رؤية المهدي المنتظر
المحور الثاني: العمــر الطويــل



33

وُلد، سيولد:
من الواضح أن الحديث عن رؤية المهدي، مرتبط جذرياً بالإعتقاد بولادته.
ومن الأخطاء الشائعة أن الشيعة يعتقدون بأنه ولد، أما السنة فيعتقدون بأنه سيولد.

الصحيج أن الإسلام السني الرسمي- إسلام البلاط- يتبنى أنه لم يولد، أما العلماء السنة الذين لايسيسون الروايات والمعتقد بما يتناسب مع ثقافة السلطان، فهم يعتقدون بولادته كما نعتقد.

وينبغي التنبه إلى أن الفرق كبير جداً بين الإعتقاد العملي بولادة الإمام المهدي عليه السلام, وبين الإعتقاد بأنه سيولد، ويتجلى هذا الفرق في المجالات التالية:

1 – أنه حي، خصّه الله تعالى بطول العمر، لمصلحة اقتضت ذلك، كما هو الشأن في من شملهم هذا اللطف الإلهي الخاص.

34

2 – أنه يراقب الأحداث والتطورات على مستوى العالم الإسلامي والعالم كله, لا ليتعملق معها- خلافاً لسهو القلم من بعض كبار الأعاظم- فهو العالم بإذن الله تعالى غير المعلم، بل ليدير دفة الأمر الذي هو صاحبه، بما آتاه الله تعالى من قدرات، وسخّر له من إمكانات، ويتدخل في مجرى هذه الأحداث والتطورات, حيث ينبغي التدخل- كما تدخل العبد الصالح" الخضر" في موارد عدة توضحها سورة الكهف- قياماً بمهمته كوصي لرسول الله صلى الله عليه وآله، الحاضر أبداً بما آتاه الله تعالى من قوة الحضور بإذنه سبحانه، وهي قوة تتيح للشهداء من أمته صلى الله عليه وآله، أن يكونوا أحياء بإذن ربهم.

3 – أن المسلم المعتقد عملياً بوجوده عليه السلام, يعيش الإنتماء العملي إلى قائد الأمة الإسلامية, الأمر الذي يرفد الإنتماء من خلاله إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، وإلى توحيد الله تعالى، بمخزون جهادي هائل، وبأبعاد عملية, يستحيل أن تتوفر بدون هذا الإعتقاد بوجود المهدي المنتظر، عليه صلوات الرحمن.

4 – وكما هو الأمر في بُعد الجهاد الأصغر، كذلك هو في بعد الجهاد الأكبر، فإن إمكانية التشرف بلقاء وصي المصطفى الحبيب صلى الله عليه وآله, تُخرج عملية الجهاد الأكبر وبناء النفس، من إطار الحرص الذي يلتقي مع التسويف

35

 ويتعايش معه, إلى إطار الهدف المُلحّ, والضروري, والفوري، استعداداً للظهور، أو إحساساً متنامياً برقابة الإمام، وطلباً لرضاه عليه السلام باعتباره ولي الله الأعظم، والمأمور منه بإدارة " أمر" الناس، وصاحب هذا " الأمر" الذي يقدره الله تعالى في ليلة القدر.

ولا يمكن استيعاب هذه الخصوصية جيداً، إلا بعد التأمل في آثار الإستعداد للقائه عليه السلام, ونتائج التشرف، كما تُحدثنا بذلك قصص اللقاء، بما لا مزيد عليه.

إن مجرد استحضار أن خاتم الأوصياء، يطَّلع - بإذن الله تعالى - على أعمالنا، كفيل بإضفاء الطابع العملي الجاد على عملية بناء النفس.
 وإن من شأن رفع وتيرة الإهتمام ببناء النفس أن يؤهلنا لكسب رضاه الذي يكشف عن رضا الله تعالى، بل هو رضاه عز وجل. فكيف إذا أضفنا إلى ذلك، إمكانية التشرف بلقائه عليه السلام.
 وكيف إذا أضفنا خصوصية أن الإمام قد يعتمد هذا الشخص أو ذاك، للقيام بمهام محددة، كما يتضح من قصص اللقاء.

36

إن الإنسان ميّال بطبعه إلى المحسوسات، ومن هنا كان لاستحضار المعصوم الوصي كل هذا التأثير في عملية مراقبة النفس وبنائها، باعتبار المعصوم دليلاً في دروب الرحلة إلى الله تعالى.

***

وهذه المجالات الأربعة - المتقدمة - شديدة الأهمية، على مستوى العقيدة والسلوك.

فعلى المستوى الأول – العقيدة – تشكل همزة الوصل الضرورية، بين عالمي الغيب والشهادة في شخصية المسلم، فتمكنه من تحصين إيمانه بالغيب, وإبقائه في الإطار العملي, يزخر بالحيوية وقوة الحضور، بدل أن يضمر فيتلاشى أمام لمعان مفردات عالم الشهادة، ودوائر جذبها.

وعلى المستوى الثاني – السلوك – تجعل المسلم جزءاً من مشروع الإسلام الميداني، كما تقدمت الإشارة.
ولهذه الأهمية كان الفرق كبيراً جداً بين الإعتقاد العملي بوجود المهدي المنتظر عليه السلام، وبين الإعتقاد بأنه سيولد.

ولكن لماذا التأكيد على الإعتقاد العملي؟

والجواب: لأن الإعتقاد النظري بوجوده عليه صلوات الرحمن, هو من حيث

37

 الآثار والنتائج, كالإعتقاد بأنه سيولد، أو فقل هو كعدم الإعتقاد بوجوده.

