وهكذا شملت الجولة في رياض
الحج تضوع عطر حلق الذكر ونسيم الجنان، والعكوف
على أعتاب الأيام المعلومات بما تحمله من كنوز
البناء العقيدي، ليلوح من أنوارها تمازج الوِرد
بالتاريخ والحاضر والمستقبل، في الخطى الإبراهيمية
المتلهفة إلى الطلعة الغراء تقود العالم بأسره -
وما أصغره أمام العزمة الإلهية المحمدية للمهدي
المنتظر أرواحنا فداه - ليظهر بالربوبية بإذن الله
تعالى وهي تجلي العبودية له عز وجل، بعدما ظهر
آباؤه بالعبودية لله سبحانه.
الحج دورة إبراهيمية مهدوية في السياق الإلهي الذي
شاءه تعالى فيضاً محمدياً.
الحج توحد السعي والطواف،
والرمل والهرولة، والعام والخاص، والحلق والرمي
والذبح - بكل معانيه- على عتبة التوحيد، وفي محراب
عظمة الله العلي القدير الواحد الأحد الفرد الصمد،
تقدست آلاؤه، وجل ثناؤه.
والمدخل الحصري لسلامة الحج
وكل قصد: اتباع المصطفى الحبيب، والقيام لله،
طوافاً حول الكعبة التي جعلها الله تعالى مثابة
للناس وأمناً، ليحرموا مخبتين، وقياماً لهم ليحلوا
قائمين بانتظار القائم.
والإنتظار عمل دائب وجهد لاينضب من معينه منهل :