(1)
الأوَّل من ذي الحجة

موقع السرائر

وهو يوم حافل بالمستحبات والمناسبات، وهما كما يلي:

1- استحباب صومه

قال الشيخ الطوسي:
" يستحب صوم هذا العشر إلى التاسع، فإن لم يقدر صام أول يوم منه".." وروي عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام أنه قال : من صام أول يوم من العشر، عشر ذي الحجة كتب الله له صوم ثمانين شهراً ".
(1)

2- صلاة الصديقة الكبرى عليها السلام

قال الشيخ الطوسي:

" ويستحب أن تصلي فيه صلاة فاطمة عليها السلام، وروي أنها أربع ركعات مثل صلاة أمير المؤمنين عليه السلام كل ركعة بالحمد مرة، وخمسين مرة قل هو الله أحد
(2) ويسبح عقيبها بتسبيح الزهراء عليها السلام، ويقول:

سبحان ذي العز الشامخ المنيف، سبحان ذي الجلال الباذخ العظيم، سبحان ذي الملك الفاخر القديم ، سبحان من يرى أثر النملة في الصفا، سبحان من يرى وقع الطير في الهواء، سبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره ".
(3)

وقد تعددت الصلاة المروي أنها صلاتها عليها صلوات الرحمن، وبالإضافة إلى ماتقدم ثمة – في ما وجدت - ثلاث صلوات أخرى:

قال في " اللمعة البيضاء": وكانت صلاتها المخصوصة بها انتساباً صلاتين مندوبتين، إحداهما: ركعتان يقرأ في كل ركعة بعد الحمد سورة التوحيد مرتين، والثانية ركعتان أيضا: يقرأ في الركعة الأولى بعد الحمد سورة القدر مائة مرة، وفي الثانية سورة التوحيد"
(4) مائة مرة ويقرأ بعد الفراغ على كل تقدير التسبيح الآخر المشهور بتسبيح الزهراء، وهو أقل شهرة من الأول المذكور، وهو هذا:

" سبحان من لبس البهجة والجمال، سبحان من تردى بالنور والوقار، سبحان من يرى أثر النمل في الصفا، سبحان من يرى أثر الطير في الهواء، سبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره ". وهي سريعة الأثر في المطالب والحاجات".

أضاف:

ونقل الفاضل المجلسي رحمه الله في زاد المعاد في وظائف اليوم الأول من ذي الحجة، الذي ورد وقوع تزويج الزهراء عليها السلام من أمير المؤمنين في ذلك اليوم، صلاة اخرى لها عن الشيخ رحمه الله
(5) وأنه قال : يستحب في اليوم الأول من ذي الحجة صلاة الزهراء عليها السلام. وورد انها أربع ركعات مثل صلاة علي عليه السلام، كل ركعتين بتسليمة واحدة يقرأ في كل ركعة بعد الحمد سورة التوحيد خمسين مرة، ويقرأ بعد الفراغ من الركعات تسبيح الزهراء عليها السلام، وهي : " سبحان ذي العز الشامخ .." إلى آخر ما مر. (6)

وقال في مكان آخر:

" وقال ابن طاووس في صلاة الزيارة لها: لو أمكنك أن تفعل صلاة الزهراء عليها السلام، فافعل، وهي ركعتان تقرأ في كل ركعة بعد الحمد سورة التوحيد ستين مرة، ولو لم تقدر على ذلك ففي الركعة الأولى بعد الحمد سورة التوحيد مرة، والركعة الثانية سورة الجحد مرة ".
(7)

3- الدعاء

بالإضافة إلى الدعاء المتقدم عقيب صلاة الصديقة الكبرى عليها السلام، ورد استحباب بعض الأدعية في هذا اليوم وفي كل يوم من العشر الأوائل من ذي الحجة، وهي:

أ‌- " روى أبو حمزة الثمالي قال : كان أبو عبد الله عليه السلام يدعو بهذا الدعاء من أول عشر ذي الحجة إلى عشية عرفة في دبر الصبح وقبل المغرب، يقول:
أللهم هذه الأيام التي فضلتها على الأيام وشرفتها قد بلغتنيها بمنِّك ورحمتك، فأنزل علينا من بركاتك، وأوسع علينا فيها من نعمائك. أللهم إني أسألك أن تصلي على محمدٍ وآل محمد وأن تهدينا فيها لسبيل الهدى، والعفاف والغنى، والعمل فيها بما تحب وترضى، أللهم إني أسألك يا موضع كل شكوى، ويا سامع كل نجوى، ويا شاهد كل ملأ، ويا عالم كل خفية، أن تصلي على محمدٍ وآل محمد، وأن تكشف عنا فيها البلاء، وتستجيب لنا فيها الدعاء، و تقوينا فيها وتعيننا وتوفقنا فيها لما تحب ربنا وترضى، وعلى ما افترضت علينا من طاعتك وطاعة رسولك وأهل ولايتك.
اللهم إني أسألك يا أرحم الراحمين أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تهب لنا فيها الرضا إنك سميع الدعاء، ولا تحرمنا خير ما تنزل فيها من السماء، وطهرنا من الذنوب يا علام الغيوب، وأوجب لنا فيها دار الخلود.
أللهم صل على محمد وآل محمد ولا تترك لنا فيها ذنبا ًإلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا ديناً إلا قضيته، ولا غائباً إلا أديته،ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا سهلتها ويسرتها إنك على كل شئ قدير.
أللهم يا عالم الخفيات، يا راحم العبرات، يا مجيب الدعوات، يا رب الأرضين والسموات، يا من لا تتشابه عليه الأصوات، صل على محمدٍ وآل محمد واجعلنا فيها من عتقائك وطلقائك من النار والفائزين بجنتك، الناجين برحمتك، يا أرحم الراحمين. وصلى الله على محمد وآله أجمعين وسلم عليهم تسليما".
(8)