ومعنى ذلك أن من لا يعيش الإعتقاد العملي بوجود الإمام المهدي، رغم اعتقاده النظري بذلك، هو كمن يعتقد بأنه سيولد، لا فرق بينهما إلا أن الأول غير منسجم مع قناعاته.

وما قيمة الإعتقاد النظري بأمر، إذا كان المسار العملي يناقضه.

وهنا بيت القصيد, ومكمن الداء.

إن ثمة خللاً كبيراً في علاقتنا بالإمام المهدي أرواحنا فداه تبلغ خطورته - على أقل تقدير- حدود ضعف العقيدة.

ويتجسد هذا الخلل في مجالين:

* الأول: عدم الإحساس بالإنتماء إليه.
* الثاني: إنكار إمكانية التشرُّف بلقائه عليه السلام.

وخير دليل على الأول – إذا احتاج النهار إلى دليل – أننا غالباً نعيش الإنتماء إلى أسرنا, وعشائرنا, وأطرنا السياسية, وقادتنا أكثر ما نعيش الإنتماء إلى وصي رسول الله صلى الله عليه وآله, وحجة الله تعالى على خلقه صاحب الزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف.

***

38

 وأما إنكار إمكانية رؤيته عليه السلام, والتشرف بلقائه، أو الضياع في هذا الباب, فهو أوضح من سابقه، خصوصاً مع وجود الشبهة التي أثارها فهْمُ "توقيع السُّمَّرِي" كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

إلا أن هذا الإنكار أو القلق والضياع، يبقى لحسن الحظ ضمن الدوائر التي تزعم أنها "نخبوية"، وتزعم أيضاً أن المنهج العقلي يتنافى مع المنهج الغيبي! وهي لذلك ترفض المغيَّبات بتعالٍ وازدراء، يكشفان عن ضحالة وتخبط في شباك "النكراء" التي هي شبيهة العقل، وليست به.

وبديهي أن قصص التشرف بلقاء الإمام المهدي عليه السلام, تُلحق بالمغيبات فهي من وادي طُورها الأيمن، ولذلك يأتي الموقف منها سلبياً عند هؤلاء، وعند ضحاياهم، أي الذين قطعوا عليهم طريق الوصول إلى الإيمان العملي بالغيب.

بل الحقيقة التي لا بد من التأكيد عليها – بأعلى الصوت – أن الإعتقاد بالإمام المهدي عليه صلوات الرحمن، من حيث المبدأ، والمستلزمات، ملحق بالمغيبات.

إن طول عمر شخص ألفاً ومائة وإحدى وستين سنة – حتى الآن – أمر قائم على الغيب، يصدم كل مسلَّمات عالم الشهادة، ولا "ينسجم مع روح العصر" !

39

 ولذلك تجد أن تعاطي هذه "النخب" – كما يحلو لها أن تسمي نفسها تواضعاً! والتصاقاً بالجماهير! – مع أصل الإعتقاد بالمهدي عليه السلام, تعاطٍ نظريٌ بحت، لا ينتقل من العقل إلى القلب، ولا يحتل بالتالي موقعه في الأحاسيس والمشاعر.

 من هنا كان لا بد من التأكيد على الإيمان العملي بالمهدي المنتظر أرواحنا فداه، دون الإقتصار على استعمال مفردة "الإيمان" أو "الإعتقاد" لدى الحديث عنه عليه السلام.

إن الإيمان العملي بالمهدي المنتظر، هو إحدى الحقائق التي طمست معالمها تشويهاتُ "المنهج" الذي يدّعي العقلانية فيشطب على أساسها كل ما يتصور أنه منافٍ لما ظنه "عقلاً".

ولا فرق بين هذا الشطب بين أن يكون من صفحة الواقع والمسار العملي، أو يكون من صفحة الذهن والقناعة، فالنتيجة العملية واحدة.

وعلى أي حال فقد تكفل هؤلاء بعملية الشطب هذه، من المجالين معاً "وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً".

 إنه كالخرافة تماماً، إلا أنه بقدرة الله تعالى، قد تحقق، وهنا مكمن الإعجاز الذي من شأنه أن يسمو بنا في آفاق

40

 التوحيد الرحيبة، بدل أن نظل في مستنقع معادلات التراب، والطين، والحمأ المسنون.

ما هو سبب التخبط الذي يقع فيه الكثيرون في التعامل مع الثقافة المهدوية بمختلف خصائصها، وخصوصاً في مجالي العمر الطويل والرؤية؟

هل هو شيء آخر غير تنكب المنهج القرآني، الذي يريدنا أن نجهر بالقصص العجيبة التي تضمنها القرآن الكريم، ونقرأها في المحافل، وفي كل ناد، وعلى رؤوس الأشهاد، ونفتخر بها, ونفتخر من خلالها بقوة منهجنا العقلي، الذي بلغ الذروة فعانق الغيب، وهو يريد أن يسمو بنا إليه، لأن الغيب لب العقل وكنهه، وبدونه يفقد العقل كل خصائصه، فإذا هو الشيطنة النكراء، كما في الرواية المعروفة عن الإمام الصادق عليه السلام.

وتبقى هذه الإشكالية جديرة بدراسة مستقلة، بل هي بالتأكيد جديرة بأن تتركز عليها الجهود باستمرار، لمحوريتها، وعظيم الآثار المترتبة على بلورتها.(1)

41

رؤية المهدي، خير دليل على وجوده
* من بديهيات الإسلام أن الله تعالى يُظهر دينه على الدين كله, على يد المهدي المنتظر، لتقوم بذلك دولة الإسلام العالمية، ويعم التوحيد الكرة الأرضية, وترفرف عليها راية لا إله إلا الله.

