذلك فأخرج إلى نسخة من الفتوحات التي قابلها على النسخة التي عليها خط الشيخ محيي الدين نفسه بقونية، فلم أر فيها شيئاً مما توقفت فيه وحذفته، فعلمت أن النسخ التي في مصر الآن، كلها كتبت من النسخة التي دسوا على الشيخ فيها ما يخالف عقائد أهل السنة والجماعة كما وقع له ذلك في كتاب الفصوص وغيره ".الفتوحات المكية - ابن العربي - ج 4 - ص 554 - 556  وقد أورد" الكتبي، في "فوات الوفيات" عن اليونيني قوله:"وكانت وفاته في دار القاضي محيي الدين بن الزكي وغسله الجمال بن عبد الخالق ومحيى الدين وكان عماد الدين بن النحاس يصب عليه وحمل إلى 'قاسيون' ودفن بتربة بنى الزكي وكان مولده في سنة ستين وخمسمائة ب ' مرسية ' من ' الأندلس ' ووفاته في الثامن والعشرين من ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وستمائة ".فوات الوفيات - الكتبي - ج 2 - ص 397 - 401

(17) الشيخ ابن عربي، الفتوحات المكية، ج 2 - ص 49
(18) إضافة من شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - ص 438 - 466.
(19) الشيخ ابن عربي، الفتوحات المكية، ج 3 - ص 514
(20) الشيخ ابن عربي، الفتوحات المكية، ج 2 - ص 571
(21) أنظر: كنز العمال - المتقي الهندي - ج 14 - ص 589 - 590 و: الملاحم والفتن - السيد ابن طاووس - ص 154، و: معجم أحاديث الإمام المهدي (ع) - الشيخ علي الكوراني العاملي - ج 3 - ص 47 - 48، وفي الأخير ثبت بمصادر الحديث المشهور الذي تضمن ذكر العلامة.
(22) أنظر: الملا هادى السبزواري، شرح الأسماء الحسنى - ج 1- ص 26 - 30، وانظر: شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - ص 438 - 466، وقد أورد محقق" الفصوص" في هامشه بياناً وافياً حول معنى الولاية وختمها للحكيم الكبير"العارف البارع المحقق ، أفضل المتأخرين ، برهان الحق والحقيقة ، آقا ميرزا محمد رضا قمشه‌اى ( رض ) ".
(23) الفتوحات المكية - ابن العربي - ج 3 - ص 327 - 329
(24) الفتوحات المكية - ابن العربي - ج 4 - ص 195وانظر:الفتوحات المكية - ابن العربي - ج 2 - ص 9
(25) هو السيد رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن محمد، صاحب المقامات المعروفة، والكتب المشهورة في الأدعية والزيارات والمناقب،.-النجم الثاقب /فارسي/251. أقول: هو من أبرز أعلام الأعاظم من علماء أمة رسول الله صلى الله عليه وآله، في القرن السابع الهجري، وخير مايدل على جلالة قدره رضوان الله تعالى عليه، تعبير الشيخ البهائي قدس سره، عنه بأنه" سيد العلماء المراقبين". وجاء في مقدمة كتابه "الأمان من أخطار الأسفار والأزمان: "هو السيد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد الطاووس العلوي الحسني . ولد - كما يقول الشهيد رحمه الله في مجموعته التي بخط الجباعي - في يوم الخميس منتصف محرم الحرام سنة 589 ه‍ في أسرة من الأسر العلمية الشريفة التي قطنت الحلة الفيحاء، ولقب جدهم محمد ب‍ " الطاووس " لحسن وجهه وجماله، وظهر منهم نوابغ عظام كانوا مفخرة للأجيال من بعدهم، ولهم مراكز عالية في أيامهم نفعوا بها الناس، ومؤلفات قيمة بقي منها بأيدينا الكثير المفيد . عرضت عليه نقابة العلويين زمان المستنصر العباسي فأبى، وكان بينه وبين الوزير مؤيد الدين محمد بن أحمد بن العلقمي وبين أخيه وولده عز الدين أبي الفضل محمد بن محمد صاحب المخزن صداقة متأكدة. وقد أقام السيد - رحمه الله - ببغداد نحواً من خمس عشرة سنة، ثم رجع إلى الحلة ثم فارقها إلى المشهد الشريف ( النجف ) برهة، ثم عاد إلى بغداد في دولة المغول وبقي فيها إلى أن مات . عرضت عليه نقابة العلويين مرة ثانية فوليها ثلاث سنين واحد عشر شهرا إلى أن توفي ، وكان ابتداء توليه لها سنة 661 ه‍ ( 1 ) واستمرت النقابة في عقبه من بعده ".