ب‌- " عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه، أنه كان يقول في كل يوم من أيام العشر هذه الكلمات "عشر مرات كما يأتي":

لا إله الا الله عدد الليالي والدهور، لا إله الا الله عدد أمواج البحور، لا إله إلا الله ورحمته خير مما يجمعون، لا إله إلا الله عدد الشوك والشجر، لا إله إلا الله عدد الشعر والوبر. لا إله إلا الله عدد الحجر والمدر، لا إله إلا الله عدد لمح العيون، لا إله إلا الله في الليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس، لا إله إلا الله عدد الرياح في البراري والصخور، لا إله إلا الله من اليوم إلى يوم ينفخ في الصور".

ثم تذكر الرواية ثواباً عظيماً لهذا الذكر يبهر العقول، جاء في جانب منه " من قال في كل يوم من أيام العشر عشر مرات هذا التهليل أعطاه الله عز وجل بكل تهليلة درجة في الجنة ".
(9)

* وتجدر الإشارة هنا بعناية إلى عملين خاصين باليوم الأول من ذي الحجة، أوردهما السيد ابن طاوس عليه الرحمة، وهما:

1- صلاة ركعتين قبل الزوال بنصف ساعة " في كل ركعة الحمد مرة و " قل هو الله احد " وآية الكرسي و " انا انزلناه “ عشراً عشراً”.
2- من خاف ظالما فقال في هذا اليوم : حسبي حسبي حسبي من سؤالي علمك بحالي. كفاه الله شره.
(10)

* صلاة كل ليلة من الليالي العشر:


تقدم بيانها تحت عنوان "شهر ذي الحجة" في الحلقة السابقة.

* أشير في الختام إلى استحباب صوم تسعة أيام من العشر الأوائل أي ماعدا يوم العيد، ومن لم يستطع أن يصوم التسعة، فليحرص على الأقل على صوم اليوم الأول من ذي الحجة، ويأتي مزيد توضيح بحوله تعالى.

والحمد لله رب العالمين


الهوامش:
(1) الشيخ الطوسي، مصباح المتهجد671.
(2) قال المجلسي :"لاخلاف بيننا ظاهراً في اسحباب هذه الصلاة، ونسبها الشيخ وجماعة إلى أمير المؤمنين عليه السلام والعلامة وجماعة إلى فاطمة عليها السلام، ويظهر كلاهما من الأخبار، ولا تنافي بينهما، ويظهر كونها صلاة أمير المؤمنين عليه السلام من رواية المفضل بن عمر في كيفية نافلة شهر رمضان، وكونها صلاة فاطمة عليها السلام من هذه الرواية. وقال الصدوق رحمه الله في الفقيه: باب ثواب الصلاة التي يسميها الناس صلاة فاطمة، ويسمونها أيضا صلاة الأوابين، ".." ثم قال : كان شيخنا محمد بن الحسن بن الوليد رضي الله عنه يروي هذه الصلاة وثوابها إلا أنه كان يقول إنى لا أعرفها بصلاة فاطمة عليها السلام، وأما أهل الكوفة فانهم يعرفونها بصلاة فاطمة عليها السلام انتهى، ولا ثمرة لهذا الكلام بعد شرعية الصلاة، والصلاة المنسوبة إلى كل منهم منسوبة إلى جميعهم. البحار88/171 .
(3) المصدر.
(4) قال الشيخ المفيد: باب صلاة فاطمة عليها السلام: " وصلاة فاطمة عليها السلام ركعتان ، يقرأ في الأولى منهما بفاتحة الكتاب و إنا أنزلناه في ليلة القدر مائة مرة، وفي الثانية بالفاتحة و قل هو الله أحد مائة مرة ". الشيخ المفيد، الأشراف32.
(5) هي التي تقدمت عنه.
(6) التبريزي، اللمعة البيضاء288-289.
(7) المصدر290. وانظر كلام السيد المشار إليه في الإقبال3/166 وهو هكذا : " ثم تصلي صلاة الزيارة وإن استطعت أن تصلي صلاتها صلى الله عليها، فافعل، وهي ركعتان تقرأ في كل ركعة الحمد مرة وستين مرة قل هو الله أحد".
(8) الشيخ الطوسي، مصباح المتهجد672-673. والمزار، محمد بن المشهدي443.
(9) محمد بن المشهدي، المزار441، والسيد ابن طاوس، الإقبال2/47- 48 وابن فهد الحلي، عدة الداعي254-255 والجميع نقلاً عن الشيخ الصدوق.
(10) السيد ابن طاوس، الإقبال2/49.