* وفي ما نعتقد نحن الشيعة، ويشاركنا هذا الإعتقاد عدد كبير جداً من العلماء السنّة، بأن المهدي المنتظر هو ابن الإمام الحسن العسكري عليهما السلام, قد ولد حوالي عام 256 للهجرة، وما يزال حياً, غائباً عن الأنظار, فإن الشائع بين السنّة أنه سيولد.

* ولا شك أن أوضح دليل يحسم الخلاف حول وجود شخص, وعدمه, هو رؤيته.

ولحسن الحظ فإن قصص التشرف برؤية خاتم الأوصياء المهدي المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف، تبلغ المئات، وهي تغطي كل الفترة الزمنية التي استغرقتها الغيبتان الصغرى، والكبرى حتى الآن.

وهي مع ذلك تتضمن عدة قصص لبعض العلماء العبّاد السنّة، الذين صرّحوا بالتشرف بلقائه عليه السلام، منها ما صرح به  الشيخ محي الدين بن عربي,  في كتابه المرجعي "الفتوحات المكية" كما سيأتي.

42

لقد أقام كبار العلماء شيعة وسنة في مختلف العصور، الدليل على وجود الإمام المهدي.
و" قصص التشرف بلقاء المهدي عيه السلام" الموثقة، كثيرة جداً.
ورغم ذلك، فإن " التعتيم الإعلامي" - الذي هو من لوازم وجود الفراعنة، الذين لايرعبهم من الثقافة الإسلامية شيء كما ترعبهم ثقافة" يوم الخلاص"- قدألقى بظلاله الداكنة على الثقافة المهدوية، فإذا العلاقة بوصي رسول الله المنتظر علاقة باهتة، وأما
موضوع" الرؤية" والتشرف بلقاء الإمام المهدي – أرواحنا فداه – فقد أصبح غريباً حتى في عقر داره!

كثيراً ما تسمع التشكيك بإمكانية رؤيته عليه السلام، أو الجزم بعدم ذلك، أو التعاطي مع قصص الرؤية بمنتهى الإستخفاف، الذي هو النتيجة الطبيعية للجهل، والذي لاعلاج له إلا بتظهير ماقاله العلماء في هذا المجال.

العمر الطويل
أول ما يواجهنا في الحديث عن الإمام المنتظر - عجّل الله تعالى فرجه – مسألة العمر الطويل.

43

 فهل يعقل أن يعيش إنسان أكثر من أحد عشر قرناً من الزمن؟!

ولابد أن يراعى في  الجواب، أن يكون مقنعاً، للمسلمين، ولغير المسلمين، بل لمن يعتقد بدين، ولمن لايعتقد.

وتنبغي الإشارة إلى أن الحديث عن الإمكان العلمي لطول عمر الإنسان - كما يأتي - مقنع للجميع، خصوصاً في عصرنا الذي يشهد تحقق غرائب الإستنساخ.

ولولا انشدادنا للمألوف، وابتعادنا عن تحكيم العقل، أو سعة الإطلاع في هذا الصدد، لما كان يوجد أي مسوِّغ لطرح هذا التساؤل والإجابة عنه!

بالنسبة للمسلمين الشيعة والسنة، يكفينا التذكير بنبي الله عيسى عليه السلام، حيث إنه بإجماع المسلمين حي يرزق, وعمره عليه السلام زاد على الألفين من السنين, ولا يزال حياً إلى الآن, وكذلك " إدريس" النبي وقد رفعه الله إليه.

فكيف إذا تخطينا ذلك إلى نبي الله نوح عليه السلام، الذي ورد في حديث معتبر، أنه عاش ألفين وخمسمائة سنة, ثمانمائة وخمسين منها قبل النبوة. وألف سنة إلا خمسين عاماً وهو في قومه يدعوهم, وسبعمائة سنة بعدما نزل من السفينة، ونضب

44

 الماء فمصّر الأمصار، وأسكن أولاده البلدان(2).

والسامري، وقول الله سبحانه: "فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس".(3)

وكذلك الخضر عليه السلام.

 كل هذه الشواهد مما أجمع عليه المسلمون, بل هي من صلب المسلّمات لديهم، وجزء من معتقدهم، حيث إنها وردت في القرآن الكريم إجمالاً.

والشواهد على مسألة طول العمر، لا تنحصر بما تقدم، فالمعمرون المبثوثة أخبارهم في كتب التاريخ كثيرون جداً, منهم من عاش ألفي سنة، أو ألفاً، أو ستمائة سنة، أو أكثر أو أقل.

بل ذكر في بعض المصادر الشيعية والسنية، من عاش ألفين وخمسمائة سنة، أو أربعة آلاف سنة.(4)

45

ولست هنا بصدد ذكر المعمّرين وأخبارهم- وهو باب واسع جداً - وإنما أريد التنبيه على أن هذه الحقيقة مفروغ منها, تناقلتها الكتب عبر القرون.

إن علينا أن نفرق بين أمرين:

أ – أن طول عمر إنسان، أمر غير معقول.
ب – أنه أمر غير اعتيادي.

أما الأول فلا سبيل إلى الإعتقاد به، باعتبار أن طول العمر وقع للكثيرين, وكفى بذلك دليلاً ومعقولية.

46

وأما الثاني فلا ننكره، إلا أن الأمور غير العادية ملء السمع والبصر، ولا يقول أحد من العقلاء إن كون أمر ما غير اعتيادي دليل على عدم وجوده أو عدم صحته.

 والقرآن الكريم يحدثنا بكثير من الأمور التي تزيد غرابة عن طول عمر إنسان آلاف السنين, ونحن نعتقد بها ونجزم بصحتها.