(26)-النجم الثاقب /415، والغيبة / 68.
(27)-النجم الثاقب/ 415
(28)-نفس المصدر/245.
(29) مهج الدعوات/296 وتبصرة الولي في آخر القصة 72 وفي النجم الثاقب /254، أورد النص باختلاف يسير "عزنا وملكنا أو قال سلطاننا ودولتنا" وهناك عدة نصوص ورد أن السيد رحمه الله قال سمع الإمام عليه السلام يدعو بها، أورد بعضها العلامة المجلسي في البحار 52/61 وقد ناقش المحدّث صاحب المستدرك في بعضها في النجم الثاقب 254، إلاّ أن النص الوارد هنا مسلّم لا نقاش فيه لأن السيد نفسه قد أورده. أنظر: خاتمة المستدرك2/441.
(30) السيد ابن طاووس /كشف المحجة ط. ق./74.
(31) الكنى والألقاب ج 3/6.
(32) النجم الثاقب /257.
(33) هامش مفاتيح الجنان ط. ق./504.
(34) الكنى والألقاب 3/14 وترجمته عليه الرحمة مستفيضة في المصادر, راجع أمل الآمل ق 2/195 وروضات الجنات 4/341 وفيه وصفه بأنه من "عظماء الإمامية ".
(35) كشف الغمة للإربلي 3/296 و 301.
(36) قصص العلماء للتنكابني / فارسي / 359 و "مردان علم در ميدان عمل" فارسي /354 وتجد ترجمة الشيخ اللاهيجي في "كنجينة دانشمندان" فارسي ج 7/14 كما تجد ترجمة أستاذه في "علماء الشيعة الكبار" فارسي /223 ترجمة مستفيضة. وقد أورد القصة الشيخ الصافي في منتخب الأثر /417.
(37) حديقة الشيعة /752 وانظر تحقيقاً حول صحة نسبة هذا الكتاب الى المحقق الأردبيلي في مستدرك الوسائل 3 /393 وانظر قصة تشرّف المقدس الأردبيلي في "روضات الجنات" ج 1 /80، وبحر المعارف /398، والنجم الثاقب /334.
(38) مستدرك الوسائل ج 3/391 وكتاب "الدر المنثور" هو للعالم الجليل الشيخ علي ابن صاحب المعالم رضوان اللّه تعالى عليهما. تجد ذلك في نفس المصدر/ 390.
(39) البحار ج 52 / 175 و ج 95/ 200 وقد رأى بعض العلماء القصة بخط المجلسي الأول ومنهم المحدثّ صاحب المستدرك وقد صرّح بذلك، راجع دار السلام للعراقي / 564 وقصص العلماء للتنكابني / 231.
(40) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات / الحر للعاملي / ج 3 /713.
(41) نفس المصدر /699.
(42) البحار ج 52 /93 و 94.
(43) بحار الأنوار ج 105/ 86 و 87.
(44) النجم الثاقب 233- 234.
(45) السيد بحر العلوم / الفوائد الرجالية ج 3 / 320 و 321.
(46) مستدرك الوسائل ج 3.
(47) النجم الثاقب / 413.
(48) التنكابني / قصص العلماء / 171.
(49) النجم الثاقب / 412.
(50) أعيان الشيعة 2 / 71 ولاحظ 63 / 67 / 69.
(51) النجم الثاقب / 412.
(52) النهاوندي / العبقري الحسان / فارسي / باب المسك الأذفر – 128.