في التنفيذ

موقع السرائر

 

في التنفيذ

يشار هنا إلى جملة من الضوابط التنفيذية، رعاية لسلامة انطلاقة المشروع.

1-تقتضي الواقعية في التنفيذ أن لا يرتد بالضرر – كما مر إجمالاً – على الأشخاص الحقيقيين والحقوقيين، الذين تداخلت مصالحهم الإقتصادية إلى حد بعيد بعجلة الاقتصاد الأمريكي، كالموظفين في مجالات استثمار أمريكية، أو الذين حصلوا على امتيازات أو وكالات من شركات أمريكية، هؤلاء وأمثالهم، يْترك لهم الوقت الكافي لتدبر أمورهم، على قاعدة الجدية في البحث عن بدائل.

2-بما أن الغالبية منا في حل من مثل هذه القيود، فإن المبادرة إلى تنفيذ هذا المشروع تعنيها بالدرجة الأولى، وسيفرض الجو العام الذي يتكون تدريجياً من مقاطعة الأكثرية، على من تقدم الحديث عنهم الإسراع في البحث عن بدائل.

3- لا تشمل المقاطعة، البضائع التي تم شراؤها، على أن لا يتخذ هذا ذريعة لعدم المقاطعة عملياً.

3- لإنجاح المشروع ينبغي تجنيبه لغة المزايدات، والتندر، والإحراج، ليتسنى المضي فيه قدماً، بعيداً عن ردات الفعل والتحدي.

4- حيث إن بعض السلع الأمريكية تستتبع الإدمان عليها، فإن الأمر بحاجة إلى الإرادة والعزم، وهذا يقتضي التنبه إلى أمرين:

1- أن كرامة الأمة تستحق بذل الجهد للتخلص من أسر هذا الإدمان، وهل يكون صادقاً في عدائه لأمريكا من يسقط أمام هذه السلعة الأمريكية أو تلك؟

 إن ألف كلمة ثورية لاهبة، لا تعادل الإمتناع عن شراء سلعة أمريكية.

وإن ألف تصريح ثوري هادر، لا لون له ولا طعم ولا رائحة، مادام من يطلق ذلك ضعيفا أمام لفافة تبغ أمريكية عقد القلب على الخضوع لشهوتها، رغم أنها سلعة عدو سفاك.

2- إن الوعي لجرائم أمريكا ومجازرها – وكل مجازر الصهيونية مجازرها – لا ينفصل عن الإحساس بتأنيب الضمير لدى الإصرار على استعمال منتجاتها وسلعها، خاصة أن ثمن هذه السلع يرفع تلقائياً رصيد ثمن الصواريخ والقذائف وكل أسلحة الفتك والدمار، التي تنزف منها دماؤنا، و تتشظى أجسادنا، وتُمكن الأعداء من مواصلة التآمر علينا لإذلالنا، ومن يفكر في هذه الحقيقة جيداً وينشط ذاكرته في إطارها سيجد نفسه في مسار المقاطعة ولو بعد حين.

إن الهدف كبير كبير، وهو يستحق الجهد الذي يمكن من كسر العادة، مهما كانت صعوبته.

يبقى في الختام توكيد أن مشروع مقاطعة البضائع الأمريكية يرقى إلى مستوى المشروع الإستراتيجي، وسنجد أنفسنا عاجلاً أم آجلاً أمامه وجهاً لوجه، وسنكتشف خسارتنا الفادحة الناجمة عن التسويف في إطلاقه، عندما نلمس عظيم آثاره، في جميع المجالات. (1)


هوامش

1- من النص السابق حول الموضوع.