 أوليس الإعتقاد بأن الله يبعث جميع من في القبور، ويحشرهم على صعيد واحد، أشد غرابة من بقاء إنسان حياً آلاف السنين؟! وغير ذلك مما يزخر به القرآن الكريم.(5)

فهل ترانا نتوقف في هذه الأمور لغرابتها أم أننا نقبلها، لأن الغرابة والإستبعاد لا يقويان على مواجهة الدليل؟

 بل يرى بعض علمائنا أن لا استبعاد في ذلك أصلاً.
قال الشيخ الطوسي عليه الرحمة: " لا استبعاد في طول حياة القائم عليه السلام، لأن غيره من الأمم السالفة عاش ثلاثة آلاف سنة، كشعيب النبي، ولقمان عليهما السلام, ولأن ذلك أمر ممكن, والله تعالى قادر عليه".
(6)

47

وتقول:
لا نرفض أن يطيل الله سبحانه عمر نبي من أنبيائه، لمصلحة يريدها, وما عدا ذلك مرفوض.

والجواب:
إن تحديد طول العمر بالأنبياء خطأ دون شك, والدليل عليه بقاء إبليس عليه اللعنة حياً إلى الوقت المعلوم
(7).

فإطالة العمر إذاً، وهي من الله تعالى، قد تحصل للنبي ولغيره، وللمؤمن ولغيره, للمسيح النبي، وللدجال أيضاً كما هو المشهور بين المسلمين سنة وشيعة.

بل جاء في بعض النصوص أن السبب في طول عمر الخضر، هوعلم الله سبحانه بما سيكون من إنكار عمر الإمام المهدي عليه السلام: "ولذلك طوّل الله عمر العبد الصالح الخضر، من غير سبب يوجب ذلك، إلا لعلة الإستدلال به على عمر القائم، وليقطع بذلك حجة المعاندين، لئلا يكون للناس على الله حجة. (8)

48

نستنتج مما تقدم، أن بقاء إنسان حياً إلى يوم القيامة، أمر يجمع عليه المسلمون كافة.

وأما وقوع ذلك – العمر الطويل – فهو أيضاً لا خلاف فيه, حيث لا يعتبر مسلماً من لا يؤمن بطول عمر النبي عيسى، على نبينا وآله وعليه أفضل الصلاة والسلام.

فلا مجال إذاً للنقاش في الإمكان والوقوع بشكل عام، إنما لك أن تسأل هل وقع ذلك لصاحب الأمر عجّل الله تعالى فرجه؟

* والجواب:
* أولاً: يجمع علماء الشيعة على ولادته, ويقدمون أدلة موضوعية تثبت ذلك، وكل من تصدى للنقاش فيها لم يدلِ بحجة مقنعة، بل اعتمد على الإستبعاد والإستغراب, وقد عرفت الأمر فيهما.

* ثانياً: يصرّح أكثر من ثمانين من علماء السنة بولادته عليه السلام(9) وفيهم العلماء الكبار المعترف بعلمهم،

49

 وفضلهم, وأذكر هنا بعض النماذج من كلامهم, محيلاً في سواها إلى المصادر التي استوفت الحديث في الموضوع:

أ – قال الشعراني(10) في كتابه "اليواقيت والجواهر": فهناك

50

 يترقب خروج المهدي عليه السلام, وهو من أولاد الإمام الحسن العسكري، ومولده عليه السلام ليلة النصف من شعبان، سنة خمس وخمسين ومائتين، وهو باقٍ إلى أن يجتمع بعيسى بن مريم عليه السلام، فيكون عمره إلى وقتنا هذا وهو سنة ثمان وخمسين وتسعمائة، سبعمائة سنة وستاً وستين, هكذا أخبرني الشيخ حسن العراقي ".." ووافقه على ذلك شيخنا سيد علي الخواص.(11)

51

ب – عقد الشبلنجي(12) في "نور الأبصار" فصلاً في أخبار المهدي، مصرحاً بولادته ونسبه الشريف، من الإمام العسكري إلى الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، جاء فيه:

" قال الشيخ أبو عبد الله محمد بن يوسف الكنجي في كتابه "البيان في أخبار صاحب الزمان":

"من الأدلة على كون المهدي حياً باقياً بعد غيبته وإلى الآن، وأنه لا امتناع في بقائه, بقاءُ عيسى بن مريم، والخضر، وإلياس، من أولياء الله تعالى، وبقاء الأعور الدجال، وإبليس اللعين، من أعداء الله تعالى، وهؤلاء قد ثبت بقاؤهم بالكتاب والسنة..". (13)

52

ج – قال العالم الكبير ابن طلحة(14) في كتابه "مطالب السؤول": الباب الثاني عشر، في أبي القاسم محمد بن الحسن الخالص، بن علي المتوكل، بن محمد القانع، بن علي الرضا، بن موسى الكاظم، بن جعفر الصادق، بن محمد الباقر، بن علي زين العابدين، بن الحسين الزكي، بن علي المرتضى أمير المؤمنين بن أبي طالب, المهدي الحجة, الخلف الصالح, المنتظر، عليهم السلام ورحمة الله وبركاته(15)

53

* وقال في الباب الحادي عشر من كتابه، في معرض ترجمة الإمام العسكري عليه السلام:

"اسمه الحسن، وكنيته أبو محمد، ولقبه الخالص.
" وأما مناقبه، فاعلم أن المنقبة العليا، والمزية الكبرى التي خصه الله عز وجل بها".." وجعلها صفة دائمة لا يبلي الدهر جديدَها, ولا تنسى الألسن تلاوتها وترديدها، أن المهدي محمداً من نسله المخلوق منه, وولده المنتسب إليه (و) بضعته المنفصلة عنه, وسيأتي في الباب الذي يلي هذا الباب، شرح مناقبه وتفصيل أحواله إن شاء الله تعالى".
(16)

د – الفضل بن روزبهان(17) صاحب الرد على كتاب العلامة

54

 الحلي "نهج الحق" والذي سماه: "إبطال الباطل", فهو مع شدة تعصبهصبهصبه ضد الشيعة، وإنكاره لجملة من الأخبار الصحيحة الصريحة, بل بعض ما هو كالمحسوس, وافقنا في ولادة الإمام المهدي، فقال تعليقاً على ما ذكره العلامة الحلي من فضائل الزهراء والأئمة عليهم السلام.

قال الفضل: "أقول: ما ذكر عن فضل فاطمة صلوات الله على أبيها، وعليها، وعلى سائر آل محمد السلام أمر لا ينكر, فإن الإنكار على البحر برحمته, وعلى البر بسعته, وعلى الشمس بنورها, وعلى الأنوار بظهورها, وعلى السحاب بجوده, وعلى الملك بسجوده، إنكار لا يزيد المنكر إلا الإستهزاء به". إلى أن يورد أبياتاً نظمها في مدحهم عليهم السلام, أولها:

55
    سلام على المصطفى المجتبى بى بى بى               سلام على السيد المرتضى

ثم يذكر الزهراء والأئمة واحداًَ بعد واحد، إلى أن يقول:

   سلام على الأريحـيّ النقي

 

       على الكريم هادي الـورى

   سلام على الـسيد العسكري

 

       إمـام يجهز جيش الصـفا

   سلام عـلى القـائم المنتظر

 

       أبي القاسم العزم نور الهدى

   سيطلع كالشمس من غاسق

 

        ينجّـيه من سيفه الـمنتقى

   ترى يملأ الأرض من عدله

 

       كما ملئت جور أهل الهوى

    سـلام عـليـه وآبـائـه

 

       وأنصاره ما تدوم الـسما(18).

وهو منه في غاية الغرابة، والأهمية، فهو من أبرز أعلام المعادين للشيعة والتشيع، وكلامه هنا يثبت مانعتقد به، ويسحب منه أي عذر للعداوة في مسألة المهدي المنتظرعليه السلام.

وقال المرجع الديني المعاصر،الشيخ لطف الله الصافي دام ظله:
"وقد صرح بولادته جماعة من علماء أهل السنة الأساتذة في النسب، والتاريخ، والحديث، كابن خلكان في ( الوفيات ) وابن الأزرق في ( تاريخ ميافارقين) على ما حكى عنه ابن

56

 خلكان، وابن طولون في ( الشذرات الذهبية ) وابن الوردي على ما نقل عنه في ( نور الابصار ) والسويدي مولف ( سبائك الذهب ) وابن الأثير في ( الكامل ) وأبى الفدا في ( المختصر ) وحمد الله المستوفى في ( تاريخ گزيده ) والشبراوي الشافعي شيخ الأزهر في عصره في (الاتحاف) والشبلنجي في ( نور الابصار ) بل يظهر منه اعتقاده بإمامته، وانه المهدى المبشر بظهوره، وان شئت أن تقف على أكثر من ذلك فراجع كتابنا ( منتخب الأثر) الباب الأول من الفصل الثالث منه". (19)
 و
تكفي هذه النماذج  لإثبات ما أنا بصدده الآن.

* ثالثاً: وأوضح دليل علمي، على وجوده عليه السلام، رؤيته عبر القرون.

ومن الطريف أن نجد بعض علماء السنة الكبار، يصرّحون بتشرّفهم برؤيته صلوات الله وسلامه عليه، كما مر، ويأتي.

* رابعاً: لا بأس بالإشارة إلى أن علم الطب يؤكد إمكان بقاء الإنسان حياً أحقاباً طويلة, بل أكثر من ذلك, ففي الإنسان قابلية البقاء, وإنما يعرّضه للموت ما يلحقه من أسبابه, بمعنى أنه لا وجود لحتمية طبيعية تقول: إن الإنسان إذا عمّر مائة

57

 عام، أو أكثر أو أقل، فلا بد وأن يموت, ولذا قال بعض الأطباء: إن الموت ينشأ من المرض لا من الشيخوخة, وقد نجحت التجارب في إطالة عمر بعض الأحياء تسعمائة ضعف عمرها الطبيعي.(20)

58

إن طول عمر إنسان ما آلاف السنين – رغم غرابته – أمر ممكن، بل لا داعي للنقاش فيه أبداً لمن يؤمن بالقرآن الكريم.
وقد تحدث السيد ابن طاوس رضوان الله عليه، مخاطباً المعتقدين بأن نبي الله عيسى يصلي خلف المهدي، وهم

59

يستغربون في نفس الوقت بقاءه حياً، فقال لهم: "وقد شهدتم أيضاً له، أن عيسى بن مريم النبي المعظم عليهما السلام، يصلي خلفه مقتدياً به في صلاته وتبعاً له, ومنصوراً به في حروبه وغزواته, وهذا أيضاً أعظم مما استبعدتموه من طول حياته". (21)

قال الشيخ الطوسي عليه الرحمة والرضوان: "وكيف ينكر ذلك - طول عمر الإمام المنتظر عليه السلام - من يقر بأن الله تعالى يخلّد المثابين في الجنة، شباناً لايبلون؟". (22)


هوامش:
(1) بعد هذه الإشارات المنهجية بسنوات، وفق الله تعالى لإنجاز دراسة وافية تحت عنوان: في المنهج: ألمعصوم والنص.- للمؤلف- صدرت عن دار الهادي في بيروت عام 2002. وليلاحظ أن المصادر التي يرد ذكرها في هوامش هذه الدراسة، مطابقة لبرنامج " مكتبة أهل البيت عليهم السلام. قرص ليزري. الإصدار الأول.
(2)-كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق عليه الرحمة /523, البحار 6/314, والمسلمون يجمعون على عمره الطويل عليه السلام, نعم قد يختلفون في تحديد سنيّه التي هي ألف على أقل تقدير رأيت, كما في المعارف لابن قتيبة /24.
(3) -سورة طه الآية 97.
(4) -من هذه الكتب على سبيل المثال:
أ – المعارف لابن قتيبة, فقد ورد فيه ص 43 أن فرعون موسى هو فرعون يوسف عليهما السلام، عمّر أكثر من أربعمائة سنة.
 وأن نمرود عمّر خمسمائة سنة ص 28 .
وأن آدم عليه السلام عاش ألف سنة ص 19,
 وبحسب التوراة تسعمائة وثلاثين سنة, وأن شيث بن آدم عليهما السلام عاش تسعمائة واثني عشر عاماً ص 20.  وأن الحارث الرائش يقال أنه عاش ألفين وأربعمائة ونيّفاً وخمسين عاماً ص 627. وأن "جم" الملك الإيراني المعروف ملك تسعمائة وستين عاماً ص 652.
ب – وقد أورد المحدث الكراجكي في "كنز الفوائد" 248–267 أسماء حوالي أربعين معمراً تتراوح أعمارهم بين المائتين والآلاف.
ج – كما تجد قوائم بأسماء المعمّرين في " إعلام الورى بأعلام الهدى "/472 وما بعدها, وتذكرة الخواص لسبط بن الجوزي /364, والغيبة للشيخ الطوسي 76–87, وأمالي السيد المرتضى, وفي منتخب الأثر 276 – 477 استقصاء مما جاء في التوراة حول أعمار آدم وشيث عليهما السلام، وغيرهما من المعمرين،. كما تجد في "منتقم حقيقي" فارسي/275 قائمة بأكثر من خمسين معمّراً، تتراوح أعمارهم بين المائة والخمسين والآربعة آلاف عاماً.

(5) - يأتي مزيد إيضاح لذلك تحت عنوان "في ظلال الغيب" في هذه المقدمة.
(6) -الرسائل العشر للشيخ الطوسي /99.
(7) -النقض بإبليس، ذكره الكراجكي في كنز الفوائد /244, والصدوق في "كمال الدين وتمام النعمة" /530, وذكره الكنجي في "البيان" كما حكاه عنه الشبلنجي صاحب "نور الأبصار" راجع موسوعة الإمام المهدي (ج 1/383).
(8) -كمال الدين وتمام النعمة /357, وغيبة الشيخ /108, ومنتخب الأثر /261.
(9) -انظر "كشف الأستار" للمحدث النوري صاحب "مستدرك الوسائل" ومقدمة السيد علي الميلاني على الكتاب (8–12), وقد بلغ عدد من أحصاهم السيد الميلاني من علماء السنة المصرّحين بولادته عليه السلام، ثلاثة وثمانين شخصاً, وفي مقدمة موسوعة الإمام المهدي/17 أن عدد المصرّحين بولادته من علماء السنة يفوق المائة والعشرين عالماً.

(10)-الشعراني ( 898 - 973 ه‍ = 1493 - 1565 م ) عبد الوهاب بن أحمد بن علي الحنفي ، نسبة إلى محمد ابن الحنفية ، الشعراني ، أبو محمد : من علماء المتصوفين . ولد في قلقشندة ( بمصر ) ونشأ بساقية أبي شعرة ( من قرى المنوفية ) وإليها نسبته : ( الشعراني ، ويقال الشعراوي ) وتوفي في القاهرة . له تصانيف ، منها " الأجوبة المرضية عن أئمة الفقهاء والصوفية - خ " و " أدب القضاة - خ " و " إرشاد الطالبين إلى مراتب العلماء العالمين - خ " و " الأنوار القدسية في معرفة آداب العبودية - ط " و " البحر المورود في المواثيق والعهود - ط " و " البدر المنير - ط " في الحديث ، و " بهجة النفوس والاسماع والأحداق فيما تميز به القوم من الآداب والاخلاق - خ " بخطه ، و " تنبيه المغترين في آداب ‹ صفحة 181 › الدين - ط " و " تنبيه المفترين في القرن العاشر ، على ما خالفوا فيه سلفهم الطاهر - ط " والجواهر والدرر الكبرى - ط " و " الجواهر والدرر الوسطى - ط " و " حقوق أخوة الاسلام - خ " مواعظ ، و " الدرر المنثورة في زبد العلوم المشهورة - ط " رسالة ، و " درر الغواص - ط " من فتاوى الشيخ علي الخواص ، و " ذيل لواقح الأنوار - خ " جزء صغير ، و " القواعد الكشفية - خ " في الصفات الإلهية ، و " الكبريت الأحمر في علوم الشيخ الأكبر - ط " و " كشف الغمة عن جميع الأمة - ط " و " لطائف المنن - ط " يعرف بالمنن الكبرى ، و " لواقح الأنوار في طبقات الأخيار - ط " مجلدات ، يعرف بطبقات الشعراني الكبرى ، و " الواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية - ط " و " مختصر تذكرة السويدي - ط " في الطب ، رسالة ، و " مختصر تذكرة القرطبي - ط " مواعظ ، و " إرشاد المغفلين من الفقهاء والفقراء ، إلى شروط صحبة الأمراء - خ " رسالة ، في خزانة الرباط ( 2598 كتاني ) و " مدارك عبد الوهاب بن أحمد الشعراني ( نموذجان من خطه ) عن مخطوطة من كتابه " لطائف المنن والاخلاق " في دار الكتب المصرية " 3766 تصوف " . السالكين إلى رسوم طريق العارفين - ط " و " مشارق الأنوار - ط " و " المنح السنية - ط " شرح وصية المتبولي ، و " منح المنة التلبس بالسنة - ط " و " الميزان الكبرى - ط " و " اليواقت والجواهر في عقائد الأكابر - ط ".الأعلام - خير الدين الزركلي - ج 4 - ص 180 - 181
(11) - ورد كلام الشعراني أعلاه  في موسوعة الإمام المهدي عليه السلام ج 1، وهي تحوي صوراً لفصول من كتب علماء سنة، يتحدثون فيها عن الإمام المهدي, ومنها صورة للمبحث الخامس والستين من "اليواقيت والجواهر" ومنه أخذ هذا النص, وراجع "كشف الأستار" (47–52)  وتجد حديثاً مسهباً حول تهافت القول بعدم ولادة الإمام المهدي، في "كشف الأستار" أيضاً ص 102 وما بعدها. وقد أورد الشيخ الصافي في "منتخب الأثر/324" نص الكنجي هكذا: "الباب الخامس والعشرون في الدلالة على جواز بقاء المهدي عليه السلام منذ غيبته, ولا امتناع في بقائه بدليل، إلى آخر ما ورد هنا, ويلاحظ أن الشيخ الصافي يذكر أن الباب الخامس والعشرين من "البيان" هو المخصص لذلك, وسيأتي عن المحدث النوري أنه الباب الرابع والعشرون.  وقد أورد المحدث النوري في "كشف الأستار" /43 بعض نصوص الكنجي في كتابه "البيان" منها قوله عن الإمام العسكري: "وابنه وهو الإمام المنتظر", كما ذكر أن الباب الرابع والعشرين من "البيان" مخصص للإستدلال على جواز بقاء المهدي منذ غيبته.( الكنجي من كبار الحفاظ والعلماء السنة توفي عام 858 للهجرة. كما في "كشف الأستار"/42. كما أورد بعض نصوص "البيان" الشيخ الصافي في "منتخب الأثر"/324 منها:"وخلف إبنه وهو الإمام المنتظر".

(12)  جاء في معجم المؤلفين: مؤمن الشبلنجي ( 1252 - 1322 ه‍ ) ( 1 ) ( 1836 - 1904 م ) مؤمن بن حسن مؤمن الشبلنجي. فاضل، من أهل شبلنجة من قرى مصر قرب بنها العسل. تعلم بالأزهر، وأقام في جواره. من آثاره : فتح المنان بتفسير غريب جمل القرآن، نور الابصار في مناقب آل بيت النبي المختار، ومختصر عجائب الآثار للجبرتي في جزأين صغيرين.معجم المؤلفين - عمر كحالة - ج 13 - ص 53، وانظر:الأعلام - خير الدين الزركلي - ج 7 - ص 334
(13) - ورد كلام الشبلنجي أعلاه في موسوعة الإمام المهدي ج 1/383 وفيها صورة هذا الفصل من كتاب "نور الأبصار" للشبلنجي.
(14) جاء في التعريف بمؤلفه اين طلحة: "محمد النصيبي ( 582 - 652 ه‍ ) ( 1186 - 1254 م ) محمد بن طلحة بن محمد بن الحسن القرشي، العدوي، النصيبي، الشافعي( كمال الدين، أبو سالم ) . محدث ، فقيه ، أصولي ، عارف بعلم الحروف والأوفاق . سمع بنيسابور من المؤيد وزينب الشعرية ، وولي القضاء بنصيبين ، ثم الخطابة بدمشق ، وترسل عن الملوك وساد وتقدم ، وحدث ببلاد كثيرة ، وقلد الوزارة فاعتذر وتنصل فلم يقبل منه فتولاها يومين ، ثم انسل خفية وترك الأموال وذهب ، ثم حج ، وأقام بدمشق قليلا ، ثم سار إلى حلب فتوفي بها في رجب . من آثاره : العقد الفريد للملك السعيد ، الدر المنظم في السر الأعظم. تحصيل المرام في تفضيل الصلاة على الصيام. الجفر الجامع والنور اللامع.ونفائس العناصر لمجالس الملك الناصر، في الأخلاق والسلطنة والشريعة..".معجم المؤلفين - عمر كحالة - ج 10 - ص 104 - 105
(15) -"كشف الأستار"/41, ,وكتاب " مطالب السؤول" من أمهات الكتب، جاء في التعريف به: ": مطالب السؤول في مناقب آل الرسول صلى الله عليهم أجمعين لكمال الدين محمد بن طلحة الشافعي المتوفى بحلب في سنة 652 كتبه بعد ما سلب عنه كتابه زبدة المقال في فضائل الآل مرتبا على اثني عشر بابا وكل باب في اثني عشر فصلا وطبع بإيران سنة 1032 والنجف .."ذيل كشف الظنون - آقا بزرگ الطهراني - ص 91". وتجد مدح بعض كبار علماء السنة لابن طلحة في المصدر نفسه "كشف الأستار"/40.
(16) -منتخب الأثر/325.
(17) جاء في التعريف بالفضل بن روزبهان" قال الشيخ شمس الدين محمد السخاوي المصري في كتابه الضوء اللامع ( جزء 6 ص 171 ط القاهرة ) ما لفظه : فضل الله بن روزبهان بن فضل الله الأمي ، أبو الخير بن القاضي بأصبهان أمين الدين الخنجي الأصل الشيرازي الشافعي الصوفي،ويعرف بخواجه ملا.لازم جماعة كعميد الدين الشيرازي وتسلك بالجمال الأردستاني وتجرد معه، وتقدم في فنون من عربية ومعان وأصلين وغيرها، مع حسن سلوك وتوجه وتقشف ولطف عشرة و انطراح وذوق وتقنع، قدم القاهرة فتوفيت أمه بها،وزار بيت المقدس والخليل، ومات شيخه الجمال ببيت المقدس فشهد دفنه، وسافر إلى المدينة المنورة النبوية فجاور بها أشهرا من سنة سبع وثمانين ( 887 ) ولقيني بها". ".." أضاف:وقال في الروضات ( ص 500 الطبعة الثانية بطهران ) في باب الفاء ما لفظه : فضل الله بن روزبهان بن فضل الله الخنجي الأصفهاني المعروف به (پاشا ) كان من أعاظم علماء المعقول والمنقول، حنفي الفروع وأشعري الأصول، متعصبا لأهل مذهبه وطريقته، متصلبا في عداوة أولياء الله وأحبته، له كتب
ومصنفات ورسائل و مؤلفات منها كتاب المقاصد، في علم الكلام، وكتاب إبطال الباطل، في نقض كشف الحق الذي كتبه العلامة في مخالفات أهل السنة والإمامية في العقايد والأحكام، وهو الذي رد عليه القاضي نور الله التستري الشهيد الموثق الموفق في كتابه الموسوم بإحقاق الحق.".اه. السيد المرعشي- شرح
إحقاق الحق - ج1 - ص74

(18) -كشف الأستار (74–75) "
(19)- مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج 2 - ص 404
(20) - يرتبط الحديث عن العمر الطويل بثلاثة محاورمن علم الطب، ومحور من علم الفيزياء، وهذه المحاور الأربعة كما يلي:
الأول: هل أن الإنسان كائن معمر، بمعنى أنه بطبيعته يمكن أن يعيش آلاف السنين، وإنما يطرأ عليه الموت بسبب مايعرض له من أمراض، وهو المحور الذي أشير إليه أعلاه.(. تجد بحثاً مسهباً حول رأي الطب في العمر الطويل في "منتخب الأثر" (277-283)اعتمد فيه المؤلف على ما جاء في مجلات "المقتطف" و "الهلال" وما نقله الطنطاوي في الجزء 17 من تفسيره الجواهر عن مجلة "كل شيء". وراجع "منتقم حقيقي" فارسي /277, و "معاد وجهان بس أز مرك" فارسي /170-171. وتزخر المواقع الطبية على شبكة الأنترنيت بفيض من الأبحاث العلمية حول هذا الموضوع، تأتي الإشارة إلى بعضها.
الثاني: هل أن الإنسان من حيث الأصل ليس معمراً، إلا أنه قابل لأن يكون معمراً، بمعنى أن بإمكان علم الطب أن يطيل عمر الإنسان، من خلال معالجة بعض المكونات الرئيسة فيه، والتي لو تركت وشأنها لانتهى عمرها وتسبب ذلك بالموت، وتكون هذه المعالجة بحيث يبقى نفس الشخص على قيد الحياة، فيقال: هذا هو فلان من الناس بعينه وليس نسخة عنه.
الثالث: هل تتوقف إطالة العمر على " الإستنساخ"؟ بمعنى أن نفس الشخص لايمكن أن يطيل العلم عمره، وإنما يستنسخه، ليكون بعد الإستنساخ نسخة عن الشخص السابق..
الرابع: "توقف الزمن مع سرعة الضوء" حيث" قربت الفيزياء بواسطة النسبية بشقيها (الخاصة والعامة) فكرة الخلود، عن طريق سرعة الضوء (يتوقف الزمن مع سرعة الضوء) و"الكتلة الكبيرة" فإذا قارب الإنسان سرعة الضوء توقف الزمن، وإذا استوى على مسطح عرضه السموات والأرض توقف الزمن، في تأطير غير مباشر لفكرة الخلود ". من مقالة للدكتور خالص جلبي. على الرابط التالي: http://www.aleqt.com/article.php?do=show&id=7484. htth://www.aljazeeratalk.net/forum/archive/index.php/t-6757.html
ويلاحظ أن الأبحاث الطبية في مجال طول العمر تتركز حول:
1- "إنزيم خاص "تيلوميراز" TELOMERASE"يهب التجدد في الجسم، ويمنح الخلايا ديمومة الحياة واستمرار انقسامها وتكاثرها.
2- وكذلك حول بروتين "سيرSIR2" الذي يعطي حياة أطول لخلية الخميرة في المختبر، حيث يعمل على ضبط امتصاص السعرات الحرارية، ومن ثم يزيد في عمرها
3- وحول " جين آخر، هو:( إس سي إتش9 sch9)
(تجد تفاصيل وافية على الروابط التالية:http://www.islamonline.net/arabic/science/2002/07article03.shtml http://www.annabaa.org/nbanews/30/166.htm. http://www.al3asefah.com/forum/lofiversion/index.php?t12860.html
http://www,alwasat.com/details.asp?section=334203&issue=9853  كما تجد بحثاً علمياً وافياً حول التيلومير على الرابط التالي: http://196.218.202.74/mag/articles/articledetails.aspx?id=215

(21) -منتخب الأثر /275 نقلاً عن كشف المحجة للسيد ابن طاوس, الفصل 79.
(22) -الشيخ الطوسي، الغيبة/87.